الرئيسية
أحدث الصور
من طرف الملتقى السعودي الاول لحماية
الملكية الفكرية
( الرياض -8-9 مارس 2008)
-دور الويبو في خدمة وحماية
الملكية الفكرية-
مقدمة
يطيب لي ان اتوجه إليكم بخالص التقدير والامتنان وخاصة للدكتور احمد فهد
الحمدان ، رئيس جمعية الناشرين السعوديين ونائب رئيس اتحاد الناشرين العرب ، على
دعوة المنظمة العالمية للملكية الفكرية
للحضور والمشاركة في اشغال هذا الملتقى
الاول حول اهمية الملكية الفكرية
والذي يسعى لتحقيق مجموعة من الاهدافlالرامية
الى نشر الوعي بأهمية حماية حقوق الملكية الفكرية وتأثير تفعيلها على التنمية
الاقتصادية وتشجيع الاستثمار والإبداع ولتبادل المعلومات والخبرات واستعراض
التجارب في مجال حماية هذه الحقوق. إن رعاية معالي السيد وزير الثقافة والإعلام الأستاذ/ إياد بن أمين مدنيلهذا الملتقى لدليل على الاهمية
الكبرى التي توليها المملكة للملكية الفكرية
وعيا منها باهميتها وضرورة حمايتها من جل تشجيع الابتكار والخلق
والإبداع وخلق الثراء.
ولعلها المناسبة لتقديم بعض المعلومات عن المنظمة العالمية لملكية الفكرية وبعض
انشطتها خدمة للملكية الفكرية وتعزيز
دورها كأداة فعالة في التنمية مع الاشارة بل التركيز على دور المكتب العربي و برنامجه
للتعاون الفني وبناء القدرات.
.1-تعريف بالمنظمة العالمية للملكية
الفكرية
المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) هي
منظمة دولية تهتم بتعزيز الاستفادة من إنجازات الفكر الإنساني وحمايتها . وبفضل
تلك الإنجازات المجسدة في الملكية الفكرية يتسع نطاق العلوم والتكنولوجيا ويغتني
عالم الفنون . وتضطلع الويبو من خلال عملها بدور مهم في الارتقاء بمستوى الحياة
وتعزيز فرص التمتع بها بالإضافة إلى تمكين الأمم من تكوين ثروات حقيقية . وفي ما
يلى نبذة موجزة عن هذه المنظمة :
لقد كان للأهداف التي انعقدت من أجلها معاهدتي باريس
الخاصة بحماية الملكية الصناعية( 1883 ) ومعاهدة برن
لحماية الادب والاعمال الفنية (1886 ) بغية النهوض بالمواهب والابداعات من خلال حماية الجهود والمصنّفات الفكرية، أكبر الأثر في توسيع دائرة صلاحيات ونشاطات هذه المنظمة.
وتتولّى الويبو الإشراف على 24
معاهدة دولية (16 منها حول الملكية
الصناعية، و7 حول حق المؤلّف؛ إضافة إلى اتفاقية إنشاء الويبو. عدد الدول الأعضاء فيها 183 دولة،والهيئات الرئيسية
فيها هي الجمعية العامة ولجنة التنسيق. عع موظفيه يبلغ 1000 موظف من 85 بلدا. تبلغ ميزانية الويبو640 مليون فرنك
سويسري و عدد المنظمات غير الحكومية التي تتمتع فيها بصفة مراقب يفوق 170 منظمة.
تستمد الويبو نحو 90 بالمائة
من ميزانيتها السنوية من أنشطة التسجيل والنشر الدولية المنتفع بها على نطاق واسع.
ويتأتى الجزء الباقي من اشتراكات الدول الأعضاء فيها.
2-حقوق الملكية الفكرية
هي الحقوق التي تندرج في
إطارالقواعد القانونبة التي تضمن الحقوق المعنوية والمادية لكل المبدعين إذ الهدف
هو حماية
الإبداع الفكري المفرغ ضمن مصنفات الملكية الفنية والادبية او ما
يصطلح عليع بحق المؤلف والحقوق المجاورة
او ضمن المشاريع الصناعية والتجارية ( حقوق الملكية
الصناعية والتجارية ) وعليه فإن الملكية الفكرية تنقسم بوجه عام الى طائفتين
، الملكية الصناعية والتجارية و حق المؤلف والحقوق المجاورة أوالملكية الفنية او الادبية
أ-الملكية الصناعية وتشمل الاختراعات (البراءات) والعلامات التجارية
والرسوم والنماذج الصناعية وبيانات المصدر الجغرافية
فالبراءة حق استئثاري يمنح
نظير اختراع يكون منتجاً أو عملية تتيح طريقة جديدة لإنجاز عمل ما أو تقدم حلا
تقنيا جديدا لمشكلة ما. وتعد البراءات ضرورية على اعتبارها
اعتراف بالابداع والمكافاة المالية وتشجيع
على الابتكار الذي
يضمن تحسن نوعية الحياة البشرية باستمرار.ولا تكتفي البراءات بتوفير
الحماية لمالك البراءة فحسب بل تتيح معلومات قيّمة ،عبر ضرورة الكشف عن المعلومات
المتعلقة بالختراعات ، وتلهم الأجيال القادمة من الباحثين والمخترعين.
لقد كشف تقرير المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) بشأن
براءات الاختراع لسنة لسنة 2007 عن زيادة إيداعات طلبات البراءات عبر العالم بمعدل
سنوي بلغ في المتوسط 4.7٪ مع تسجيل معدلات النمو الأعلى في بلدان شمال شرقي آسيا،
لا سيما في جمهورية كوريا والصين.. وأظهر التقرير أن عدد البراءات الممنوحة عبر
العالم زاد بمعدل سنوي بلغ في المتوسط 3.6٪ بمنح حوالي 000 600 براءة في سنة
2005 وحدها. ومع نهاية سنة 2005، كان ما يقارب 5.6 مليون براءة نافذا عبر العالم.
والمكاتب التي تلقت أكبر عدد
من إيداعات طلبات البراءات هي مكاتب اليابان والولايات المتحدة الأمريكية والصين
وجمهورية كوريا والمكتب الأوروبي للبراءات. وتستأثر هذه المكاتب الخمسة بنسبة 77٪
من مجموع البراءات المودعة سنة 2005.
وقد زاد الانتفاع بنظام
البراءات الدولي بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، فهناك أدلة على تزايد انتفاع
البلدان حديثة العهد بالتصنيع بهذا النظام.وذلك بتقدم دولشمال شرقي اسيا في تحدي
الدول النظيرة لها في انحاء اخرى من العالم وهذا مؤشر على مستوى القدرة الإبداعية
والابتكار الذي يشهده العالم بأسره
وتنبأ نائب المدير العام
للويبو، المشرف على أعمال الويبو بشأن البراءات في تعليقه على هذا التحول الكبير في جغرافيا
الابتكار الذي كان مرتكزا بشكل كبير طوال 250 سنة في البلدان الصناعية، بأن يستمر
هذا الاتجاه متوقعا أن تواصل بلدان مثل الصين وجمهورية كوريا تطوراتها السريعة في
مجال الابتكار، وأحد المؤشرات على ذلك هو عدد طلبات البراءات المودعة. إن معاهدة
التعاون بشأن البراءات باتت السبيل الرئيسي لإيداع طلبات البراءات الدولية وإن
الويبو لملتزمة التزاما تاما بتعزيز هذا النظام أكثر لضمان أن يبقى الخيار الفعال
والأقل تكلفة من أجل الإيداع الدولي لطلبات البراءات. ويبلغ حاليا عدد البلدان المنضمة إلى
معاهدة التعاون بشأن البراءات 137 بلدا.
-العلامة التجارية
هي إشارة مميزة تحدد سلعا أو خدمات معينة
على أنها تلك التي ينتجها شخص أو مشروع محدد أو يوفرها. وعلى مرّ السنين، تطورت
تلك العلامات ليحكمها نظام لتسجيل العلامات التجارية وحمايتها كما نعرفه اليوم.
ويساعد هذا النظام المستهلكين على تحديد المنتجات أو الخدمات وشرائها لأن الطبيعة
والنوعية اللتين تدل عليهما العلامة التجارية الفريدة تلبيان احتياجاتهم.وتوفر العلامة التجارية الحماية لمالكها بضمان الحق
الاستئثاري في الانتفاع بها لتحديد السلع أو الخدمات أو التصريح لطرف آخر
بالانتفاع بها مقابل مكافأة. وإن كانت مدة الحماية تختلف، فإن تسجيل العلامة
التجارية يمكن تجديده بعد انقضاء مهلته مرات غير محدودة بتسديد رسوم إضافية.
وتتولى المحاكم إنفاذ حماية العلامات التجارية ولها صلاحية منع التعدي على
العلامات التجارية في معظم الأنظمة. ).
وسعيا إلى تفادي الحاجة إلى التسجيل لدى كل مكتب
وطني أو إقليمي، تدير الويبو نظاما للتسجيل الدولي للعلامات. وتحكم النظام
معاهدتان هما اتفاق مدريد بشأن التسجيل الدولي للعلامات وبروتوكول مدريد. ويجوز
للشخص الذي تربطه صلة بأي بلد طرف في إحدى المعاهدتين أو كلتيهما (من خلال الجنسية
أو المنشأة أو الإقامة) أن يحصل على تسجيل دولي تسري آثاره في بعض البلدان الأخرى
الأعضاء في اتحاد مدريد أو جميعها عقب تسجيل العلامة لدى مكتب العلامات التجارية
في ذلك البلد أو إيداع طلب تسجيل لديه.
وبمفهوم أعم، تعزز العلامات التجارية روح
المبادرة في العالم من خلال مكافأة مالكي العلامات التجارية بالاعتراف بهم
وإكسابهم ربحا ماليا. وتؤدي حماية العلامة التجارية أيضا إلى إحباط جهود مزاولي
المنافسة غير المشروعة، مثل المزورين، إذا شاءوا الانتفاع بإشارات مميزة مماثلة
بغرض تسويق منتجات أو خدمات من نوع رديء أو مختلف.
الرسم أو النموذج الصناعي
هو المظهر الزخرفي أو الجمالي
لسلعة ما. ومن الممكن أن يتألف الرسم أو النموذج الصناعي من عناصر مجسمة مثل شكل
السلعة أو سطحها أو من عناصر ثنائية الأبعاد مثل الرسوم أو الخطوط أو
الألوان.وتطبق الرسوم والنماذج الصناعية على مجموعة كبيرة من منتجات الصناعة
والحرف اليدوية التي تتنوع من الأدوات التقنية أو الطبية إلى الساعات والمجوهرات
وغيرها من السلع الكمالية ومن الأدوات المنزلية والأجهزة الكهربائية إلى هياكل
السيارات والمباني ومن تصاميم النسيج إلى السلع الترفيهية.و ليحظى الرسم أو
النموذج الصناعي بالحماية، تقتضي معظم القوانين الوطنية أن يكون جديدا أو أصليا
وألا تمليه وظيفته. ويعني ذلك أنه يتسم أساسا بطابع جمالي.الرسوم والنماذج
الصناعية هي التي تجعل السلعة جذابة ومغرية وبالتالي ترفع من القيمة التجارية للمنتج
وتزيد من فرص تسويقه.
وعندما يكون الرسم أو النموذج
الصناعي مشمولا بالحماية ، يحصل المالك أي الشخص أو الكيان الذي سجل الرسم أو
النموذج على حق استئثاري يحظر استنساخ الرسم أو النموذج أو تقليده على يد الغير
دون تصريح. وهذا يساعد على ضمان عائد عادل من الاستثمار. وفي إمكان المستهلكين
والجمهور بشكل عام الاستفادة من نظام حماية فعال لأنه يشجع المنافسة المشروعة
والممارسات التجارية الشريفة والإبداع ويروج للمنتجات الأكثر جاذبية من حيث
الشكل.وتساعد حماية الرسوم والنماذج الصناعية التنمية الاقتصادية بتشجيع الإبداع
في قطاع الصناعات والفنون التقليدية والحرف اليدوية. وتساهم في توسيع النشاط
التجاري وتصدير المنتجات الوطنية.
البيان الجغرافي
هو إشارة توضع على السلع التي
لها منشأ جغرافي محدد وصفات أو سمعة تعزى إلى ذلك المكان. ومن الشائع أن يكون
البيان الجغرافي عبارة عن اسم مكان منشأ السلع. ومن المعتاد أن تستمد المنتجات
الزراعية صفاتها من مكان إنتاجها وأن تتأثر بعوامل جغرافية محلية محددة كالمناخ
والتربة. وتكتسب الإشارة صفة البيان الجغرافي وفقا لشروط القانون الوطني وإدراك
المستهلك. إذ يجوز أن يكون البيان الجغرافي موضع انتفاع يغطي أنواعا مختلفة من
المنتجات الزراعية، مثل اسم مقاطعة "توسكانا" الإيطالية المشهورة بزيت
زيتونها المنتج في تلك المقاطعة الإيطالية أو اسم جبنة "روكفور"
الفرنسية.
ولا يقتصر الانتفاع بالبيانات
الجغرافية على المنتجات الزراعية، إذ يمكن الاستعانة بها لإبراز صفات محددة في
المنتج تعزى إلى عوامل بشرية يختص بها مكان منشأ تلك المنتجات، مثل المهارات
الصناعية والتقاليد. ومكان المنشأ هذا قد يكون قرية أو مدينة أو منطقة أو بلدا.
وعلى سبيل المثال، فإن الإشارة إلى "سويسرا" أو ما هو
"سويسري" تعتبر بيانا جغرافيا في عدة بلدان وتختص به المنتجات المصنوعة
في سويسرا ولا سيما الساعات.
الهدف من حماية البيان
الجغرافي هو إعاقة من يريد ان يضلل المستهلك ويجعله
يظن أنه يشتري منتجا أصليا بصفات وخصائص محددة بينما هو يشتري سلعة مقلدة لا قيمة
لها. ويتضرر المنتج لأنه يخسر قدرا مهما من تجارته ومن سمعة ذلك المنتج. ينص عدد
من المعاهدات التي تديرها الويبو على حماية البيانات الجغرافية وأشهرها اتفاقية
باريس بشأن حماية الملكية الصناعية لسنة 1883 واتفاق لشبونة بشأن حماية تسميات
المنشأ وتسجيلها على الصعيد الدولي. وعلاوة على ذلك، فإن الدول الأعضاء في الويبو وبعض
الجهات المعنية تبحث في اجتماعات الويبو عن سبل جديدة لتعزيز الحماية الدولية
للبيانات الجغرافية .
ب- حق المؤلف والحقوق المجاورة
حق
المؤلف مصطلح قانوني يصف الحقوق الممنوحة للمبدعين في مصنفاتهم الأدبية والفنية و
يضم المصنفات الأدبية والفنية كالروايات والقصائد والمسرحيات والأفلام والألحان
الموسيقية والرسوم واللوحات والصور الشمسية والتماثيل والتصميمات الهندسية من جهة
أخرى . وتتضمن الحقوق المجاورة لحق المؤلف حقوق فناني الأداء المتعلقة بأدائهم
وحقوق منتجي التسجيلات الصوتية المرتبطة بتسجيلاتهم وحقوق هيئات الإذاعة المتصلة
ببرامج الراديو والتلفزيون.
يتمتع المبدع الأصلي للمصنف المحمي بموجب حق
المؤلف وورثته ببعض الحقوق الأساسية . اذ لهم الحق الاستئثاري في الانتفاع بالمصنف
أو التصريح للآخرين بالانتفاع به بشروط متفق عليها
وتمتد مهلة تلك الحقوق
المالية الى 50 سنة بعد وفاة المبدع وفقا لمعاهدات الويبو المعنية . ويجوز تحديد
مهل أطول في القوانين الوطنية. وتسمح تلك المدة الى المبدعين وورثتهم بجني فائدة
مالية لفترة معقولة . وتشمل الحماية بموجب حق المؤلف أيضا الحقوق المعنوية التي
تشمل بدورها حق المبدع في طلب نسبة المصنف له وحق الاعتراض على التغييرات التي من
شأنها أن تمس بسمعة المبدع .
والحقوق المجاورة لحق المؤلف وهي - حقوق فناني الأداء (مثل الممثلين
والموسيقيين) في أدائهم وحقوق منتجي التسجيلات الصوتية مثل تسجيلات الأشرطة
والأقراص المدمجة في تسجيلاتهم وحقوق
هيئات الاذاعة في برامجها الاذاعية والتلفزيونية .
حق المؤلف والحقوق المجاورة له أساسي للابداع الانساني
لما توفره من تشجيع للمبدعين عن طريق الاعتراف بهم أو مكافأتهم مكافأة مالية عادلة
. وبناء على ذلك النظام ، يطمئن المبدعون الى امكانية نشر مصنفاتهم دون خشية
استنساخها من غير تصريح بذلك أو قرصنتها . وهذا ما يساعد على زيادة فرص النفاذ الى
الثقافة والمعرفة ووسائل التسلية وتوسيع امكانية التمتع بها في جميع أرجاء العالم
. وتدير المنظمة معاهدة الويبو بشأن حق المؤلف ومعاهدة الويبو بشأن الأداء
والتسجيل الصوتي (المعروفتين معًا باسم "معاهدتي الانترنت" في كثير من
الأحيان) . ووضعت هاتان المعاهدتان قواعد دولية ترمي الى منع النفاذ الى المصنفات
الابداعية أو الانتفاع بها على شبكة انترنت أو شبكات رقمية أخرى دون تصريح بذلك .
لا يعتمد حق المؤلف ذاته على
اجراءات رسمية . ويعتبر المصنف الابداعي محميا بموجب حق المؤلف فور اعداده .
وعلاوة على ذلك ، يملك العديد من البلدان مكتبا وطنيا لحق المؤلف وتسمح بعض
القوانين بتسجيل المصنفات لأغراض تحديد عناوين المصنفات والتمييز بينها مثلا .
ولا يملك العديد من أصحاب
المصنفات الابداعية الوسائل اللازمة لانفاذ حق المؤلف على المستوى القانوني
والاداري بسبب الانتفاع العالمي المتزايد بالمصنفات الأدبية والموسيقية ولأداء
الفني على وجه الخصوص . ونتيجة لذلك ، يشهد العديد من البلدان نزعة متزايدة الى
انشاء منظمات أو جمعيات للادارة الجماعية . وبامكان تلك الجمعيات أن تفيد أعضاءها
بخبرتها في المجال الاداري والقانوني في جمع الاتاوات المتأتية من الانتفاع
بمصنفات الأعضاء في العالم وادارة تلك الاتاوات وتوزيعها مثلا .
3-الانشطة
والخدمات الرئيسية للمنظمة
من القواعد الرئيسية والثابتة في نشاطات منظمة «WIPO» للارتقاء بمستوى
الحماية للملكية الفكرية هي توسيع الضوابط والمعايير الدولية وتطبيقها تدريجياً.بالرغم من أنّ معاهدتي باريس وبرن تشكّلان النواة لمعاهدات منظمة «WIPO»، إلاّ أنّ الاتفاقيات اللاحقة أسّست لحماية أكثر شمولية لتواكب التطور التكنلوجي والمجالات المستحدثة الأخرى،.و تتمثل مهام الويبو الرئيسية
في يلي:
أ - السعي لارساء القواعد والمعايير
الدولية في مجال الملكية الفكرية وتطوير القوانين والمعايير والممارسات المتعلقة بها
السارية في الدول الأعضاء وتنسيقها تدريجياً . ويتطلب تشجيع المبادئ والقواعد
الدولية المشتركة في مجال الملكية الفكرية التشاور المكثف مع الدول والفئات
المهتمة الأخرى. وهذا يتطلب السهر على مراجعة تلك الاتفاقيات او دعوة الدول الى
التفاوض بشان ابرام اتفاقيات جديدة في مجال الملكية الفكرية اذا ظهرت الحاجة الى ذلك وخاصة في ما يتعلق
بمواكبة التطور التكنولوجي الهائل . وأمام سرعة العولمة التي شهدتها التجارة خلال
العقد الأخير، تضطلع الويبو بدور رئيسي في المساعدة على تطوير تلك الأنظمة الجديدة
عبر ما توفره من مساعدة قانونية وتقنية وتدريب بأشكال مختلفة لا سيما في مجال
إنفاذ حقوق الملكية الفكرية.
[ب- تدبير طائفة كبيرة من
الأنشطة والخدمات التي تنطوي على وضع معايير دولية للقوانين والممارسات في مجال
الملكية الفكرية. كما تقدم الويبو دعمها إلى البلدان النامية على الصعيدين التقني
والقانوني وتسهل تسوية المنازعات في مجال الملكية الفكرية وتستكشف القضايا الجديدة
المطروحة على الساحة العالمية في مجال الملكية الفكرية . وفي إطار تلك الأنشطة
برمتها تستخدم أحدث وسائل تكنولوجيا المعلومات لتعزيز الفعالية وتيسير تبادل
المعلومات الإلكترونية عن الملكية الفكرية.
ت-تقديم خدمات مقابل رسوم معيّنة وبناء على
الاتفاقات الدولية، وتتيح للمنتفعين بها في الدول الأعضاء إيداع طلبات براءات الاختراع
الدولية (معاهدة التعاون بشأن البراءات)، والتسجيل الدولي
للعلامات التجارية ( نظام مدريد ) وللرسوم والنماذج الصناعية ( نظام لاهاى ) 0
ث-مساعدة الدول وخاصة منها النامية عن طريق
توفير المشورة القانونية والفنية و تحديث البنية التحتية و بناء القدرات ودعم طاقات الانظمة الوطنية للملكية الفكرية
والاستمرار في تطويرها والنهوض بالتعاون الدولي والاقليمي الرامي الى انشاء نظام
الملكية الفكرية وتحديثه وادارته وضمان الانتفاع به لدفع عجلة التقدم في البلدان
النامية
ج-تدبيرمجموعة من البرامج الرامية إلى زيادة
انتفاع الأمم النامية أفضل انتفاع بالملكية الفكرية كوسيلة للتنمية الاقتصادية.
وتتضمن البرامج المساعدة التقنية والقانونية دعماً لمبادرات البلدان الأعضاء
لتحسين أطرها على مستوى التشريعات والمؤسسات والموارد البشرية؛ فضلا عن الدراسات
الاقتصادية وأنشطة تعزيز الابتكار.
-العمل على تعميم وتعميق
فهم أفضل للملكية الفكرية، بحيث تستحدث الويبو وفرةً من مواد مخاطبة الجمهور،
وتعمل على نشرها.وفي ذلك ،حقيقة ،سعي وراء تشجيع الإبداع والابتكار، وزيادة
الإدراك لكيفية حماية الملكية الفكرية الناتجة عنهما والانتفاع بها. وتستهدف
الندوات والمنتجات الإعلامية أوساطا مختلفة كالمبدعين والشركات الصغيرة والمتوسطة،
ومؤسسات البحث وواضعي السياسات. ويساهم سائر أنشطة نشر الدراية مع الجهود التي
تبذلها الدول الأعضاء في حقل انفاذ حقوق الملكية الفكرية.
ولهذا الغرض تحتفل الويبو والدول الأعضاء فيها باليوم العالمي للملكية الفكرية في
26 ابريل من كل سنة وذلك بتنظيم الانشطة
والتظاهرات لزيادة فهم الجمهور لحقيقة
الملكية الفكرية وإبراز كيف أن نظامها لا ينهض بالموسيقى والفنون وقطاع الترفيه
فحسب ولكنه ينهض أيضا بكل المنتجات والابتكارات التكنولوجية التي تساعد على تشكيل
هذا العالم الذي نعيش فيه مما يستوجب الحماية لحقوق الملكية الفكرية المملوكة
للغير.
بالاظافة الى ماسبق،توفرالمنظمة
منتدى للحوار من خلال الاجتماعات العديدة الرامية لاتاحة الحوار البناء حول
التحديات الراهنة. وتكلف الويبو أيضاً جهات خارجية بإعداد دراسات حول ما يستجد من
القضايا .
4-دور وانشطة المكتب العربي
إنه واحد من المكاتب
الاقليمية الرابعة داخل المنظمة: المكتب الافريقي ومكتب اسيا والمحيط الهادي ومكتب
امريكا اللاتينية والكاريبي) يقوم المكتب العربي بتنفيذ الأنشطة والبرامج التي
تهدف الى دعم وتعزيز العناصر
الرئيسية الثلاثة التي يرتكز عليها نظام حديث وفعال للملكية الفكرية وهي الفرد
والتشريعات والمؤسسات، سواء الحكومية أو غير الحكومية، المعنية بالملكية الفكرية. ويسعي المكتب العربي، من خلال تعاونه مع
الحكومات العربية والقطاع الخاص في المنطقة العربية إلى تحقيق عدة أهداف اشتملت
على ما يلي :
أولا : إحياء وتعزيز التعاون والتنسيق
المؤسسي بين الويبو والمنظمات الحكومية الإقليمية والدولية والمنظمات غير الحكومية :
فقد تم في عام 2000 في القاهرة توقيع اتفاق
تعاون مشترك بين الويبو وجامعة الدول العربية على إثره بادرت الجامعة بإنشاء وحدة
متخصصة في مجال الملكية الفكرية تابعة لمكتب أمين عام الجامعة العربية من أجل
زيادة فعالية التنسيق والتشاور والتعاون بين الجامعة العربية والويبو.
كما تم توقيع مذكرة تعاون
مشترك مع اتحاد المحامين العرب ، تم بموجبها عقد اجتماعات في كل من مصر وسوريا
وتونس والمغرب والكويت للمحامين ووكلاء العلامات التجارية وبراءات الاختراع من أجل
التعريف بالأبعاد القانونية لاتفاقيات الملكية الفكرية .
وتقوم الويبو أيضاً
بالتنسيق مع المنظمات الاقليمية المختلفة وبصفة خاصة التى تنتمى الدول النامية الى
عضويتها ، لتنفيذ عدة أنشطة مشتركة في الدول الأعضاء بها ( منظمة المؤتمر الاسلامى
، البنك الاسلامى للتنمية …الخ)
ثانيا : التعاون مع الدول العربية في
مجال تعديل وتحديث التشريعات الخاصة بالملكية الفكرية مع الأخذ بعين الاعتبار
التزاماتها التعاقدية الدولية في هذا المجال ولا سيما اتفاق جوانب حقوق الملكية
الفكرية المتصلة بالتجارة (اتفاق تريبس).
في عام 1996 اتفقت الويبو
ومنظمة التجارة العالمية على التعاون على تنفيذ اتفاق تربس لحماية حقوق الملكية
الفكرية وانفاذها عن طريق تبليغ القوانين واللوائح وتوفير المساعدة القانونية
والفنية لمصلحة البلدان النامية. وكما يعلم الجميع ، فان اتفاقية التريبسواحدة من الاتفاقيات التي أسفرت عنها جولة
أوروغواي التي بدأت عام 1986 والتي دخلت حيز التنفيذ في 1/1/1995، وتتضمن الاتفاقية
تدابير صارمة ومعايير تتعلق بتوفير حقوق الملكية الفكرية ونطاقها واستخدامها لكنها تجيز للدول الاعضاء ان تنفذ ضمن قوانينها
ما يتيح حماية اوسع من التي تتطلبه الاتفاقية
شريطة عدم المخالفة لاحكام الاتفاقية .
و قام المكتب العربي بإعداد مشاريع
قوانين أو تعليقات على قوانين حق المؤلف لكل من مصر والكويت وقطر وتونس وعمان
والسعودية والإمارات العربية المتحدة وموريتانيا ولبنان والأردن والمغرب والسودان
والسلطة الفلسطينية والبحرين ؛
وفي العديد من الأحيان أعقب
إعداد تلك المشاريع أو التعليقات زيارات متبادلة بين خبراء الويبو والجهات الوطنية
المعنية للتشاور حول إعداد تلك التشريعات .
كما تم في العديد من الدول
آنفة الذكر تنظيم دورات تدريبية متخصصة حول تفسير وتطبيق تلك القوانين ولوائحها
التنفيذية .
ثالثا : تيسير تطبيق قوانين الملكية
الفكرية ودعم نظم وآليات إنفاذ قوانين الملكية الفكريةمن خلالالتعاون مع
الجهات المختصة في الدول العربية بتنظيم دورات تدريبية للقضاة ووكلاء النيابة
ورجال الجمارك في كل من الأردن والسودان والكويت وتونس والمغرب والإمارات العربية
المتحدة؛
وقد قام المكتب العربي،تحقيقا
لهذا الهدف أيضا ،بتكليف بعض أساتذة الجامعات المرموقين في مجال قانون الملكية
الفكرية بإعداد دليل قانوني بأحكام القضاء الصادرة في المنازعات المتعلقة بحق
المؤلف( بموجب القانون الفرنسي (اللاتيني) والإنجليزي (الأنجلوساكسوني) وقوانين الدول
العربية(.
رابعاً : دعم وتعزيز دور الجامعات
والمؤسسات التعليمية في خلق ونشر ثقافة للملكية الفكرية في المنطقة العربية، وذلك بالتعاون مع العديد من
الجامعات بالدول العربية لإدخال قانون الملكية الفكرية ضمن المنهج الدراسي وفي بعض
الأحيان بدء دبلوم متخصص في مجال الملكية الفكرية . وتتعاون الويبو حالياً فى هذا المجال مع العديد
من الجامعات (جمعة الحسن الثاني في المغرب وجامعة القاهرة في مصر وجامعة الحكمة
والجامعة اللبنانية في لبنان والجامعة الأردنية في الأردن وجامعة الخرطوم في
السودان ). واشتمل هذا التعاون أيضا على تدريب الأساتذة من تلك الجامعات وإرسال
مواد علمية للتدريس وتمويل مشاركة أساتذة زائرين في برامج تلك الجامعات
.
خامساً: إدراج موضوع الملكية الفكرية
ضمن أولويات الهيئات التشريعية والبرلمانية في المنطقة العربية، وقد دأب المكتب العربى على
تنظيمزيارات إلى مقر المنظمة في جنيف لوفود برلمانية من العديد من الدول
العربية، بهدف التعريف بالأهمية السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية
لمفهوم الملكية الفكرية ؛
سادسا : تعريف الحكومات العربية
والقطاع الخاص بالأهمية الاقتصادية لقطاع الصناعات الثقافية ودعم جهود الحكومات في
حماية واستغلال أشكال التعبير الفولكلوري والتراث الشعبي والمعارف التقليدية.
سابعا : استخدام الحاسبات الآلية فى
أعمال المكاتب العربية المعنية بحماية الملكية الصناعية وترشيد وتسهيل إجراءاتها، وذلك من خلالبرنامج
حاسب آلى لأعمال وإجراءات مكاتب الملكية الصناعية في المنطقة العربية. ولقد تم
تشغيل هذا البرنامج في مكاتب الملكية الصناعية
وتجدر الاشارة إلى انه،فى
اطار السعى لتعزيز ثقافة الملكية الفكرية ، قامت الويبو بتأسيس الاكاديمية
العالمية في عام 1998 للمساعدة في تنمية الموارد البشرية في البلدان النامية
للاستفادة من جميع المزايا التي توفرها الأنظمة الوطنية والدولية للملكية الفكرية
عن طريق وضع برامج تدريبية حديثة وتصميمها وفقا لاحتياجات المسؤولين عن التنمية
بصفة خاصة فى الدول النامية. ومن انشطتها الرئيسية برنامج التعليم عن بعد
وهو
وسيلة تدريبية بديلة تعمل على جعل مواد الملكية الفكرية متوفرة للعديد من الجماهير
في العالم ، من خلال دورات التعليم عن طريق استخدام الإنترنت بشكل أساسي.
5-الويبو واجندة التنمية
من بين التحديات الكبرى التي تواجهها الويبو
اليوم تحقيق وعود الملكية الفكرية كأداة للتنمية الاقتصادية وترجمتها على أرض
الواقع.وتحفيز الانتفاع بالملكية
الفكرية في سبيل التنمية المستدامة، ذلك
ان الملكية الفكرية اصبحت فى العصر الحالي بمثابة محرك قوي يدفع عجلة التنمية
الاقتصادية.إذ تشكل مزيجا حيويا يساعد على حفز الإبداع والابتكار وتوليد العائدات
وتشجيع الاستثمار وتعزيز الثقافة والحد من "هجرة الأدمغة" وتغذية الجهاز
الاقتصادي ككل. وبالتالى اصبحت الضرورة ملحة بإدراج سياسات استراتيجية خاصة
بالملكية الفكرية ضمن خطط الدول الرامية إلى تكوين الثروات
وبناء
عليه ، فان الويبو عازمة من خلال عدد من البرامج لتعميق
الانتفاع الاستراتيجي بالملكية الفكرية من اجل
خلق الثراء وتحقيق التنمية الاجتماعية
والاقتصادية لجميع البلدان وجعلها في متناول كل القطاعات و اقرب منالا للجميع مع التركيز على ضرورة الحماية المتوازنة
من اجل تعزيز الاستثمار وتوثيق العلاقة بين
الاختراعات وسياسات الأبحاث وكيفية دعم القطاع الثقافي.
إن التحديات التي تواجه الويبو
تحديات كبيرة ومثيرة ونجاح المنظمة في
مواجهتها مرهون بالمشاركة الكاملة والشاملة للأعضاء فيها ومجموعات المجتمع المدني
والمؤسسات الأكاديمية والشركات والمواطنين.
وتجدر الاشارة في هذا الصدد للقرار
الذي اتخذته الدول الأعضاء في الويبو سنة 2007 لاعتماد جدول أعمال بشأن التنمية
يتألف من سلسلة من التوصيات الرامية إلى تعزيز البعد الإنمائي في أنشطة المنظمة.
وتشمل التوصيات 45 من المقترحات المتفق عليها تغطي ست مجموعات من الأنشطة هي
المساعدة التقنية وتكوين الكفاءات؛ ووضع القواعد والمعايير وجوانب المرونة
والسياسة العامة والملك العام؛ ونقل التكنولوجيا، وتكنولوجيا المعلومات والاتصال،
والحصول على المعرفة؛ وعمليات التقدير والتقييم ودراسات الأثر؛ والمسائل المؤسسية
ومن ضمنها الولاية والإدارة.
جاء هذا الانجاز الكبير بعد سلسلة من الاجتماعات الحكومية الدولية لبحث
الاقتراحات التي قدمها بعض الدول الاعضاء بالاضافة الى استضافة الويبو لندوة دولية معنية
بالملكية الفكرية والتنمية فتح باب المشاركة فيها لجميع أصحاب المصالح بمن فيهم
ممثلو المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية .
إن هذا القرار المتخذ بالإجماع
والرامي إلى تعزيز البعد الانمائى في كافة انشطة المنظمة ليعتبر بحق أقوى دليل على الرؤية الجديدة التي أصبحت
تكنسيها الملكية الفكري في نظر المجتمع الدولي كأداة فعالة في تعزيز التطور الاقتصادي
والاجتماعي و التكنولوجي من خلال دعم الخلق والابتكار والإبداع وخدمة الصالح العام
بطريقة فعالة ومتوازنة وأن تستجيب لاحتياجات ومصالح كل البلدان سواء كانت بلدان
متقدمة أو نامية.،إذ ليست حماية الملكية الفكرية غاية في حد ذاتها ولكن عليها أن
تخدم مصالح اجتماعية واقتصادية أوسع. وينبغي أن تتعادل حقوق المخترعين والمبدعين
مع اعتبارات أوسع تتعلق بمصلحة المجتمع.
ولتنفيذ
تلك المقترحات الشاملة قررت الجمعية
العامة إنشاء لجنة للتنمية والملكية الفكرية من هدفها وضع برنامج عمل لتنفيذ
التوصيات المعتمدة. وتعمل اللجنة الجديدة على رصد تنفيذ جميع التوصيات المعتمدة
وتقييمها ومناقشتها وإعداد تقارير في ذلك الشأن بالتنسيق مع هيئات الويبو المعنية.
وتتألف اللجنة الجديدة من الدول الأعضاء وبحضور المنظمات الحكومية الدولية والمنظمات غير
الحكومية المعتمدة لدى الويبو. وسترفع اللجنة تقاريرها وتوصياتها سنويا إلى
الجمعية العامة.
6-الويبو و مسالة الانفاذ
توجد بالويبو لجنة استشارية معنية بالإنفاذ انشات سنة 2002
لتكون محفلا لتبادل خبرات الدول و منتدى لبحث شؤون الإنفاذ وكلفتها بالتعاون مع
سائر المنظمات الحكومية الدولية والقطاع الخاص من أجل مكافحة التقليد والقرصنة
والنهوض بتثقيف الجماهير وتقديم المساعدة للدول الأعضاء بناء على طلبها والتنسيق
في تنفيذ برامج تدريبية وطنية وإقليمية لجميع المعنيين وتبادل المعلومات في قضايا
الإنفاذ
وقد ساهمت الدورات السابقة في
تحديد الفرص المتاحة لتحسين التنسيق والتعاون بين أصحاب المصالح بغية ترشيد
المسائل المتعلقة بالإنفاذ و وضع استراتيجيات فعالة لردع ظاهرتي التقليد والقرصنة ،تلك
الظاهرة التي مثلها احد المتحثين خلال المؤتمر العالمي الثالث لمكافحة التقليد والقرصنة الذي استضافته كل من
الويبو والأنتربول والمنظمة العالمية
للجمارك في يناير 2007 بقضية الاحتباس الحراري قياسا بنسبة الاهتمام الكبير للحكومات
وقطاع الاعمال في العالم . وقد كان
المؤتمر بمثابة خطوة هامة نحو التفاف
الأطراف الرئيسية في هذه الحرب على الأهداف المشتركة التي يبدأ تحقيقها حينما يبدأ الفهم بضرورة الانتقال من مستوى التنظير
إلى مستوى التطبيق الواقعي اعتمادا على تشريعات وانظمة قوية وفعلية للملكية
الفكرية تمكن من استغلال الموارد الإبداعية لفائدة التنمية الاقتصادية.
وحسب بعض التقديرات الحذرة،
يسود اعتقاد بأن التقليد والقرصنة يكلفان الاقتصاد خسائر تفوق 100 بليون دولار
أمريكي سنويا. فقد أصبح كل منتج في السوق هدفا للتقليد والقرصنة بما يعرض صحة
الإنسان وسلامته للخطر ويضر بالتنمية الاقتصادية. وتؤثر الخسائر الاقتصادية
المهولة تأثيرا عميقا على الاقتصاد وعلى الصحة والسلامة .
7-الويبو والمعارف القليدية والفولكلور والموارد الجينية
لقد انشات بداخل المنظمة لجنة حكومية دولية معنية
بالموارد الوراثية والمعارف التقليدية والفولكلور،بموجب قرار للجمعية العامة
للويبو في أكتوبر 2000 وذلك بهدف تعميق فهم دولي مشترك للأسلوب الأفضل لحماية المعارف التقليدية
وأشكال التعبير الثقافي التقليدي من تملكها التعسفي وسوء استخدامها. والهدف
الأساسي هو دعم أصحاب المعارف التقليدية وأشكال التعبير الثقافي التقليدي والأمناء
عليها في ممارسة سلطة أكبر بشأن طريقة استخدام هذه العناصر الجوهرية بالنسبة
لهويتهم الثقافية وطريقة انتشارها، وفي تعزيز الجوانب القانونية لاحترامها
والاعتراف بها. وطالب العديد من المشاركين في
النقاش بصكوك قانونية دولية معينة لتحقيق ذلك. وما زال على الدول الأعضاء التوصل
إلى توافق في الآراء بشأن الشكل المعيّن لنتيجة هذا العمل. وأدى عمل اللجنة إلى
مشروعات أهداف ومبادئ لحماية المعارف التقليدية وأشكال التعبير الثقافي التقليدي حماية
قانونية من تملكها التعسفي وسوء استخدامها .
لقد أرست اللجنة توجيهات مفيدة في المشاورات
والمبادرات التشريعية على مستوى المجتمعات المحلية وعلى الصعيد الوطني والإقليمي.
ولا تزال موادها العلمية تساعد مباشرة واضعي السياسات في سعيهم نحو اعتراف قانوني
أقوى بالمعارف التقليدية وأشكال التعبير الثقافي التقليدي وحمايتها على نحو أكثر
متانة. وساعد عملها في مجال الموارد الوراثية وقضايا الكشف في البراءات على تحديد
مفاهيم الجدال الحاسم الجاري حاليا. وتخضع مشروعات هذه الأحكام حالياً لمشاورات
فعالة ومركزة في العديد من البلدان.
ولازالت اللجنة تواصل عملها من اجل تحقيق الهدف الذي انشات من اجله وهو إحراز
توافق دولي حول حماية المعارف التقليدية والموارد الوراثية والفولكلور. والتحدي
الآن هو الانطلاق من ذلك العمل للتوصل إلى نتائج عملية وملموسة على الصعيد الدولي.
8-برنامج التحكيم
والوساطة
تعتبر مسألة حل النزاعات التجارية ذات الصلة بحقوق الملكية الفكرية بسرعة كبيرة وأقل كلفة، وتقديم الحلول البديلة للأساليب القضائية الطويلة الأمد والمكلفة للطرفين أمراً حيوياً جداً، وقد برزت الحاجة لذلك في السنوات الأخيرة بعد تزايد أهمية التجارة الألكترونية.
يقدم مركز التحكيم والوساطة في(ويپو) عوناً كبيراً في حل النزاعات المذكورة للأفراد والشركات في كل زاوية من العالم. ولدى المركز قائمة طويلة تضم خيرة المختصّين من الحكّام والوسطاء في هذا المجال من حوالي 70 بلداً، وتخضع هذه البلدان لقوانين(ويپو) في أساليب حل النزاعات. وغالباً ما يُعمل بهذه الأساليب في البلدان بكل لغة وقانون، وتخلق جوّاً من التغيير والمرونة. في الواقع، وبسبب الكلفة المتدنية، تحظى أساليب(ويپو) بمرغوبية خاصة لدى الشركات التي تتحاشى الدخول في دعاوي مكلفة وطويلة الأجل، خاصة على الصعيد الدولي.
هذا، وقد اشتهرت(ويپو) بأنها المنظمة التي تقدّم خدماتها السريعة في فضّ النزاعات المتعلّقة بالتسجيل أو سوء استخدام الأسماء على الشبكات.
الملكية الفكرية
( الرياض -8-9 مارس 2008)
-دور الويبو في خدمة وحماية
الملكية الفكرية-
مقدمة
يطيب لي ان اتوجه إليكم بخالص التقدير والامتنان وخاصة للدكتور احمد فهد
الحمدان ، رئيس جمعية الناشرين السعوديين ونائب رئيس اتحاد الناشرين العرب ، على
دعوة المنظمة العالمية للملكية الفكرية
للحضور والمشاركة في اشغال هذا الملتقى
الاول حول اهمية الملكية الفكرية
والذي يسعى لتحقيق مجموعة من الاهدافlالرامية
الى نشر الوعي بأهمية حماية حقوق الملكية الفكرية وتأثير تفعيلها على التنمية
الاقتصادية وتشجيع الاستثمار والإبداع ولتبادل المعلومات والخبرات واستعراض
التجارب في مجال حماية هذه الحقوق. إن رعاية معالي السيد وزير الثقافة والإعلام الأستاذ/ إياد بن أمين مدنيلهذا الملتقى لدليل على الاهمية
الكبرى التي توليها المملكة للملكية الفكرية
وعيا منها باهميتها وضرورة حمايتها من جل تشجيع الابتكار والخلق
والإبداع وخلق الثراء.
ولعلها المناسبة لتقديم بعض المعلومات عن المنظمة العالمية لملكية الفكرية وبعض
انشطتها خدمة للملكية الفكرية وتعزيز
دورها كأداة فعالة في التنمية مع الاشارة بل التركيز على دور المكتب العربي و برنامجه
للتعاون الفني وبناء القدرات.
.1-تعريف بالمنظمة العالمية للملكية
الفكرية
المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) هي
منظمة دولية تهتم بتعزيز الاستفادة من إنجازات الفكر الإنساني وحمايتها . وبفضل
تلك الإنجازات المجسدة في الملكية الفكرية يتسع نطاق العلوم والتكنولوجيا ويغتني
عالم الفنون . وتضطلع الويبو من خلال عملها بدور مهم في الارتقاء بمستوى الحياة
وتعزيز فرص التمتع بها بالإضافة إلى تمكين الأمم من تكوين ثروات حقيقية . وفي ما
يلى نبذة موجزة عن هذه المنظمة :
لقد كان للأهداف التي انعقدت من أجلها معاهدتي باريس
الخاصة بحماية الملكية الصناعية( 1883 ) ومعاهدة برن
لحماية الادب والاعمال الفنية (1886 ) بغية النهوض بالمواهب والابداعات من خلال حماية الجهود والمصنّفات الفكرية، أكبر الأثر في توسيع دائرة صلاحيات ونشاطات هذه المنظمة.
وتتولّى الويبو الإشراف على 24
معاهدة دولية (16 منها حول الملكية
الصناعية، و7 حول حق المؤلّف؛ إضافة إلى اتفاقية إنشاء الويبو. عدد الدول الأعضاء فيها 183 دولة،والهيئات الرئيسية
فيها هي الجمعية العامة ولجنة التنسيق. عع موظفيه يبلغ 1000 موظف من 85 بلدا. تبلغ ميزانية الويبو640 مليون فرنك
سويسري و عدد المنظمات غير الحكومية التي تتمتع فيها بصفة مراقب يفوق 170 منظمة.
تستمد الويبو نحو 90 بالمائة
من ميزانيتها السنوية من أنشطة التسجيل والنشر الدولية المنتفع بها على نطاق واسع.
ويتأتى الجزء الباقي من اشتراكات الدول الأعضاء فيها.
2-حقوق الملكية الفكرية
هي الحقوق التي تندرج في
إطارالقواعد القانونبة التي تضمن الحقوق المعنوية والمادية لكل المبدعين إذ الهدف
هو حماية
الإبداع الفكري المفرغ ضمن مصنفات الملكية الفنية والادبية او ما
يصطلح عليع بحق المؤلف والحقوق المجاورة
او ضمن المشاريع الصناعية والتجارية ( حقوق الملكية
الصناعية والتجارية ) وعليه فإن الملكية الفكرية تنقسم بوجه عام الى طائفتين
، الملكية الصناعية والتجارية و حق المؤلف والحقوق المجاورة أوالملكية الفنية او الادبية
أ-الملكية الصناعية وتشمل الاختراعات (البراءات) والعلامات التجارية
والرسوم والنماذج الصناعية وبيانات المصدر الجغرافية
فالبراءة حق استئثاري يمنح
نظير اختراع يكون منتجاً أو عملية تتيح طريقة جديدة لإنجاز عمل ما أو تقدم حلا
تقنيا جديدا لمشكلة ما. وتعد البراءات ضرورية على اعتبارها
اعتراف بالابداع والمكافاة المالية وتشجيع
على الابتكار الذي
يضمن تحسن نوعية الحياة البشرية باستمرار.ولا تكتفي البراءات بتوفير
الحماية لمالك البراءة فحسب بل تتيح معلومات قيّمة ،عبر ضرورة الكشف عن المعلومات
المتعلقة بالختراعات ، وتلهم الأجيال القادمة من الباحثين والمخترعين.
لقد كشف تقرير المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) بشأن
براءات الاختراع لسنة لسنة 2007 عن زيادة إيداعات طلبات البراءات عبر العالم بمعدل
سنوي بلغ في المتوسط 4.7٪ مع تسجيل معدلات النمو الأعلى في بلدان شمال شرقي آسيا،
لا سيما في جمهورية كوريا والصين.. وأظهر التقرير أن عدد البراءات الممنوحة عبر
العالم زاد بمعدل سنوي بلغ في المتوسط 3.6٪ بمنح حوالي 000 600 براءة في سنة
2005 وحدها. ومع نهاية سنة 2005، كان ما يقارب 5.6 مليون براءة نافذا عبر العالم.
والمكاتب التي تلقت أكبر عدد
من إيداعات طلبات البراءات هي مكاتب اليابان والولايات المتحدة الأمريكية والصين
وجمهورية كوريا والمكتب الأوروبي للبراءات. وتستأثر هذه المكاتب الخمسة بنسبة 77٪
من مجموع البراءات المودعة سنة 2005.
وقد زاد الانتفاع بنظام
البراءات الدولي بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، فهناك أدلة على تزايد انتفاع
البلدان حديثة العهد بالتصنيع بهذا النظام.وذلك بتقدم دولشمال شرقي اسيا في تحدي
الدول النظيرة لها في انحاء اخرى من العالم وهذا مؤشر على مستوى القدرة الإبداعية
والابتكار الذي يشهده العالم بأسره
وتنبأ نائب المدير العام
للويبو، المشرف على أعمال الويبو بشأن البراءات في تعليقه على هذا التحول الكبير في جغرافيا
الابتكار الذي كان مرتكزا بشكل كبير طوال 250 سنة في البلدان الصناعية، بأن يستمر
هذا الاتجاه متوقعا أن تواصل بلدان مثل الصين وجمهورية كوريا تطوراتها السريعة في
مجال الابتكار، وأحد المؤشرات على ذلك هو عدد طلبات البراءات المودعة. إن معاهدة
التعاون بشأن البراءات باتت السبيل الرئيسي لإيداع طلبات البراءات الدولية وإن
الويبو لملتزمة التزاما تاما بتعزيز هذا النظام أكثر لضمان أن يبقى الخيار الفعال
والأقل تكلفة من أجل الإيداع الدولي لطلبات البراءات. ويبلغ حاليا عدد البلدان المنضمة إلى
معاهدة التعاون بشأن البراءات 137 بلدا.
-العلامة التجارية
هي إشارة مميزة تحدد سلعا أو خدمات معينة
على أنها تلك التي ينتجها شخص أو مشروع محدد أو يوفرها. وعلى مرّ السنين، تطورت
تلك العلامات ليحكمها نظام لتسجيل العلامات التجارية وحمايتها كما نعرفه اليوم.
ويساعد هذا النظام المستهلكين على تحديد المنتجات أو الخدمات وشرائها لأن الطبيعة
والنوعية اللتين تدل عليهما العلامة التجارية الفريدة تلبيان احتياجاتهم.وتوفر العلامة التجارية الحماية لمالكها بضمان الحق
الاستئثاري في الانتفاع بها لتحديد السلع أو الخدمات أو التصريح لطرف آخر
بالانتفاع بها مقابل مكافأة. وإن كانت مدة الحماية تختلف، فإن تسجيل العلامة
التجارية يمكن تجديده بعد انقضاء مهلته مرات غير محدودة بتسديد رسوم إضافية.
وتتولى المحاكم إنفاذ حماية العلامات التجارية ولها صلاحية منع التعدي على
العلامات التجارية في معظم الأنظمة. ).
وسعيا إلى تفادي الحاجة إلى التسجيل لدى كل مكتب
وطني أو إقليمي، تدير الويبو نظاما للتسجيل الدولي للعلامات. وتحكم النظام
معاهدتان هما اتفاق مدريد بشأن التسجيل الدولي للعلامات وبروتوكول مدريد. ويجوز
للشخص الذي تربطه صلة بأي بلد طرف في إحدى المعاهدتين أو كلتيهما (من خلال الجنسية
أو المنشأة أو الإقامة) أن يحصل على تسجيل دولي تسري آثاره في بعض البلدان الأخرى
الأعضاء في اتحاد مدريد أو جميعها عقب تسجيل العلامة لدى مكتب العلامات التجارية
في ذلك البلد أو إيداع طلب تسجيل لديه.
وبمفهوم أعم، تعزز العلامات التجارية روح
المبادرة في العالم من خلال مكافأة مالكي العلامات التجارية بالاعتراف بهم
وإكسابهم ربحا ماليا. وتؤدي حماية العلامة التجارية أيضا إلى إحباط جهود مزاولي
المنافسة غير المشروعة، مثل المزورين، إذا شاءوا الانتفاع بإشارات مميزة مماثلة
بغرض تسويق منتجات أو خدمات من نوع رديء أو مختلف.
الرسم أو النموذج الصناعي
هو المظهر الزخرفي أو الجمالي
لسلعة ما. ومن الممكن أن يتألف الرسم أو النموذج الصناعي من عناصر مجسمة مثل شكل
السلعة أو سطحها أو من عناصر ثنائية الأبعاد مثل الرسوم أو الخطوط أو
الألوان.وتطبق الرسوم والنماذج الصناعية على مجموعة كبيرة من منتجات الصناعة
والحرف اليدوية التي تتنوع من الأدوات التقنية أو الطبية إلى الساعات والمجوهرات
وغيرها من السلع الكمالية ومن الأدوات المنزلية والأجهزة الكهربائية إلى هياكل
السيارات والمباني ومن تصاميم النسيج إلى السلع الترفيهية.و ليحظى الرسم أو
النموذج الصناعي بالحماية، تقتضي معظم القوانين الوطنية أن يكون جديدا أو أصليا
وألا تمليه وظيفته. ويعني ذلك أنه يتسم أساسا بطابع جمالي.الرسوم والنماذج
الصناعية هي التي تجعل السلعة جذابة ومغرية وبالتالي ترفع من القيمة التجارية للمنتج
وتزيد من فرص تسويقه.
وعندما يكون الرسم أو النموذج
الصناعي مشمولا بالحماية ، يحصل المالك أي الشخص أو الكيان الذي سجل الرسم أو
النموذج على حق استئثاري يحظر استنساخ الرسم أو النموذج أو تقليده على يد الغير
دون تصريح. وهذا يساعد على ضمان عائد عادل من الاستثمار. وفي إمكان المستهلكين
والجمهور بشكل عام الاستفادة من نظام حماية فعال لأنه يشجع المنافسة المشروعة
والممارسات التجارية الشريفة والإبداع ويروج للمنتجات الأكثر جاذبية من حيث
الشكل.وتساعد حماية الرسوم والنماذج الصناعية التنمية الاقتصادية بتشجيع الإبداع
في قطاع الصناعات والفنون التقليدية والحرف اليدوية. وتساهم في توسيع النشاط
التجاري وتصدير المنتجات الوطنية.
البيان الجغرافي
هو إشارة توضع على السلع التي
لها منشأ جغرافي محدد وصفات أو سمعة تعزى إلى ذلك المكان. ومن الشائع أن يكون
البيان الجغرافي عبارة عن اسم مكان منشأ السلع. ومن المعتاد أن تستمد المنتجات
الزراعية صفاتها من مكان إنتاجها وأن تتأثر بعوامل جغرافية محلية محددة كالمناخ
والتربة. وتكتسب الإشارة صفة البيان الجغرافي وفقا لشروط القانون الوطني وإدراك
المستهلك. إذ يجوز أن يكون البيان الجغرافي موضع انتفاع يغطي أنواعا مختلفة من
المنتجات الزراعية، مثل اسم مقاطعة "توسكانا" الإيطالية المشهورة بزيت
زيتونها المنتج في تلك المقاطعة الإيطالية أو اسم جبنة "روكفور"
الفرنسية.
ولا يقتصر الانتفاع بالبيانات
الجغرافية على المنتجات الزراعية، إذ يمكن الاستعانة بها لإبراز صفات محددة في
المنتج تعزى إلى عوامل بشرية يختص بها مكان منشأ تلك المنتجات، مثل المهارات
الصناعية والتقاليد. ومكان المنشأ هذا قد يكون قرية أو مدينة أو منطقة أو بلدا.
وعلى سبيل المثال، فإن الإشارة إلى "سويسرا" أو ما هو
"سويسري" تعتبر بيانا جغرافيا في عدة بلدان وتختص به المنتجات المصنوعة
في سويسرا ولا سيما الساعات.
الهدف من حماية البيان
الجغرافي هو إعاقة من يريد ان يضلل المستهلك ويجعله
يظن أنه يشتري منتجا أصليا بصفات وخصائص محددة بينما هو يشتري سلعة مقلدة لا قيمة
لها. ويتضرر المنتج لأنه يخسر قدرا مهما من تجارته ومن سمعة ذلك المنتج. ينص عدد
من المعاهدات التي تديرها الويبو على حماية البيانات الجغرافية وأشهرها اتفاقية
باريس بشأن حماية الملكية الصناعية لسنة 1883 واتفاق لشبونة بشأن حماية تسميات
المنشأ وتسجيلها على الصعيد الدولي. وعلاوة على ذلك، فإن الدول الأعضاء في الويبو وبعض
الجهات المعنية تبحث في اجتماعات الويبو عن سبل جديدة لتعزيز الحماية الدولية
للبيانات الجغرافية .
ب- حق المؤلف والحقوق المجاورة
حق
المؤلف مصطلح قانوني يصف الحقوق الممنوحة للمبدعين في مصنفاتهم الأدبية والفنية و
يضم المصنفات الأدبية والفنية كالروايات والقصائد والمسرحيات والأفلام والألحان
الموسيقية والرسوم واللوحات والصور الشمسية والتماثيل والتصميمات الهندسية من جهة
أخرى . وتتضمن الحقوق المجاورة لحق المؤلف حقوق فناني الأداء المتعلقة بأدائهم
وحقوق منتجي التسجيلات الصوتية المرتبطة بتسجيلاتهم وحقوق هيئات الإذاعة المتصلة
ببرامج الراديو والتلفزيون.
يتمتع المبدع الأصلي للمصنف المحمي بموجب حق
المؤلف وورثته ببعض الحقوق الأساسية . اذ لهم الحق الاستئثاري في الانتفاع بالمصنف
أو التصريح للآخرين بالانتفاع به بشروط متفق عليها
وتمتد مهلة تلك الحقوق
المالية الى 50 سنة بعد وفاة المبدع وفقا لمعاهدات الويبو المعنية . ويجوز تحديد
مهل أطول في القوانين الوطنية. وتسمح تلك المدة الى المبدعين وورثتهم بجني فائدة
مالية لفترة معقولة . وتشمل الحماية بموجب حق المؤلف أيضا الحقوق المعنوية التي
تشمل بدورها حق المبدع في طلب نسبة المصنف له وحق الاعتراض على التغييرات التي من
شأنها أن تمس بسمعة المبدع .
والحقوق المجاورة لحق المؤلف وهي - حقوق فناني الأداء (مثل الممثلين
والموسيقيين) في أدائهم وحقوق منتجي التسجيلات الصوتية مثل تسجيلات الأشرطة
والأقراص المدمجة في تسجيلاتهم وحقوق
هيئات الاذاعة في برامجها الاذاعية والتلفزيونية .
حق المؤلف والحقوق المجاورة له أساسي للابداع الانساني
لما توفره من تشجيع للمبدعين عن طريق الاعتراف بهم أو مكافأتهم مكافأة مالية عادلة
. وبناء على ذلك النظام ، يطمئن المبدعون الى امكانية نشر مصنفاتهم دون خشية
استنساخها من غير تصريح بذلك أو قرصنتها . وهذا ما يساعد على زيادة فرص النفاذ الى
الثقافة والمعرفة ووسائل التسلية وتوسيع امكانية التمتع بها في جميع أرجاء العالم
. وتدير المنظمة معاهدة الويبو بشأن حق المؤلف ومعاهدة الويبو بشأن الأداء
والتسجيل الصوتي (المعروفتين معًا باسم "معاهدتي الانترنت" في كثير من
الأحيان) . ووضعت هاتان المعاهدتان قواعد دولية ترمي الى منع النفاذ الى المصنفات
الابداعية أو الانتفاع بها على شبكة انترنت أو شبكات رقمية أخرى دون تصريح بذلك .
لا يعتمد حق المؤلف ذاته على
اجراءات رسمية . ويعتبر المصنف الابداعي محميا بموجب حق المؤلف فور اعداده .
وعلاوة على ذلك ، يملك العديد من البلدان مكتبا وطنيا لحق المؤلف وتسمح بعض
القوانين بتسجيل المصنفات لأغراض تحديد عناوين المصنفات والتمييز بينها مثلا .
ولا يملك العديد من أصحاب
المصنفات الابداعية الوسائل اللازمة لانفاذ حق المؤلف على المستوى القانوني
والاداري بسبب الانتفاع العالمي المتزايد بالمصنفات الأدبية والموسيقية ولأداء
الفني على وجه الخصوص . ونتيجة لذلك ، يشهد العديد من البلدان نزعة متزايدة الى
انشاء منظمات أو جمعيات للادارة الجماعية . وبامكان تلك الجمعيات أن تفيد أعضاءها
بخبرتها في المجال الاداري والقانوني في جمع الاتاوات المتأتية من الانتفاع
بمصنفات الأعضاء في العالم وادارة تلك الاتاوات وتوزيعها مثلا .
3-الانشطة
والخدمات الرئيسية للمنظمة
من القواعد الرئيسية والثابتة في نشاطات منظمة «WIPO» للارتقاء بمستوى
الحماية للملكية الفكرية هي توسيع الضوابط والمعايير الدولية وتطبيقها تدريجياً.بالرغم من أنّ معاهدتي باريس وبرن تشكّلان النواة لمعاهدات منظمة «WIPO»، إلاّ أنّ الاتفاقيات اللاحقة أسّست لحماية أكثر شمولية لتواكب التطور التكنلوجي والمجالات المستحدثة الأخرى،.و تتمثل مهام الويبو الرئيسية
في يلي:
أ - السعي لارساء القواعد والمعايير
الدولية في مجال الملكية الفكرية وتطوير القوانين والمعايير والممارسات المتعلقة بها
السارية في الدول الأعضاء وتنسيقها تدريجياً . ويتطلب تشجيع المبادئ والقواعد
الدولية المشتركة في مجال الملكية الفكرية التشاور المكثف مع الدول والفئات
المهتمة الأخرى. وهذا يتطلب السهر على مراجعة تلك الاتفاقيات او دعوة الدول الى
التفاوض بشان ابرام اتفاقيات جديدة في مجال الملكية الفكرية اذا ظهرت الحاجة الى ذلك وخاصة في ما يتعلق
بمواكبة التطور التكنولوجي الهائل . وأمام سرعة العولمة التي شهدتها التجارة خلال
العقد الأخير، تضطلع الويبو بدور رئيسي في المساعدة على تطوير تلك الأنظمة الجديدة
عبر ما توفره من مساعدة قانونية وتقنية وتدريب بأشكال مختلفة لا سيما في مجال
إنفاذ حقوق الملكية الفكرية.
[ب- تدبير طائفة كبيرة من
الأنشطة والخدمات التي تنطوي على وضع معايير دولية للقوانين والممارسات في مجال
الملكية الفكرية. كما تقدم الويبو دعمها إلى البلدان النامية على الصعيدين التقني
والقانوني وتسهل تسوية المنازعات في مجال الملكية الفكرية وتستكشف القضايا الجديدة
المطروحة على الساحة العالمية في مجال الملكية الفكرية . وفي إطار تلك الأنشطة
برمتها تستخدم أحدث وسائل تكنولوجيا المعلومات لتعزيز الفعالية وتيسير تبادل
المعلومات الإلكترونية عن الملكية الفكرية.
ت-تقديم خدمات مقابل رسوم معيّنة وبناء على
الاتفاقات الدولية، وتتيح للمنتفعين بها في الدول الأعضاء إيداع طلبات براءات الاختراع
الدولية (معاهدة التعاون بشأن البراءات)، والتسجيل الدولي
للعلامات التجارية ( نظام مدريد ) وللرسوم والنماذج الصناعية ( نظام لاهاى ) 0
ث-مساعدة الدول وخاصة منها النامية عن طريق
توفير المشورة القانونية والفنية و تحديث البنية التحتية و بناء القدرات ودعم طاقات الانظمة الوطنية للملكية الفكرية
والاستمرار في تطويرها والنهوض بالتعاون الدولي والاقليمي الرامي الى انشاء نظام
الملكية الفكرية وتحديثه وادارته وضمان الانتفاع به لدفع عجلة التقدم في البلدان
النامية
ج-تدبيرمجموعة من البرامج الرامية إلى زيادة
انتفاع الأمم النامية أفضل انتفاع بالملكية الفكرية كوسيلة للتنمية الاقتصادية.
وتتضمن البرامج المساعدة التقنية والقانونية دعماً لمبادرات البلدان الأعضاء
لتحسين أطرها على مستوى التشريعات والمؤسسات والموارد البشرية؛ فضلا عن الدراسات
الاقتصادية وأنشطة تعزيز الابتكار.
-العمل على تعميم وتعميق
فهم أفضل للملكية الفكرية، بحيث تستحدث الويبو وفرةً من مواد مخاطبة الجمهور،
وتعمل على نشرها.وفي ذلك ،حقيقة ،سعي وراء تشجيع الإبداع والابتكار، وزيادة
الإدراك لكيفية حماية الملكية الفكرية الناتجة عنهما والانتفاع بها. وتستهدف
الندوات والمنتجات الإعلامية أوساطا مختلفة كالمبدعين والشركات الصغيرة والمتوسطة،
ومؤسسات البحث وواضعي السياسات. ويساهم سائر أنشطة نشر الدراية مع الجهود التي
تبذلها الدول الأعضاء في حقل انفاذ حقوق الملكية الفكرية.
ولهذا الغرض تحتفل الويبو والدول الأعضاء فيها باليوم العالمي للملكية الفكرية في
26 ابريل من كل سنة وذلك بتنظيم الانشطة
والتظاهرات لزيادة فهم الجمهور لحقيقة
الملكية الفكرية وإبراز كيف أن نظامها لا ينهض بالموسيقى والفنون وقطاع الترفيه
فحسب ولكنه ينهض أيضا بكل المنتجات والابتكارات التكنولوجية التي تساعد على تشكيل
هذا العالم الذي نعيش فيه مما يستوجب الحماية لحقوق الملكية الفكرية المملوكة
للغير.
بالاظافة الى ماسبق،توفرالمنظمة
منتدى للحوار من خلال الاجتماعات العديدة الرامية لاتاحة الحوار البناء حول
التحديات الراهنة. وتكلف الويبو أيضاً جهات خارجية بإعداد دراسات حول ما يستجد من
القضايا .
4-دور وانشطة المكتب العربي
إنه واحد من المكاتب
الاقليمية الرابعة داخل المنظمة: المكتب الافريقي ومكتب اسيا والمحيط الهادي ومكتب
امريكا اللاتينية والكاريبي) يقوم المكتب العربي بتنفيذ الأنشطة والبرامج التي
تهدف الى دعم وتعزيز العناصر
الرئيسية الثلاثة التي يرتكز عليها نظام حديث وفعال للملكية الفكرية وهي الفرد
والتشريعات والمؤسسات، سواء الحكومية أو غير الحكومية، المعنية بالملكية الفكرية. ويسعي المكتب العربي، من خلال تعاونه مع
الحكومات العربية والقطاع الخاص في المنطقة العربية إلى تحقيق عدة أهداف اشتملت
على ما يلي :
أولا : إحياء وتعزيز التعاون والتنسيق
المؤسسي بين الويبو والمنظمات الحكومية الإقليمية والدولية والمنظمات غير الحكومية :
فقد تم في عام 2000 في القاهرة توقيع اتفاق
تعاون مشترك بين الويبو وجامعة الدول العربية على إثره بادرت الجامعة بإنشاء وحدة
متخصصة في مجال الملكية الفكرية تابعة لمكتب أمين عام الجامعة العربية من أجل
زيادة فعالية التنسيق والتشاور والتعاون بين الجامعة العربية والويبو.
كما تم توقيع مذكرة تعاون
مشترك مع اتحاد المحامين العرب ، تم بموجبها عقد اجتماعات في كل من مصر وسوريا
وتونس والمغرب والكويت للمحامين ووكلاء العلامات التجارية وبراءات الاختراع من أجل
التعريف بالأبعاد القانونية لاتفاقيات الملكية الفكرية .
وتقوم الويبو أيضاً
بالتنسيق مع المنظمات الاقليمية المختلفة وبصفة خاصة التى تنتمى الدول النامية الى
عضويتها ، لتنفيذ عدة أنشطة مشتركة في الدول الأعضاء بها ( منظمة المؤتمر الاسلامى
، البنك الاسلامى للتنمية …الخ)
ثانيا : التعاون مع الدول العربية في
مجال تعديل وتحديث التشريعات الخاصة بالملكية الفكرية مع الأخذ بعين الاعتبار
التزاماتها التعاقدية الدولية في هذا المجال ولا سيما اتفاق جوانب حقوق الملكية
الفكرية المتصلة بالتجارة (اتفاق تريبس).
في عام 1996 اتفقت الويبو
ومنظمة التجارة العالمية على التعاون على تنفيذ اتفاق تربس لحماية حقوق الملكية
الفكرية وانفاذها عن طريق تبليغ القوانين واللوائح وتوفير المساعدة القانونية
والفنية لمصلحة البلدان النامية. وكما يعلم الجميع ، فان اتفاقية التريبسواحدة من الاتفاقيات التي أسفرت عنها جولة
أوروغواي التي بدأت عام 1986 والتي دخلت حيز التنفيذ في 1/1/1995، وتتضمن الاتفاقية
تدابير صارمة ومعايير تتعلق بتوفير حقوق الملكية الفكرية ونطاقها واستخدامها لكنها تجيز للدول الاعضاء ان تنفذ ضمن قوانينها
ما يتيح حماية اوسع من التي تتطلبه الاتفاقية
شريطة عدم المخالفة لاحكام الاتفاقية .
و قام المكتب العربي بإعداد مشاريع
قوانين أو تعليقات على قوانين حق المؤلف لكل من مصر والكويت وقطر وتونس وعمان
والسعودية والإمارات العربية المتحدة وموريتانيا ولبنان والأردن والمغرب والسودان
والسلطة الفلسطينية والبحرين ؛
وفي العديد من الأحيان أعقب
إعداد تلك المشاريع أو التعليقات زيارات متبادلة بين خبراء الويبو والجهات الوطنية
المعنية للتشاور حول إعداد تلك التشريعات .
كما تم في العديد من الدول
آنفة الذكر تنظيم دورات تدريبية متخصصة حول تفسير وتطبيق تلك القوانين ولوائحها
التنفيذية .
ثالثا : تيسير تطبيق قوانين الملكية
الفكرية ودعم نظم وآليات إنفاذ قوانين الملكية الفكريةمن خلالالتعاون مع
الجهات المختصة في الدول العربية بتنظيم دورات تدريبية للقضاة ووكلاء النيابة
ورجال الجمارك في كل من الأردن والسودان والكويت وتونس والمغرب والإمارات العربية
المتحدة؛
وقد قام المكتب العربي،تحقيقا
لهذا الهدف أيضا ،بتكليف بعض أساتذة الجامعات المرموقين في مجال قانون الملكية
الفكرية بإعداد دليل قانوني بأحكام القضاء الصادرة في المنازعات المتعلقة بحق
المؤلف( بموجب القانون الفرنسي (اللاتيني) والإنجليزي (الأنجلوساكسوني) وقوانين الدول
العربية(.
رابعاً : دعم وتعزيز دور الجامعات
والمؤسسات التعليمية في خلق ونشر ثقافة للملكية الفكرية في المنطقة العربية، وذلك بالتعاون مع العديد من
الجامعات بالدول العربية لإدخال قانون الملكية الفكرية ضمن المنهج الدراسي وفي بعض
الأحيان بدء دبلوم متخصص في مجال الملكية الفكرية . وتتعاون الويبو حالياً فى هذا المجال مع العديد
من الجامعات (جمعة الحسن الثاني في المغرب وجامعة القاهرة في مصر وجامعة الحكمة
والجامعة اللبنانية في لبنان والجامعة الأردنية في الأردن وجامعة الخرطوم في
السودان ). واشتمل هذا التعاون أيضا على تدريب الأساتذة من تلك الجامعات وإرسال
مواد علمية للتدريس وتمويل مشاركة أساتذة زائرين في برامج تلك الجامعات
.
خامساً: إدراج موضوع الملكية الفكرية
ضمن أولويات الهيئات التشريعية والبرلمانية في المنطقة العربية، وقد دأب المكتب العربى على
تنظيمزيارات إلى مقر المنظمة في جنيف لوفود برلمانية من العديد من الدول
العربية، بهدف التعريف بالأهمية السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية
لمفهوم الملكية الفكرية ؛
سادسا : تعريف الحكومات العربية
والقطاع الخاص بالأهمية الاقتصادية لقطاع الصناعات الثقافية ودعم جهود الحكومات في
حماية واستغلال أشكال التعبير الفولكلوري والتراث الشعبي والمعارف التقليدية.
سابعا : استخدام الحاسبات الآلية فى
أعمال المكاتب العربية المعنية بحماية الملكية الصناعية وترشيد وتسهيل إجراءاتها، وذلك من خلالبرنامج
حاسب آلى لأعمال وإجراءات مكاتب الملكية الصناعية في المنطقة العربية. ولقد تم
تشغيل هذا البرنامج في مكاتب الملكية الصناعية
وتجدر الاشارة إلى انه،فى
اطار السعى لتعزيز ثقافة الملكية الفكرية ، قامت الويبو بتأسيس الاكاديمية
العالمية في عام 1998 للمساعدة في تنمية الموارد البشرية في البلدان النامية
للاستفادة من جميع المزايا التي توفرها الأنظمة الوطنية والدولية للملكية الفكرية
عن طريق وضع برامج تدريبية حديثة وتصميمها وفقا لاحتياجات المسؤولين عن التنمية
بصفة خاصة فى الدول النامية. ومن انشطتها الرئيسية برنامج التعليم عن بعد
وهو
وسيلة تدريبية بديلة تعمل على جعل مواد الملكية الفكرية متوفرة للعديد من الجماهير
في العالم ، من خلال دورات التعليم عن طريق استخدام الإنترنت بشكل أساسي.
5-الويبو واجندة التنمية
من بين التحديات الكبرى التي تواجهها الويبو
اليوم تحقيق وعود الملكية الفكرية كأداة للتنمية الاقتصادية وترجمتها على أرض
الواقع.وتحفيز الانتفاع بالملكية
الفكرية في سبيل التنمية المستدامة، ذلك
ان الملكية الفكرية اصبحت فى العصر الحالي بمثابة محرك قوي يدفع عجلة التنمية
الاقتصادية.إذ تشكل مزيجا حيويا يساعد على حفز الإبداع والابتكار وتوليد العائدات
وتشجيع الاستثمار وتعزيز الثقافة والحد من "هجرة الأدمغة" وتغذية الجهاز
الاقتصادي ككل. وبالتالى اصبحت الضرورة ملحة بإدراج سياسات استراتيجية خاصة
بالملكية الفكرية ضمن خطط الدول الرامية إلى تكوين الثروات
وبناء
عليه ، فان الويبو عازمة من خلال عدد من البرامج لتعميق
الانتفاع الاستراتيجي بالملكية الفكرية من اجل
خلق الثراء وتحقيق التنمية الاجتماعية
والاقتصادية لجميع البلدان وجعلها في متناول كل القطاعات و اقرب منالا للجميع مع التركيز على ضرورة الحماية المتوازنة
من اجل تعزيز الاستثمار وتوثيق العلاقة بين
الاختراعات وسياسات الأبحاث وكيفية دعم القطاع الثقافي.
إن التحديات التي تواجه الويبو
تحديات كبيرة ومثيرة ونجاح المنظمة في
مواجهتها مرهون بالمشاركة الكاملة والشاملة للأعضاء فيها ومجموعات المجتمع المدني
والمؤسسات الأكاديمية والشركات والمواطنين.
وتجدر الاشارة في هذا الصدد للقرار
الذي اتخذته الدول الأعضاء في الويبو سنة 2007 لاعتماد جدول أعمال بشأن التنمية
يتألف من سلسلة من التوصيات الرامية إلى تعزيز البعد الإنمائي في أنشطة المنظمة.
وتشمل التوصيات 45 من المقترحات المتفق عليها تغطي ست مجموعات من الأنشطة هي
المساعدة التقنية وتكوين الكفاءات؛ ووضع القواعد والمعايير وجوانب المرونة
والسياسة العامة والملك العام؛ ونقل التكنولوجيا، وتكنولوجيا المعلومات والاتصال،
والحصول على المعرفة؛ وعمليات التقدير والتقييم ودراسات الأثر؛ والمسائل المؤسسية
ومن ضمنها الولاية والإدارة.
جاء هذا الانجاز الكبير بعد سلسلة من الاجتماعات الحكومية الدولية لبحث
الاقتراحات التي قدمها بعض الدول الاعضاء بالاضافة الى استضافة الويبو لندوة دولية معنية
بالملكية الفكرية والتنمية فتح باب المشاركة فيها لجميع أصحاب المصالح بمن فيهم
ممثلو المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية .
إن هذا القرار المتخذ بالإجماع
والرامي إلى تعزيز البعد الانمائى في كافة انشطة المنظمة ليعتبر بحق أقوى دليل على الرؤية الجديدة التي أصبحت
تكنسيها الملكية الفكري في نظر المجتمع الدولي كأداة فعالة في تعزيز التطور الاقتصادي
والاجتماعي و التكنولوجي من خلال دعم الخلق والابتكار والإبداع وخدمة الصالح العام
بطريقة فعالة ومتوازنة وأن تستجيب لاحتياجات ومصالح كل البلدان سواء كانت بلدان
متقدمة أو نامية.،إذ ليست حماية الملكية الفكرية غاية في حد ذاتها ولكن عليها أن
تخدم مصالح اجتماعية واقتصادية أوسع. وينبغي أن تتعادل حقوق المخترعين والمبدعين
مع اعتبارات أوسع تتعلق بمصلحة المجتمع.
ولتنفيذ
تلك المقترحات الشاملة قررت الجمعية
العامة إنشاء لجنة للتنمية والملكية الفكرية من هدفها وضع برنامج عمل لتنفيذ
التوصيات المعتمدة. وتعمل اللجنة الجديدة على رصد تنفيذ جميع التوصيات المعتمدة
وتقييمها ومناقشتها وإعداد تقارير في ذلك الشأن بالتنسيق مع هيئات الويبو المعنية.
وتتألف اللجنة الجديدة من الدول الأعضاء وبحضور المنظمات الحكومية الدولية والمنظمات غير
الحكومية المعتمدة لدى الويبو. وسترفع اللجنة تقاريرها وتوصياتها سنويا إلى
الجمعية العامة.
6-الويبو و مسالة الانفاذ
توجد بالويبو لجنة استشارية معنية بالإنفاذ انشات سنة 2002
لتكون محفلا لتبادل خبرات الدول و منتدى لبحث شؤون الإنفاذ وكلفتها بالتعاون مع
سائر المنظمات الحكومية الدولية والقطاع الخاص من أجل مكافحة التقليد والقرصنة
والنهوض بتثقيف الجماهير وتقديم المساعدة للدول الأعضاء بناء على طلبها والتنسيق
في تنفيذ برامج تدريبية وطنية وإقليمية لجميع المعنيين وتبادل المعلومات في قضايا
الإنفاذ
وقد ساهمت الدورات السابقة في
تحديد الفرص المتاحة لتحسين التنسيق والتعاون بين أصحاب المصالح بغية ترشيد
المسائل المتعلقة بالإنفاذ و وضع استراتيجيات فعالة لردع ظاهرتي التقليد والقرصنة ،تلك
الظاهرة التي مثلها احد المتحثين خلال المؤتمر العالمي الثالث لمكافحة التقليد والقرصنة الذي استضافته كل من
الويبو والأنتربول والمنظمة العالمية
للجمارك في يناير 2007 بقضية الاحتباس الحراري قياسا بنسبة الاهتمام الكبير للحكومات
وقطاع الاعمال في العالم . وقد كان
المؤتمر بمثابة خطوة هامة نحو التفاف
الأطراف الرئيسية في هذه الحرب على الأهداف المشتركة التي يبدأ تحقيقها حينما يبدأ الفهم بضرورة الانتقال من مستوى التنظير
إلى مستوى التطبيق الواقعي اعتمادا على تشريعات وانظمة قوية وفعلية للملكية
الفكرية تمكن من استغلال الموارد الإبداعية لفائدة التنمية الاقتصادية.
وحسب بعض التقديرات الحذرة،
يسود اعتقاد بأن التقليد والقرصنة يكلفان الاقتصاد خسائر تفوق 100 بليون دولار
أمريكي سنويا. فقد أصبح كل منتج في السوق هدفا للتقليد والقرصنة بما يعرض صحة
الإنسان وسلامته للخطر ويضر بالتنمية الاقتصادية. وتؤثر الخسائر الاقتصادية
المهولة تأثيرا عميقا على الاقتصاد وعلى الصحة والسلامة .
7-الويبو والمعارف القليدية والفولكلور والموارد الجينية
لقد انشات بداخل المنظمة لجنة حكومية دولية معنية
بالموارد الوراثية والمعارف التقليدية والفولكلور،بموجب قرار للجمعية العامة
للويبو في أكتوبر 2000 وذلك بهدف تعميق فهم دولي مشترك للأسلوب الأفضل لحماية المعارف التقليدية
وأشكال التعبير الثقافي التقليدي من تملكها التعسفي وسوء استخدامها. والهدف
الأساسي هو دعم أصحاب المعارف التقليدية وأشكال التعبير الثقافي التقليدي والأمناء
عليها في ممارسة سلطة أكبر بشأن طريقة استخدام هذه العناصر الجوهرية بالنسبة
لهويتهم الثقافية وطريقة انتشارها، وفي تعزيز الجوانب القانونية لاحترامها
والاعتراف بها. وطالب العديد من المشاركين في
النقاش بصكوك قانونية دولية معينة لتحقيق ذلك. وما زال على الدول الأعضاء التوصل
إلى توافق في الآراء بشأن الشكل المعيّن لنتيجة هذا العمل. وأدى عمل اللجنة إلى
مشروعات أهداف ومبادئ لحماية المعارف التقليدية وأشكال التعبير الثقافي التقليدي حماية
قانونية من تملكها التعسفي وسوء استخدامها .
لقد أرست اللجنة توجيهات مفيدة في المشاورات
والمبادرات التشريعية على مستوى المجتمعات المحلية وعلى الصعيد الوطني والإقليمي.
ولا تزال موادها العلمية تساعد مباشرة واضعي السياسات في سعيهم نحو اعتراف قانوني
أقوى بالمعارف التقليدية وأشكال التعبير الثقافي التقليدي وحمايتها على نحو أكثر
متانة. وساعد عملها في مجال الموارد الوراثية وقضايا الكشف في البراءات على تحديد
مفاهيم الجدال الحاسم الجاري حاليا. وتخضع مشروعات هذه الأحكام حالياً لمشاورات
فعالة ومركزة في العديد من البلدان.
ولازالت اللجنة تواصل عملها من اجل تحقيق الهدف الذي انشات من اجله وهو إحراز
توافق دولي حول حماية المعارف التقليدية والموارد الوراثية والفولكلور. والتحدي
الآن هو الانطلاق من ذلك العمل للتوصل إلى نتائج عملية وملموسة على الصعيد الدولي.
8-برنامج التحكيم
والوساطة
تعتبر مسألة حل النزاعات التجارية ذات الصلة بحقوق الملكية الفكرية بسرعة كبيرة وأقل كلفة، وتقديم الحلول البديلة للأساليب القضائية الطويلة الأمد والمكلفة للطرفين أمراً حيوياً جداً، وقد برزت الحاجة لذلك في السنوات الأخيرة بعد تزايد أهمية التجارة الألكترونية.
يقدم مركز التحكيم والوساطة في(ويپو) عوناً كبيراً في حل النزاعات المذكورة للأفراد والشركات في كل زاوية من العالم. ولدى المركز قائمة طويلة تضم خيرة المختصّين من الحكّام والوسطاء في هذا المجال من حوالي 70 بلداً، وتخضع هذه البلدان لقوانين(ويپو) في أساليب حل النزاعات. وغالباً ما يُعمل بهذه الأساليب في البلدان بكل لغة وقانون، وتخلق جوّاً من التغيير والمرونة. في الواقع، وبسبب الكلفة المتدنية، تحظى أساليب(ويپو) بمرغوبية خاصة لدى الشركات التي تتحاشى الدخول في دعاوي مكلفة وطويلة الأجل، خاصة على الصعيد الدولي.
هذا، وقد اشتهرت(ويپو) بأنها المنظمة التي تقدّم خدماتها السريعة في فضّ النزاعات المتعلّقة بالتسجيل أو سوء استخدام الأسماء على الشبكات.
» "خواطر "يا حبيبتي
» خواطر "يا حياتي "
» الطريق الى الجنة
» الحديث الاول من الأربعين النووية "الاخلاص والنية "
» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015