حقوق
الطفل:
دليل
التقاضي الإستراتيجي
الطبعة الأولي 2008
حقوق الطبع محفوظة © شبكة معلومات حقوق الطفل 2009
شبكة معلومات حقوق الطفل مؤسسة خيرية مسجلة بانجلترا
وويلز (1125925) شركة مسجلة رقم 6653398
تشجع كرين على استخدام هذا الدليل للأغراض التعليمية أو
الفردية وتجيز إعادة طبعه كما هو في حالة الإقرار بالحقوق بحسن نية. ويشترط
لاستخدامه لأغراض البيع أو التوزيع التجاري الحصول على إذن كتابي مسبق من الناشر.
المحتويات
مقدمة 4
ملخصات
الأقسام 5
1-
ماذا يعني التقاضي الإستراتيجي؟ 6
2-
متى يمكن رفع دعوى التقاضي الإستراتيجي؟ 8
3-
مَن يمكنه رفع دعوى التقاضي الإستراتيجي؟ 14
4-
أين يمكن رفع دعوى التقاضي الإستراتيجي؟ 21
5-
كيف تُرفع دعوى التقاضي الاستراتيجي؟ 27
6-
لماذا التقاضي الاستراتيجي؟ 35
الملحق
1:المراجع 39
الملحق
2: مسرد المصطلحات القانونية 41
مقدمة
هذا الدليل لمساعدة مناصري حقوق الطفل على فهم ماهية
التقاضي الاستراتيجي، والتفكير في استخدام القانون في قاعات المحكمة كخيار
للمناصرة الفعالة. يستهدف الدليل العاملين في المنظمات غير الحكومية سواء
القانونيين أو غير القانونيين، ويمكن تعديله لموائمة السياقات والإجراءات المحلية.
هذا الدليل متاح على موقع الشبكة في ثمانية أقسام
مختلفة، تتضمن كل منها روابط لمعلومات ذات صلة بالموضوع، وقضايا قانونية، وتقارير.
الرجاء ملاحظة أن الدليل يجري تحديثه بشكل دوري، وفيما
يلي ملخصات موجزة لكل فصل ووصلته على الانترنت.
ملخصات الأقسام
1- ماذا يعني التقاضي الاستراتيجي؟
التقاضي الاستراتيجي مسألة أكبر بكثير من مجرد تقديم الدعوى
للقاضي. يتناول هذا القسم الأهداف الأبعد للتقاضي الإستراتيجي، بالإضافة للاعتبارات
الأخرى التي ينبغي أخذها في الحسبان قبل الذهاب للمحكمة.
2- متى يمكن رفع دعوى التقاضي الإستراتيجي؟
كما هو الحال في قرارات أخرى كثيرة، يعتبر التوقيت عنصر
حيوي للفوز في دعوى التقاضي الاستراتيجي. يتناول هذا القسم متى يكون من المنطقي
رفع قضية، ما العناصر التي تؤثر في هذا القرار، متى يمكنكم توقع النتيجة، ونوع
الخط الزمني الذي قد تعملون عليه.
3- من يمكنه رفع دعوى التقاضي الإستراتيجي؟
لا يمكن لأي شخص ببساطة أن يتقدم بقضية للمحاكم. في
التقاضي الإستراتيجي، كما في سائر أنواع القضايا القانونية الأخرى، يعتبر تحديد
أطرافها مفتاح أساسي لها. يساعد هذا القسم في تحديد من سيرفع الدعوي القضائية، ضد
من، ما إذا كان بإمكان الأشخاص أو المنظمات التي ليست من أطراف القضية المشاركة أو
التدخل فيها أم لا، وكيف.
4- أين يمكن رفع دعوى التقاضي الإستراتيجي؟
رفع الدعوى القضائية ليس في بساطة النزول والتوجه إلى
المحكمة المحلية. فحين يتعلق الأمر بالتقاضي الاستراتيجي يكون لاختيار المكان الذي
ترفع فيه القضية أثر كبير على كل من فرص الفوز بها والناتج النهائي لها. بينما
تجرون بحثكم قد تفاجئون بكم الخيارات المتاحة أمامكم. يقدم هذا القسم إرشادات عن
أين تحديداً يمكن رفع القضية، والمكان الأنسب من بين الخيارات المتاحة أمامكم لرفعها.
5- كيف ترفع دعوى التقاضي الإستراتيجي؟
رفع
دعوى التقاضي الاستراتيجي قد تكون عملية مطولة ومعقدة، تتضمن في مسارها الكثير من
القرارات لاتخاذها. يساعدكم هذا القسم في كيفية إيجاد واختيار
محامي وكيفية دفع أجره، وكيف ستقومون أنتم ومحاموكم بإثبات وتأييد إدعاءاتكم،
وبانتهاء القضية، كيف تقومون بمتابعة النتيجة.
6- لماذا التقاضي الإستراتيجي؟
التقاضي الاستراتيجي وسيلة مبتكرة وفعالة للمناصرة، إلا
أنها قد لا تكون دائماً الخيار الأفضل أو الأنسب. يعتبر رفع دعوة التقاضي الاستراتيجي
بلا شك مغامرة مثيرة في حد ذاتها ولحد ذاتها. لكن عليكم التفكير ملياً قبل البدء
فيها. يناقش هذا القسم الأخير ما يمكن أن يقدمه التقاضي الاستراتيجي لقضيتكم
الأساسية، والصعوبات التي من المرجح أن تواجهكم، وما إذا كان هناك طرق أخرى غير
التقاضي الإستراتيجي لتحقيق نفس النتيجة.
1. ماذا يعني التقاضي الإستراتيجي؟
ملخص
التقاضي الاستراتيجي مسألة أكبر بكثير من مجرد تقديم الدعوى
للقاضي. يتناول هذا القسم الأهداف الأبعد للتقاضي الإستراتيجي، بالإضافة للاعتبارات
الأخرى التي ينبغي أخذها في الحسبان قبل الذهاب للمحكمة.
المحتويات:
1. أهداف التقاضي الإستراتيجي.
2. اعتبارات ينبغي أخذها في الحسبان.
1. الأهداف.
يتضمن
التقاضي الإستراتيجي، ويسمى أحياناً بتقاضي الأثر impact litigation، اختيار قضية معينة والتقدم بها للمحكمة بغرض إحداث تغيير واسع
النطاق في المجتمع. إن مَن يرفع دعوى تقاضي إستراتيجي يهدف لاستخدام القانون كوسيلة
لإحداث أثر دائم يتجاوز مجرد الفوز بالقضية محل النظر. مما يعني أن قضايا التقاضي
الإستراتيجي تهتم بالأثر الذي تتركه على السكان والحكومات على النطاق الأوسع بنفس
القدر الذي تهتم به بكسب القضايا نفسها.
المناصرة.
من
خلال رفع دعاوي قضائية يمكن لمناصري العدالة الاجتماعية أن يستخدموا القضاء كوسيلة
لإحداث تغيير اجتماعي وقانوني. يتم ذلك غالباً كجزء من حملة مناصرة شاملة تهدف لرفع
الوعي بقضية معينة، أو تعزيز حقوق فئة من الفئات المحرومة. إن الكثير من المجموعات
أو الأشخاص الذين يرفعون دعاوي التقاضي الإستراتيجي يسعون أيضاً لإقناع الآخرين
بالانضمام لهم في قضيتهم، أو بالضغط على الحكومة لتغيير القوانين.
النتائج.
يمكن للتقاضي الإستراتيجي- في حال تم الإعداد
له جيداً- أن يُحدث نتائج غير مسبوقة. كأن يلزم الحكومة باتخاذ تدابير لتوفير
الرعاية الأساسية لأشخاص معينين في نطاق ولايتها، أو في ضمان المساواة في الحقوق
للأقليات، أو وقف تدمير بيئي. وبصفة عامة، لا حدود لما يمكن أن يحققه التقاضي
الاستراتيجي.
الفرق بين التقاضي الاستراتيجي وخدمة الدعم القانوني
من
الضروري مع ذلك ملاحظة أن التقاضي الإستراتيجي مختلف جداً عن كثير من أفكار
الخدمات القانونية الأكثر تقليدية.
تقدم
منظمات الخدمة القانونية خدمات قيمة لموكليها الأفراد، وتحرص على تمثيلهم وتقديم
المشورة لهم في الشؤون التي يأتون بها ، لكن لأن الخدمات القانونية تركز على
الموكل، وتعتمد على موارد المنظمة التي تقدمها، فعادة ما لا تتاح الفرصة للنظر في القضايا
في إطارها الأوسع. من ناحية أخرى، يركز التقاضي الإستراتيجي
على تغيير السياسات والسلوكيات على نطاق أوسع. لهذا فالتقاضي الاستراتيجي ليس القصد
منه توفير أفضل الخدمات لأكبر عدد ممكن من الأفراد كما هي الخدمات القانونية
التقليدية.
2. اعتبارات ينبغي أخذها في الحسبان
قبل
رفع دعوى التقاضي الاستراتيجي أو المساهمة مع آخرين في ذلك، ينبغي أخذ عوامل عديدة
في الحسبان. عليكم التفكير في ما هي المسائل القانونية، وما هي أهدافكم، ومَن يمكنه
رفع الدعوى، ومتي يمكنكم رفعها، وأين يمكنكم رفعها، وكيف ستوجهون القضية. يتناول
الدليل فيما يلي هذه الموضوعات بمزيد من
التفاصيل.
التقاضي الإستراتيجي والأطفال
أن تشهدوا تطبيق حقوقكم في النظام القضائي أمر محفز حقيقةً،
وقد يكون التقاضي الإستراتيجي رحلة مثيرة ومثمرة بالنسبة للأطفال. مع ذلك، فقد
يكون أيضاً عملية طويلة ومتشابكة ومؤلمة حتى، وقد يثبت صعوبة أخذ الأطفال على محمل
الجد من قبل المحكمة. إذا كنتم تفكرون في رفع دعوى قضائية نيابة عن أو تتضمن
أطفال، عليكم التفكير جيداً في التأثير المحتمل لهذا على سير العملية القضائية،
وكذلك، وربما الأهم من هذا، في تأثيرها المحتمل على حياة الأطفال أنفسهم. يتناول
الدليل في جميع أجزاءه الكثير من العوامل الخاصة، على الرغم من أنها ليست بأي حال
التحديات الوحيدة في التقاضي الإستراتيجي لتعزيز أو تطبيق حقوق الطفل.
2. متى يمكن رفع دعوى التقاضي الإستراتيجي؟
ملخص:
كما هو الحال في قرارات أخرى كثيرة، يعتبر التوقيت عنصر
حيوي للفوز في دعوى التقاضي الاستراتيجي. يتناول هذا القسم متى يكون من المنطقي
رفع قضية، ما العناصر التي تؤثر في هذا القرار، متى يمكنكم توقع النتيجة، ونوع الخط
الزمني الذي قد تعملون عليه.
المحتويات:
1. متى يكون من المنطقي رفع دعوى التقاضي الإستراتيجي؟
2. ما هي شروط وتوقعات التوقيت الأنسب لرفع الدعوى؟
1. متى يكون من المنطقي رفع دعوى التقاضي الإستراتيجي؟
التحقق
من الخيارات المتاحة: التقاضي الإستراتيجي ليس منطقياً في جميع القضايا، وليس من
الضروري دائماً رفع دعوى قضائية لبلوغ أهدافكم أو لمناصرة قضيتكم. بصفة عامة
التقاضي قد يكون عملية مكلفة ومستنفذة للوقت. في بعض الحالات قد يكون من المنطقي
رفع دعاوي قضائية فقط ضد الأشخاص أو الحكومات التي لم
تستجب لكافة سبل التغيير الأخرى. توجد عدة عوامل ينبغي أخذها في الحسبان أثناء
اتخاذ ما إذا كنتم سترفعون دعوى قضائية أم لا:
§
هل ثمة مسألة قانونية تمثل
أو ترتبط بمشكلة اجتماعية أو مجتمعية أوسع نطاقاً؟
§
هل يسهم حكم محكمة في حل
تلك المشكلة؟ وهل سيكون له أثر واسع النطاق؟
§
هل قضيتكم والنقاط الأساسية
في القضية سهلة ومفهومة للإعلام والجمهور ؟ ما مدى إمكانية جذب تغطية إعلامية؟
§
هل ثمة طرق أخرى ممكنة
لتحقيق أهدافكم؟ وإن وجد، ما مدى فاعليتها مقارنة بالتقاضي الاستراتيجي؟
§
هل محاكم جهة الاختصاص
القضائي التي سترفعون أمامها الدعوى مستقلة عن الجهات الحكومية الأخرى، وفوق مستوى
الشبهات، وتبدي قبولاً أو تفهماً أو
كليهما معاً لقضيتكم والتقاضي الاستراتيجي عموماً؟
تقييم قضيتكم
لأن التقاضي قد يحتاج موارد مكثفة جداً، من الحكمة التحقيق
في قضيتكم والإدعاءات التي ترغبون في تقديمها وتقييمها جيداً قبل رفع دعوي قضائية.
عليكم التحقق كلياً من الحقائق، والأدلة، وإدعاءاتكم المحددة، وجهة الاختصاص التي ترغبون
في رفع الدعوى أمامها. أسئلوا أنفسكم الأسئلة الآتية:
§
ما هي القوانين المرتبطة
بإدعاءاتكم؟ هل تطبق بشكل عام؟ إلي أي مدى تلك القوانين واضحة؟ وما مدى وضوح
صياغتها؟ وإلى أي مدى الوضوح في تفسيرها؟ وإلى أي مدى وضوح تطبيقها؟.
o
لاحظوا أن القوانين التي
تتسم بالوضوح بصفة عامة أسهل في العمل بها وتقديم الإدعاءات استناداً إليها، بينما
تتيح القوانين غير الواضحة فرصة أكبر للحصول على حكم تاريخي وغير مسبوق، لكن مع درجة
أعلى من الصعوبة.
§
ما مدى قوة الإدعاءات
القانونية؟ كيف ستنظر إليها المحكمة والنظام القانوني؟ ما مدى شعبيتها على مستوى
المجتمعات المحلية والإقليمية والوطنية؟
§
ما مدي إمكانية أن تحكم
المحكمة لصالحكم؟
§
هل يمكن للمحكمة أو من
المرجح أن تحكم بتعويضات مبتكرة وغير معتادة في قضيتكم؟
في بعض جهات الاختصاص يمكن للمحاكم أن تحكم ليس فقط بوقف
الشخص أو الحكومة أو المنظمة المدعى عليه/ عليها من التسبب في أضرار لاحقة، بل
أيضاً بإلزامه/ إلزامها بالعمل على التعويض عن الضرر الذي تسبب/ تسببت به ومنع
حدوثه في المستقبل. حيث يلتزم الطرف المدعى عليه في تلك الحالة بوضع وتنفيذ أنظمة
وآليات جديدة لحماية الحقوق، أو لتوفير الرعاية، أو لمنع الإيذاء.
§
هل سيوجد أي رد فعل
معادٍ أو ردود أفعال أو أصداء سياسية أخرى إذا ما نجحت إدعاءاتكم في المحكمة؟ أو
إذا لم تنجح؟
§
هل النظرية التي تعتمد
عليها قضيتكم واضحة وبسيطة وسهلة الفهم؟ إذا نجحتم، هل التعويضات التي تطالبون بها
واضحة وبسيطة وسهلة التنفيذ؟
§
هل يوجد مجموعة أو منظمة
أخرى قدر منكم في تناول القضية؟
أمثلة:
1. الهند: قضية
إم.سي ميهتا ضد ولاية تاميل نادو وآخرين
في هذه القضية قام الناشط الحقوقي أم سي
ميهتا بمقاضاة ولاية تاميل نادو لتحسين ظروف عمل الأطفال، وتوفير التعليم للأطفال
الناجين من أخطار العمل: لمزيد من التفاصيل بالإنجليزية http://www.crin.org/Law/instrument.asp?InstID=1264
2. بارجواي: معهد
تأهيل الأحداث ضد دولة باراجواي
في قضية حول مركز مزدحم لاحتجاز الأحداث الجانحين
ببارجواي، وضعت المحكمة الأمريكية المشتركة لحقوق الإنسان معايير دنيا لرعاية
الأطفال الذين في صراع مع القانون والذين تحتجزهم الدولة. التفاصيل (بالاسبانية)
هنا: http://www.crin.org/Law/instrument.asp?InstID=1255
اعتبارات القانون الدولي
إذا كانت إدعاءاتكم تتضمن قانون حقوق الإنسان الدولي أو
القانون الدولي عموماً، عليكم أن تنظروا في كيفية تعامل جهة الاختصاص التي تنوون
رفع قضيتكم أمامها مع القوانين الدولية.
دليل آليات حقوق الطفل الدولية والإقليمية (بالعربية):
http://www.crin.org/resources/infoDetail.asp?ID=20432&flag=report
من أفضل الطرق لتحقيق هذا هو النظر في كيفية تطبيق
الحكومة للقوانين الوطنية والدولية السارية. إذا كان التطبيق يتم على نحو تعسفي أو
غير متسق، فقد يدعم هذا قضيتكم، ويتيح لكم الفرصة لتوجيه المحاكم أو السلطات المحلية.
اسألوا أنفسكم:
§
كيف تفسر الحكومة
والمحاكم المحلية المعايير الوطنية الخاصة بها للحقوق المدنية والسياسية؟ هل يتماشى
تفسيرها مع تفسير المجتمع الدولي لتلك المعايير؟
o
إن لم تكن تلك المعايير محددة
بوضوح، فقد تتاح الفرصة من خلال التقاضي الاستراتيجي للعمل مع الحكومات والمحاكم
للوصول لأفضل الممارسات.
§
هل يستفيد المسؤولون بالحكومة
المحلية أو الوطنية من إرشادات المحكمة عن كيفية العمل والالتزام بمعايير حقوق
الإنسان الدولية؟
§ هل هناك سبب للاعتقاد بأن الحكومة لا تلتزم بالكامل
بالمعايير الدولية أو بمعاييرها الوطنية؟ إذا كان نعم، هل يوجد دليل على إمكانية المواجهة
القانونية بخصوص هذا الشأن؟
قاعدة معلومات قوانين حقوق الطفل في كل بلد من بلدان
العالم على موقع شبكة معلومات حقوق الطفل (بالإنجليزية) هنا:
http://www.crin.org/law/
اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل
تكفل اتفاقية حقوق الطفل نطاق واسع من حقوق الإنسان
للأطفال، وقد صدقت عليها جميع بلدان العالم فيما عدا الصومال والولايات المتحدة
الأمريكية. وعلى الرغم من أنه لا يوجد حالياً محكمة دولية أو جهة أخرى مختصة
بالاتفاقية فقط حيث يمكن للأطفال رفع قضايا، إلا أن الاتفاقية تعتبر مصدر قانوني
ذو قيمة لدى المحاكم الوطنية والإقليمية. وبينما تختلف طرق تعامل المحاكم مع
الاتفاقية اختلافاً كبيراً، وقد تتقبل بعض المحاكم حقوق الطفل الدولية بشكل أكبر
من غيرها، يجدر بكم بالتأكيد التفكير في اتفاقية حقوق الطفل بينما تجمعون
إدعاءاتكم.
نص اتفاقية حقوق الطفل (بالعربية): http://www.unicef.org/arabic/crc/files/crc_arabic.pdf
للبحث
في القضايا القانونية الدولية والإقليمية والمحلية التي تتضمن اتفاقية حقوق الطفل
(بالإنجليزية): http://www.crin.org/law/crc_in_court/
حملة آلية شكاوي خاصة باتفاقية حقوق الطفل (بالعربية): http://www.crin.org/resources/infoDetail.asp?ID=18163&flag=report
الدليل: تقديم دليل للمحكمة –معلومات
تثبت إدعاءكم- عنصر لا غنى عنه لنجاحكم. إن لم يتوفر دليل يؤيد إدعاءكم، ستواجهون
أوقات عصيبة وطريق عسيرة للنجاح في المحكمة. ينبغي أيضاً أن تعلموا أنه على الرغم
مما يمكنكم أن تتعلموه في تقييمكم، وبحثكم، وتحقيقاتكم، فهناك احتمال ألا تقبل
المحكمة بكل معلوماتكم كأدلة أثناء نظرها في قضيتكم.
قواعد الأدلة: تأكدوا
أن تنظروا في قواعد الدليل لدى جهة الاختصاص ذات الصلة؛ لاسيما أن الكثير من دعاوي
التقاضي الاستراتيجي غير معتادة، وقد يصعب إثباتها، عليكم محاولة تحديد القواعد
الخاصة بتقديم دليل أقل اعتياداً كالدراسات السوسيولوجية والميدانية.
الخبراء: للخبراء أهمية كبرى في
تقديم الدليل وتحليله. في الكثير من جهات الاختصاص يمكن للخبراء المتخصصين الإدلاء
بآرائهم للمحكمة على نحو لا يمكن للمحامين أو للممثلين الآخرين. لذلك، يفضل البحث
عن شهود من الخبراء أو المستشارين المحترمين وان يكونوا على استعداد للمشاركة في
قضيتكم.
الأطفال والأدلة: في
الكثير من جهات الاختصاص قد لا تبدي المحكمة ثقة أو قبول للأدلة المستقاة من
الأطفال. وعليكم بقدر الإمكان أن تتأكدوا من وجود قواعد أو إجراءات أو ممارسات
محددة في جهة الاختصاص التي تتقدمون لها خاصة بالتعامل مع الأدلة التي يقدمها أو
يمثلها أطفال. إذا كانت لديكم مخاوف حقيقية من أخذ المحكمة لأدلة الأطفال بجدية،
يمكنكم البحث أيضا عن كبار ممن لديهم معرفة شخصية بالدليل الذي تعملون عليه.
الموارد: أثناء اتخاذ قرار رفع دعوى
التقاضي الإستراتيجي يكون للموارد أهمية حساسة. حيث يمكن أن يستغرق التقاضي سنوات عديدة
أو حتى عقود، وينبغي إتاحة الموارد لدعم الفريق القانوني وتغطية كافة الأنشطة
اللازمة لمواصلة القضية. ومع اعتبار الناتج غير المؤكد في كل مرحلة من مراحل التقاضي،
عليكم التفكير على المدى الطويل، والاستعداد لأسوأ السيناريوهات.
2. ما هي شروط وتوقعات التوقيت الأنسب لرفع
الدعوى؟
قانون التقادم Statute of
limitations أو فترة التقادم Prescriptive periods: هو القانون الذي يحدد الفترة
الزمنية المتاحة لكم لرفع الدعوى، ودائما ما يعد أو يناقش كنوع من ساعات العد
التنازلي.
غالباً ما يكون للإدعاءات أو للدعاوى القضائية المختلفة متطلبات
زمنية مختلفة، لهذا من الضروري أن تحددوا طبيعة الإدعاءات التي ترغبون في تقديمها لتحديد
الفترة الزمنية المتاحة أمامكم لرفعها أمام المحكمة. عليكم دائما التأكد من قانون
التقادم أو فترة التقادم في جهة الاختصاص التي ترغبون في رفع القضية أمامها قبل
رفع الدعوى. فبسبب قانون التقادم أو فترة التقادم فقد يكون من الصعب إيجاد أفضل دعوى
قضائية لتعزيز قضيتكم أو هدفكم من خلال التقاضي الإستراتيجي. وقد تحتاجون للتحقق
من المدى الزمني المتاح أمامكم بمجرد الاتفاق على خطوة التقاضي الإستراتيجي
كمقاربة جديرة بالتنفيذ.
بدء تشغيل الساعة: يبدأ
العد التنازلي عادةً منذ حدوث الفعل الذي ترغبون في مقاضاته، بالرغم من أنه في بعض
الحالات قد يوجد فترات إضافية خاصة. غالباً ما تكون تلك الفترات الإضافية في
القضايا التي لم يعي فيها الطرف المتضرر بالأذى الذي وقع عليه وقت حدوثه، كما في
حالات الاحتيال أو التعرض لمواد سامة أو خطرة. في تلك الحالات، يبدأ حساب الفترة
الزمنية منذ وقت علم المتضرر بالضرر الواقع عليه.
وقف تشغيل الساعة: "قرع"
قانون التقادم أو فترة التقادم مصطلح قانوني يعني وقف الساعة لأسباب عديدة، منها
إذا كان المتضرر يعاني من إعاقة مؤقتة، أو الشخص الذي تسبب في الضرر متورط بالفعل
في إجراءات قانونية أخرى معينة.
قرع الساعة للأطفال: في
بعض جهات الاختصاص لا يبدأ تشغيل الساعة للأطفال حتى يصلوا إلى سن الرشد. مما يحفظ
مطالب الأطفال القانونية، ويعني أيضاً انه في بعض جهات الاختصاص يمكن للراشدين
صغيري السن أن يرفعوا دعاوى تطالب بحقوق الطفل. ينبغي أن تعلموا، مع ذلك، أن بعض
جهات الاختصاص تقرع فترة التقادم أو قانون التقادم حتى سن الرشد لأنها لا تجيز
للأطفال برفع دعاوى قانونية. وفي تلك الحالة لا يمكنكم العمل مع مدعين أطفال
بأنفسهم لرفع القضية.
الاستئناف: إذا خسرتم الدعوى أمام
محكمة أو هيئة قضائية أدني درجة، فقد يمكنكم نقض الحكم والتقدم لمحكمة أو هيئة
أعلى درجة للنظر في القضية مرة أخرى. ومع ذلك، غالباً ما ترتبط إمكانية الاستئناف
بحد زمني معين متاح أمامكم للتقدم للمحكمة الأعلى للنظر في حكم أو قرار المحكمة
الأدنى.
عند رفع الدعوى في البداية، تأكدوا ما إذا كان يحق لكم
الاستئناف، أم إذا كان يمكنكم التقدم باستئناف ولكن ليس بشكل تلقائي، أم أن قرار
المحكمة سيكون نهائياً. إذا كان بإمكانكم على الأقل التقدم باستئناف، تأكدوا من
آخر موعد للبدء في الإجراءات، والذي يبدأ غالباً بتقديم مذكرة قانونية إما
بالاتصال بالمحكمة. بعض جهات الاختصاص تسمح بتمديد موعد التقديم، ولكن تحققوا من
هذا جيداً، لأن تمديد موعد التقديم لا يكون تلقائي.
استنفاذ وسائل الانتصاف: لرفع
القضية أمام محكمة دولية أو محكمة وطنية عليا، ينبغي استنفاذ وسائل الانتصاف
المحلية، وهذا يعني المرور بكافة القنوات القانونية الأخرى المتاحة قبل أن تنظر
المحكمة الجديدة في الدعوى.
فيما يخص الهيئات الدولية، يعني هذا اشتراط التقدم
للمحاكم الوطنية صاحبة الاختصاص التي يمكنكم رفع الدعوي أمامها وصولا للحد الذي لا
يمكن الاستئناف ممكنا. وما أن يتم ذلك، فقد يكون هناك مدة زمنية للتقدم بالدعوى أمام
محكمة أعلى، أو سيبقي آخر رأي أو قرار محكمة سارياً، وكثير من الهيئات الدولية تحدد
هذه المدة الزمنية بستة أشهر.
استثناءات: قد يكون هناك
استثناءات إما لاستنفاذ وسائل الانتصاف أو للمدد الزمنية المحددة، مثلاً إذا أمكن إثبات
فساد المحكمة المختصة بالنظر في الدعوى، فقد لا يشترط الانتصاف أمام تلك المحاكم.
أو إذا أمكن إثبات عدم القدرة على رفع الدعوى خلال المدة الزمنية المحددة، فقد
يسمح بتمديد الفترة الزمنية المحددة.
توقعات الإطار الزمني: لأن
التقاضي الاستراتيجي يتضمن بالضرورة أشخاص ومنظمات وحكومات، وهيئة قضائية تشرف
عليه، فمن الصعب توقع كم سيطول الأمر حتى الوصول لحكم نهائي. تؤثر عوامل عديدة في
الوقت الذي تستغرقه دعوى قضائية، لكن بصفة عامة، يطول وقت التقاضي كلما كانت القضية
معقدة، وكلما زاد عدد أطرافها، وكلما قلت رغبتهم في الوصول لحل للنزاع، وكلما زاد ازدحام
جدول المحكمة. وفي أفضل الحالات تنتهي القضايا في عدة شهور. في بعض الحالات قد
تستغرق سنوات أو حتى عقود، للوصول لحكم نهائي. وقد تتفاوت هذه التقديرات باختلاف
الجهات وتعددها.
قبل رفع الدعوى عليكم أن تجتهدوا في تقدير الوقت الذي تعتقدون
أنها قد تستغرقه. ليس في الإمكان أبداً تحديد الفترة التي سيستغرقها الوصول لحكم
بدقة، لكن بالإمكان التقدير التقريبي للزمن الذي تتوقعون فيه قرار المحكمة، وعلى
أساس هذا التقدير التقريبي يمكنكم تخصيص الوقت والموارد بشكل مناسب، وتحديد التوقعات
لكافة الأطراف في الدعوى.
التدابير المؤقتة: في
بعض المحاكم أو الهيئات القضائية، بالإمكان طلب اتخاذ تدابير مؤقتة، وتدعى أيضا
إنصاف مؤقت، إجراءات مرحلية، وأوامر مرحلية، وأوامر مبدئية. وهي تدابير الغرض منها
منع وقوع أية أضرار أخرى على الأطراف أثناء النظر في الدعوى، فيمكن للمحكمة أو للهيئة
القضائية أن تأمر المدعى عليه بوقف تحركات معينة في سياق الدعوى أو منع قانون أو
سياسة يحتمل انطوائهما على أضرار دخول حيز النفاذ. ما أن يصدر الحكم النهائي، قد
تصبح التدابير المؤقتة تدابير دائمة، أو يتم تعديلها أو إلغائها كليا.
الأطفال والالتزامات الزمنية. في حالات العمل مع موكلين صغار، من المهم بشكل خاص الوضوح فيما يتعلق
بالوقت الذي سيستغرقه الأمر قبل الوصول لحكم محكمة نهائي، وكم الأمور غير المتوقعة
التي قد تواجهونها أثناء ذلك. أيضاً ضعوا في اعتباركم أن الأطفال غالباً ما يكون
لديهم التزامات وجداول كثيرة ومختلفة تتغير من سنة لأخرى، لذلك فقد يصعب عليهم
الالتزام على المدى الطويل الذي يتطلبه التقاضي الاستراتيجي. لهذا السبب يمكن
للمحاكم في بعض جهات الاختصاص أن تعجل النظر في أنواع معينة من القضايا التي تتضمن
أطفال، وخاصة القضايا التي تتعلق بأمور عائلية أو إدعاءات بإيذاء أو إهمال الطفل.
إذا وجد تخوف بخصوص المدى الزمني في قضية تتضمن أطفال، عليكم التحقق من قواعد أو
ممارسات جهة الاختصاص التي ترفعون أمامها الدعوى بخصوص التعجيل في إصدار الحكم.
الطفل:
دليل
التقاضي الإستراتيجي
الطبعة الأولي 2008
حقوق الطبع محفوظة © شبكة معلومات حقوق الطفل 2009
شبكة معلومات حقوق الطفل مؤسسة خيرية مسجلة بانجلترا
وويلز (1125925) شركة مسجلة رقم 6653398
تشجع كرين على استخدام هذا الدليل للأغراض التعليمية أو
الفردية وتجيز إعادة طبعه كما هو في حالة الإقرار بالحقوق بحسن نية. ويشترط
لاستخدامه لأغراض البيع أو التوزيع التجاري الحصول على إذن كتابي مسبق من الناشر.
المحتويات
مقدمة 4
ملخصات
الأقسام 5
1-
ماذا يعني التقاضي الإستراتيجي؟ 6
2-
متى يمكن رفع دعوى التقاضي الإستراتيجي؟ 8
3-
مَن يمكنه رفع دعوى التقاضي الإستراتيجي؟ 14
4-
أين يمكن رفع دعوى التقاضي الإستراتيجي؟ 21
5-
كيف تُرفع دعوى التقاضي الاستراتيجي؟ 27
6-
لماذا التقاضي الاستراتيجي؟ 35
الملحق
1:المراجع 39
الملحق
2: مسرد المصطلحات القانونية 41
مقدمة
هذا الدليل لمساعدة مناصري حقوق الطفل على فهم ماهية
التقاضي الاستراتيجي، والتفكير في استخدام القانون في قاعات المحكمة كخيار
للمناصرة الفعالة. يستهدف الدليل العاملين في المنظمات غير الحكومية سواء
القانونيين أو غير القانونيين، ويمكن تعديله لموائمة السياقات والإجراءات المحلية.
هذا الدليل متاح على موقع الشبكة في ثمانية أقسام
مختلفة، تتضمن كل منها روابط لمعلومات ذات صلة بالموضوع، وقضايا قانونية، وتقارير.
الرجاء ملاحظة أن الدليل يجري تحديثه بشكل دوري، وفيما
يلي ملخصات موجزة لكل فصل ووصلته على الانترنت.
ملخصات الأقسام
1- ماذا يعني التقاضي الاستراتيجي؟
التقاضي الاستراتيجي مسألة أكبر بكثير من مجرد تقديم الدعوى
للقاضي. يتناول هذا القسم الأهداف الأبعد للتقاضي الإستراتيجي، بالإضافة للاعتبارات
الأخرى التي ينبغي أخذها في الحسبان قبل الذهاب للمحكمة.
2- متى يمكن رفع دعوى التقاضي الإستراتيجي؟
كما هو الحال في قرارات أخرى كثيرة، يعتبر التوقيت عنصر
حيوي للفوز في دعوى التقاضي الاستراتيجي. يتناول هذا القسم متى يكون من المنطقي
رفع قضية، ما العناصر التي تؤثر في هذا القرار، متى يمكنكم توقع النتيجة، ونوع
الخط الزمني الذي قد تعملون عليه.
3- من يمكنه رفع دعوى التقاضي الإستراتيجي؟
لا يمكن لأي شخص ببساطة أن يتقدم بقضية للمحاكم. في
التقاضي الإستراتيجي، كما في سائر أنواع القضايا القانونية الأخرى، يعتبر تحديد
أطرافها مفتاح أساسي لها. يساعد هذا القسم في تحديد من سيرفع الدعوي القضائية، ضد
من، ما إذا كان بإمكان الأشخاص أو المنظمات التي ليست من أطراف القضية المشاركة أو
التدخل فيها أم لا، وكيف.
4- أين يمكن رفع دعوى التقاضي الإستراتيجي؟
رفع الدعوى القضائية ليس في بساطة النزول والتوجه إلى
المحكمة المحلية. فحين يتعلق الأمر بالتقاضي الاستراتيجي يكون لاختيار المكان الذي
ترفع فيه القضية أثر كبير على كل من فرص الفوز بها والناتج النهائي لها. بينما
تجرون بحثكم قد تفاجئون بكم الخيارات المتاحة أمامكم. يقدم هذا القسم إرشادات عن
أين تحديداً يمكن رفع القضية، والمكان الأنسب من بين الخيارات المتاحة أمامكم لرفعها.
5- كيف ترفع دعوى التقاضي الإستراتيجي؟
رفع
دعوى التقاضي الاستراتيجي قد تكون عملية مطولة ومعقدة، تتضمن في مسارها الكثير من
القرارات لاتخاذها. يساعدكم هذا القسم في كيفية إيجاد واختيار
محامي وكيفية دفع أجره، وكيف ستقومون أنتم ومحاموكم بإثبات وتأييد إدعاءاتكم،
وبانتهاء القضية، كيف تقومون بمتابعة النتيجة.
6- لماذا التقاضي الإستراتيجي؟
التقاضي الاستراتيجي وسيلة مبتكرة وفعالة للمناصرة، إلا
أنها قد لا تكون دائماً الخيار الأفضل أو الأنسب. يعتبر رفع دعوة التقاضي الاستراتيجي
بلا شك مغامرة مثيرة في حد ذاتها ولحد ذاتها. لكن عليكم التفكير ملياً قبل البدء
فيها. يناقش هذا القسم الأخير ما يمكن أن يقدمه التقاضي الاستراتيجي لقضيتكم
الأساسية، والصعوبات التي من المرجح أن تواجهكم، وما إذا كان هناك طرق أخرى غير
التقاضي الإستراتيجي لتحقيق نفس النتيجة.
1. ماذا يعني التقاضي الإستراتيجي؟
ملخص
التقاضي الاستراتيجي مسألة أكبر بكثير من مجرد تقديم الدعوى
للقاضي. يتناول هذا القسم الأهداف الأبعد للتقاضي الإستراتيجي، بالإضافة للاعتبارات
الأخرى التي ينبغي أخذها في الحسبان قبل الذهاب للمحكمة.
المحتويات:
1. أهداف التقاضي الإستراتيجي.
2. اعتبارات ينبغي أخذها في الحسبان.
1. الأهداف.
يتضمن
التقاضي الإستراتيجي، ويسمى أحياناً بتقاضي الأثر impact litigation، اختيار قضية معينة والتقدم بها للمحكمة بغرض إحداث تغيير واسع
النطاق في المجتمع. إن مَن يرفع دعوى تقاضي إستراتيجي يهدف لاستخدام القانون كوسيلة
لإحداث أثر دائم يتجاوز مجرد الفوز بالقضية محل النظر. مما يعني أن قضايا التقاضي
الإستراتيجي تهتم بالأثر الذي تتركه على السكان والحكومات على النطاق الأوسع بنفس
القدر الذي تهتم به بكسب القضايا نفسها.
المناصرة.
من
خلال رفع دعاوي قضائية يمكن لمناصري العدالة الاجتماعية أن يستخدموا القضاء كوسيلة
لإحداث تغيير اجتماعي وقانوني. يتم ذلك غالباً كجزء من حملة مناصرة شاملة تهدف لرفع
الوعي بقضية معينة، أو تعزيز حقوق فئة من الفئات المحرومة. إن الكثير من المجموعات
أو الأشخاص الذين يرفعون دعاوي التقاضي الإستراتيجي يسعون أيضاً لإقناع الآخرين
بالانضمام لهم في قضيتهم، أو بالضغط على الحكومة لتغيير القوانين.
النتائج.
يمكن للتقاضي الإستراتيجي- في حال تم الإعداد
له جيداً- أن يُحدث نتائج غير مسبوقة. كأن يلزم الحكومة باتخاذ تدابير لتوفير
الرعاية الأساسية لأشخاص معينين في نطاق ولايتها، أو في ضمان المساواة في الحقوق
للأقليات، أو وقف تدمير بيئي. وبصفة عامة، لا حدود لما يمكن أن يحققه التقاضي
الاستراتيجي.
الفرق بين التقاضي الاستراتيجي وخدمة الدعم القانوني
من
الضروري مع ذلك ملاحظة أن التقاضي الإستراتيجي مختلف جداً عن كثير من أفكار
الخدمات القانونية الأكثر تقليدية.
تقدم
منظمات الخدمة القانونية خدمات قيمة لموكليها الأفراد، وتحرص على تمثيلهم وتقديم
المشورة لهم في الشؤون التي يأتون بها ، لكن لأن الخدمات القانونية تركز على
الموكل، وتعتمد على موارد المنظمة التي تقدمها، فعادة ما لا تتاح الفرصة للنظر في القضايا
في إطارها الأوسع. من ناحية أخرى، يركز التقاضي الإستراتيجي
على تغيير السياسات والسلوكيات على نطاق أوسع. لهذا فالتقاضي الاستراتيجي ليس القصد
منه توفير أفضل الخدمات لأكبر عدد ممكن من الأفراد كما هي الخدمات القانونية
التقليدية.
2. اعتبارات ينبغي أخذها في الحسبان
قبل
رفع دعوى التقاضي الاستراتيجي أو المساهمة مع آخرين في ذلك، ينبغي أخذ عوامل عديدة
في الحسبان. عليكم التفكير في ما هي المسائل القانونية، وما هي أهدافكم، ومَن يمكنه
رفع الدعوى، ومتي يمكنكم رفعها، وأين يمكنكم رفعها، وكيف ستوجهون القضية. يتناول
الدليل فيما يلي هذه الموضوعات بمزيد من
التفاصيل.
التقاضي الإستراتيجي والأطفال
أن تشهدوا تطبيق حقوقكم في النظام القضائي أمر محفز حقيقةً،
وقد يكون التقاضي الإستراتيجي رحلة مثيرة ومثمرة بالنسبة للأطفال. مع ذلك، فقد
يكون أيضاً عملية طويلة ومتشابكة ومؤلمة حتى، وقد يثبت صعوبة أخذ الأطفال على محمل
الجد من قبل المحكمة. إذا كنتم تفكرون في رفع دعوى قضائية نيابة عن أو تتضمن
أطفال، عليكم التفكير جيداً في التأثير المحتمل لهذا على سير العملية القضائية،
وكذلك، وربما الأهم من هذا، في تأثيرها المحتمل على حياة الأطفال أنفسهم. يتناول
الدليل في جميع أجزاءه الكثير من العوامل الخاصة، على الرغم من أنها ليست بأي حال
التحديات الوحيدة في التقاضي الإستراتيجي لتعزيز أو تطبيق حقوق الطفل.
2. متى يمكن رفع دعوى التقاضي الإستراتيجي؟
ملخص:
كما هو الحال في قرارات أخرى كثيرة، يعتبر التوقيت عنصر
حيوي للفوز في دعوى التقاضي الاستراتيجي. يتناول هذا القسم متى يكون من المنطقي
رفع قضية، ما العناصر التي تؤثر في هذا القرار، متى يمكنكم توقع النتيجة، ونوع الخط
الزمني الذي قد تعملون عليه.
المحتويات:
1. متى يكون من المنطقي رفع دعوى التقاضي الإستراتيجي؟
2. ما هي شروط وتوقعات التوقيت الأنسب لرفع الدعوى؟
1. متى يكون من المنطقي رفع دعوى التقاضي الإستراتيجي؟
التحقق
من الخيارات المتاحة: التقاضي الإستراتيجي ليس منطقياً في جميع القضايا، وليس من
الضروري دائماً رفع دعوى قضائية لبلوغ أهدافكم أو لمناصرة قضيتكم. بصفة عامة
التقاضي قد يكون عملية مكلفة ومستنفذة للوقت. في بعض الحالات قد يكون من المنطقي
رفع دعاوي قضائية فقط ضد الأشخاص أو الحكومات التي لم
تستجب لكافة سبل التغيير الأخرى. توجد عدة عوامل ينبغي أخذها في الحسبان أثناء
اتخاذ ما إذا كنتم سترفعون دعوى قضائية أم لا:
§
هل ثمة مسألة قانونية تمثل
أو ترتبط بمشكلة اجتماعية أو مجتمعية أوسع نطاقاً؟
§
هل يسهم حكم محكمة في حل
تلك المشكلة؟ وهل سيكون له أثر واسع النطاق؟
§
هل قضيتكم والنقاط الأساسية
في القضية سهلة ومفهومة للإعلام والجمهور ؟ ما مدى إمكانية جذب تغطية إعلامية؟
§
هل ثمة طرق أخرى ممكنة
لتحقيق أهدافكم؟ وإن وجد، ما مدى فاعليتها مقارنة بالتقاضي الاستراتيجي؟
§
هل محاكم جهة الاختصاص
القضائي التي سترفعون أمامها الدعوى مستقلة عن الجهات الحكومية الأخرى، وفوق مستوى
الشبهات، وتبدي قبولاً أو تفهماً أو
كليهما معاً لقضيتكم والتقاضي الاستراتيجي عموماً؟
تقييم قضيتكم
لأن التقاضي قد يحتاج موارد مكثفة جداً، من الحكمة التحقيق
في قضيتكم والإدعاءات التي ترغبون في تقديمها وتقييمها جيداً قبل رفع دعوي قضائية.
عليكم التحقق كلياً من الحقائق، والأدلة، وإدعاءاتكم المحددة، وجهة الاختصاص التي ترغبون
في رفع الدعوى أمامها. أسئلوا أنفسكم الأسئلة الآتية:
§
ما هي القوانين المرتبطة
بإدعاءاتكم؟ هل تطبق بشكل عام؟ إلي أي مدى تلك القوانين واضحة؟ وما مدى وضوح
صياغتها؟ وإلى أي مدى الوضوح في تفسيرها؟ وإلى أي مدى وضوح تطبيقها؟.
o
لاحظوا أن القوانين التي
تتسم بالوضوح بصفة عامة أسهل في العمل بها وتقديم الإدعاءات استناداً إليها، بينما
تتيح القوانين غير الواضحة فرصة أكبر للحصول على حكم تاريخي وغير مسبوق، لكن مع درجة
أعلى من الصعوبة.
§
ما مدى قوة الإدعاءات
القانونية؟ كيف ستنظر إليها المحكمة والنظام القانوني؟ ما مدى شعبيتها على مستوى
المجتمعات المحلية والإقليمية والوطنية؟
§
ما مدي إمكانية أن تحكم
المحكمة لصالحكم؟
§
هل يمكن للمحكمة أو من
المرجح أن تحكم بتعويضات مبتكرة وغير معتادة في قضيتكم؟
في بعض جهات الاختصاص يمكن للمحاكم أن تحكم ليس فقط بوقف
الشخص أو الحكومة أو المنظمة المدعى عليه/ عليها من التسبب في أضرار لاحقة، بل
أيضاً بإلزامه/ إلزامها بالعمل على التعويض عن الضرر الذي تسبب/ تسببت به ومنع
حدوثه في المستقبل. حيث يلتزم الطرف المدعى عليه في تلك الحالة بوضع وتنفيذ أنظمة
وآليات جديدة لحماية الحقوق، أو لتوفير الرعاية، أو لمنع الإيذاء.
§
هل سيوجد أي رد فعل
معادٍ أو ردود أفعال أو أصداء سياسية أخرى إذا ما نجحت إدعاءاتكم في المحكمة؟ أو
إذا لم تنجح؟
§
هل النظرية التي تعتمد
عليها قضيتكم واضحة وبسيطة وسهلة الفهم؟ إذا نجحتم، هل التعويضات التي تطالبون بها
واضحة وبسيطة وسهلة التنفيذ؟
§
هل يوجد مجموعة أو منظمة
أخرى قدر منكم في تناول القضية؟
أمثلة:
1. الهند: قضية
إم.سي ميهتا ضد ولاية تاميل نادو وآخرين
في هذه القضية قام الناشط الحقوقي أم سي
ميهتا بمقاضاة ولاية تاميل نادو لتحسين ظروف عمل الأطفال، وتوفير التعليم للأطفال
الناجين من أخطار العمل: لمزيد من التفاصيل بالإنجليزية http://www.crin.org/Law/instrument.asp?InstID=1264
2. بارجواي: معهد
تأهيل الأحداث ضد دولة باراجواي
في قضية حول مركز مزدحم لاحتجاز الأحداث الجانحين
ببارجواي، وضعت المحكمة الأمريكية المشتركة لحقوق الإنسان معايير دنيا لرعاية
الأطفال الذين في صراع مع القانون والذين تحتجزهم الدولة. التفاصيل (بالاسبانية)
هنا: http://www.crin.org/Law/instrument.asp?InstID=1255
اعتبارات القانون الدولي
إذا كانت إدعاءاتكم تتضمن قانون حقوق الإنسان الدولي أو
القانون الدولي عموماً، عليكم أن تنظروا في كيفية تعامل جهة الاختصاص التي تنوون
رفع قضيتكم أمامها مع القوانين الدولية.
دليل آليات حقوق الطفل الدولية والإقليمية (بالعربية):
http://www.crin.org/resources/infoDetail.asp?ID=20432&flag=report
من أفضل الطرق لتحقيق هذا هو النظر في كيفية تطبيق
الحكومة للقوانين الوطنية والدولية السارية. إذا كان التطبيق يتم على نحو تعسفي أو
غير متسق، فقد يدعم هذا قضيتكم، ويتيح لكم الفرصة لتوجيه المحاكم أو السلطات المحلية.
اسألوا أنفسكم:
§
كيف تفسر الحكومة
والمحاكم المحلية المعايير الوطنية الخاصة بها للحقوق المدنية والسياسية؟ هل يتماشى
تفسيرها مع تفسير المجتمع الدولي لتلك المعايير؟
o
إن لم تكن تلك المعايير محددة
بوضوح، فقد تتاح الفرصة من خلال التقاضي الاستراتيجي للعمل مع الحكومات والمحاكم
للوصول لأفضل الممارسات.
§
هل يستفيد المسؤولون بالحكومة
المحلية أو الوطنية من إرشادات المحكمة عن كيفية العمل والالتزام بمعايير حقوق
الإنسان الدولية؟
§ هل هناك سبب للاعتقاد بأن الحكومة لا تلتزم بالكامل
بالمعايير الدولية أو بمعاييرها الوطنية؟ إذا كان نعم، هل يوجد دليل على إمكانية المواجهة
القانونية بخصوص هذا الشأن؟
قاعدة معلومات قوانين حقوق الطفل في كل بلد من بلدان
العالم على موقع شبكة معلومات حقوق الطفل (بالإنجليزية) هنا:
http://www.crin.org/law/
اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل
تكفل اتفاقية حقوق الطفل نطاق واسع من حقوق الإنسان
للأطفال، وقد صدقت عليها جميع بلدان العالم فيما عدا الصومال والولايات المتحدة
الأمريكية. وعلى الرغم من أنه لا يوجد حالياً محكمة دولية أو جهة أخرى مختصة
بالاتفاقية فقط حيث يمكن للأطفال رفع قضايا، إلا أن الاتفاقية تعتبر مصدر قانوني
ذو قيمة لدى المحاكم الوطنية والإقليمية. وبينما تختلف طرق تعامل المحاكم مع
الاتفاقية اختلافاً كبيراً، وقد تتقبل بعض المحاكم حقوق الطفل الدولية بشكل أكبر
من غيرها، يجدر بكم بالتأكيد التفكير في اتفاقية حقوق الطفل بينما تجمعون
إدعاءاتكم.
نص اتفاقية حقوق الطفل (بالعربية): http://www.unicef.org/arabic/crc/files/crc_arabic.pdf
للبحث
في القضايا القانونية الدولية والإقليمية والمحلية التي تتضمن اتفاقية حقوق الطفل
(بالإنجليزية): http://www.crin.org/law/crc_in_court/
حملة آلية شكاوي خاصة باتفاقية حقوق الطفل (بالعربية): http://www.crin.org/resources/infoDetail.asp?ID=18163&flag=report
الدليل: تقديم دليل للمحكمة –معلومات
تثبت إدعاءكم- عنصر لا غنى عنه لنجاحكم. إن لم يتوفر دليل يؤيد إدعاءكم، ستواجهون
أوقات عصيبة وطريق عسيرة للنجاح في المحكمة. ينبغي أيضاً أن تعلموا أنه على الرغم
مما يمكنكم أن تتعلموه في تقييمكم، وبحثكم، وتحقيقاتكم، فهناك احتمال ألا تقبل
المحكمة بكل معلوماتكم كأدلة أثناء نظرها في قضيتكم.
قواعد الأدلة: تأكدوا
أن تنظروا في قواعد الدليل لدى جهة الاختصاص ذات الصلة؛ لاسيما أن الكثير من دعاوي
التقاضي الاستراتيجي غير معتادة، وقد يصعب إثباتها، عليكم محاولة تحديد القواعد
الخاصة بتقديم دليل أقل اعتياداً كالدراسات السوسيولوجية والميدانية.
الخبراء: للخبراء أهمية كبرى في
تقديم الدليل وتحليله. في الكثير من جهات الاختصاص يمكن للخبراء المتخصصين الإدلاء
بآرائهم للمحكمة على نحو لا يمكن للمحامين أو للممثلين الآخرين. لذلك، يفضل البحث
عن شهود من الخبراء أو المستشارين المحترمين وان يكونوا على استعداد للمشاركة في
قضيتكم.
الأطفال والأدلة: في
الكثير من جهات الاختصاص قد لا تبدي المحكمة ثقة أو قبول للأدلة المستقاة من
الأطفال. وعليكم بقدر الإمكان أن تتأكدوا من وجود قواعد أو إجراءات أو ممارسات
محددة في جهة الاختصاص التي تتقدمون لها خاصة بالتعامل مع الأدلة التي يقدمها أو
يمثلها أطفال. إذا كانت لديكم مخاوف حقيقية من أخذ المحكمة لأدلة الأطفال بجدية،
يمكنكم البحث أيضا عن كبار ممن لديهم معرفة شخصية بالدليل الذي تعملون عليه.
الموارد: أثناء اتخاذ قرار رفع دعوى
التقاضي الإستراتيجي يكون للموارد أهمية حساسة. حيث يمكن أن يستغرق التقاضي سنوات عديدة
أو حتى عقود، وينبغي إتاحة الموارد لدعم الفريق القانوني وتغطية كافة الأنشطة
اللازمة لمواصلة القضية. ومع اعتبار الناتج غير المؤكد في كل مرحلة من مراحل التقاضي،
عليكم التفكير على المدى الطويل، والاستعداد لأسوأ السيناريوهات.
2. ما هي شروط وتوقعات التوقيت الأنسب لرفع
الدعوى؟
قانون التقادم Statute of
limitations أو فترة التقادم Prescriptive periods: هو القانون الذي يحدد الفترة
الزمنية المتاحة لكم لرفع الدعوى، ودائما ما يعد أو يناقش كنوع من ساعات العد
التنازلي.
غالباً ما يكون للإدعاءات أو للدعاوى القضائية المختلفة متطلبات
زمنية مختلفة، لهذا من الضروري أن تحددوا طبيعة الإدعاءات التي ترغبون في تقديمها لتحديد
الفترة الزمنية المتاحة أمامكم لرفعها أمام المحكمة. عليكم دائما التأكد من قانون
التقادم أو فترة التقادم في جهة الاختصاص التي ترغبون في رفع القضية أمامها قبل
رفع الدعوى. فبسبب قانون التقادم أو فترة التقادم فقد يكون من الصعب إيجاد أفضل دعوى
قضائية لتعزيز قضيتكم أو هدفكم من خلال التقاضي الإستراتيجي. وقد تحتاجون للتحقق
من المدى الزمني المتاح أمامكم بمجرد الاتفاق على خطوة التقاضي الإستراتيجي
كمقاربة جديرة بالتنفيذ.
بدء تشغيل الساعة: يبدأ
العد التنازلي عادةً منذ حدوث الفعل الذي ترغبون في مقاضاته، بالرغم من أنه في بعض
الحالات قد يوجد فترات إضافية خاصة. غالباً ما تكون تلك الفترات الإضافية في
القضايا التي لم يعي فيها الطرف المتضرر بالأذى الذي وقع عليه وقت حدوثه، كما في
حالات الاحتيال أو التعرض لمواد سامة أو خطرة. في تلك الحالات، يبدأ حساب الفترة
الزمنية منذ وقت علم المتضرر بالضرر الواقع عليه.
وقف تشغيل الساعة: "قرع"
قانون التقادم أو فترة التقادم مصطلح قانوني يعني وقف الساعة لأسباب عديدة، منها
إذا كان المتضرر يعاني من إعاقة مؤقتة، أو الشخص الذي تسبب في الضرر متورط بالفعل
في إجراءات قانونية أخرى معينة.
قرع الساعة للأطفال: في
بعض جهات الاختصاص لا يبدأ تشغيل الساعة للأطفال حتى يصلوا إلى سن الرشد. مما يحفظ
مطالب الأطفال القانونية، ويعني أيضاً انه في بعض جهات الاختصاص يمكن للراشدين
صغيري السن أن يرفعوا دعاوى تطالب بحقوق الطفل. ينبغي أن تعلموا، مع ذلك، أن بعض
جهات الاختصاص تقرع فترة التقادم أو قانون التقادم حتى سن الرشد لأنها لا تجيز
للأطفال برفع دعاوى قانونية. وفي تلك الحالة لا يمكنكم العمل مع مدعين أطفال
بأنفسهم لرفع القضية.
الاستئناف: إذا خسرتم الدعوى أمام
محكمة أو هيئة قضائية أدني درجة، فقد يمكنكم نقض الحكم والتقدم لمحكمة أو هيئة
أعلى درجة للنظر في القضية مرة أخرى. ومع ذلك، غالباً ما ترتبط إمكانية الاستئناف
بحد زمني معين متاح أمامكم للتقدم للمحكمة الأعلى للنظر في حكم أو قرار المحكمة
الأدنى.
عند رفع الدعوى في البداية، تأكدوا ما إذا كان يحق لكم
الاستئناف، أم إذا كان يمكنكم التقدم باستئناف ولكن ليس بشكل تلقائي، أم أن قرار
المحكمة سيكون نهائياً. إذا كان بإمكانكم على الأقل التقدم باستئناف، تأكدوا من
آخر موعد للبدء في الإجراءات، والذي يبدأ غالباً بتقديم مذكرة قانونية إما
بالاتصال بالمحكمة. بعض جهات الاختصاص تسمح بتمديد موعد التقديم، ولكن تحققوا من
هذا جيداً، لأن تمديد موعد التقديم لا يكون تلقائي.
استنفاذ وسائل الانتصاف: لرفع
القضية أمام محكمة دولية أو محكمة وطنية عليا، ينبغي استنفاذ وسائل الانتصاف
المحلية، وهذا يعني المرور بكافة القنوات القانونية الأخرى المتاحة قبل أن تنظر
المحكمة الجديدة في الدعوى.
فيما يخص الهيئات الدولية، يعني هذا اشتراط التقدم
للمحاكم الوطنية صاحبة الاختصاص التي يمكنكم رفع الدعوي أمامها وصولا للحد الذي لا
يمكن الاستئناف ممكنا. وما أن يتم ذلك، فقد يكون هناك مدة زمنية للتقدم بالدعوى أمام
محكمة أعلى، أو سيبقي آخر رأي أو قرار محكمة سارياً، وكثير من الهيئات الدولية تحدد
هذه المدة الزمنية بستة أشهر.
استثناءات: قد يكون هناك
استثناءات إما لاستنفاذ وسائل الانتصاف أو للمدد الزمنية المحددة، مثلاً إذا أمكن إثبات
فساد المحكمة المختصة بالنظر في الدعوى، فقد لا يشترط الانتصاف أمام تلك المحاكم.
أو إذا أمكن إثبات عدم القدرة على رفع الدعوى خلال المدة الزمنية المحددة، فقد
يسمح بتمديد الفترة الزمنية المحددة.
توقعات الإطار الزمني: لأن
التقاضي الاستراتيجي يتضمن بالضرورة أشخاص ومنظمات وحكومات، وهيئة قضائية تشرف
عليه، فمن الصعب توقع كم سيطول الأمر حتى الوصول لحكم نهائي. تؤثر عوامل عديدة في
الوقت الذي تستغرقه دعوى قضائية، لكن بصفة عامة، يطول وقت التقاضي كلما كانت القضية
معقدة، وكلما زاد عدد أطرافها، وكلما قلت رغبتهم في الوصول لحل للنزاع، وكلما زاد ازدحام
جدول المحكمة. وفي أفضل الحالات تنتهي القضايا في عدة شهور. في بعض الحالات قد
تستغرق سنوات أو حتى عقود، للوصول لحكم نهائي. وقد تتفاوت هذه التقديرات باختلاف
الجهات وتعددها.
قبل رفع الدعوى عليكم أن تجتهدوا في تقدير الوقت الذي تعتقدون
أنها قد تستغرقه. ليس في الإمكان أبداً تحديد الفترة التي سيستغرقها الوصول لحكم
بدقة، لكن بالإمكان التقدير التقريبي للزمن الذي تتوقعون فيه قرار المحكمة، وعلى
أساس هذا التقدير التقريبي يمكنكم تخصيص الوقت والموارد بشكل مناسب، وتحديد التوقعات
لكافة الأطراف في الدعوى.
التدابير المؤقتة: في
بعض المحاكم أو الهيئات القضائية، بالإمكان طلب اتخاذ تدابير مؤقتة، وتدعى أيضا
إنصاف مؤقت، إجراءات مرحلية، وأوامر مرحلية، وأوامر مبدئية. وهي تدابير الغرض منها
منع وقوع أية أضرار أخرى على الأطراف أثناء النظر في الدعوى، فيمكن للمحكمة أو للهيئة
القضائية أن تأمر المدعى عليه بوقف تحركات معينة في سياق الدعوى أو منع قانون أو
سياسة يحتمل انطوائهما على أضرار دخول حيز النفاذ. ما أن يصدر الحكم النهائي، قد
تصبح التدابير المؤقتة تدابير دائمة، أو يتم تعديلها أو إلغائها كليا.
الأطفال والالتزامات الزمنية. في حالات العمل مع موكلين صغار، من المهم بشكل خاص الوضوح فيما يتعلق
بالوقت الذي سيستغرقه الأمر قبل الوصول لحكم محكمة نهائي، وكم الأمور غير المتوقعة
التي قد تواجهونها أثناء ذلك. أيضاً ضعوا في اعتباركم أن الأطفال غالباً ما يكون
لديهم التزامات وجداول كثيرة ومختلفة تتغير من سنة لأخرى، لذلك فقد يصعب عليهم
الالتزام على المدى الطويل الذي يتطلبه التقاضي الاستراتيجي. لهذا السبب يمكن
للمحاكم في بعض جهات الاختصاص أن تعجل النظر في أنواع معينة من القضايا التي تتضمن
أطفال، وخاصة القضايا التي تتعلق بأمور عائلية أو إدعاءات بإيذاء أو إهمال الطفل.
إذا وجد تخوف بخصوص المدى الزمني في قضية تتضمن أطفال، عليكم التحقق من قواعد أو
ممارسات جهة الاختصاص التي ترفعون أمامها الدعوى بخصوص التعجيل في إصدار الحكم.
الخميس سبتمبر 08, 2016 10:34 am من طرف د.خالد محمود
» "خواطر "يا حبيبتي
الجمعة أبريل 08, 2016 8:25 am من طرف د.خالد محمود
» خواطر "يا حياتي "
الجمعة أبريل 08, 2016 8:15 am من طرف د.خالد محمود
» الطريق الى الجنة
الأحد مارس 06, 2016 4:19 pm من طرف د.خالد محمود
» الحديث الاول من الأربعين النووية "الاخلاص والنية "
الأحد مارس 06, 2016 4:02 pm من طرف د.خالد محمود
» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
الأربعاء سبتمبر 16, 2015 1:04 am من طرف معهد تيب توب للتدريب
» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
الأربعاء سبتمبر 16, 2015 1:04 am من طرف معهد تيب توب للتدريب
» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
الأربعاء سبتمبر 16, 2015 1:04 am من طرف معهد تيب توب للتدريب
» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
الأربعاء سبتمبر 16, 2015 1:03 am من طرف معهد تيب توب للتدريب