الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ
جمع
وإعداد
الباحث في
القرآن والسنة
علي بن
نايف الشحود
الطبعة
الأولى
1430 هـ-2009 م
((بهانج دار
المعمور ))
(( حقوق الطبع لكل
مسلم ))
بسم
الله الرحمن الرحيم
الحمد
لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين ،وعلى آله وصحبه
أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما
بعد :
فإن
الرسولr، هو خاتم الأنبياء والمرسلين ، فحياته أفضل حياة وسيرته أوثق
السير ، وفضائله لا تعد ولا تحصى ، ومع هذا فقد حاول أعداء الإسلام اليوم النيل
منهrحسدا
وحقداً من عند أنفسهم ، وقد قال تعالى عن مثل هذه الحملات المسعورة : { وَإِنْ
يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا
الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (51) وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ
لِلْعَالَمِينَ (52)} سورة القلم .
ولكن نقول لهم كما قال تعالى : {وَإِذْ يَمْكُرُ
بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ
وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} (30) سورة
الأنفال .
يا ناطح الجبلَ العالي ليَكْلِمَه *** أَشفق على
الرأسِ لا تُشْفِق على الجبلِ
فكان
لزاماً على المسلمين الدفاع عنه وبيان فضائله وخصائصه التي تميز بها عن غيره ،
ليكون عامة المسلمين على بينة من أمرهم .
وخصائص
الرسولrكثيرة
ومتنوعة ، وقد كتب فيها علماء كثيرون ومن أهمها الشمائل المحمدية للترمذي ومثله
للبغوي ، وابن كثير في السيرة النبوية ،وابن القيم في الزاد ، والسيرة الشامية ،
والمواهب اللدنية ، وأشملها كتاب الخصائص الكبرى للسيوطي ، فقد جمع ما كتب قبله ،
لكنه قد حوى على الغث والسمين ، فنصفه يحتاج لحذف ، وكتب كثير من المعاصرين شيئاً
من ذلك ضمن كتبهم التي كتبت عن السيرة النبوية ، وممن تعرض لذلك بشكل ممتاز كتاب
نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم .
هذا
وقد تعرضت لهذا الموضوع في موسوعتي "الدفاع عن الرسولr "
وفي كتابي" الخلاصة في حياة الأنبياء
"
وفي كتابي "السيرة النبوية دروس وعبر
"
وكتابي" الخلاصة في الشمائل المحمدية
"
وفي هذا الكتاب فيها تفصيل أكثر مع تصنيف دقيق
لها ، استفدت فيه مما كتب حديثاً ، ولاسيما موسوعة نضرة النعيم .
وقد
قسمته لمبحثين :
المبحث
الأول= تعريف الخصائص وبيان أهميتها
المبحث
الثاني= أقسام الخصائص النبوية
القسم
الأوّل-الخصائص التي انفرد بها رسول اللّهr
النوع
الأول-ما اختص به من الخصائص لذاته في الدنيا
النوع
الثاني-ما اختصّ بهr لذاته في الآخرة
النوع
الثالث-ما اختص بهr في أمته في الدنيا
النّوع
الرّابع-ما اختصّ بهr في أمّته في الآخرة
القسم
الثاني-الخصائص التي انفرد بها رسول اللّهr عن أمته
النّوع
الأوّل-ما حرم عليه دون غيره
النّوع
الثّاني-ما أبيح له دون غيره
النّوع
الثّالث-ما وجب عليه دون غيره
النّوع
الرّابع-ما اختصّ به عن أمّته من الفضائل والكرامات
والآيات
كلها مشكلة ومكتوبة بالرسم العادي ، وقد شرحت الكثير منها بشكل مختصر
والأحاديث كلها مخرجة من مصادرها الأساسية
ومحكوم عليها بما يناسبها وغالبها تدور بين الصحة والحسن . وقد شرحت غريبها .
وقد
ذكرت مصدر كل قول بنهايته في الهامش .
قال
تعالى : { إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (
لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ
بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9)}[الفتح : 8 ، 9]
أسال
الله تعالى أن ينفع به كاتبه وقارئه وناشره والدال عليه في الدارين .
جمعه
وأعده
الباحث
في القرآن والسنة
علي
بن نايف الشحود
في 7 جمادى
الآخرة لعام 1430 هـ الموافق ل 31/5/2009 م
!!!!!!!!!!!!!
المبحث الأول
تعريف الخصائص وبيان أهميتها
وردت الآيات القرآنيّة والأحاديث
النّبويّة تصرّح بعلوّ منزلة نبيّنا الكريمr وأنّه أعلى النّاس قدرا، وأعظمهم محلّا
وأكملهم محاسن وفضلا وأنّ اللّه تبارك وتعالى قد أكرمه بخصائص لم يعطها غيره من
الأنبياء والمرسلين- صلوات اللّه وسلامه عليهم أجمعين- والبشر.
الخصائص لغة:
قال صاحب القاموس: (خصّه) بالشيء، خصّا
وخصوصا وخصوصيّة: فضّله «[1].
وقال في لسان العرب: خصّه بالشّيء يخصّه
خصّا .. واختصّه: أفرده به دون غيره ويقال: اختصّ فلان بالأمر وتخصّص له إذا انفرد[2].
واصطلاحا:
هي ما اختصّ اللّه تعالى نبيّهr
وفضّله به على سائر الأنبياء والرّسل عليهم
الصّلاة والسّلام وكذلك سائر البشر.
موارد الخصائص:
أولى العلماء رحمهم اللّه موضوع الخصائص
النّبوية عناية كبرى قديما وحديثا فتناولوه بحثا وتأليفا فذكروا لرسول اللّهr
خصائص كثيرة انفرد بها عن إخوانه الأنبياء
والمرسلين كما ذكروا له خصائص أخرى انفرد بها عن أمّته.
فمن العلماء رحمهم اللّه من صنّف تصانيف
خاصّة بهذا الموضوع كصنيع الإمام العزّ بن عبد السّلام في كتاب «بداية السّول في
تفضيل الرّسول». والإمام ابن الملقّن في كتابه «خصائص أفضل المخلوقين». والإمام
جلال الدّين السّيوطيّ في كتابه «الخصائص الكبرى» ... وغير ذلك.
ومن العلماء رحمهم اللّه من أدرج موضوع
الخصائص ضمن موضوعات أخرى كصنيع الإمام أبي نعيم الأصبهانيّ في كتابه «دلائل
النّبوّة». والإمام البيهقيّ في كتابه «دلائل النّبوّة». والإمام القاضي عياض في
كتابه «الشّفا بتعريف حقوق المصطفى». والإمام النّوويّ في كتابه «تهذيب الأسماء
واللّغات»، والإمام ابن الجوزيّ في كتابه «الوفا بأحوال المصطفى». والإمام ابن
كثير في كتابيه «البداية والنّهاية» و«الفصول في سيرة الرّسولr
» ... وغير ذلك.
بالإضافة إلى ما ورد مفرّقا على أبواب
مختلفة بمناسبات شتّى في مدوّنات الحديث والتّفسير والسّير وغيرها من دواوين
الإسلام.
فوائد معرفة الخصائص:
فمن ذلك الوقوف على ما انفرد به نبيّناr
عن غيره من الأنبياء والمرسلين عليهم الصّلاة
والسّلام وما أكرمه اللّه به من المنح والهبات تشريفا له وتعظيما وتكريما ممّا
يدلّ على جليل منزلته عند ربّه.
فمعرفة ذلك تجعل المسلم يزداد إيمانا مع
إيمانه ومحبّة وتبجيلا لنبيّه وشوقا له ويقينا به. وتدعو غير المسلم لدراسة أحوال
هذا النّبيّ الكريمr ومن ثمّ الإيمان والتّصديق به وبما جاء
به إن كان من المنصفين.
ويضمّ إلى ذلك فوائد ذكر ما اختصّ به عن
أمّته من الأحكام. فمنها: تمييز تلك الخصائص ومعرفتها وثمرة ذلك بيان تفرّده
واختصاصه بها وأنّ غيره ليس له أن يتأسّى به فيها. قال الحافظ ابن حجر رحمه اللّه
عند ذكره لفوائد حديث «نهى رسول اللّهr عن الوصال» قالوا: «إنّك تواصل ...» قال
فيه ثبوت خصائصهr وأنّ عموم قوله تعالى {لَقَدْ كَانَ
لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ
وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (21) سورة الأحزاب مخصوص.[3]
بم تثبت الخصائص؟
نصّ جمع من أهل العلم أنّ الخصائص لا
تثبت إلّا بدليل صحيح[4].
وتمشّيا مع هذه القاعدة فقد تركنا كثيرا ممّا ذكره بعض أهل العلم وتساهلوا في
إيراده على أنّه ممّا اختصّ به رسول اللّهr عن الأنبياء والمرسلين- صلوات اللّه
وسلامه عليهم أجمعين- أو اختصّ به عن أمّته ولم يقم على ذلك دليل صحيح، واكتفينا
بانتقاء طائفة عطرة من هذه الخصائص ممّا ساندها الدّليل الشّرعيّ الصّحيح.
_______________
المبحث الثاني
أقسام الخصائص النبوية
يتبيّن ممّا سبق أنّ الخصائص من حيث
الأصل تنقسم إلى قسمين:
القسم الأوّل: خصائص اختصّ بها رسول
اللّهr دون غيره من الأنبياء والمرسلين عليهم
الصّلاة والسّلام.
القسم الثّاني: ما اختصّ بهr
من الخصائص والأحكام دون أمّته. وقد يشاركه في
بعضها الأنبياء عليهم الصّلاة والسّلام.
القسم الأوّل
الخصائص التي انفرد بها رسول اللّهr
القسم الأوّل الخصائص التي انفرد بها
رسول اللّهr عن بقية الأنبياء والمرسلين- صلوات
اللّه وسلامه عليهم أجمعين-
اختصّ اللّه تبارك وتعالى عبده ورسوله
محمّداr دون غيره من الأنبياء عليهم السّلام
بخصائص كثيرة تشريفا له وتكريما ممّا يدلّ على جليل رتبته وشرف منزلته عند ربّه.
ففي الدّنيا آتاه القرآن العظيم المعجزة
المحفوظة الخالدة، ونصره بالرّعب، وأرسله إلى الخلق كافّة وختم به النّبيّين ...
إلى غير ذلك من الخصائص ممّا سيأتي مفصّلا بإذن اللّه.
وفي الآخرة أكرمه بالشّفاعة العظمى
والوسيلة والفضيلة والحوض وسيادة ولد آدم إلى غير ذلك ممّا سيأتي.
وأكرمه بخصائص في أمّته لم تعطها غيرها
من الأمم. ففي الدّنيا أحلّ لها الغنائم وجعل لها الأرض طهورا ومسجدا وجعلها خير
الأمم، إلى غير ذلك ممّا سيأتي. وفي الآخرة بأن جعلها شاهدة للأنبياء على أممهم،
وجعلها أوّل الأمم دخولا الجنّة إلى غير ذلك ممّا سيأتي.
وقد قسّم العلماء- رحمهم اللّه- الخصائص
الّتي انفرد بها رسول اللّهr عن بقيّة الأنبياء والمرسلين عليهم
الصّلاة والسّلام إلى عدّة أنواع:
النّوع الأوّل: ما اختصّ به في ذاته في
الدّنيا.
النّوع الثّاني: ما اختصّ به في ذاته في
الآخرة.
النّوع الثّالث: ما اختصّ به في أمّته
في الدّنيا.
النّوع الرّابع: ما اختصّ به في أمّته
في الآخرة[5].
النوع الأول
ما اختص به من الخصائص لذاته في الدنيا
اختصّ اللّه تبارك وتعالى نبيّه محمّداr
دون غيره من الأنبياء والمرسلين عليهم الصّلاة
والسّلام بخصائص في الدّنيا لذاته منها ما يلي:
1- عهد وميثاق:
أخذ اللّه- عزّ وجلّ- العهد والميثاق [6]
على جميع الأنبياء والمرسلين من لدن آدم إلى عيسى عليهما السّلام لما آتى اللّه
أحدهم من كتاب وحكمة وبلغ أيّ مبلغ ثمّ بعث محمّد بن عبد اللّهr
ليؤمننّ به ولينصرنّه ولا يمنعه ما هو فيه من
العلم والنّبوّة من اتّباعه ونصرته، كما أمرهم أن يأخذوا هذا الميثاق على أممهم
لئن بعث محمّدr وهم أحياء ليؤمننّ به ولينصرّنّه[7].
قال اللّه تعالى: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ
مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ
رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قالَ أَأَقْرَرْتُمْ
وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي قالُوا أَقْرَرْنا قالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا
مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ « سورة آل عمران: الآية (81)».
يُخْبِرُ اللهُ تَعَالَى أَنَّهُ أَخَذَ
المِيثَاقَ عَلَى كُلِّ نَبِيٍّ بَعَثَهُ مِنْ لَدُنء آدَمَ ، أَنَّه مَهْمَا آتَى
أَحَدَهُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ، وَبَلَغَ أيَّ مَبْلَغٍ ، ثُمَّ جَاءَ
رَسُولٌ بَعْدَهُ فَإِنَّ عَلَيهِ أنْ يُؤْمِنَ بِهِ وَيَنْصُرَهُ ، وَلاَ
يَمْنَعُهُ مَا هُوَ عَلَيهِ مِنَ العِلْمش وَالنُّبُوَّةِ مِنِ اتِّباعِ مَنْ
بُعِثَ بَعْدَهُ ، وَمِنْ نُصْرَتِهِ .
وَقَالَ اللهُ لِلأنْبِيَاءِ :
أأقْرَرْتُمْ بِذلِكَ ، وَعَاهَدْتُمُونِي عَهْداً وَثِيقاً مُؤَكَّداً؟ قَالُوا :
أقْرَرْنا . قَالَ اللهُ تَعَالَى للأنْبِيَاءِ : فَاشْهَدُوا وَأنَا عَلَى ذَلِكَ
مِنَ الشَّاهِدِينَ . وَقَدْ أبْلَغَ الأنْبيَاءُ ، صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِمْ ،
أُمَمَهُمْ بِهَذَا العَهْدِ ، فَوَجَبَ عَلَى أُمَمِهِمْ أنْ يُؤْمِنُوا
بِالنَّبِيِّ الذِي يَبْعَثُهُ اللهُ ، وَيَنْصُرُوهُ ، وَفَاءً وَاتِّبَاعاً
بِمَا الْتَزَمَ بِهِ أنْبِياؤُهُمْ .[8]
قال عليّ بن أبي طالب وابن عبّاس- رضي
اللّه عنهم-: «ما بعث اللّه نبيّا من الأنبياء إلّا أخذ عليه ميثاق لئن بعث اللّه
محمّدا وهو حيّ ليؤمننّ به ولينصرنّه، وأمره أن يأخذ الميثاق على أمّته لئن بعث
محمّد وهم أحياء ليؤمننّ به ولينصرنّه». وقال هذا القول غير واحد من أئمّة
التّفسير[9].
عَنْ جَابِرِ ابْنِ عَبْدِ اللَّهِ،
أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضى الله عنه، أَتَى النَّبِىَّ -r- بِكِتَابٍ أَصَابَهُ مِنْ بَعْضِ أَهْلِ الْكُتُابِ، فَقَرَأَهُ
النَّبِىُّ -r- فَغَضِبَ،
فَقَالَ: "أَمُتَهَوِّكُونَ فِيهَا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، وَالَّذِى نَفْسِى
بِيَدِهِ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً، لاَ تَسْأَلُوهُمْ عَنْ
شَىْءٍ، فَيُخْبِرُوكُمْ بِحَقٍّ فَتُكَذِّبُوا بِهِ، أَوْ بِبَاطِلٍ
فَتُصَدِّقُوا بِهِ، وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ، لَوْ أَنَّ مُوسَى كَانَ حَيًّا
مَا وَسِعَهُ إِلاَ أَنْ يَتَّبِعَنِى.[10].
وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضى
الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r-: "لاَ
تَسْأَلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ شَىْءٍ، فَإِنَّهُمْ لَنْ يَهْدُوكُمْ وَقَدْ
ضَلُّوا، فَإِنَّكُمْ إِمَّا أَنْ تُصَدِّقُوا بِبَاطِلٍ، أَوْ تُكَذِّبُوا
بِحَقٍّ، فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ مُوسَى حَيًّا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ مَا حَلَّ لَهُ
إِلاَّ أَنْ يَتَّبِعَنِى."[11]
قال الحافظ ابن كثير- رحمه اللّه-:
«فالرّسول محمّد خاتم الأنبياء صلوات اللّه وسلامه عليه دائما إلى يوم الدّين، هو
الإمام الأعظم الّذي لو وجد في أيّ عصر لكان هو الواجب الطّاعة المقدّم على
الأنبياء كلّهم، ولهذا كان إمامهم ليلة الإسراء لمّا اجتمعوا ببيت المقدس ...»[12].
================
2- رسالة عامة [13]:
كان الأنبياء والرّسل السّابقون- عليهم
الصّلاة والسّلام- يرسلون إلى أقوامهم خاصّة كما قال اللّه تعالى: لَقَدْ
أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ* «سورة الأعراف: الآية (59)». وَإِلى عادٍ
أَخاهُمْ هُوداً* « سورة الأعراف: الآية (65)». وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً*
«سورة الأعراف: الآية (73)». وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ* «سورة الأعراف: الآية
(80)»، وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً* « سورة الأعراف: الآية (85)». وأمّا
نبيّناr ، فرسالته عامّة لجميع النّاس عربهم
وعجمهم وإنسهم وجنّهم، وهذا من خصائصهr
قال العزّ بن عبد السّلام- رحمه اللّه-:
«ومن خصائصه: أنّ اللّه تعالى أرسل كلّ نبيّ إلى قومه خاصّة، وأرسل نبيّنا محمّداr
إلى الجنّ والإنس، ولكلّ نبيّ من الأنبياء ثواب
تبليغه إلى أمّته. ولنبيّناr ثواب التّبليغ إلى كلّ من أرسل إليه،
تارة لمباشرة البلاغ، وتارة بالنّسبة إليه، ولذلك تمنّن عليه بقوله تعالى: وَلَوْ
شِئْنا لَبَعَثْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً «سورة الفرقان: الآية (51)». ووجه
التّمنّن: أنّه لو بعث في كلّ قرية نذيرا لما حصل لرسول اللّهr
إلا أجر إنذاره لأهل قريته[14].
وقد جاءت الآيات القرآنيّة والأحاديث
النّبويّة تشير إلى هذه الخصوصيّة:
- قال اللّه تعالى: {وَمَا
أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ
النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (28) سورة سبأ.
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ يَا مُحَمَّدُ إِلى
قَوْمِكَ خَاصَّةً ، وَإِنَّمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلى الخَلْقِ جَمِيعاً ،
مُبَشِّراً مَنْ أَطَاعَ الله بالثَّوابِ الجَزِيلِ ، والجَنَّاتِ العَالِيَاتِ ،
وَمُنْذِراً مَنْ عَصَاهُ بِالعَذَابِ الأَلِيمِ . وَلكِنَّ أكثرَ الناسِ لاَ
يَعْلَمُونَ ذَلِكَ فَيَحْمِلُهُم جَهْلُهُمْ عَلَى الإِصْرَارِ عَلَى مَا هُمْ
عَليهِ مِنَ الغَيِّ وَالضَّلاَلِ .[15]
- وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ
إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } (107) سورة الأنبياء
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ يَا مُحَمَّدُ
بِهَذَا وأَمْثَالِهِ مِنَ الشَّرَائِعِ والأَحْكَامِ إِلاَّ لِرَحْمَةِ النَّاسِ
، وَهِدَايَاِهِمْ فِي شُؤُونِ دِينِهِمْ وَدُونْيَاهُمْ ، وَلاَ يَهْتَدِي بِهِ
إٍِلاَّ المُتَهَيِّئُوْنَ لِتَقَبُّلِ الهُدَى .[16]
- وقال تعالى:{قُلْ يَا أَيُّهَا
النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ
بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ
وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (158) سورة الأعراف
قُلْ يَا مُحَمَّدُ للنَّاسِ جَمِيعاً :
إِنِّي رَسُولُ اللهِ تَعَالَى إِلَى جَمِيعِ البَشَرِ ، وَإِنَّ اللهَ تَعَالَى
هَُو الذِي أَرْسَلَنِي ، وَهُوَ خَالِقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَالِكُهُمَا
، وَهُوَ مُدَبِّرُهُمَا وَمُصَرِّفُهُما حَسْبَ مَا تَقْتَضِيهِ حِكْمَتُهُ ،
فَهُوَ المَعْبُودُ وَحْدَهُ لاَ إِلهَ إلاَّ هُوَ ، وَهُوَ الذِي يَخْلُقُ
الكَائِنَاتِ ، وَهُوَ الذِي يَقْضِي بِفَنَائِهَا . فَآمِنُوا يَا أَيُّهَا
النَّاسُ جَمِيعاً بِاللهِ الذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ ، وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ
النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الذِي أَرْسَلَهُ إلى النَّاسِ كَافَّةً ، وَهَذا
الرَّسُولُ يُؤْمِنُ بِتَوْحِيدِ اللهِ ، وَيُؤْمِنُ بِكَلِمَاتِهِ التِي
أَنْزَلَهَا عَلَى رُسُلِهِ لِهِدَايَةِ خَلْقِهِ .
وَاتَّبِعُوا يَا أَيُّهَا النَّاسُ
طَرِيقَ الرَّسُولِ الأُمِّيِّ ، وَاقْتَفُوا أَثَرَهُ ، فِي كُلِّ مَا يَأْتِي
وَمَا يَذَرُ ، لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ إلَى مَا فِيهِ سَعَادَتُكُمْ فِي
الدُّنْيا وَالآخِرَةِ .[17]
وقال تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ
الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا } (1) سورة
الفرقان
يَحْمَدُ اللهُ تَعَالَى نَفْسَهُ
الكَرِيمَةَ ، وَيَبُارِكُهَا عَلَى إِنْزَالِهِ القُرْآنَ عَلَى عَبْدِهِ
وَرَسُولِهِ مُحَمَّدٍr، وَقَدْ نَزَّلَ
القُرآنَ فَرُقَاناً ، يَفْرِقُ بَين الحَقِّ والبَاطِلِ ، وَأَنْزَلَهُ تَعَالَى
مُنَجَّماً شَيْئاً فَشَيْئاً ، حَسَبَ مُقْتَضَيَاتِ الحَاجَةِ والضرورَاتِ
لِيَكُونَ نَذِيراً للإِنْسِ والجِنِّ ( العَالَمِينَ ) مِنْ عَذَابٍ أليمٍ إِذَا
استَمَرُّوا فِي كُفْرِهِمْ وَطُغَيَانِهِمْ .[18]
وقال تعالى: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ
نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا
أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ } (29) سورة
الأحقاف
واذكر -أيها الرسول- حين بعثنا إليك،
طائفة من الجن يستمعون منك القرآن، فلما حضروا، ورسول اللهrيقرأ،
قال بعضهم لبعض: أنصتوا; لنستمع القرآن، فلما فرغ الرسول من تلاوة القرآن، وقد
وعَوه وأثَّر فيهم، رجعوا إلى قومهم منذرين ومحذرين لهم بأس الله، إن لم يؤمنوا
به.[19]
عن جَابِرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ
النَّبِىَّ -r- قَالَ «
أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِى نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ
مَسِيرَةَ شَهْرٍ ، وَجُعِلَتْ لِىَ الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا ، فَأَيُّمَا
رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِى أَدْرَكَتْهُ الصَّلاَةُ فَلْيُصَلِّ ، وَأُحِلَّتْ لِىَ
الْمَغَانِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ قَبْلِى ، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ ،
وَكَانَ النَّبِىُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً ، وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ
عَامَّةً »[20]
.
وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
الأَنْصَارِىِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - r
- « أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ
قَبْلِى كَانَ كُلُّ نَبِىٍّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى
كُلِّ أَحْمَرَ وَأَسْوَدَ وَأُحِلَّتْ لِىَ الْغَنَائِمُ وَلَمْ تُحَلَّ لأَحَدٍ
قَبْلِى وَجُعِلَتْ لِىَ الأَرْضُ طَيِّبَةً طَهُورًا وَمَسْجِدًا فَأَيُّمَا
رَجُلٍ أَدْرَكَتْهُ الصَّلاَةُ صَلَّى حَيْثُ كَانَ وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ بَيْنَ
يَدَىْ مَسِيرَةِ شَهْرٍ وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ »[21].
وعَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللهِr : أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ
أَحَدٌ قَبْلِي : بُعِثْتُ إِلَى الأَحْمَرِ وَالأَسْوَدِ ، وَأُحِلَّتْ لِيَ
الْغَنَائِمَ ، وَلَمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ قَبْلِي ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ ،
فَيُرْعَبُ الْعَدُوُّ مِنْ مَسِيرَةِ شَهْرٍ ، وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ طَهُورًا
وَمَسْجِدًا ، وَقِيلَ لِي : سَلْ تُعْطَهْ ، وَاخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً
لِأُمَّتِي فِي الْقِيَامَةِ ، وَهِيَ نَائِلَةٌ - إِنْ شَاءَ اللَّهُ - لِمَنْ
لَمْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئًا."[22]
وعنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ
اللَّهِ -
r - أَنَّهُ قَالَ « وَالَّذِى نَفْسُ
مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لاَ يَسْمَعُ بِى أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِىٌّ
وَلاَ نَصْرَانِىٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِى أُرْسِلْتُ بِهِ
إِلاَّ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ».[23]
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : إِنَّ
اللَّهَ فَضَّلَ مُحَمَّداً - r - عَلَى الأَنْبِيَاءِ وَعَلَى أَهْلِ
السَّمَاءِ. فَقَالُوا : يَا أَبَا عَبَّاسٍ بِمَ فَضَّلَهُ عَلَى أَهْلِ
السَّمَاءِ؟ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ قَالَ لأَهْلِ السَّمَاءِ {وَمَن يَقُلْ
مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِّن دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ
نَجْزِي الظَّالِمِينَ} (29) سورة الأنبياء، وَقَالَ اللَّهُ لِمُحَمَّدٍ - r
- ( إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً
لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ) قَالُوا :
فَمَا فَضْلُهُ عَلَى الأَنْبِيَاءِ؟ قَالَ : قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ (وَمَا
أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ) الآيَةَ
، وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمُحَمَّدٍ - r
- (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً
لِلنَّاسِ) فَأَرْسَلَهُ إِلَى الْجِنِّ وَالإِنْسِ."[24]
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:إِنَّ
اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَضَّلَ مُحَمَّدًا عَلَى أَهْلِ السَّمَاءِ وَعَلَى أَهْلِ
الأَرْضِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبَّاسٍ وَمَا فَضْلُهُ عَلَى أَهْلِ
السَّمَاءِ؟ قَالَ:إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ لأَهْلِ السَّمَاءِ:
"وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ
جَهَنَّمَ , كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ"[الأنبياء آية 29] وَقَالَ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمُحَمَّدٍr : "إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا
مُبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا
تَأَخَّرَ"[الفتح آية 1] الآيَةَ، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا عَبَّاسٍ فَمَا
فَضْلُهُ عَلَى الأَنْبِيَاءِ؟قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ:
"وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا بِلِسَانِ قَوْمِهِ"[إبراهيم آية
4] وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمُحَمَّدٍr : "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا
كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا"[سبأ آية 28] ، فَأَرْسَلَهُ اللَّهُ
إِلَى الإِنْسِ وَالْجِنِّ.[25]
================
[1] - القاموس (2/ 300).
[2] - لسان
العرب (7/ 24).
[3] - فتح الباري (4/ 242).
[4] - المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (1/ 386)
نقلا عن العراقي.
[5] - انظر الخصائص الكبرى للسيوطي (2/ 314).
[6] - انظر:
الوفا في أحوال المصطفى لابن الجوزي (2/ 6). وشمائل الرسول لابن كثير (545)،
والخصائص الكبرى للسيوطي (1/ 16).
[7] - تفسير ابن كثير (1/ 386) بتصرف.
[8] - أيسر التفاسير لأسعد حومد - (1 / 375)
[9] - انظر
تفسير ابن جرير الطبري (2/ 236)، وتفسير ابن كثير (1/ 386)، وتفسير البغوي (1/
322).
[10] - غاية المقصد فى زوائد المسند 1 - (1 / 78)
(188) حسن
أمتهوكون: التهوك كالتهور، وهو الوقوع في الأمر
بغير روية. والمتهوك: الذي يقع في كل أمر، وقيل: هو التحير. انظر النهاية في غريب
الحديث لابن الاثير (5/ 282).
[11] - غاية المقصد فى زوائد المسند 1 - (1 / 78)
(187) حسن
[12] - انظر تفسير ابن كثير (1/ 386).
[13] - انظر
الفصول (ص 285، 286)، وخصائص أفضل المخلوقين (ص 400)، والخصائص الكبرى (2/ 319،
320).
[14] - بداية السول في تفضيل الرسول (ص 46، 47).
[15] - أيسر التفاسير لأسعد حومد - (1 / 3515)
[16] - أيسر التفاسير لأسعد حومد - (1 / 2496)
[17] - أيسر التفاسير لأسعد حومد - (1 / 1113)
[18] - أيسر التفاسير لأسعد حومد - (1 / 2738)
[19] - التفسير الميسر - (9 / 156)
[20] - صحيح البخارى- المكنز - (335 )
[21] - صحيح مسلم- المكنز - (1191 )
أحمر
وأسود: أراد بذلك جميع العالم. فالأسود وهم الحبوش والزنوج وغيرهم. والأحمر هو
الأبيض، والعرب تسمي الأبيض أحمر. أفاده ابن الاثير- انظر جامع الأصول (8/ 529،
530).
[22] - صحيح ابن حبان - (14 / 375) (6462) صحيح
[23] - صحيح مسلم- المكنز - (403 )
[24] - سنن الدارمى- المكنز - (47) صحيح
[25] - المعجم الكبير للطبراني - (9 / 438) (11445 )
صحيح
الخميس سبتمبر 08, 2016 10:34 am من طرف د.خالد محمود
» "خواطر "يا حبيبتي
الجمعة أبريل 08, 2016 8:25 am من طرف د.خالد محمود
» خواطر "يا حياتي "
الجمعة أبريل 08, 2016 8:15 am من طرف د.خالد محمود
» الطريق الى الجنة
الأحد مارس 06, 2016 4:19 pm من طرف د.خالد محمود
» الحديث الاول من الأربعين النووية "الاخلاص والنية "
الأحد مارس 06, 2016 4:02 pm من طرف د.خالد محمود
» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
الأربعاء سبتمبر 16, 2015 1:04 am من طرف معهد تيب توب للتدريب
» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
الأربعاء سبتمبر 16, 2015 1:04 am من طرف معهد تيب توب للتدريب
» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
الأربعاء سبتمبر 16, 2015 1:04 am من طرف معهد تيب توب للتدريب
» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
الأربعاء سبتمبر 16, 2015 1:03 am من طرف معهد تيب توب للتدريب