في التاسع والعشرين من عام 1807 كان الموعد مع
البطولة لأهل هذه المدينة حيث حققوا انتصارًا عظيماً على الحملة
الإنجليزية الأولى ( حملة فريزر ) ، وكما كان لرشيد موقعها في عالم
البطولة والزود عن الديار كان لها حظا أوفر مع التاريخ فالمدينة لها
مكانتها التاريخية ومنذ العصور القديمة فالعلماء يرون أن أصل تسمية رشيد
يعود إلى الكلمة المصرية القديمة (رخيت) بمعنى (عامة الناس) واشتهرت في
ذلك الوقت بصناعة العجلات الحربية ونجحت في عهد الملك منبتاح ابن الملك
رمسيس الثاني في صد هجمات الليبيين وشعوب البحر، كما أقام الملك بسماتيك
الأول سنة 633ق.م معسكرا على ساحل المدينة لحماية شواطئ البلاد، وفي العصر
القبطي أطلق عليها (رشيت) حتى كان الفتح العربي على يد عمرو بن العاص
والذي دخلها بعد أن فتح مدينة الإسكندرية عام 21 هـ وكان حاكم رشيد القبطي
يسمى قزماس وهو الذي عقد صلحا مع عمرو وأدى الجزية للمسلمين وبقيت الكنائس
في المدينة لمن بقى على دينه، وقد استطاب صحابة رسول الله صلى الله عليه
وسلم سكنى المدينة فعمروها وأقاموا البيوت وبنوا المساجد وأطلقوا عليها
رشيد والتي مازالت تعرف بها حتى الآن.
الموقع :
رشيد هي إحدى مدن ومراكز محافظة البحيرة. وهي ميناء قديم علي مصب الفرع الغربي للنيل في البحر الأبيض المتوسط، المسمى به.
ومن أهم قراها قرية الجدية و قرية الشماسمة و الحماد و محلة الأمير و عزبة الشريف و إدفينا و برج رشيد
معالمها السياحية :
متحف رشيد القومي :
يتكون المتحف من مبنيين أحدهما مبني
أثري يتكون من ثلاثة طوابق، يرجع لعصر الدولة العثمانية وكان في الأصل بيت
عرب كيلي محافظ رشيد في ذلك الوقت، وفي الستينيات تم تحويل المبني إلي
متحف صغير لإبراز دور مدينة رشيد في مقاومة الحملة الفرنسية ثم حملة فريزر
الإنجليزية.
يعرض المتحف 700 قطعة من أهمها العملات
الذهبية والبرونزية التي تعود للعصرين الأموي والعثماني، ومجموعة من
المصاحف والأواني الفخارية.
وتجتمع في المدينة مجموعة فريدة من
الأبنية الإسلامية فمعروف أنها ثاني المدن بعد القاهرة من حيث حجم الآثار
الإسلامية فالمدينة تضم اثنين وعشرون منزلا اثريا وعشرة مساجد وحماما
وطاحونة وبوابة وقلعة وبقايا سور قديم، وهذه العمائر ترجع إلى العصر
العثماني فيما عدا قلعة قايتباي وبقايا سور رشيد والبوابة فيرجعون إلى
العصر المملوكي، وقد بنيت هذه المنازل من الطوبة الرشيدي السوداء،
والمنازل تعكس ما كان يتميز به أهل المدينة في ذلك (عصر العثمانيين
والأتراك) من التقدم في العمارة والنجارة والبناء، كما تعكس الطابع
الإسلامي الذي كان موجودا في ذلك الوقت بما تحويه من مشربيات وصالات
استقبال ونقوش كوفية وأشغال صوفية أو قباب مبنية بالطوب، وكما أعدت هذه
المنازل لكي تكون سكنا وتحفا فنية أعدت كذلك لكي تكون حصونا حربية عند
الحاجة في زمن الحروب.
ومن أهم المنازل الأثرية الموجودة في المدينة :
منزل الأمصيلي :
تم بناؤه عام 1808 ميلادية على يد عثمان أغا
الأمصيلي وكان جندياً بالجيش العثماني ويتكون من ثلاثة أدوار الأرضي به
حجرة الاستقبال وبها قواطيع من الخشب تتخللها أعمدة رخامية، ويوجد بالدور
الأرضي المخزن والحظيرة المخصصة لركوب (الأغا) والصهريج الذي تخزن به
المياه ودورات المياه.
منزل حسيبة غزال :
و قد بنى هو الآخر عام 1808 وهو ملحق بمنزل
الأمصيلي و كان مخصصا للخدم ويتكون من ثلاثة أدوار، الأرضي وبه مخزن من
الداخل وتعلوه حجرة بسلم من المخزن وحجرة الصهريج والدور الأول به حجرات
بها شبابيك خرط والدور الثاني به مشربيات وحجرة ملحقة بها مخزن
منزل الميزوني :
يعود تاريخ بنائه إلى عام 1740 على يد عبد
الرحمن البواب الميزوني جد محمد الميزوني والد زبيدة البواب زوجة فرانسوا
جاك مينو القائد الثالث للحملة الفرنسية على مصر والذي أشهر إسلامه بعد
ذلك و سمّى نفسه عبدالله مينو، والمنزل يتكون من أربعة أدوار، الدور
الأرضي به شادر وحجرة الصهريج والدور الأول للرجال وبه حجرات لها شبابيك
من المصبعات (التقاطعات) الحديدية، أما الدور الثاني فهو مخصص للحريم وبه
مشربيات بارزة من الخرط الميموني، والدور الثالث به حجرات لها شبابيك من
الخرط وحجرة الأغاني وبها دواليب خشبية ومنور مربع وبه كذلك الحمام الذي
يشبه حمامات المنازل الأخرى برشيد، وعلى الواجهة القبلية للمنزل حجرة
بالسطح بها المدخنة التي تبدأ من الدور الأول وتنتهي أعلى السطح.
منزل عصفور :
فقد بنى عام 1754 ميلادية ويتكون من ثلاثة
أدوار الأرضي به شادر يتكون من مخازن الغلال وحجرات للاستراحة وقاعة
للمناسبات، وبه حجرة الصهريج التي لها شباك من النحاس يعلوه لوحة رخامية
عليها اسم المُنشئ وهو (ابراهيم بلطيش) باللغة التركية، والدور الأول به
حجرات لها شبابيك من المصبعات الحديدية تعلوها مناور من الخشب الخرط،
والدور الثاني به حجرات لها شبابيك ومشربيات من الخشب الخرط والدور الأخير
صيفي وبه نوافذ بارزة بحوالي نصف متر،
منزل القناديلي :
بنى في النصف الأول من القرن الثامن عشر
الميلادي ويتكون من ثلاثة أدوار، الدور الأرضي به شادر ومخزن، أسقفه تتكون
من عقود متقاطعة محمولة على عمود جرانيتي والدور الأول للرجال ويتكون من
حجرات شبابيك تعلوها مناور والحجرة الرئيسية مكونة من دواليب من الخشب
المزخرف بالأرابيسك وتعلوها خورنقات (تجاويف في الجدران أو الدواليب توضع
بها الأمتعة) وبها محراب من القيشاني الأصفر والأخضر.
منزل عرب كلي :
وله مكانة متميزة بين البيوت الأثرية و تأتي
مكانة المنزل بسبب اختياره بعد ذلك ليكون متحفا يعكس بطولات وتاريخ
المدينة وقد بناه حينذاك عرب كلي محافظ رشيد في النصف الأول من القرن
الثاني الهجري (الثامن عشر الميلادي) ويتكون من أربعة أدوار، في الدور
الأرضي شادر وله أسقف عبارة عن قبوات متقاطعة فيما عدا حجرة الصهريج
فسقفها خشبي، والدور الأول للرجال وبه حجرات لها شبابيك من المصبعات
الحديدية، تعلوها مناور من الخرط المعقلي، والثاني به شبابيك من الخرط،
ويتصدر الصالة إيوان خشبي وبسقفها منور وبه حمام مسقوف بقبة ضحلة مفرغة
وبها زجاج، كما يوجد به حوض رخامي ، وبجوار الحمام توجد دكة للاستراحة
وباب يؤدي إلى حجرة النوم، والدور الثاني صيفي وبه حجرة صغيرة ودورة مياه.
منزل ثابت :
بني في النصف الأول من القرن الثاني عشر
الهجري أيضا ويتكون من ثلاثة أدوار، الدور الأول للرجال وبه حجرات من
المصبعات الحديدية، والثاني مخصص للنساء وبه مشربيات خشبية.
المساجد الأثرية :
مسجد زغلول :
هو أقدم مساجد المدينة ويحمل ذكرى عزيزة على
قلوب أهل رشيد وكل المصريين وهي الانتصار على حملة فريزر، فمن على مئذنته
انطلقت صيحة (الله أكبر) إيذانا ببدء الهجوم على عساكر الحملة الإنجليزية
وقد كان هذا المسجد بمثابة الأزهر حيث كان يتوافد عليه طلاب العلم وكان
لكل شيخ عامود به
مسجد على المحلي :
وقد بنى عام 1721 ميلادية، ويقع في وسط
المدينة ويقام على 99 عمودا مختلفة الأشكال، وله ستة أبواب مزخرفة
واجهاتها بالطوب المنحوت وتختلف كل واجهة عن الأخرى، ويتوسطه صحن وتقع
الميضأة غرب الجامع وتتكون من مظلة مرفوعة على 12 عمودا والمسجد ينسب إلى
على المحلى الذي توفى عام 901هـ بمدينة رشيد ودفن بالمسجد
مسجد العباسي :
ويعد من أجمل مساجدها ويقع على شاطئ النيل من
الناحية القبلية منها وله واجهات تشبه واجهات المنازل الأثرية نظرا لأنه
مزين بزخارف جميلة مصنوعة من الطوب المنحوت وهي موجودة بالجزء العلوي
ويعتبر تصميم مدخل المسجد نموذجا لمداخل المساجد في القرنين السابع
والثامن عشر الميلادي وله قبة مضلعة من الخارج تعتبر من أجمل قباب رشيد.
والمسجد بناه محمد بك طبوزادة سنة 1809م.
القلاع المحيطة بالمدينة :
أقدمها قلعة قايتباي التي عرفها
المؤرخون الأجانب باسم قلعة جوليان، والقلعة أنشأها السلطان الأشرف
قايتباي سنة 1479 ميلادية لتدافع عن هذه الثغر والمدخل الهام لمصر، وهي
مستطيلة الشكل ويوجد في نواحيها الأربع أبراج دائرية وبأسوارها مزاغل،
وبوحوش القلعة الداخلي بقايا مبنى مستطيل كان يحتوى على حجرات للجند
ومخازن ومسجد وصهريج مياه، وهي تختلف في تصميمها عن قلعة قايتباي الموجودة
في الإسكندرية.
حجر رشيد :
وفي
أغسطس 1799 عثر (بوشار) أحد ضباط الحملة الفرنسية على الحجر المشهور بحجر
رشيد تحت أنقاض هذه القلعة والذي تم من خلاله فك رموز اللغة الهيروغليفية
القديمة وبالتالي الكشف عن كل التاريخ المصري وهو ما أدى الى ذيوع شهرة
المدينة أكثر وأكثر.
وهو عبارة عن حجر من البازلت الأسود يعود تاريخه
إلى عام 196 ق.م ومسجل عليه محضر مبايعة الكهنة للملك بطليموس الخامس
والاعتراف به ملكا على البلاد، وهذا الحجر مكتوب عليه بثلاث لغات هي
الهيروغليفية والديموطيقية واليونانية القديمة عليه، وقد عكف العالم
الفرنسي شامبليون فترة طويلة على دراسة هذه النقوش الموجودة على الحجر حتى
توصل إلى فك رموز اللغة المصرية القديمة وقد نقل الحجر إلى لندن طبقا
لشروط معاهدة 1801 بين الإنجليز والفرنسيين، وهو الآن يعد واحدا من أهم
القطع الأثرية المعروضة بالمتحف البريطاني بلندن وهناك محاولات مصرية تجرى
لاسترداده .
أماكن أثرية أخرى :
ومن الأماكن الأثرية الشهيرة أيضا
بالمدينة حمام عزوز والذي بني في بدايات القرن التاسع عشر الميلادي ، ،
وتوجد بالمدينة طاحونة أثرية شهيرة هي طاحونة أبو شاهين بنيت في أوائل
القرن التاسع عشر الميلادي وقد بناها عثمان أغا الطوبحي وهي خاصة بطحن
الغلال وكانت تدار بالخيل .
وكانت الآثار الإسلامية المختلقة من
منازل ومساجد وقلاع والموجودة في المدينة قد عانت وحتى أوائل الثمانينات
من القرن الماضي من حالة من التدهور بسبب الإهمال حتى تم وضع خطة لإنقاذها
من خلال عمليات ترميم متتابعة .
المصدر / الهيئة العامة للاستعلامات
الخميس سبتمبر 08, 2016 10:34 am من طرف د.خالد محمود
» "خواطر "يا حبيبتي
الجمعة أبريل 08, 2016 8:25 am من طرف د.خالد محمود
» خواطر "يا حياتي "
الجمعة أبريل 08, 2016 8:15 am من طرف د.خالد محمود
» الطريق الى الجنة
الأحد مارس 06, 2016 4:19 pm من طرف د.خالد محمود
» الحديث الاول من الأربعين النووية "الاخلاص والنية "
الأحد مارس 06, 2016 4:02 pm من طرف د.خالد محمود
» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
الأربعاء سبتمبر 16, 2015 1:04 am من طرف معهد تيب توب للتدريب
» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
الأربعاء سبتمبر 16, 2015 1:04 am من طرف معهد تيب توب للتدريب
» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
الأربعاء سبتمبر 16, 2015 1:04 am من طرف معهد تيب توب للتدريب
» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
الأربعاء سبتمبر 16, 2015 1:03 am من طرف معهد تيب توب للتدريب