حواس للمحاماه

نشكركم على اختياركم لمنتدانا و نتمنى ان تقضى وقت ممتعا و يشرفنا ان تكون احد افراد اسرتنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

حواس للمحاماه

نشكركم على اختياركم لمنتدانا و نتمنى ان تقضى وقت ممتعا و يشرفنا ان تكون احد افراد اسرتنا

حواس للمحاماه

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
حواس للمحاماه

قانوني . اسلامي - برامج . صيغ - دعاوى - معلومات

انت الزائر رقم

.: عدد زوار المنتدى :.

مرحبا بالزائرين

المواضيع الأخيرة

» التفكر في الاية 42 من سورة الزمر (رقم 39)
المدونات الالكترونية العربية بين التعبير الحر و الصحافة البديلة I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 08, 2016 10:34 am من طرف د.خالد محمود

»  "خواطر "يا حبيبتي
المدونات الالكترونية العربية بين التعبير الحر و الصحافة البديلة I_icon_minitimeالجمعة أبريل 08, 2016 8:25 am من طرف د.خالد محمود

» خواطر "يا حياتي "
المدونات الالكترونية العربية بين التعبير الحر و الصحافة البديلة I_icon_minitimeالجمعة أبريل 08, 2016 8:15 am من طرف د.خالد محمود

» الطريق الى الجنة
المدونات الالكترونية العربية بين التعبير الحر و الصحافة البديلة I_icon_minitimeالأحد مارس 06, 2016 4:19 pm من طرف د.خالد محمود

» الحديث الاول من الأربعين النووية "الاخلاص والنية "
المدونات الالكترونية العربية بين التعبير الحر و الصحافة البديلة I_icon_minitimeالأحد مارس 06, 2016 4:02 pm من طرف د.خالد محمود

» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
المدونات الالكترونية العربية بين التعبير الحر و الصحافة البديلة I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 16, 2015 1:04 am من طرف معهد تيب توب للتدريب

» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
المدونات الالكترونية العربية بين التعبير الحر و الصحافة البديلة I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 16, 2015 1:04 am من طرف معهد تيب توب للتدريب

» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
المدونات الالكترونية العربية بين التعبير الحر و الصحافة البديلة I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 16, 2015 1:04 am من طرف معهد تيب توب للتدريب

» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
المدونات الالكترونية العربية بين التعبير الحر و الصحافة البديلة I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 16, 2015 1:03 am من طرف معهد تيب توب للتدريب

مرحبا بك


counter globe

الاكثر زياره


    المدونات الالكترونية العربية بين التعبير الحر و الصحافة البديلة

    Admin
    Admin
    Admin


    الجنس : ذكر
    عدد المساهمات : 2987
    تاريخ الميلاد : 18/06/1970
    تاريخ التسجيل : 27/09/2009
    العمر : 53

    المدونات الالكترونية العربية بين التعبير الحر و الصحافة البديلة Empty المدونات الالكترونية العربية بين التعبير الحر و الصحافة البديلة

    مُساهمة من طرف Admin الخميس أغسطس 12, 2010 4:06 pm

    المدونات
    الالكترونية العربية بين التعبير الحر و الصحافة البديلة



    يعرف عالم اليوم تطورات سريعة في ميدان الاتصال،
    انعكست بصورة كبيرة على ميدان الإعلام عموما، وعالم الصحافة المكتوبة بصفة خاصة،
    فالنظام الرقمي جمع بين تكنولوجيا المعلومات وتكنولوجيا الاتصال، وبذلك ظهور
    سوق حقيقي للوسائط المتعددة، التي تسمح بإدماج الكثير من المعطيات من
    مصادر مختلفة نصوص- صور
    وأصوات، هادفة بذلك إلى تطوير الأشكال الجديدة والجذابة لمنتجات الوسائط المتعددة
    التفاعلية، ودفع المستخدم لاقتناها في وقت كان استعماله يقتصر على وسائل
    الإعلام التقليدية وبصفة خاصة التلفزيون والإذاعة والصحافة، في ظل بحث المستخدم
    على فضاءات أفضل للتعبير والاتصال
    . وهذا ينطبق أكثر على فئة الشباب أساسا، وهذا، أيضا، بالفعل، ما خلقته هذه الثورة من أنماط إعلامية جديدة، في مقدمتها الإعلام الإلكتروني
    على شبكة الانترنت
    .


    في هذا السياق، يمكن الإشارة إلى أن تطور تكنولوجيات الاتصال الجديدة يساهم
    مساهمة فعالة في تكريس حرية الصحافة وحرية التعبير، اللتين مازالتا تشكلان إشكالية
    بالنسبة للكثير من البلدان سيما في البلدان النامية وهذا رغم صدور الكثير من
    المواثيق والقرارات
    الدولية، ولكنها كانت غير كافية لضمان حقوق الإنسان وتطبيقاتها في مجال
    الإعلام، الذي ارتبطت نشأته بتطورات تكنولوجية لوسائله ورسائله
    . وهذا بالفعل ما شهدته الألفية الثالثة من نمو متسارع في المعطيات المعرفية
    والتقنية، وخلق فضاءات جديدة للتعبير الحر. وبالتالي تغيرت أشكال تواصل الإنسان التقليدي،
    حيث أن هناك علاقة جدلية بين المجتمع ووسائل الاتصال بمعنى أن هذه الأخيرة تؤثر في
    المجتمع وهذا الأخير يؤثر في وسائل الاتصال.



    فقد باتت حرية التعبير واحدة من لوازم الحديث عن حاضر ومستقبل العالم العربي.
    إذ لا يجهر طرف عربي واحد ذو شأن سياسي أو معنوي بعدائه للتعبيرالحر. فقد يدعي
    الرؤساء أن بلدانهم تنعم بحقل حر للقول والتعبير،
    غير أن ادعاءاتهم سرعان ما تتعرض للانهيار خلال نقاش جدي تستخدم خلاله
    وسائل قياس أولية للتمييز بين التعبير الحر والتعبير المقيد.
    ومجتمع المعرفة مبني على إنتاج ونشر المعارف والمعلومات وتوزيعها
    بكل حرية لاستخدامها في جميع ميادين نشاط المجتمع،
    وقد أصبحت المعرفة الآن الوسيلة المثلى لتحقيق
    الأهداف العليا والقيم
    النبيلة
    للإنسانية، وهي الحرية والعدالة والمساواة
    وكرامة الإنسان. ، ولا يمكن لأي مجتمع أن يحقق هدف المعرفة بدون فتح مجالات
    الإبداع بكل أشكالها لأفراد مجتمعه.



    في ظل هاته الظروف
    اكتسحت التكنولوجيا الحديثة عملية الإنتاج والتحرير، وظهرت بذلك مفاهيم جديدة
    بميلاد النشر الالكتروني الذي قلب كل المعايير الإعلامية التقنية منها والعملية إذ
    تعتبر الانترنت أكثر هذه الوسائط إثارة للجدل، حيث واكب ظهور انتشارها مظاهر شديدة
    التغير عصفت بالمبادئ التقليدية للإعلام.
    كل هذه العوامل جعلت الموجة الجديدة من الكتاب والصحفيين تحتضن تقنية
    المعلومات وتمارس مغامراتها في حرية لم يعهدها المثقف العربي، فكانت البداية بمواقع بسيطة شكلت قوة دافعة
    للعديد من الكتاب للخروج من القوالب التقليدية للصحافة والإعلام،
    من خلال توفير خدمات معلوماتية اتصالية أفضل وأسهل استخداما وأقل تكلفة بفضل
    خدمات شبكة الانترنت، من بريد إلكتروني ونشر إلكتروني ومواقع بحث إلكترونية
    شكلت ثورة في تاريخ الإعلام، بحكم أن
    الإعلام كانت أسواره عالية، وكان مخصصا للنخبة والصحافيين ليقولوا ما يريدون قوله
    للجمهور، بينما هذا الإعلام الجديد
    المتحرر، والمسمى بالإعلام البديل
    يفتح أبوابه للجميع ليكتبوا أو يرسلوا ما يريدون في ديمقراطية إعلامية غير عادية.
    كما أن الكثير

    من
    القراء
    في يومنا هذا استطاعوا من خلال إدمانهم على الكتابة في مواقع المنتديات أن يحققوا
    تأثيرا كبيرا يزيد على تأثير الكثير من الصحافيين،
    وأحدث خدمة تم التوصل إليها هي المدونات الإلكترونية.


    لقد حاولنا
    في هذه الورقة تسليط الضوء على ظاهرة المدونات الالكترونية عوما وظاهرة المدونات
    الالكترونية العربية بصفة خاصة، مما جعلها تسمى بالصحافة الالكترونية أو الإعلام
    البديل أو الصحافة البديلة لدى الكثير من أصحاب الاختصاص، فيما أقر آخرون بأنها إعلام بديل للإعلام
    التقليدي وعلى وجه الخصوص للصحافة
    التقليدية. وهذا بسبب ما تتمتع به هاته الخدمة من حرية مطلقة على مستوى الشبكة
    العنكبوتية، في ظل فقدان المجتمع العربي الثقة في وسائله الإعلامية خاصة منها
    الصحافة المكتوبة من جهة. وفي ظل تقييد الحريات الفردية من جهة أخرى.




    وانطلاقا مما ذكرناه سلفا، سنحاول معالجة إشكالية حرية التعبير الفردية في
    المدونات العربية من جهة، حتى أصبحت هي الإعلام البديل لدى الكثير من المستخدمين
    . فهل يمكن القول أن حرية التعبير في الوطن العربي
    بدأت بالمدونات، وأن إصلاح الإعلام العربي الرسمي وهو مطلب شعبي يمكن أن تساهم في
    تفعيله المدونات؟ فهل
    المدونات
    الالكترونية العربية تعبير حر أم صحافة بديلة؟



    - ماهية المدونات الالكترونية:


    لقد تعددت واختلفت تعاريف ومفاهيم ظاهرة
    المدونات، هناك من عرفها حسب اختصاصه، وآخر حسب مفهومه العام واطلاعاته أو حسب ما
    سمعه عنها. ولحد الآن لم نتوصل إلى تعريف توافقي لهذه الظاهرة، لأنها في حقيقة
    الأمر لم تجد بعد مستعمليها بمعنى الكلمة في الوطن العربي. وسنحاول التعرض فيما
    يلي إلى مجموعة من التعاريف المتفق عليها بين الباحثين والمهتمين بخدمة المدونات
    الالكترونية.



    - المعنى اللغوي
    للتدوين



    في المعجم الوسيط: دوَّن ( الديوان ): أنشأه أو جمعه. و دوَّن
    الكتب: جمعها ورتبها، وهي كلمة معربة.
    [1]


    " المدونة أصلها
    في المعجم من كلمة "دوّن" بفتح الدال و شد الواو، و هي في العصور
    القديمة كانت تٌنسب
    إلى "الديوان" و هو الدفتر الذي يٌكتب فيه أسماء الجيش و أهل
    العطاء و تعبر كلمة
    "دوّن" في سياق جملة ما، عن جمع و ترتيب، كمثال "أيمن دوّن
    أسماء الأصدقاء في
    ورقة" و لهذا كانت منها كلمة مدونة أو
    [2] .Blog


    و حقيقة كلمة Blog بمعنى
    مدونة أو
    bloggers التي تأتي
    بمعنى مدونين [مدونون]. أما ترجمتها إلى
    كلمة مدونة كان وصفيا و ليس حرفيا، لأن كلمة blog هي اختصار
    لكلمة
    web log فحٌذفت الـ we و ضٌمت الـ b مع الـ Log لتصبح. Blog وانتشرت الكلمة في البلاد العربية بلهجات مختلفة، فمثلا
    في مصر تٌكتب و تٌنطق [بلوج] و في دول المغرب العربي أيضا على
    نفس النحو، أما في
    السعودية فٌتنطق [بلوغ] و هناك دول عربية أخرى تكتبها [بلق].
    [3]


    - التعريف
    الاصطلاحي للمدونة




    "كلمة مدونة هي التعريب الأكثر رواجا لكلمة web log بمعنى سجل الشبكة. وتمثل المدونة إحدى
    التطبيقات الحديثة التي ظهرت على شبكة الانترنت، والتي تتيح الحصول على صورة
    مبسطة لصفحات الواب، تظهر عليها مقالات
    تسمى تدوينات يتم ترتيبها ترتيبا زمنيا تصاعديا".
    [4] لكننا نلاحظ أن
    هذا التعريف ناقص بالمقارنة مع ما تحمله هاته الخدمة من مواصفات.



    "تعني اصطلاحا سجلات الشبكة وهي حالة من
    التعبير الذاتي والترويج عن النفس ومحاولة للهروب من حصار الحياة اليومية السياسية
    والاجتماعية و الاقتصادية. فالمدونات محاولة لتجاوز المحرمات بكل تصنيفاتها، ليصبح
    الممنوع مرغوبا فيه وتصبح الكتابة على واجهة المدونات عبارة عن بديل عن الاستقالة
    والسلبية والانتحار الذاتي، بحكم حالة الاحتقان الاجتماعي و السياسي الذي يعيشه
    العالم والمنطقة العربية".
    [5] هو تعريف يكاد يكون شاملا لولا التزامه
    بالمنطقة العربية فقط.



    - التعريف
    الدلالي:



    - عرفها "درويش
    اللبان
    " على أنها "صحافة
    الوب الجديدة أو صحافة الهواة
    amateur
    reporting في شكل تحميل مواد على الوب weblogging وحول العالم، يسجل آلاف من الأفراد
    خبراتهم وآرائهم في
    المنتديات الالكترونية . Online
    Forums
    وهو ما يصل إلى جماهير عريضة".[6]


    -"المدونات أو الصفحات الشخصية هي تطبيق
    من تطبيقات الانترنت، يعمل من خلال نظام المحتوى. وهو في أبسط صوره عبارة عن صفحة
    واب، تظهر عليها تدوينات مؤرخة و مرتبة ترتيبا زمنيا تصاعديا، تصاحبها آلية لأرشفة
    التدوينات القديمة، و يكون لكل مدخل منها عنوان دائم لا يتغير منذ لحظة
    نشره".[7]



    -" المدونات مذكرات شخصية، أو مساحة
    للتعبير السياسي أو الديني أو الاجتماعي. كما تستخدم بعض المدونات كتجمعات
    افتراضية تجمع بين هواة لهواية معينة، أو مهنة أو حتى مشروع أكاديمي أو بحث
    علمي."[8]



    -" هي الواجهة الأشمل للتعبير عن النفس
    سواء للأفضل أو أيضا للأسوأ، وهذا ما يجعلها سلاح ذو حدين كغيرها من وسائل الإعلام
    التي تروج أما فكرا مستبسرا أو ظلاميا "[9]



    - "هي صحافة مغايرة تتميز بدرجة أعلى من
    الحرية والتنوع، وهي صحافة رقمية تميزها القدرة على متابعة الأخبار أول بأول
    فالحدث يتم تغطيته ونشر أخباره وقت حدوثه. لكن ربما تكون قدرة القراء على المشاركة
    في نقض و صنع الخبر، بالتعليق عليه و المناقشة العلنية بين القراء أهم ما يميز هذه
    الصحافة البديلة. والمدونات عبارة عن مساحة شخصية
    تتيح لصاحب الصفحة
    النشر بسلاسة شديدة،
    يكتب المدونون خواطرهم، و أخبارهم و أرائهم.
    يغطى كل منهم الأحداث التي شهدها أو شارك فيها، و يناقش و يرد
    المدونون
    على ما نشر في مواقع
    أخرى".[10]


    - "هي نوع اجتماعي، عبارة عن
    "مفكرات" إلكترونية على شبكة الإنترنت تروي فيها فتيات وسيدات وشبان
    ورجال تجاربهم الشخصية الاجتماعية الحقيقية، بحرية ويدوّن فيها الجمهور و زملاء
    المدونين من أصحاب المدونات الأخرى غالبًا تعليقاتهم، التي تبث بشكل مباشر ولحظة
    بلحظة على هذه المواقع الخاصة التي يسهل الاطلاع عليها. وبلغة عامية ساخرة جذابة للغاية"
    .[11]


    -
    "المدونات هي واحدة من المستحدثات الاتصالية الأخيرة، التي تسرع تقاسم
    المعلومات وتشكيل مجتمع محلي افتراضي. وينبغي النظر إلى المدونات كمفهوم بني على جذور فلسفية عميقة
    وخفية. جذور يبدو أنها تساهم لاشعوريا في استحداث المدونات الجارية. والمدونات الأفضل
    هي تلك التي طورت أساليب الكتابة والاتصال التي تتسم بالنزاهة والحوار والدارجة
    والتفاعلية التي تؤسس الوفاء والثقة المتبادلة. والمدونات ليست الطريقة الأبسط
    والأسرع لإدارة الاتصال مع جماعة عريضة وموزعة على نطاق واسع وحسب، وإنما هي بسيطة
    وسريعة حقا. وهذا يطبق على المدونات التي تستعمل النص والصوت والفيديو. فتقاسم
    بذلك المعلومات ورجع صدى ".[12]



    - "المدونة وسيلة جديدة وهامة في الاتصال وتحرير الكلمة، بالنظر
    إلى الحرية الكبيرة التي تمنح لآلاف الأشخاص للحديث عنة كل ما يحز في نفوسهم، دون
    قيد أو شرط".
    [13]


    - "هي
    موقع شخصي حر متعدد الاهتمامات والمجالات، يعبر فيه المدون عن أي موضوع وفي أي
    مجال برأي حر، ويروي فيه يومياته الخاصة للجمهور الذي يقاسمه نفس
    الاهتمامات".
    [14]


    ومما ذكر نستنتج
    أن المدونات الالكترونية موقعا إلكترونيا للكتابة، يتألف من رزنامة من الأحداث
    والسيرة الذاتية والرأي بأشكال مختلفة، باختلاف دوافع المدونين السياسية منها أو
    الذاتية
    ، هذا الفضاء الحر
    الذي ظهر في التسعينيات من القرن الماضي، كإعلام بديل يحمل في طياته بوادر منافسة
    للإعلام التقليدي المهيمن
    ، خاصة في ظل ما تشهده الصحافة المكتوبة
    من رقابة وضغوطات من جهة، وبحث الكثير من الأفراد عن متنفس لاستعماله
    كفضاء يشبع رغباتهم المكبوتة من جهة أخرى،
    علاوة على ذلك فهي خدمة توفر أشكالا جديدة للممارسة الإعلامية. مما جعل الكثير
    من الصحفيين والسياسيين من أبرز مستخدميها، وهكذا أصبحت المدونات تشكل إعلاما
    بديلا لدى الكثير من مستخدميها أو كما يسميها البعض الصحافة الشعبية.



    فالمدونات شكل
    جديد من التواصل وآلية من آليات التعبير،
    التي تمنح لصاحبها حرية يستطيع من خلالها التعبير بكل حرية وبدون تلك
    القيود المفروضة من جانب أي شكل من أشكال الرقابة، التي تعمل على قمع الحريات وحجب الأصوات
    المعارضة.
    هذه الخدمة التي شكلت في السنوات الأخيرة ظاهرة
    قوية وفاعلة سواء على المستويين الإعلامي أو السياسي وذلك للأثر الذي أحدثه
    المدونون، لتكون هذه الظاهرة محل جدل حول الأثر الذي يمكن أن
    يلعبه التدوين، خاصة وأن
    تأثير وشهرة
    هذه المدونات قد فاقت التوقعات، وباتت تمثل صداعا في رأس العديد من الحكومات
    العربية التي تخشى بشدة أن يتملك المواطنين وسائل تتيح لهم فضح الممارسات الغير
    قانونية واللاديمقراطية التي تنتهجها هذه الحكومات لاسيما بعد النشاط البارز
    للمدونين، الذين كانوا كمن أشار لطريق
    جديد يمكن أن يسلكه أي فرد من المجتمع حتى ولو دفع هؤلاء المدونين ثمنا لنشاطهم
    مثل ما حدث ومازال يحدث مع الكثير منهم.



    - مراحل نشأة المدونات الالكترونية.


    في قراءة تاريخية مختصرة لنشأ المدونات، يمكن
    القول أنها ظاهرة
    تطورت عبر ثلاثة مراحل حسب دراسة قدمها الباحث "جمال
    الزرن" لمجلة الشؤون العربية على النت
    و هاته المراحل هي
    كالأتي:[15]



    المرحلة
    الأولى
    : حيث انطلقت المدونات في منتصف تسعينيات القرن الروحي، مع المدون الأمريكي "جورج
    بار غرفي"
    عام
    1994
    مع موقع "دراحج ريبورت". وهو من كان وراء نشر فضيحة
    "مونيكا لفن سكي" السكرتيرة الخاصة للرئيس الأمريكي
    السابق "بيلكلنتون" سنة
    1994م.[16]


    المرحلة
    الثانية
    :
    أو الميلاد الحقيقي للمدونات خاصة بعد أحداث
    11 سبتمبر،
    ففي هذه المرحلة دخل الصحفيون إلى معترك التدوين. وبدأت المدونات تكتسب شيئا فشيئا
    قدرتها بعد هجوم شنه عليه المدونون، إثر تصريحات أطلقها
    Trent lott على التأثير، كما ظهر
    أن الغزو على العراق سنة
    2003 كان سببا أخر في انتشار المدونات، في
    حين أطلق عليها البعض اسم "مدونات الحرب العنصرية". ومنذ ذلك الحين
    انتشر التدوين وأصبح وسيلة اتصال شعبية ومؤثرة، فقد ظهرت‏ مدونات مؤيدة للحرب من
    أشهرها "
    آنستا
    بوندت
    ".



    أما عام ‏2003‏ فقد
    أصبحت فيه المدونات وسيلة للعديد من
    الأشخاص المناوئين للحرب في الغرب، للتعبير عن مواقفهم السياسية. ومنهم مشاهير
    السياسة الأمريكية من أمثال
    "هوارد دين"‏.‏
    وغطتها مجلات شهيرة
    كمجلة
    "
    فوربس" في
    مقالات لها‏.‏ كما كان استخدام معهد "
    آدم سميث"
    البريطاني لهذه الوسيلة دوره في تأصيلها.
    [17]


    المرحلة
    الثالثة:

    هي
    مرحلة النضج ومؤشراتها بدأت في النصف الثاني من العام
    2004م، حين
    تحول التدوين إلى ظاهرة عالمية عرفت انفجارا كبيرا ابتداء من سنة
    2005م. فقد
    بدأت تظهر مجموعة جديدة مميزة على شبكة الإنترنت، تختلف عن بقية المواقع
    الكلاسيكية ومواقع الدردشة و البوابات و المواقع الشخصية. بها وصلات مشتركة
    استطاعت أن تفرض نفسها، لتتكاثر بسرعة ملفتة، ليصل
    عددها في نوفمبر من سنة 2000م إلى 1.2 مليون
    مدونة، حسب إحصائيات الموقع الخاص بالمدونات. وقد استنتج هذا المحرك أن نسبة نمو
    هذه المواقع تفوق بكثير بقية أصناف مواقع الانترنت، وتشير إحصائيات
    2006م إلى وجود
    أكثر من
    50 مليون
    مدونة في العالم.[18]



    وقد أشارت دراسات السوق -وفقًا لموقع Zdnetالألماني-
    "أن عدد هذه المدونات الشخصية التي يتم إنشاؤها يتزايد بشكل سريع حول العالم،
    حيث تشير آخر إحصائية أن هناك الآن ما يقرب من
    27
    مليون مدونة شخصية حول العالم، أغلبها أشبه باليوميات الشخصية التي تجذب قليلاً من
    القراء."
    [19]


    - عوامل نشأة المدونات الالكترونية.


    أ-عولمة الإعلام: وهذا بتراجع مقولة
    الاتصال الجماهيري والتي كانت مقدمة للصناعات الإعلامية، غدت مقولة الاتصال
    الجماهيري –رغم نبلها- مقوله في القهر والتضليل واغتصاب العقول، أما الصناعات
    الثقافية فهي الاحتكار والتنميط الذي تفرضه الشركات المتعددة الجنسيات التي تستهدف
    الربح. فنجد بذلك شركة واحدة تملك عدة مؤسسات إعلامية، وهذا ما يحدث مع الانترنت.
    فقد أصبح المستعمل منا لا يفرق بين البرامج المتشابهة والسبب هو تشابه سياسات
    التحرير، ففي سنة
    1999 كانت توجد 50 شركة تتقاسم60%من قطاع الانترنت أما
    في سنة
    2001 فقد أصبحت14 شركة فقط. مثل هذا
    التمركز وهذه القطبية، تفقد المؤسسة الإعلامية والاتصالية على حد السواء القدرة
    على توفير مادة إعلامية متنوعة، وذلك بسبب غياب التعددية في الملكية، ويعتقد صاحب
    مدونة "
    جحا كوم" أن المدونة اختراع رائع، يستطيع الفرد من
    خلالها أن يتفاعل من دون وسيط مع الأحداث
    ومع الآخرين، وبذلك ستكون المدونة أداة
    التواصل الإنساني الحر الذي سيكنس تدريجيا وسائل الاتصال الجماهيري
    التقليدية، التي صودر معظمها من قبل القوى السياسية الشمولية وقوات التحالف بكل
    أنواعها.
    [20]


    ب-تراجع الثقة في الصحافة التقليدية: يعتبر فقدان الثقة
    في وسائل الإعلام التقليدية نتيجة حتمية لظاهرة عولمة الإعلام وبروز أقطاب إعلامية
    دولية كبرى تدريها شركات عملاقة، تحكمها
    رهانات مالية وسياسية يصعب كشف تمثلاتها. في الأصل تعتبر المدونات رد فعل قد يكون
    في نفس الوقت عفوي وواع عن تقلص حضور المواطن في قضايا الشأن العام، وتأكيد لحالة
    من التشكيك في مصداقية الصحافة، وهي بذلك تعكس ظرفا حرجا من عدم الثقة بين وسائل
    الإعلام التقليدية والجيل الجديد من مستخدمي الانترنت والإعلام الالكتروني.
    واستطاعت المدونات أن تنافس المعلومة الرسمية التقليدية التي تبثها الصحف
    والإذاعات والمحطات الفضائية، فالكتابة والنشر بالاعتماد على المدونة أسهل على المستوى
    السيكولوجي من الأشكال الأخرى من التعبير (الصحيفة، الإذاعة....). بحكم أن الكاتب
    لا يخشى من الأحكام المسبقة، خاصة عندما يكون الهدف هو التواصل مع الأخر. فالمدونات
    تعتبر الوسيلة الأسهل والأسرع للتواصل، بين نبض الشارع والإعلان والساسة.
    فمنذ عصور لم تتح
    للبشرية وسيلة بهذه السهولة تمكن أي شخص من إبداء الرأي ونقل الأحداث كما يراها
    هو، بدون أي
    تأثير خارجي وبدون
    خضوعها لمقص الرقيب.




    لقد أصبح المواطن لا
    يثق في الإعلام عامة وفي الصحافة خاصة، فهي تسوق للحملات الانتخابية وتسعى للربح
    على حساب المصلحة العامة، وأمام حالة الشك والنقد للصحافة التقليدية، تريد صحافة
    المدونات أن تحرج المسئول وأن تنشر ما لا تنشره الصحافة الكلاسيكية، التي تخضع
    لرهانات وأجندة البورصة والتكتلات. فصحافة المدونات لا تحتاج لتكلفة مالية، ولا
    مصلحة ذاتية لها، ولا مناصب تسعى للدفاع عنها ولا رأس مال لها تخشى علية أن ينهار
    في سوق الأسهم. إنها ببساطة صحافة الفرد الذي يتحدث بوصفه مواطنا لم يجد من يسمع
    مشاكله، ويعرضها على وسائل الإعلام التقليدية: تلفزيون، إذاعة، صحافة ورقية.
    [21]


    ج- دور الشباب: تنتشر ظاهرة التدوين
    في أوساط الشباب والتي كانت الفئة الدافعة لشيوع هذا الشكل من التواصل من داخل
    شبكة الانترنت، بل تكاد تكون ممارسة التدوين حكرا عليه، وقد يكون وراء هذا
    الانخراط العفوي في فعل التدوين صلة بفقد الشباب الثقة في وسائل الإعلام
    التقليدية. ويمكن القول أن ظاهرة المدونات ساهمت في تحديد وتشكيل ديمغرافيا
    الانترنت، وخاصة الإجابة على ذلك السؤال القديم المحير: من هي الشريحة الأكثر
    حضورا في شبكة الانترنت كفضاء افتراض يصعب تقييمه ومتابعة؟




    لقد
    أظهرت المدونات الالكترونية على شبكة الانترنت فئة الشباب، وهي تكتب ما يدور في
    حياتها اليومية من مواقف و آراء و قصص تريد أن يشاركها الناس تفاصيلها. و المدونة
    تعبير جديد عن ديمقراطية الكتابة، التي كانت و لازالت إلى الآن حكرا على كهول و
    أصحاب الشهادات العليا بوصفها نشاطا نخبويا، كما أنها أصبحت
    علامة على ديمقراطية
    الكتابة بعد أن تحققت ديمقراطية القراءة و خاصة في الغرب، فالشعوب الغربية قياسا
    لشعوب العالم الثالث شعوب تقرأ، و بديهي أن تؤدي سلوكيات القراءة إلى سلوكيات
    جديدة في الكتابة ما إن وفرت الانترنت الفرصة لذلك، فشباب المدونات و من خلال انخراطهم في هذا
    الشكل من التعبير عن قضايا الشأن العام و الخاص يريدون إيصال رسالة تقول : عفوا لا
    نملك بديلا للتعبير عن رأينا إلا المدونات
    فهي الحل الأول و الأخير المتاح.



    د- الخلفية التسويقية : لا يمكن تجاهل
    الخلفية التسويقية و التجارية التي يقف و رائها موفرو خدمة التدوين في شبكة
    الانترنت و شركات الاتصال، فالمدونات
    رغم مجانية توطينها تحولت إلى مدخل لترسيخ
    ثقافة الإبحار على شبكة الانترنت و الاعتماد عليها في البحث على المعلومة و الخبر
    في مجالات أخرى مختلفة. كما تمكن المدونات موفري خدمة التدوين من خدمات الإعلان
    الموجه للمدونين، و ذلك بحكم تكاثرهم و تتعدد اهتماماتهم. فاستثمارات القرن
    الجديد، انصبت في معظمها نحو الاستثمار في تقنية المعلومات، و هو ما يستدعى مزيدا
    من التنوع و الخلق والإبداع في خدمات شبكة الانترنت حتى تكون مربحة. فالمدونات لا
    يمكن عزلها عن خلفية تسويقية،
    فهي أحد مجالات اقتصاد
    الشبكة الجديد. وبذلك أصبح التدوين على المستوى التسويقي التجاري مدخلا في التعلم
    و تربية الجيل الجديد على استعمال ما تفرزه هذه الشبكة من أفلام و صور و موسيقي و
    أخبار و استهلاكها، فكلما زاد المدونين كثر عدد المستغلين للشبكة، و هو ما يعني
    إقبال المعلنين و المستثمرين على مزيد من الاستثمار في هذا القطاع الحيوي.
    [22]


    ه-النكبات: و من بين العوامل غير
    المباشرة التي سارعت في تفعيل انتشار ظاهرة المدونات، يمكن ذكر الحرب على العراق
    التي جذبت اهتمام المدونين و خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، عندما بدأ
    الجندي الأمريكي "
    جاسون" في تدوين مذكراته
    أثناء الحرب،
    ووضعه لعينة من الصور
    الرقمية المعبرة عن مآسي الحرب في مذكراته الالكترونية، وكان هذا
    الجندي قد استطاع أن
    ينقل معاناتهم و آمالهم، و نجح في تقديم ما لم يلفت إليه الإعلام الأمريكي وهي
    وجهة نظر المدنيين العراقيين و معاناتهم.



    فقد تأسست قبيل اندلاع الحرب مدونات، تدعم من
    سافر إلى جمعيات و المنظمات المعارضة للحرب و المدافعين عن حقوق الإنسان. خاصة
    منهم أولائك الذين استعملوا في الحرب
    كدروع بشرية، فكانت يومياتهم وتعليقاتهم
    الحية حول ما يستجد في العراق تجد طريقها لكل العالم، وأصبحوا يتلقون الردود
    للتدوين و اتجهوا ينشرون على هذه المواقع أخبار الحرب بشكل مستقل عن وسائل الإعلام
    التقليدية حول العالم. و خلال الأسبوع الأول للحرب على العراق كانت مواقع المدونات
    أفضل المواقع التي قدمت تغطية مثيرة للحرب، مقارنة بجهات و
    مواقع إعلامية
    أخرى. وقد قدم بعضها تأريخا يوميا للحرب
    ووقائعها بالاعتماد على معلومات من شهود عيان و يوميات لأشخاص عايشوا الأحداث.



    كما
    برز الامتياز للمدونات أيضا خلال كارثة "
    تسونا
    مي
    " في
    جنوب شرق أسيا، حيث سبق كتاب المدونات أطوار هذه الكارثة، وغطوا بالتفصيل وبالصور
    الدمار الذي خلفته، حتى أن العديد من القنوات التلفزيونية قامت بنقل تفاصيل الحدث
    عن هذه المدونات. كما نجحت هذه المدونات في حث وتحفيز الناس على التبرع، حتى أن
    هذا الحماس والمنافسة دفع الحكومة البريطانية إلى الرفع من قيمة تبرعاتها على ما
    كانت الدولة تعتزم تقديمه، نفس السبق حققته المدونات خلال إعصار "
    كاترينا" المدمر الذي ضرب الولايات المتحدة الأمريكية. هكذا
    أصبحت المدونات وبشكل ملفت إبداعا وتجسيدا إنسانيا غير مسبوق، عن كيف يمكن توظيف
    تكنولوجيا الاتصال الحديثة كأداة يمكنها أن تساعد الرأي العام وبشكل فعال، و مثير
    في التعبير عن مشاعره حول الحرب والكوارث
    وعدة قضايا إنسانية.
    [23]


    بكل تلك الأسباب المباشرة وغير المباشرة أصبحت
    صفحات المدونة أقرب إلى الجريدة أو الصحيفة الالكترونية، أو إلى ما يمكن أن نطلق
    عليه بيوميات "
    أون
    لاين
    "، فهي
    عبارة عن ظاهرة جديدة تساهم في تحديد هوية الانترنت. إنها ظاهرة تشبه شكلا من
    أشكال النميمة أو الإشاعة الصحيحة، إذ يهيمن كل ما هو سري ومكبوت، ومنفلت وحميمي
    ومناهض للإجماع العام و مهمش على ما ينشر في المدونات. فللمدونة تأثير أيضا على
    مستعمليها ويعود ذلك خاصة إلى ما يتميز به الانترنت من سرعة وتحررية في الاستجابة
    إلى ما ينتظره الجمهور وبشكل مختلف عن وسائل الاتصال التقليدية.










    [1]- هاني علي، نافذة بلا ستائر من كتاب المدونات نافذة الحب والحرية...


    Source:http://hani.maktoobblog.com/307700 (accessed 02-04-2008)






    -Source:http://www.swalif.net/softs/newreply.php?do
    (accessed 14-02-2008) 2






    [3]
    - جمال الزرن، دراسة بعنوان سلطة التدوين، مجلة
    الشؤون العربية على النت،
    31 يوليو 2007، العدد130.






    [4] - جمال
    الزرن، مرجع سابق.







    [5] - عبد الله
    هقي، الشباب العربي يعارض حكامه بالإنترنت جريدة المحقق، العدد
    86 من13 إلى 09 نوفمبر 2007، ص 23.






    [6] - درويش اللبان، مرجع سابق، ص 54.






    [7]- عبد اله ولد خاطري، مرجع سابق.






    [8]
    - نفس المرجع.






    [9]- أيمن جوجل، المدونات وحرية التعبير، هل أصبحت بديلا عن
    الصحافة المطبوعة، مركز الويكي...



    http://www.mganan.com/s-0-0-resources-wiki-thread-1913 Source:


    (accessed 14/02/2008)





    6-Manal and
    alla a s bit bucket free…

    -Source: http://www.manalaa.net
    (accessed 06-01-2008)






    [11] - محمد جمال عرفة، حواء وآدم، مدونات اجتماعية،
    إسلام اون لاين...



    Source: http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?cid =1120165728552&pagenam
    (accessed06-08-2007)






    2-Blog
    Thinking: Radically Simplifying Web Publishing & Communication


    Source: http://www.blog_study.blogspot.com (accessed le: 05-04-2008)






    [13] - منير ركاب، ثورة المدونات الالكترونية تجتاح
    الجزائر، جريدة إعلام تك، العد
    د26، من 8 الى15فريل 2007، ص05.






    5- Francis Balle: lexique d'information communication,
    Dalloz, 2006, p40







    [15] - جمال الزرن، مرجع سابق.






    [16] - نفس
    المرجع.







    [17] - نفس
    المرجع.







    [18]
    -
    محمد جمال عرفة، حواء وآدم، مدونات اجتماعية، إسلام اون لاين...



    Source: http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?cid






    [19]- نفس
    المرجع.







    [20]- جمال الزرن، مرجع سابق.






    [21]- نفس المرجع.






    [22]- جمال الزرن، مرجع سابق.









    [23]- نفس المرجع.
    Admin
    Admin
    Admin


    الجنس : ذكر
    عدد المساهمات : 2987
    تاريخ الميلاد : 18/06/1970
    تاريخ التسجيل : 27/09/2009
    العمر : 53

    المدونات الالكترونية العربية بين التعبير الحر و الصحافة البديلة Empty تابع

    مُساهمة من طرف Admin الخميس أغسطس 12, 2010 4:07 pm

    - ????? ???????? ???????????.


    ???????? ?? ??? ??? ??? ????? ?? ???
    ????? ? ????? ? ??? ?????? ? ?????. ??? ????? ??????? ??? ????
    ?????????? ? ????????? ? ???????? ? ??????? ? ????????? ? ???????? ? ??????? ?
    ???????. ? ??? ?? ???? ????? ???? ??? ???????? ? ???????? ? ???? ?? ???????
    ??????? ???????. ???? ??? ??? ?? ???????? ???????? ?????? ????? ??????? ?
    ?????? ???? ???????? ? ???? ????? ???????. ????? ???? ?? ????? ???
    "??????? ??" ?? "???????" ?? ??? "???? ?? ??"
    ??????? ????? ?????? ???? ??? ???????
    ??? ??? ???? ?????? ????? ?? ?? ??? ? ??? ???? ???? ???????? ???? ??? ???? ??
    ????? ??????
    . ???? ??? ???? ??? ??????? ???? ???? ??? ??? ????? ????? ?????
    ?? ???? ??? ?????? ????? ??????? ?? ?????? ????? ?? ??? ??????? ? ????? ???
    ???? ?? ????

    ???
    ????? ?? ???????
    ???????? ? ??????? ?? ???
    ????? ?? ?????? ??????
    ?? ??? ????? ?? ???????? ???? ????
    ???? ???? ???????? ? ??? ?????? ??? ??? ???? ???? ?? ????? ?????? ?? ??????
    ???????? ???? ????? ?????? ???? ?? ??? ????? ??? ? ??? ?????? ??? ???? ?????
    ????? ??? ?????.[1]
    ??? ?? ????? ????? ????? ??? ????? ?????? ??
    ???????? ???????????? ?????? ????? ??????? ??????????? ??????? ???? ?????? ??
    ???????? ???????????:



    1-
    ???????? ???????????
    ???? ????? ??? ??????? ????????
    Link
    Blogs



    ?????
    ???????? ??????????? ???? ????? ??? ???????? ???????? (
    web Link blogs) ??? ????? ???????? ??????????? ???? ?? ????? ??? ????
    ????????? ??? ??? ??? ??? ??????? ??????????? (
    web logs)?
    ? ????? ??? ????? ?? ???????? ??? ?????? ?? ??? ?????? ?? ??????? ?????
    ????????? ???? ??? ???? ??????? ???? ????? ??????? ????? ??? ??? ????? ??????
    ?????? ???? ??????? .



    2- ????????
    ??????????? ???? ????? ??? ???????? ??????? (
    On diary blogs)


    ?????? ??? ???????? ?????? ??????? ???????:
    ???? ??? ? ???? ??? ?? ??? ?????? ? ?? ????? ??? ???????? ???????? ??? ???????
    ?????? ??????????? ??????.



    3-????????
    ??????????? ???? ????? ??? ?????? (
    Article blogs)


    ???? ?? ????? ??? ????? ?? ???????? ???
    ????? ? ????????? ??????? ? ??????? ? ????????.
    ??? ???? ?? ???? ??? ??? ??? ?? ?????? ??????? ??????? ?? ????????
    ??????????? ???? ????? ??? ??????.



    4- ????????
    ??????????? ???? ????? ??? ????? (
    Photo
    blogs
    ).


    ????? ??? ????? ?? ???????? ??? ????? ? ???
    "???? ?????" ?????? .



    5- ????????
    ??????????? ???? ????? ??? ????? ???? ???????
    :
    (
    Pod casts blogs)


    ???? ?????? ????? ???? ??????? ( Pod casts)
    ??? ???? ?????? ?????? ????? ????? ?????? ???? ???????? ??????? ??????? ???????
    ????? ???? ???????? ????? ???? ??? ???????
    (
    Pod casts) ????? ?? ????? IPOD? ? ?? ????? ?? ?????? ??????? ??????? ????? MP3
    ? ???? ???????? ????? ???????
    Pod
    casts
    .


    6-???????? ??????????? ???? ????? ??? ????? ???? ?????? (Vidiocasts Blogs)


    ????? ???? ?????? (Vidiocasts
    )? ?? ???? ????? ?? ????? ???????? ??????????? ? ?? ?????? ?? ????? ????
    ??????? (
    Pod casts )? ??? ???? ??? ?????? ???????.


    7-????????
    ??????????? ???????
    : ????? ???????? ??????????? ????? ?? ?????
    ???????? ???????? ?????.



    8-????????
    ??????????? ????????:
    ??? ??????
    ??? ????? ?? ???????? ?????? ?????? ?? ???????.[2]



    - ????? ???????? ???????????:


    ??? ?? ???????? ???????? ???????
    ????????? ????? ?????? ??? ???????? ???? ???? ??????? ???? ??? ??????????
    ????????? ????? ??????? ?????? ??????? ?? ?????? ????? ?? ???? ??????????? ???
    ?? ??????? ???? ???? ???????:



    - ???????? ?? ????? ????? ??????? ??? ????
    ????? ?????? ?????? ???????? ??? ???? ?????? ?????? ?????? ??????? ? ??????? ?
    ?????????? ????? ??????? ?? ????? ??????? ???????? ?? ????? ??????? ??? ?????
    ????????? ??????? ??? ??????? ???????? ???? ???? ????? ?? ?????? ?????????? ??
    ??? ?? ?????????.



    - ????? ??????? ?? ???? ?????? ??? ????? ??? ???????? ??? ????? ??? ???
    ????? ???????? ? ????? ?????? ?????? ?????? ????? ?? ??? ??.



    - ???? ???? ????????? ???? ????? ??????? ?? ??????? ????? ???????
    ?????? ?? ???? ?????? ?????? ?? ??????
    ???? ??? ?? ????? ????? ??????? ??? ??? ?? ????? ??? ?? ????? ?????? ???
    ?? ????? ????? ???????. ??? ??? ???? ??
    ???? ?????? ???????? ??? ?????? ??? ???? ?? ???? ???????? ?????? ?? ??? ?????
    ????????? ????????? ???????? ???? ????? ???? ??? ????????? ??? ?? ??????? ???
    ???????? ??? ????? ????? ??? ?????? ?? ????? ?????? ??? ?? ???? ???????? ???
    ???? ??? ?? ?????.



    - ???? ???????? ????? ????? ????? ???????? ??????? ?? ???? ?????
    ??????? ?????? ?? ??? ??????. ??? ????? ?????? ??? ???? ???????? ???????? ?????
    ??? ?????? ????? ??? ???????. ????? ????? ?? ?????? ?? ???? ?????? ???? ??
    ?????? ?? ???? ???? ??? ????? ??? ???? ???????.



    - ???? ?? ????? ???? ??????? ?? ???? ????? ?????? ?? ?? ????
    ??????? ??????? ??? ????? ??? ?????? ?? ???? ????.[3]



    ?- ????????
    ???????.



    ?? ???? ?????? ??????
    ?? ???????? ??????????? ??????? ?????? ??? ??? ?????????? ???? ????????? ?????
    ????? ??? ????? ??????:



    -???????
    ????? ???? ?????? ??? ??? ????? ???
    ????? ????????? ????? ??????? ? ??????? ???? ?? ?? ??? ???.



    - ?????
    ????? ? ??????? ? ??????? ????????? ? ??????? ????????.



    -?????
    ????? ? ??????? ???? ?????? ?? ??????? ? ??????? ? ??????.



    - ?????
    ???? ?????? ???? ??????? ? ??????? ?? ??? ????????? ????????? ????? ??? ??
    ?????? ????????? ??? ?????? ???????.



    - ???? ????? ?? ??????? ?? ?????? ??????? ?
    ??????. ?????? ???? ??? ??? ??????? ???.



    - ?????
    ???? ????? ? ??????? ???? ???? ??????? ???? ???????? ? ??????? ? ??????? ????
    ???? ??? ? ???? ?? ?????? ?? ??????? ?? ???????? ????????? ? ???? ???????.



    - ????????
    ???? ?? ??? ??? ?????? ?? ????? ?????? ?????? ?????? ????? ?? ?????? ???????
    ??? ??? ??????? ???? ?????? ?? ???? ???????? ? ??????? ????????? ?? ???
    ???????? ???? ?? ????? ???????.



    -??????? ????? ???????? ??? ??????? ? ???? ??
    ?????? ????? ????? ????? ??????? ????? ????? ???? ?????? ???? ??????. ???? ????
    ???? ?????? ??? ??????? ??? ????? ?? ????? ??? ????? ??? ?????? ????
    .


    ?- ??????
    ???????.



    - ??????
    ??????? ???? ????? ??? ????? ?? ??????? ?? ?? ??? ??????? ??? ???? ????? ?
    ???????? ??? ?? ??? ???? ?????? ?????? ?????? ? ?????? ???? ??? ???? ???????
    ???? ?????.



    - ?????
    ???????? ???? ????? ??????? ?????? ?? ???????? ???????? ???? ???? ???? ?? ?????
    ????????? ????? ???? ??? ??? ????????? ????? ??????? ?????????????? ???? ????
    ?????? ??? ????????.



    - ????
    ?????? ?? ?????? ??? ?????? ?? ????? ????? ??????? ????? ???????? ?? ????
    ?????? ? ??????? ?? ????? ?????? ?? ?? ??? ????????? ?? ????????.



    - ???? ???
    ???????? ???????? ???? ???? ???????? ? ?????? ??? ?? ?????? ?? ???????? ???????
    ????? ??????? ? ???????? ???? ?? ???? ???? ??? ???????? ??? ?????? ???? ???????
    ??????? ??????? ?? ????? ??????? ???? ??????? ????? ?????? ??? ? ????? ???????.



    - ???
    ??????? ??????? ??? ??? ??? ???????? ????? ?? ????? ???????.



    - ????????
    ???? ???? ????? ????????? ??? ???? ???? ?? ???? ?? ??? ????? ??????? ????????
    ??????? ?? ??????? ????? ???? ????? ?????? ?? ????????? ????? ????? ?????????
    ??????? ?????? ??????? ??? ?????????. ??????? ???? ???? ?? ????? ?? ??? ?????
    ??????? ? ?????? ???????? ??????? ??? ?? ????? ???? ??????? ??????? ?? ?????. ????????
    ??? ?? ????? ??????? ???????? ??????? ?????? ?? ??????? ????? ????? ?? ?? ???
    ???????.



    - ????? ?????? ???????? ??????????? ???????:


    ?? ???? ?????? ??????
    ?? ???????? ??????????? ???????? ?????? ??? ????? ???? ???? ?? ??? ????? ??????
    ?????? ??? ???????. ?????? ??????? ???????? ??????? ????? ??? ????? ????? ????
    ??????? ??????? ?????????? ??????????? ????? ?????? ???????? ??????????
    ???????? ???..? ??? ?????? ???? ????? ??? ?? ?? ????? ?? ??????? ?? ????? ??
    ???? ??? ???? ??????: ???? ?????? ?????? ????? ???????? ??? ???????? ? ?????
    ????? ?????? ????? ????????? ???????. ?????? ??? ?? ?????? ????? ???????
    ??????? ???? ???????? ??????????? ??????? ???? ??? ????? ?????? "????
    ?????
    " ?? ????? ?? ???? ?????? ???????? ????? ??????? ???? ???:



    ?- ???? ???????: ????? ???????
    ???????? ??? ???? ??????? ?? ??? ???????? ??????? ???? ???????? ??? ????????
    ???? ?????? ??????? ????? ???????. ?? ????? ???????? ?? ???? ??????? ???
    ???????? ??? ????? ?????? ?????? ? ???? ??? ???? ?? ?? ?????? ??? ??? ?? ??????
    ????????? ????????. ????? ??? ???? ?????? ?????? ??????? ????????? ??? ???????
    ???? ???? ?? ?????? ?? ??????? ?? ??????? ???????? ?? ????? ???? ???? ??????? ?? ?????? ? ?????
    ????? ??????? ?????????? ??? ??????? ??????????.



    ???
    ?? ??? ??????? ???????? ?? ????? ?? ???? ???? ??? ????? ?? ????? ???????? ??? ???? ?? ????? ???? ???????? ?? ?????? ???
    ????? ????????? (???????? ????????????) ?????? ??? ????? ???? ?????????
    ???????? ??????? ???? ????? ?????? ???? ??????? ????? ????? ??????? ???? ????.
    ?????? ??? ???????? ??????????? ??????? ???? ??? ??????? ?? ??????? ??? ??????
    ??? ???? ?? ????? ????????? ???????? ????? ??? ??????? ???? ?? ???? ????????
    ???? ?? ?????? ??????? ??? ???????? ????? ??????? ????????? ???????? ?? ??? ???
    ????? ?????. ??? ????? ????? ?????? ??? ?????? ???? ???? ?? ?????? ????? ??????
    ?????? ???????. ????????? ??????? ???? ????? ????? ?????? ????? ????? ?????? ??
    ???? ????? ? ??????? ????? ?? ???? ??? ??? ?????? ??? ???? ??????? ?????????
    ???? ?????? ???????? ? ?????? ?????? ? ????? ??????? ? ?????? ??? ??? ??????.



    ?? ??? ??????? ??? ??? ???????? ????????????
    ????? ?? ??????? ???? ????? "??? ??????"? ?? ??????? ??????? ?? ??: " ???? ?????
    ????? ??????? ???????... ???? ????? ??? ????? ??? ????? ?????? ?????? ?????
    ???? ?? ?? ????? ????".[4] ??? ??? ??????? ????? ????? " ?? ????????
    ??????????? ??????? ?? ?????? ???????? ????????? ??????? ??????? ??? ????
    ????????? ?????????? ????????? ???? ????? ???? ???? ?? ????? ??? ?????? ?? ????
    ??????? ??????? ??????? ???? ????? ?? ????? ??????? ??????? ???????
    ??????."[5]



    ?-
    ????? ????? ??????????: ??? ????? ????? ?????? ?????????? ??? ??? ?????
    ???????? ????????? ????? ??? ???????? ?????? ?? ????? ????? ??????? ??????
    ???????? ????????? ??????? ???? ?????? ?????? ?????? ????????? ??? ????? ???????? ??? ?? ????? ?? ?? ?????
    ???????. ??? ??? ???? ????? ??????? ???????? ?????? ??????? ??????? ???? ????
    ????????? ????? ??? ???? ???? ?? ????? ?? ??????? ????????? ???? ???????
    ?????????? ?? ???? ???????? ???????? ???? ???? ??? ?? ?? ?? ??????? ????? ???? ????
    ???? ??????? ?? ????????? ??????? ????????? ??
    ????????? ??? ???????? ?? ???? ??????
    ??????? ? ?? ???? ??????? ?????? ??????.



    ?-
    ????? ????? ?????: ???? ???? ???????? ????? ?? ???? ?????????? ???? ????
    ?????? ?????? ??????? ?? ?? ???? ??? ???? ???? ?????? ???? ???? ????????
    ??????? ??? ???? ???????? ????? ??????? ???? ????? ???????. ??? ???? ?? ?????
    ????? ????? ?????? ??? ?????? ?????? ??????? ????? ???.



    ???? ????? ???????? ?? ????? ????? ?????
    ????? ??? ????? ?????????? ????????? ???????? ???????? ??????? ??????????? ??
    ?????? ??????? ?? ??? ????? ??? ???? ?? ??????? ????????? ? ??????? ??? ????
    ????????. ????? ?????? ??? ???????? ? ??????????? ??????? ? ??????? ??? ??????
    ? ?????? ?????? ? ???????. ????? ???? ???????? ?????? ????? ?? ??????? ?? ?????
    ????? ? ?????? ????? ???????? ??? ?????
    ????? ??? ?? ????? ???? ???????? ????? ? ???????? ???? ?? ????? ? ??? ?????
    ?????? ????????? ? ???????. ??????? ?? ????? ?????? ????? ????? ?? ????
    ??????????? ? ???? ???????.



    ?- ????? ????? ???????: ?? ????? ????? ? ?????
    ? ????? ????????? ? ??????? ? ??????? ???? ????? ?????? ?????? ??? ??? ???????
    ??????? ?????? ???? ?????? ??? ?? ???? ?????????? ??? ??????? ?? ????? ??? ????
    ????? ????? ?????? ?????? ?????? ? ?? ????? ?? ????? ????? ? ????? ? ????? ?
    ????? ? ???????? ?????? ? ????? ???????? ??????? ???? ??? ???????? ??? ??????
    ?? ????????? ???????? ???? ?? ?? ????? ? ??????? ? ????? ? ???? ? ????? ??
    ????????. ???????? ??? ??? ???????? ???? ??????? ? ??????? ? ??????? ? ?????? ?
    ????? ?? ??????? ? ???????? ??? ?? ???
    ????? ???? ?????? ???? ???? ????? ? ??????? ????? ??? ???? ?????? ????? ??
    ????? ??? ????? ??????? ?????? ?? ???????? ????????? ??????? ???????? ?????
    (?????? ???????? ??????.............)[6]



    ?? ??? ?????? ???? ??????? ??? ?? ????
    ???????? ??????????? ??????? ???? ?????? ??? ??? ??? ??????? ??????? ??? ??
    ????????? ???????? ?? ?? ???????? ??????? ??? ??? ????? ???? ????? ?? ???? ?
    ????? ???? ???????? ??? ??? ?????:



    -
    ????? ?? ???????? ?????? ???? ????? ?? ????? ?????? ???????? ??????? ?????????
    ?? ??????? ????????? ?? ?????? ????? ?? ??????? ??? ?????? ?????? ?? ????? ???
    2006.[7]


    -
    ????? ?????? ?????? "???? ????? ????" ???? ????? ?????
    "???????" ??? ??????? ???????? ?????? "????" ?? ???.



    -
    ????? ??? ?????? ?????? ???? ???? ???????? ???? ??? ?????? ????
    12
    ????? ?? ??? ????? ?????? ??????? ???? ????? ????? ?? ????? ??????
    2005.


    -
    ???? ????? ???? ? ???? ??? ????? ???? ????? ?? ?????: ??????? ??? ????? ? ????
    ???? ??????? ?????? ?????? ?? ???????? ?????? ???? ??? ??????? ????????.[8]



    - ?????? ?????? ?? ???????? ???????? ??
    ???? ???????? ???????? ?? ???? ???? ??? ?????? ????????? ??? ???????? ??????
    ??????? ???????? ??????? ?????? ???????? ?? ????? ??????? ?????? ?? ?????????.



    -
    ????? ??? ??? ?? ???????? ???????? ????? ???? ??????? ?? ?????? ?????????
    ?????? ????? ???? ???? ??? ?????? ???? ???????? ???? ??? ???
    2006.


    -
    ?????? ????? ??????? ??????? ???????? ??????? ??? ?????? ??? ?????? ??????????
    ?????? ?????? ??? ?????? ?? ???????? ??????? ??? ??? ?????? ?? ?????? ??? ?????
    ????????? ????? ??????? ??? ???????? ???? ???? ?? ??????? ?? ?????? ? ???????
    ?????? ?????? ????????? ????? ?? ???? ??????? ???? ????? ?? ?????? ?????? ???
    ?? ???? ????? ?? ??? ??????? ??????? ? ????????? ??????? ?? ?????? ?? ???
    ??????.[9]



    -
    ?????? ???? ??????? ?? ?????? ?????? ??? ???? ???????? ??????? ??????? ?? ?????
    ??????? ??? ??? ??? ?????? ??? ??
    ???? ??????? ?? ???? ???? ???????
    ??????? ????? ????? ???????? ?? ?????? ???
    ???????? ?????????? ???? ???? ??
    ???????? ?? ???? ?????? ???? ?? ?????? ?????? ??? ?? ???? ?? ?????? ??????.[10]



    ???
    ???? ???? ?????? ???? ??? ???????? ????? ????? ???? ???? ?? ??? ??????? ?? ???
    ?????? ???????? ????? ???? ????? ??? ??? ???????? ??? ??? ?????? ?? ???????
    ?????? ???? ?????? ???? ???????? ?????? ???????? ??????.



    ????? ???? ????? ??? ???? ???? ???? ????
    ???????? ??????? ??? ????????? ? ??????? ?? ??? ?? ?????? ???????. ??? ?? ???
    ??????? ???? ???? ?????? ?? ???? ?????? ???? ??????? ?? ?????? ????? ????? ? ???? ?????? ????? ???????? ????? ?? ????
    ?????. ???? ?????? ??? ???????? ??????? ???? ??? ??? ??? ??? ???? ?? ??????.
    ???? ??? ??? ?? ????? ?????? ???? ???? ????? ?? ????? ?????? ????? ?? ???????
    ????? ????????? ? ?? ????? ????????? ?? ???????? ???? ?????? ?????????
    ????????? ? ?????? ???? ?????????? ???? ?????? ??????? ?? ??? ??????? ??????
    ??? ????? ?????.[11]



    ??? ??? ?2004? ?????
    ??????? ????? ????? ??????? ?????? ?? ??????? ???????? ??? ???? ????????
    ???????? ??? ???????? ???????? ????????.? ?????? ??????? ???? ?? ????? ???????
    ?????? ???????? ????? ???? ?? ??? ????? ?????? ? ?? ????????? ????????-?
    ????????? ??????? ??????? ?? ??? ???????
    ????????? ??????? ??????????? ???
    ????????
    ????
    ?????? ????? "
    ?? ???????"
    ???????????.? ????? ???? ?????? ?? ???????? ??????? ??????? ???? ???? ????
    ????? ???? ????? ?? ???? ????????
    .[12]


    ?????
    ?? ??? ?????? ?????? ??? ????? ???????? ?? ?????? ??????? ?? ???? ??????
    ???????? "????? ???? ????" ??? ????? ????? ??????? ?????? ???
    ????? ??? ?????? ?? ???????? ?
    08??? 2006
    ???? ?????? ???? ??? ????? ???? ????????
    ???? ??? ???? ??????? ?? ????? ??????? ?? ???????? ??????? ???????? ?????? ???
    ??? ?????? ?????? ??? ????? "????" ??????
    15
    ????? ????? ?? ????? ??????? ?? ???? ??????.[13]



    - ????? ????????
    ??????????? ???????
    ????????:


    ???? ???? ???????? ??????? ??? ??????? ? ?????
    ???????.? ????? ?????? ???? ????? ??????? ??? ??? ???? ???? ????? ???????
    ???????? ???????? ?? ?? ???????????? ?? ??? ???? ????? ?? ??????? ????????
    ??????? ?? ????? ????????.? ????? ????? ???? ???????? ???????? ??? ???? ?????
    ?? ??????? ?????? ???????? ????? ??????.
    [14]?


    ???
    ?????? ????????? ????? ?? ???????? ??????? ???????? ???? ???? ????? ???? ????
    ??? ???? ?? ??? ????? ????? ??? ???? ????? ?? ???? ????? ?????? ????? ????
    ??????? ???????. ????? ??????? ??? ?? ??? ???????? ?????? ???? ?? ??? ?? ???
    ???????? ??? ?????? ??????? ?????? ???????? ?? ???? ????? ?????? ???? ?? ?????
    ????? ??????? ???????? ?????? ??????? ??????? ??? ??????? ????????. ??? ????
    ????? ?? ???????? ?????????? ???? ??????
    ?????? ?? ??? ????????.



    ???? ?? ?????? ???????? ???????? ????? ???????
    ?? ??????? ????? ????? ???? ?? ???? ????? ?? ?????? ?? ???? ???????? ???? ????
    (???????? ??????????) ???? ?????? ?????? ???? ??????? ?? ????? ?? ???????
    ?????? ???? ????? ???????? ????? ???: ?????? ??????? ????? ?????? ???????
    ?????? ?????? ?????? ??????? ??????? ??????? ???????? ??? ????? ??????? ?????
    ?????? ??????? ??????? ????? ?????? ????? ?? ?? ????.
    [15]


    -
    ?????? ???????? ???????????
    ???????
    ????????:



    ??? ????? ???????
    ?????? ???????? ???????? ???? ???????? ?????? ??? ?? ???? ??? ????????? ????
    ?????? ?? ??? ??? ??????? ???? ???? ???????? ???????. ??? ??? ??? ?????????
    ????
    ?? ???? ???? "????? ??????" ????? ?????? ?? ?????? ???????:


    - ????
    ???????? ??????? ??? ?? ???????? ???? ???????.



    - ????? ?????? ???? ????? ???? ??????.


    - ????
    ???????? ??????? ?????? ?????? ?????? ???? ???????? ???????
    ???????
    .


    - ???? ??? ???????? ??????? ????? ?? ???
    ??????? ?? ???????? ??????? ???????



    - ????
    ????? ????????? ??? ????? ????????? ????? ?? ???? ?? ??? ???? ??? ??????? ????
    ???????.



    - ????
    ?????? ????? ?? ???? ????? ?? ????? ??? ????????? ???? ?? ?? ?????? ???????
    ?????? ???? ??????.



    - ????
    ???? ????? ????? ?????????? ??????? ??????? ???????? ??? ??? ???? ?? ??????
    ??????.



    - ??? ?????? ???????? ???? ??? ???????
    ???? ???? ???? ?? ?????? ???????? ??????? ????? ?????? ??? ?????? ???? ????????
    ?????? ???? ???? ??? ?????? ???.
    [16]


    - ?????????
    ??????? ?????????? ?? ???????? ???????:



    -
    ???? ??????? ???????.



    ?? ?????? ?? ???? ??????? ?? ????? ???? ????
    ???????? ???????? ??? ???? ???????? ???????? ? ???????? ??????? ???????? ????
    ?????? ? ?????? ?? ????? ???? ?????? ? ???? ????? ?? ???? ????? ??????? ? ?? ??
    ?? ????? ???? ????????. ??? ????? ?????? ????? ???????? ????? ???????? ?
    ??????? ??? ????? ??????? ?? ????????
    ??? ??????? ???? ??? ????? ??????? ? ???? ???????? ??? ?? ??? ?
    ????????? ?????? ??????? ??????? ?? ??? ????. ??? ???? ???????? ??????? ???
    ???? ???????? ? ??????? ???? ?????? ??
    ?????? ????? ????? ?????? ? ?????? ??? ?????? ??????? ???? ??? ????? ??? ??? ????? ???? ? ???? ??
    ?????? ????? ??? ?????? ???
    2003 ? ?????
    ????? ?????? ??? ?? ??????? ? ???? ????? ???? ????? ? ?????? ?? ?????? ???
    ?????? ? ??????? ??????? ????????? ? ???????
    ?????? ???????. ??? ???? ?????? ???????? ???? ??????? ??????? ? ????? ????? ??????? ????? ?? ???? ??? ???
    ??????? ? ????? ???? ???????? ?????? ??? ?????? ?? ?????????. ??? ?? ??? ????
    ????? ?????? ?????? ???? ???? ???? ???????? ??? ??? ???? ??? ???????? ???????
    ?? ???? ?? ???? ????? ?? ????? ??????? ???????.



    ???????? ????? ???????? ??????? ?? ????? ??
    ????? ??????? ??? ???? ?? ?????? ???
    ????? ?????? ??? ??????? ??? ??????? ???? ????????. ??? ??? ?? ???????? ???????
    ?? ????? ????? ??????? ????? ????? ???? ?? ???? ??????? ??????? ????? ????? ??
    ?????? ??????? ???? ???? ???? ??? ????? ??????? ????? ?????? ?????? ????????
    ??? ???????? ??? ????? ?????
    ?????
    ?????? ??????? ??????? ?????? ??????? ???????? ????????? ???????. ?? ????? ??
    ????? ????? ???????? ??????? ?? ??? ????? ???????? ??? ??????? ??????? ?????
    ????? ??? ????????? ???????? ????????? ????? ????? ????? ?????? ??????? ???????
    ?? ????? ??????? ??? ?????? ??????? ??????? ????? ???????? ???????????? ?????? ????? ?????? ????? ??????? ??? ???????
    ???????? ???? ??? ???? ??????? ????? ??? ??? ????? ?? ??????? ????????.[17]










    [1]- ???? ????? ???????? ?????
    ???????? ?? ????? ????? ?? ??????? ????????? ???? ??????
    ...


    http://www.mganan.com/s-0-0-resources-wiki-thread-1913
    Sourc
    e:






    [2]- ?????
    ???????? ??? ????? ???? ???????? ??? ???? ???????...



    Source:http://arwikipedia.org/w/index.php?title=%D8%AD
    (accessed
    04-06-2007)






    [3]- ???? ???? ????
    ????.







    [4] - ???? ?????? ?????? ??
    ???? ????? ???????? ?????? ???? ???? ????????...



    Source:http://aklaam.net/forum/showthread.php?t=13884(accessed 16-06-2007)






    [5] - ??? ???? ???? ???? ????.






    3- ????
    ?????? ???? ????.







    [7] - ???? ????? ???? ????.






    [8]- ??? ??????.






    [9]- ??? ??? ????
    ???? ????.







    [10]-
    ???? ?????? ?????
    ???????? ?? ?????? ??????? ?? ?????? ??????...



    Source:http://www.hamoudstudio.com/?p=24 (accessed 26/12/2007)






    [11]- ???? ????? ???? ????.






    [12]- ???????? ???????? ???? ????.






    [13] -
    ??? ???? ??? ?????????? ????.







    -[14] ???????? ???????? ???? ????.






    [15]-
    ???? ???? ????? ???? ????? ?????? ????????? ????? ??? ????...



    Source: http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?cid =1120165728552&pagenam (accessed06-08-2007)






    1- ????
    ????
    ????
    ????.







    [17] - ???? ?????? ???? ????.
    Admin
    Admin
    Admin


    الجنس : ذكر
    عدد المساهمات : 2987
    تاريخ الميلاد : 18/06/1970
    تاريخ التسجيل : 27/09/2009
    العمر : 53

    المدونات الالكترونية العربية بين التعبير الحر و الصحافة البديلة Empty تابع

    مُساهمة من طرف Admin الخميس أغسطس 12, 2010 4:08 pm

    - الاستعارة
    والهوية الافتراضية.



    يمكن القول أن أسماء وعناوين المدونات
    العربية ليست غريبة عن الفضاء الذي تنشط فيه، فهي تعبر وتعكس فكر وشخصية أصحابها،
    فقليلا ما يعثر المتصفح عن مدونة تحمل اسم صاحبها وخاصة لدى الفتيات وذلك لعوامل
    ثقافية تعود إلى ثقل العادات والتقاليد الموروثة. فالسواد الأعظم لأسماء المدونات
    هي صفة لحالة يعيشها المدون تختزل في كلمة أو كلمتين وتلخص موقف أو مسيرة ذلك
    الشخص مثل
    "الفرعون
    الكبير
    "، "حوليات صاحب الأشجار"، "أحلامي المبعثرة"، " ظلال الموت"، ومدونات أخرى لا عد لها.



    وبذلك، تساعد الهوية الافتراضية لهؤلاء الشباب
    في النشاط والكتابة بكل حرية على شبكة الانترنت، فاستعمالهم لأسماء مستعارة لا
    يعرضهم للكشف، إذ نعثر على أسماء مثل: سندباد، ابن هاشم، مسافر، علم الحرية،
    الراية، سفير الساحة، أهل المريخ، بين الجنون والتهور، يوميات مدرس في الأرياف،
    اليوم الصعب، المضروب،..
    [1]


    - مقارنة بين المدونات
    الالكترونية العربية والأجنبية.



    تشير العديد من الإحصائيات إلى وجود ألاف
    من المدونات العرب، ومع ذلك يعكس الواقع العربي فجوة في التعاطي المؤسساتي مع هذه
    التقنية مقارنة بالمجتمعات الأخرى، ولا يقل اتساعها ولا أهميتها عن باقي فجواتنا
    الحضارية. ففي الغرب تنبه الكثير من السياسيين المحترفين لأهمية هذه التقنية مثل
    "ألان جوبيه" الذي يعد أشهر مدون فرنسي، و في الشرق يعتبر نائب
    الرئيس الإيراني السابق "محمد علي أبطحي" من أبرز مدوني إيران
    التي تعتبر هذه الظاهرة أحد أسباب انتشار الانترنت بها و ليس العكس.



    في
    الواقع، لا تختلف خصائص المدونات العربية عن بعض خصائص المدونات على المستوى
    الدولي، لكنها وبحكم بعض الخصوصيات السياسية والثقافية، فإنها تتميز بحضور الهموم
    الوطنية والرغبة في تحويل التدوين إلى مؤسسة، واعتبار التدوين محضنة للممارسة
    الديمقراطية وتأكيد ثقافة الحوار. فمعظم
    المدونات الأجنبية تحتوي على تجارب ذاتية لكتابها يتخللها بعض من الآراء في جميع
    مناحي الحياة. وتوجد أيضا مدونات عنصرية التي لا تزرع غير الكراهية والعنف، أما
    المدونات الناطقة بالعربية فهي مليئة بتلك التي تعرض الآراء والمواضيع ولكنها لا
    تقدم شيئا سوى الشتائم، ويمكن اعتبارها الوسيلة الوحيدة للتعبير عن الرأي دون خوف
    أو قيود أو حواجز. و حسب اطلاعنا فإن هذا النوع من المدونات يطغى على الساحة
    التدوينية، لكن هذا لا يعني أنها تخلو من المدونات المفيدة. فالمدونات العربية وعلى قلة
    عددها بالمقارنة مع المدونات الغربية، تنتهج في أغلبيتها نهجا سياسيا، وانتشرت
    انتشارا ملحوظا في المناطق التي تتقلص فيها مساحة حرية الرأي، ونالت درجة عالية من
    الأهمية لكونها تشكل بديلا لوسائل الإعلام الخاضعة للرقابة، ومتنفسا لممارسة النقد
    أمام أولئك الذين يرغبون في التعبير عن مشاكلهم الشخصية ومشاعرهم المكبوتة.
    [2]



    بالفعل،
    يوجد وعي وقابلية عربية للممارسة الالكترونية، لكن على نحو يغلب عليه الطابع
    المعيشي، بدون وجود إطار ثقافي يحكم هذه الممارسة ويوجهها. في حين، استفادت
    المجتمعات الغربية من تقنيات المدونات الالكترونية، تحديدا في منظومتها الإعلامية
    والاقتصادية وحتى السياسية، بل وخصصت الأول من شهر مارس يوما عالميا للتدوين. في
    حين المجتمع الثقافي العربي يبدو ذا تأثير هامشي في هذا الصدد، مع إغراقه في
    الجانب الترفيهي وعدم العناية بتقدير الهم الجماعي، وهو ما يطرح استفسارات حول
    مستقبل الإعلام والحريات والمعلوماتية في العالم العربي بأسره، طالما تبسط
    الانترنت سيطرتها الصريحة عبر تقنياتها المختلفة على هذه المفاهيم الحضارية وسواها
    في أرجاء العالم بأسره.




    - تحديات التدوين في البلدان العربية.



    إن
    تعدد وسائل الإعلام واختلافها، وتعدد الأفكار الواصلة إلينا والأحاديث الرسمية عن
    طريق الاتصال، والتطور المتزامن للوقائع والأفكار، وقد فاجأه وصول الوسائط
    المتعددة، أوجد مرة أخرى مشكلة العلاقات مع الدولة والمواطنين وجميع وسائل التعبير
    المختلفة. لذا أصبح إلزاما على كل واحد إعادة النظر في تطبيق حرية التعبير. وفي
    الوقت نفسه، فان تطور الأحداث والآراء يطرح السؤال عن المبادئ التي تعتبرها الدولة
    من حقها لتقوم بعمل ما، أو بالأحرى المراقبة على وسائل الإعلام. وهذه المبادئ لم
    تكن قط متناقضة في أي عصر أخر غير هذا العصر. فمن جهة، فالديمقراطيات الليبرالية
    تخضع لميكانيكية التسويات المتبادلة للعرض والطلب، إنها توصيات في تحليل آخر تعطي الشرعية لنظام المبادرة والمنافسة التي
    تخضع لها وسائل الإعلام، كبيرة كانت أو صغيرة. ومن جهة ثانية، فان الديمقراطيات
    نفسها على مدى السنوات تستدعي ودائما بصورة أكثر وضوحا المسؤولية الاجتماعية لوسائل
    الإعلام، وفي الوقت نفسه تخول الجميع حق الاستفادة من الإعلام ومن الثقافة. ففكرة
    سيطرة الإعلام على المجتمع، صحيحة كانت أم خاطئة، فإن الحجة المزدوجة تلزم الدول
    بإصدار بعض القوانين باسم الصالح العام[3].




    وبذلك
    فنحن إن عشنا تحت ظل الديمقراطية كما يصرح به زعماءنا، فلنعلم أنها حرية نسبية لا أكثر وفق ما يناسب
    سياستهم، هذا الإشكال هو ما جعل الكثير من الشباب العربي وحتى السياسيين
    والإعلاميين، لأن يبحثوا عن مجال أوسع للمعنى الحقيقي لحرية الفكر والرأي، وهذا ما
    وجدوه في خدمة المدونات، ناسين بذلك عواقب تصرفاتهم والمشاكل التي سوف تنجم عن
    مدوناتهم. من جهة أخرى، يخطوا المدونون
    الشبّان في الوطن العربي أولى خطواتهم في هذا الميدان الحديث والمتنفس الجديد،
    الذي يمثل بالنسبة إليهم بوابة للعبور إلى العالم الخارجي وإيصال أصواتهم وآرائهم
    إلى نظرائهم في بلدان عربية وغربية. فعالم التدوين يتخذ بعدًا آخر لم تعهده
    الرقابة السياسية والدينية من قبل، فالحجب
    لم يمنع هؤلاء المدونين الشبّان من رجم الدين وركل الساسة والسياسة بلا رقيب ولا
    وصيّ.




    عموما المدونات العربية
    كالشباب العربي تعاني من مشاكل عديدة، هذه المشاكل منها ما هو خارجي كتدخل السلطات
    بحذف بعض مواضيع المدونات، والحجب الكلي للبعض كما يحدث في السعودية، وحتى أحيانا
    بالزج بصاحب المدونة في السجن كما يحدث في مصر. مؤخرا في المغرب حيث شهد يوم
    03
    سبتمبر
    2008 أول محاكمة في حق احد المدونين بتهمة شتم
    الملك، وقد قضي بحبس المتهم لمدة سنتين. لكن هذا الأسلوب يكاد يكون لا يخدم قضية
    المدونات العربية، خصوصا تلك التي تنقل
    المعانات العربية التي تختلف في الزمان والمكان وتتوحد في القوة والجبروت، فتغص
    بها شاشة الحاسوب في جميع أنحاء العالم. وإذا تطرقنا لمخاطر التدوين
    ومعانات المدونين فهي لا حصر لها لكن تتفاوت من بلد لأخر.



    وهناك مدونات عديدة أساءت
    استخدام التعبير، و أخرى كانت تتحدث في حدود المعقول و سرد الواقع، وهذا ما أدى في كثير من الأحيان إلى حدوث مشاكل أمنية
    مع صاحب المدونة شخصيا. فمثلا هناك مدونة لطالب في الأزهر قٌبض عليه بسبب ازدرائه
    للأديان و قوله في أحد إدراجاته " لا اله إلا الإنسان". فحرية التعبير ليست في هذا الاتجاه، لكن هناك
    مدونات أخرى جسدت بعض الحقائق في إدراجاتها مثل قضية التعذيب و اعتصام الصحفيين في
    مصر في العديد من القضايا الواقعية، التي لا تخدش الحياء و يقبلها المنطق و العقل.
    أيضا قضية "شي تاو"، المٌدون الذي نشر الرسالة التي
    بعثتها الحكومة الصينية إلى الصحفيين، تحذرهم فيها من نشر تفاصيل عن حادثة "تنيامان"،
    التي ارتكبت تجاوزات ضد طلبة قاموا
    بمظاهرة طلبا للحرية. وكان موقع "
    Yahoo" السبب في إلقاء القبض على "شي تاو"
    بعدما أرسل الموقع بيانات عنه للحكومة
    الصينية و ذلك بغرض توطيد علاقتها مع الحكومة الصينية و توسيع أسواقها هناك. و قد
    لاقت هذه الخطوة من زوار الموقع تشاؤم العديد منهم، مما أدى إلى مقاطعتهم للموقع و
    حتى الامتناع عن الانتفاع بخدمة البريد الإلكتروني لديه.[4]



    هذا
    وقد أصدرت "الشبكة العربية للمعلومات حقوق الإنسان"
    تقريرها الثاني عن حرية الإنترنت في العالم العربي، حيث تم الإعلان عنه في ندوة
    بمقر نقابة الصحفيين في القاهرة يوم
    10 ديسمبر2006.
    التحقيق الذي يحمل عنوان "خصم عنيد الانترنت والحكومات العربية" يتضمن
    معلومات عن السياسات العدوانية التي تتبعها ثمانية عشرة دولة عربية في تعاملها مع
    الانترنت.[5]وقد أكد نفس التقرير
    استمرار صدارة تونس للدول العربية المعادية لحرية استخدام الانترنت، كاشفا النقاب
    عن أساليب القمع والتعتيم والحجب، التي تستعملها السلطات التونسية في حربها ضد
    حرية التعبير على الشبكة، على الرغم من خدعة السطح البراق الذي تختفي وراءها تونس،
    كتطبيقها لمبادئ الليبرالية والاقتصاد الحر،
    والمكانة التي تعطيها تشريعاتها للمرأة. وقد شهدت تونس كغيرها من الدول
    العربية بروز ظاهرة التدوين، ولكن يد الدولة طال هذه الظاهرة لدرجة جعلت “مجمع
    المدونات التونسية“ وهو موقع يضم عناوين ومحتويات هذه المدونات يرفض ضم المدونات
    المعارضة لـِ “الرئيس بن علي“ وهذا الأمر دفع المدون “بن غربية “ إلى طلب أول لجوء
    سياسي الكتروني في التاريخ حيث قبلت انضمامه مدونة “منال وعلاء“ المصرية، وقد شارك
    هذا المدون في إطلاق أول موقع الكتروني للتظاهر على الانترنت، وذلك أثناء انعقاد
    القمة المعلوماتية في تونس وهو موقع “يزي“ وهي كلمة تونسية دارجة تعني يكفى. ويقضي هذا الموقع بمشاركة كل من يرغب في التظاهر
    بوضع صورة له، ويحمل لافتة تدعو “بن علي“ للتنحي ويمكن للمتظاهر أن يخفي عينيه أو
    وجهه، أو أن يضع صورة واضحة له كما فعلت بعض رموز المعارضة التونسية، وقد حقق
    الموقع رقما قياسيا حيث تم حجبه داخل تونس بعد إطلاقه بـِ
    18ساعة
    فقط.[6]



    أما الجزائر فقد لقبها المدونون بجنة المدونات
    العربية، ولم تشهد حالات للاختراق أو المضايقات سوى مرة واحدة وكانت في الأخير سوء
    فهم. وهي القضية التي تتعلق بالمدون و الصحفي "عبد السلام بارودي"،
    صاحب مدونة " بلا د تلمسان ". أول قضية أمام العدالة في هذا الشأن في
    الجزائر، بدأت بعدما نشر مقالا في
    20
    فيفري
    2007 بعنوان
    "السيستاني يظهر في تلمسان " حاول
    من
    خلالها أن يلفت فيه الانتباه إلى الدور السلبي لمدير الشؤون الدينية بولاية
    تلمسان، إذ حاول من خلال المقال الذي كان ساخرا أن
    يكون
    له وقعا ايجابيا، بعدما قاطع ا لموظفون من وزارة الشؤون الدينية البرامج التي تنظمها
    إذاعة تلمسان ، وامتنع مدير الشؤون
    الدينية بالولاية من المشاركة في منتدى الإذاعة حول صندوق الزكاة في شهر رمضان
    2006، فبما تأسف بارودي لرفض الرد أو التوضيح الشؤون
    الدينية من طرف ذات المدير الذي توجه مباشرة إلى العدالة ليرفع دعوى قضائية ضد
    المدون. و اعتبر هذا الأخير أن متابعته في القضاء تتم بسبب مقال رأي لم يقصد به
    الإساءة لمدير الشؤون الدينية لولاية تلمسان بل أراد تنبيهه إلى فداحة خطئه، و أن هذا السبب جعله يتراجع عن إحضار الشهود في
    هذه المحاكمة، خاصة أنه تلقى تضامنا من مناضلي حقوق الإنسان في مصر و تونس و سوريا
    و الجزائر و المغرب و فرنسا و الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا و عدد كبير
    من المدونين. و يشدد المدون عبد السلام بارودي على أن القضية تعتبر موقفا فرديا لا
    يعكس توجها سياسيا في الجزائر، حيث يعتقد
    أنه لا يوجد قمع الكتروني في الجزائر، و أن المدونين الجزائريين من أكثر المدونين
    حرية في الوطن العربي.



    من
    جهته يرى "عبد الحق هقي" أن حالة "عبد السلام بارودي"
    حالة فريدة، لأنها لا تصنف في إطار الاضطهاد أو المضايقة بالمفهوم الأمني السائد
    في الدول العربية، خصوصا مصر و تونس، و إنما هي قضية رأي مرفوعة أمام العدالة، و
    الدولة ليست طرفا مباشرا فيها، حتى و إن كان المدعي مسئولا محليا لأنه رفع الدعوى
    باسمه لا بمنصبه، رغم أن المقال الذي نشره المدون تناول المدير في شأن وظيفي لا
    شخصي، حيث سلط الضوء على منع مدير الشؤون
    الدينية الأئمة في تلمسان من حضور لقاءات الإذاعة المحلية، لأنها رفضت استضافته في
    برنامج ديني بحجة عدم كفاءته للإفتاء في المسائل الدينية.[7]



    من جهة أخرى، فإن مصر تعتبر نموذجا للمدونين
    العرب النشطاء،
    فمنذ انفجار أزمة القضاة في مصر، هب العديد من أصحاب المدونات
    الشخصية المصرية إلى إعلان تضامنهم "الكترونياً" مع القضاة المعتصمين،
    وهو التضامن الذي صعّد في درجة المشاركة الفعلية مع جموع المتظاهرين السلميين
    المؤيدين لـ "استقلال القضاء". وشهدت المدونات سجلات وحملات تأييد
    إلكترونية كبيرة للقضاة، إلا أن وقوعهم في قبضة الأمن لم يحدث إلا بعد نزولهم
    الفعلي إلى الأرض. وبلغ عدد المدوِّنين الذين ألقي عليهم القبض منذ اندلاع
    التظاهرات المؤيدة للقضاة والمعارضة للدولة ستة، أشهرهم المدون "علاء أحمد
    سيف الإسلام" الذي يدون وزوجته منال في
    manalaa.net. وهي المدونة التي حازت على جائزة في مسابقة المدونات التي نظمتها
    منظمة
    "صحافيون بلا حدود" و "دويتش فيللة" الألمانية في أكتوبر2007.


    لكن أصداء القبض على المدويين، تختلف
    تماماً عن القبض على مواطنين عاديين،
    بمعنى أن أجواء المدونات وروح الرفاق التي هي سمة الغالبية العظمى من أصحاب
    المدونات الشخصية، على اختلاف، بل وعلى رغم تناقض ميولهم وأهوائهم. الصدى الأول
    غير المتوقع تماماً، كان إضافة أنجزها علاء من داخل الزنزانة، بعد فترة وجيزة من
    القبض عليه، وعلى ما يبدو، فقد أنجزت من خلال هاتفه المحمول، ربما قبل أن يتنبه
    المسؤولون إلى ذلك. كتب علاء في مدونته إلى زوجته: "اليوم أيقنت، أنا حقاً
    مسجون، لست متأكداً من مشاعري، كنت أعتقد بأنني بخير، ولكن الطريقة التي ينظر بها
    إليّ زملاء الزنزانة تشير إلى أنني لست بخير،
    يقولون لي إن هذه الزنزانة هي لـ "الجرائم النفسية"، الجميع
    يواجه تهمة ضرب أفضى إلى موت. أكتب هذه الكلمات حتى لا يفهم زملائي من المساجين ما
    أكتب، وإن كنت غير متأكد من أن الكلمات ستصل إلى المدونة".



    هذه الكلمات جذبت ما يزيد على 1100 قراءة في أيام قليلة، معظمها
    يؤيد علاء في أزمته، وإن كان البعض يتشفى فيه بسبب آرائه وانتماءاته العلمانية
    والليبرالية التي لا يتحملها أصحاب الاتجاهات الدينية. المدونون الذين لم يلق
    القبض عليهم بعد، منهم من بات يعرف بحكم حنكته التقنية أن مدونته «تحت المراقبة»،
    فمثلاً أحدهم - ويسمي نفسه
    sand monkey كتب أن
    مدونته يزورها العاملون في "مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار" في مجلس
    الوزراء المصري، وذلك من خلال رصده لتقنية خاصة يستعملونها، وهو ما جعله يكتب لهم
    ساخراً: "أهلاً بأفراد المركز، كيف حالكم اليوم؟ أرجو أن تنعموا بإقامة
    سعيدة".



    لكن يبدو أن قطاعاً من
    المدونين مصمم على المضي قُدماً، بل وابتكار كل ما هو جديد ومختلف للتفوق في حرب
    "توم وجيري" الدائرة بين الأمن والمدونين حالياً. فتحميل الفيديو المصور
    بالهواتف المحمولة من مواقع التظاهرات على المدونات وطرحها أمام العالم لحظة
    حدوثها سلاح لا يمكن الاستهانة به، ولا تنفع معه "التكذيبات الرسمية" و
    "موجات النفي الإعلامية الحكومية" التي تعقب الحدث، ومن ثم فإنه يمكن
    اعتبار موجة احتجاز المدونين البداية "الرسمية" بمعنى الاعتراف الرسمي
    بأهمية المدونين المعارضين، وإن كان الاعتراف في حد ذاته "غير رسمي" أي
    غير موثق أو "مدون"، فالمدونات باتت في حكم الموبقات التي تعكر الأمن
    والاستقرار.[8]



    - هل المدونات صحافة
    الكترونية؟



    إن
    التطورات التكنولوجية المذهلة والمتسارعة أدت إلى ظهور منافس قوي للصحافة
    التقليدية والمتمثل في المدونات كوسيلة فعالة لجذب القراء،
    سواء ما تعلق بالأخبار
    الرياضية أو العقار أو عالم الجريمة أو الهجرة أو السياسة
    الوطنية والمحلية. فعلى
    سبيل المثال توفر إحدى المدونات نافذة تخص
    كواليس التحرير لجريدة "دالاس مورنينغ نيوز"، كركن خاص في
    الجريدة من خلال ما تأتي به هذه المدونة، حيث تمكنهم من اكتشاف الطريقة التي يتم
    من خلالها مناقشة
    المواضيع. وأما جريدة "فونتورا كونتري
    ستا
    ر" في
    كاليفورنيا فتوطن مدونة يكتب فيها عسكري من
    المدينة خدم في العراق.



    وأما جريدة" هوستون
    كروني كل
    " فتطلب من مدونيها كتابة ما يأملون في إيصاله إلى بقية العالم .ويظهر أنه، لا مفر من وقوع
    صراع بين الجريدة التي تملك إسما وسمعة تدافع عنهما
    والمدونة التي أضحت وسيلة
    إعلام جديدة، تتطور بسرعة فائقة لأنها خرجت عن القواعد
    التقليدية للإعلام[9]. وتتفاعل بعض هيئات التحرير
    بحذر شديد مع المدونات، غير أن
    هيئات أخرى فتحت الباب لها،
    ويقول "جين كير تلي" أستاذ أخلاقيات المهنة وحقوق وسائل
    الإعلام
    في جامعة "مينيسوتا": " تختلف المدونة كثيرا عن الريبورتاج،
    ذلك أن المحررين في
    الصحف تلقوا تكوينا موضوعيا، وأما المدونون
    فليسوا دائما موضوعيين ويسعون إلى أن
    تحدث آراؤهم رجع صدى
    قوي...ويختلف التدوين تماما عن الصحافة، ومن غير الطبيعي
    على الإطلاق أن تدعو صحيفة
    أحدا لكتابة مدوناته وتطلب منه ألا يعبر عن آرائه
    وقناعاته الشخصية."


    وبذلك، تشكل تلقائية
    وسرعة المدونات تحديا آخر تفرضه الصحافة
    الالكترونية اليوم على
    الصحافة التقليدية، التي اتجهت إلى اعتماد سلسلة من المبادئ
    لتطبيقها على المدونات،
    فصحيفة "سان فرانسيسكو كرونيكل" قد عينت رئيس تحرير
    مكلفا
    بالمدونات، بهدف كتابة ونشر المدونات وضمان مطابقة المضمون لشروط الجريدة. وحسب
    "روبرت كوكس" رئيس جمعية مدونات وسائل الإعلام، فان أهمية
    المدونات تكمن في
    توغلها في المجالات التي تتردد الصحافة
    التقليدية في التطرق لها، أما الخطر الذي
    يجابه الصحف اليوم بسبب عدم
    تناولها لعدد من المواضيع، فيكمن في فقدانها المستمر
    للقراء، غير أن "ستيفن
    سميث
    " عن "سبوكرس مان ريفيو"
    فيقول
    "المدونة وسيلة إعلام، على
    الصحافة أن تتبناها وليس
    الخوف منها" ليضيف بأن "عالم المدونات ليس أخطر من الصحافة
    المطبوعة
    فيما يتعلق بأخلاقيات المهنة".[10]



    - المدونات العربية بين محضنة الديمقراطية
    وثقافة الر
    أي
    ال
    آخر.


    تثير ظاهرة المدونات سؤالا على قدر كبير من
    الأهمية و
    مفاده: هل تؤثر
    ظاهرة المدونة في المجتمع؟ وهل يوجد تفاعل بين
    مختلف مؤسسات المجتمع وتضمينات الظاهرة التي
    تتنامى بشكل
    مضطرد؟ إن الإجابة على مثل هذا التساؤل تحتاج، بطبيعة الحال،
    إلى البحث والدراسة. ولكن يمكن استشراف بعض المؤشرات والتوجهات التي تدل على أهمية
    الظاهرة وما تتركه من آثار على مختلف الأصعدة.



    في هذا السياق، وعلى سبيل المثال،
    يمكن للمدونات أن يكون لها تأثير ف
    عال
    وقوي على اتجاهات الرأي العام وذلك بحكم مساحة الحرية المتاحة على شبكة الانترنت،
    وسهولة التعبير والوصول إلى أي موضوع في الأرشيف وفي أي وقت، هذا بالإضافة إلى أن
    شريحة متصفحي الانترنت أصبحت في تزايد مقارنة بقراء الصحف. كما أن تأثير المدونات
    يعود إلى ما توفره المدونة من فرص للحوار والاطلاع الحر على المعلومة من مصادر
    مختلفة، فهي مدرسة ومحضنة للديمقراطية في المجتمع العربي الحديث، وهي كذلك وسيلة قيمة لتربية الجيل الجديد
    –ذاتيا- على ماهية فكرة الرأي والرأي
    الأخر، وذلك بحكم تمييز المدونات بأشكال
    مستحدثة في التعبير عن الرأي. فمثل هذه الفوارق وهذه الإضافات ليست مسالة
    شكلية، بل فكرية متوقفة على الطفرة الكمية
    التي تعيشها المدونات والتي ستغير من حجم مشاركة وتفاعل المواطن مع قضايا الشأن
    العام عربيا. وقد يجعل هذا الانفجار في كمية نوعية أفكار المدونات المعروضة والتي
    تأتي عادة خلافية جدلية سببا في تغيير نظرة الناس لماهية الرأي والرأي الأخر
    المخالف.



    في الواقع يمكن القول أن
    تفاعل الحوارات العربية الفكري، كثيرا ما يعتمد على الفكرة الهجومية للنقاش والجدل
    ويقصي الفكرة المعتدلة التي تهدف إلى البناء والتأليف من أجل التجاوز الايجابي
    والتسامحي. فعقدة إقصاء وإلغاء الآخر
    وتهميش النقاش والاعتداء على الحياة الخاصة والتجريح مثلما هو الحال في المنتديات
    ومواقع الدردشة، والذي يكاد يكون القوت اليومي للجدل الاجتماعي في المجتمعات
    العربية، هو ما تكون حدته أقل في المدونات كفضاءات حوارية.



    هذه
    زاوية أخرى، يمكن أن تقدم لنا جوابا عن مكامن الاختلاف بين المنتديات والمدونات،
    فالمدونات تعتبر رد فعل على فئة من مستخدمي الانترنت الذين هيمنوا على أغلب مواقع
    الدردشة والمنتديات
    .
    إذن فالمدونات وغيرها من أشكال التعبير الالكتروني هي علامة على ظهور فئة شبابية
    تؤمن بالرأي المعتدل، وهي بذلك تقدم مؤشرا على نمو اتجاه ليبرالي لا يجد لنفسه
    فضاءات إعلامية اتصالية عامة( الصحافة، التلفزيون، الإذاعة،...) بحكم هيمنة الفكر
    الرسمي التقليدي المحافظ عليها، مما دفعها إلى اللجوء إلى الانترنت عبر المدونة
    لتبليغ صوتها. فقد مكن هذا التنوع المدونة من الانتشار السريع وأعطاها شعبية أكبر،
    واحتراما أكثر من متصفحي الانترنت والمشككين في مزايا الإعلام التفاعلي، ويعود ذلك
    إلى أحقية صاحب المدونة في أن يعبر عما يريد بدون مقدمات وأحكام قيمية. توجد إذن
    فوارق بين ثقافة القائمين على المنتديات، والذين يتصفون بالتقليد
    يين والمحافظين، ويوصف شباب
    المدونات في الغرب بجيل ما بعد الحداثة، أما المدونون العرب فهم أصحاب ثقافة واسعة
    ويستمدون مخزونهم من أصول الثقافة الغربية التحررية وينزعون إلى فكر حداثي.[11]



    - المدونات العربية كإعلام بديل.


    إن انتشار الظاهرة ( المدونات ) عالميا وعربيا
    بات لافتا للنظر، فقد أضحت المدونات وأصحابها حديث الأوساط الثقافية والإعلامية
    والسياسية كذلك، فوصِفت بالإعلام البديل أو بالإعلام الجماهيري وبصحافة الانترنت
    أو الصحافة الالكترونية. و ذهب البعض حتى وصفها بأنها القوة العظمى القادمة في
    مجال الإعلام الإلكتروني، فالمدونون لم يكتفوا بمجرد تسجيل مذكراتهم الشخصية بل
    تخصص بعضهم في رصد الواقع الاجتماعي. واتجه آخرون إلى التعليق على المشهد السياسي
    بأسلوب عفوي ساخر أحيانا، ورصين ومنهجي أحيانا أخرى، ومع دخول شهر ماي من كل سنة، وبمناسبة
    الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة تتزايد اهتمامات الحقوقيين والإعلاميين
    بالقضيّة الإعلاميّة وحريّة التعبير. فتصبح عمليّة فضح الانتهاكات المسجّلة في حق
    الإعلاميين وأصحاب الأقلام الحرة، المادة الرئيسيّة لهذا الاحتفال.



    وفي هذا الإطار، يحاول الكثير من المدونين المساهمة في هذا
    الاحتفال، ولكن بطريقة مغايرة، بمعنى آخر محاول التركيز على ضحيّة حرية الرأي
    والتعبير، ولكن كفاعل منتصر لا كفاعل منهزم، أي كفاعل إيجابي انفلتت أفكاره
    ومواقفه من سلطة الرقابة والمتابعة. وذلك من خلال مقولة الإعلام البديل، فعلى حد
    تعبير عالم الاجتماع الفرنسي "ميشال كرزيه" في كتابه
    "الفاعل والنسق" مهما بلغت درجت الضغوطات والإكراهات المفروضة على
    الفاعلين، فإنّ لهذا الفاعل قدرة على الانفلات من تلك الضغوطات، عبر هامش الحرية
    التي يخلقها هذا الفاعل أو من خلال مقولة "مجال اللايقين" (كمقولة
    أساسيّة في سوسيولوجية كروزيه)، وأيضا من خلال إدراكه لقوانين اللعبة وإتقان فنها.
    وما الإعلام البديل إلاّ فضاء من بين الفضاءات التي يمكن للفاعلين الاجتماعيين
    تحقيق جزء من الحريات المسلوبة منهم عبرها، وطريقة ناجحة في الانفلات من عين الرقيب.[12]



    -
    تعريف الإعلام البديل:



    الإعلام
    البديل ليس إعلاما مستحدثا، بل هو إعلام متطوّر ومتجذّر في تجربة الشعوب والأمم.
    ويتميّز بجملة من الخصائص التي من بينها: القدرة على التكيّف مع تطوّر وسائل
    الاتصال، وتطوّر أدوات الرقابة والضغوطات الاجتماعيّة والسياسيّة. فالمتمعّن في
    الحياة اليوميّة للشعوب والجماعات، يلاحظ تزامنه مع ظهور الإعلام الرسمي. وأيضا
    القدرة على التشكّل، فكثيرا ما يظهر الإعلام البديل في الساحة الإعلاميّة في أشكال
    مختلفة وذلك حسب المرحلة التاريخيّة التي يمر بها المجتمع ونوعيّة الفاعلين الذين
    يستعملون الإعلام البديل.[13]



    - المدونات العربية كإعلام بديل.


    اختلفت الآراء حول هذا
    الموضوع ما بين مؤيد ومعارض، لذا سنحاول الوصول إلى
    أرضية توفيقية تجمع فيما بين الآراء المتناقضة في حدود
    ما هو معقول.



    لقد أفاد تقرير في الولايات المتحدة
    الأمريكية انه بينما يعتبر العديد من الناس الصفحات الشخصية أو المدونات على
    الانترنت صورة من صور الصحافة البديلة، فإن أغلب الأمريكيين الذين لديهم مدونات
    يعتبرونها هواية وليست وسيلة لتحقيق هدف ما. وقال التقرير الذي أجرته مؤسسة
    "بيو انترنت أمريكان لايف بروجكت"
    أن نحو
    77%
    من المدونين يقولون أنهم يكتبون أو يدونون للتعبير عن أنفسهم بصورة إبداعية، دون
    سعي وراء كسب مادي أو شهرة.



    في المقابل فإن هناك من يعتبر أن ظاهرة المدونات
    قد أصبحت لافتة للنظر، وحظيت باهتمام الأوساط السياسية والثقافية والإعلامية إلى
    حد أن البعض أصبح يتنبأ لها بأنها ستصبح في المستقبل القريب بمثابة إعلام بديل.
    وقد تشكل منافسا خطيرا لوسائل الإعلام التقليدية، وذلك بسبب قدرتها على لفت
    الأنظار إليها بسرعة والتفاعل من خلالها مع مختلف القضايا. كما أنها لا تتطلب رأس
    مال ضخم ولا إلى تصريح السلطات وهي عموما لا تسعى إلى الربح، إذ يقول أحد أصحاب
    المدونات "المدونات لا يمكن أن تحقق الربح الاقتصادي ولكن هناك من سيخسر
    بسببها، إنه الإعلام التقليدي"
    [14]


    ويقول أحد المهتمين بظاهرة
    التدوين الألماني" لو أن كل مدونة من المدونات
    200.000
    الموجودة في ألمانيا اجتذبت فقط عشرة قراء، لخسرت وسائل الإعلام التقليدية جزءا
    كبيرا منم جمهورها"، لذلك تسعى بعض دور النشر إلى إختيار أسلوب تحرير صحفي
    يقترب من أسلوب المدونات كثيرا. فيما يرى الباحث "صفوت العالم"
    أستاذ الإعلام بجامعة "عين شمس"، أن المدونين حققوا انفرادا
    لأنهم لا يلتزمون بالوقت وبالتالي يسبقون الصحف والإذاعات. غير أنه لا يرى أن
    المدونات بإمكانها منافسة الصحف بشكل دائم، لأنها غير ملتزمة بقواعد تجمعها أو
    بإصدار يومي يوجب على القراء متابعتها.[15]



    وقد يكون السبب الحقيقي
    لبدء مؤسسات الأخبار في تقصي ظاهرة التدوين هو التأثير المحتمل لشبكة المدونات،
    وقد يكون ذلك أيضا السبب وراء التعامل مع التدوين كصحافة. وقد لا يفكر المدونون من
    منطلق التحكم والتأثير، لكن الإعلام التجاري يفعل ذلك، فالإعلام يسعى قبل كل شيء
    لكسب قطاع عريض من المتلقين، حيث تعتمد
    مكاسب الإعلانات وهي شريان الحياة لآي وسيلة نشر
    أو
    إذاعة محترفة على حجم جمهور وسيلة النشر هذه،
    ومن وجهة نظر تجارية فالمحتوى المنشور موجود فقط لجذب العيون للإعلانات،
    سواء كانت الوسيلة المستخدمة هي المطبوعات أو التلفزيون.[16]



    في هذا المضمار، اعتاد
    مستخدمي الانترنت استغلال المنتديات و المجموعات البريدية لتبادل الأخبار و النقاش
    و التعبير عن النفس، و يمكن تصور إمتداد و تطور صور التواصل تلك، وصولا إلى تمكن
    كل مستخدمي الشبكة من المشاركة في بناء كيانات صحافية جديدة. فالتقنيات المستخدمة
    لا تختلف كثيرا عن المنتديات و البريد الالكتروني، و التكلفة قليلة أو منعدمة.



    من جهة أخرى، ظاهرة
    المدونات نالت اهتمام وسائل الإعلام التقليدية، من خلال برامج قناة الجزيرة، وكذلك
    احتلالها لصفحات بعض الصحف العربية كصحيفة "الشرق الأوسط" وحتى الصحف
    الوطنية، ففي مصر مثلا أثبت المدونون من خلال أول حفل لهم والذي أقاموه بنقابة الصحفيين
    المصريين، تحت شعار "غني يا بهية" أنهم قوة إعلامية حقيقية
    منظمة، بشكل يمكنها من منافسة الصحافة الرسمية المطبوعة وحتى المرئية، أيضا إذاعة
    "البي بي سي" البريطانية اهتمت بجانب المدونات، و أنشأت في
    موقعها الإلكتروني على الانترنت قسم خاص للمدونات.



    هذا يكون إشارة على مدى العلاقة الوثيقة التي
    بدت تظهر ملامحها بين الصحافة الالكترونية و الصحافة المطبوعة، و أن كل منهم مٌكمل
    لصناعة الخبر بحيث أتهم بعض المدونين المصريين الصحف الرسمية والمستقلة بسرقة
    أعمالهم ونشرها على صفحات الجرائد، بدون الإشارة إلى اسم صاحبها والاكتفاء بذكر
    أنها نقلت من مصدر على الانترنت.[17]



    إذن، ليس من الضروري التوقف عند صحافة
    بديلة تعطى القارئ دور أكثر فعالية، يمكننا تكوين صحافة شعبية ينعدم فيها الفرق
    بين القارئ و الكاتب و يتوارى دور الناشر، و لقد بدأت بالفعل هذه الصحافة في
    التبلور، ففي الولايات المتحدة تعتبر الصفحات و الجرائد الشخصية المسماة بالمدونات
    (
    weblogs/blogs) من ضمن القوى المشاركة في تشكيل الرأي العام، و في إيران صارت
    السبعون ألف مدونة أو أكثر المساحة الوحيدة المتاحة للتعبير بلا رقابة (وإن كان
    التدخل الأمني قد طال المدونين)، و أثبتت الصحافة الشعبية قدرتها الحقيقية على
    التأثير الايجابي بعد مشاركة المدونون في تغطية حادث "تسونامى" و
    في تنسيق جهود الإغاثة.
    [18]









    [1] - جمال الزرن، مرجع سابق.






    [2]
    -
    عبد الله ولد خاطري، مرجع سابق.






    [3]- فرنسيس بال، جيرار
    ايميري، وسائط الإعلام الجديدة، عويدات للنشر والطباعة، ط.1، بيروت،
    2001، ص 132-133.









    [4] - أيمن جوجل، مرجع سابق.






    [5]
    -
    جمال
    عيد، تونس في التقرير الثاني عن حرية
    الانترنت في العالم العربي، جويلية
    2007.


    Source: http:/ /www. Local
    host/f: /canal informative du %20cnes_usto _htm (Consulté le02/07/2007)






    [6] - جمال عيد،
    مرجع سابق.







    [7]- عبد الله هقي، مرجع سابق.






    [8]- أحمد بْلا فْرَنْسِيَّه، مدونون مصريون في السجون بسبب بلادهم...


    Source: http://www.blafrancia.blogspot.com/2006/05/blog-post_26.html
    (Consulté le:
    18-05-2008)







    [9]-
    جمال حسين، الصحافة الالكترونية في مواجهة الجرائد الالكترونية...



    Source:http://www.alquabas.com.kn/final/newspaperwebsite/newspapes
    public (accessed
    15/112007)






    [10]- جمال حسين، مرجع
    سابق.







    [11] - جمال الزرن، مرجع سابق.






    [12] - سامي نصر، تحديات
    الإعلام البديل...



    Source:http://www.kalimatunisie.com/article.php?id=545 (Consulté le12/01/2008)






    [13]- عمار بكار، فرص نجاح إعلام بديل من القارئ للقارئ محدودة،
    جريدة العرب الاقتصادية،
    العدد5333...


    Source:http://www.mysearch.com/jsp/cfg_redir2.jsp?ido
    (accessed 18-05-2008)






    [14] - فيونا كامبل، هل يقوم
    الإنترنت بدور ايجابي، أم أنه ضل الطريق؟
    العربية...


    Source:http://www.arabic.rnw.nl/amsterdamforum. (accessed 22-03-2008)






    [15] - عبد الله ولد خاطري، مرجع سابق.






    [16] - فيونا كامبل، مرجع
    سابق.







    [17] - عبد الله ولد خاطري،
    مرجع سابق.







    1- Manal and
    alla a s bit bucket free.www.manalaa.net…


    Source:
    http://www.manalaa.net (accessed 06-01-2008)
    Admin
    Admin
    Admin


    الجنس : ذكر
    عدد المساهمات : 2987
    تاريخ الميلاد : 18/06/1970
    تاريخ التسجيل : 27/09/2009
    العمر : 53

    المدونات الالكترونية العربية بين التعبير الحر و الصحافة البديلة Empty تابع

    مُساهمة من طرف Admin الخميس أغسطس 12, 2010 4:09 pm

    -
    التقي
    يدات
    الرسمية والمدونات العربية الالكترونية.



    تختلف
    أسباب الإقبال على التدوين عبر النات من مدون إلى آخر، فمن ضيق مساحات إبداء الرأي
    والتعبير، إلى الرغبة في التطاول على "المحرّمات" مرورًا بالتشفي من
    الرقابة التي لطالما سيطرت وهيمنت. فقد أصبحت المدونات طريقة سهلة ومضمونة للتحايل
    على الرقيب، سواء كان الرقيب سياسي أو أمني أو إجتماعي، كما أن انتشار المدونات في
    الدول العربية التي لا تسمح بإنشاء صحف أو وسائل إعلام خاصة، يمثل تحد للسلطات في
    هذه البلدان لصعوبة مراقبتها من الناحية العملية.



    تجدر الإشارة، إلى
    أن المدونات العربية تعاني من محاولات
    التضييق و التشويش و الحجب، وهي أساليب سائدة في المنع و التضييق على حرية التعبير
    و إبداء الرأي عبر شبكة الانترنت. وهذا ما يعكس في المقام الأول مدى الجهل و
    الغباء الذي لا يزال مستحكما في عقول بعض المسؤولين في الوطن العربي، في الوقت
    الذي يتجه فيه العالم إلى إفساح المجال أمام كافة التعبيرات الحرة في زمن التدفق
    الهائل للمعلومات. فالمنع و الحجب الممارس من قبل هذه العقليات السائدة أدى بالفعل
    إلى نتائج عكسية، فبمجرد علم رواد ومتصفح
    ي الانترنت بنبأ حجب مواقع أو منع
    مادة من النشر أو اعتراض معلومة عن الوصول إلى القارئ، تنطلق على الأثر حركة
    إلكترونية دائبة لتلك المادة الممنوعة أو المحجوبة على أوسع نطاق، و بالتالي يكون
    المنع عملا دعائيا و ترويجيا لتلك المواد. كما أنه يمكن للعديد من رواد الانترنت
    نسخ المواد الممنوعة و إعادة إرسالها عبر البريد الإلكتروني و المنتديات المختلفة،
    فالانترنت زاخرة بالعديد من برامج كسر الحجب التي تمكن من دخول المواقع المحظورة.
    كما أن نشاط المدونين العرب في المجال السياسي، نتج عنه حبس الكثير منهم و
    اعتقالهم كما يحدث في مصر، أو حجب المدونات كما يحدث في السعودية و الإمارات و
    تونس.
    [1]


    و تعتبر مصر من أكثر دول
    العربية تضييقا على المدونين، الذين كان لهم دور كبير في المظاهرات التي نظمتها
    المعارضة خلال شهر ماي
    2005 ضد
    الرئيس "حسني مبارك" الذي ترشح للانتخابات الرئاسية. حيث أصبحت
    المدونات مصدرا هاما لتغطية هذه المظاهرات، بعد أن أصبح جليا أنه لا يمكن اعتماد
    على وسائل الإعلام التقليدية التي تخضع إلى المراقبة الدولة. ثم انتقلت هذه المدونات لتلعب دورا أهم من
    تغطية الأحداث، حيث أصبحت منبرا لمناقشة
    الاستراتيجيات التي تتبعها المعارضة و مدى فاعليتها في مواجهة النظام، و بذلك و
    ضعت المدونات نهاية لمرحلة التعليق على
    الأحداث و انتقلت إلى مرحلة التنظيم و العمل السياسي.



    و تعتبر مدونة "علاء
    عبد الفتاح
    " التي تحمل اسم "مدونة منال و علاء " من
    أشهر المدونات المصرية و أكثرها تأثيرا على الرأي العام، و مثال ذلك أنها كانت
    السباقة لنشر الصور الضابط "وليد الدسوقي" العامل بجهاز أمن
    الدولة و المتورط في عمليات التعذيب و
    انتهاك
    لحقوق الإنسان. وقد قام صاحب المدونة بتصويره عن طريق جهاز للهاتف النقال خلال
    إحدى مظاهرات المعارضة التي كان يراقبها. و كانت هذه الصورة الوحيدة للضابط التي
    يتم نشرها في وسائل الإعلام. كما تعرض المدون "كريم عامر " للاعتقال
    لمدة
    12 يوما في شهر أكتوبر 2005
    من قبل الأمن المصري، بسبب المقالات التي نشرها في مدونته كما تم في ماي
    2006
    إلقاء القبض على عدد من المدونين المصريين أثناء تنظيمهمحركة التضامن مع
    القضاء المصري.



    وهناك عدد من الدول
    العربية تلجأ إلى حجب المدونات بدل اعتقال أصحابها، ففي تونس مثلا قامت السلطات بحجب مدونة تحمل اسم " مواطن
    تونسي
    " ست مرات، بسبب الانتقادات اللاذعة التي يوجهها صاحب المدونة لنظام
    رئيس "زين العابدين بن علي". و رغم ذلك كان المدون في كل مرة
    يعيد إنشاء هذه المدونة، إضافة إلى ذلك فقد شهدت كل من المملكة العربية السعودية و
    الإمارات العربية المتحدة حالات عديدة لحجب المدونات، و في البحرين تعرضت مدونة
    " محمود اليوسف " و هي أشهر و أقدم مدونة بحرينية وأفضلها في
    العالم العربي، للحجب رغم أنها تتمتع باحترام الجميع بالنظر للأفكار التي تطرحها،
    و التي تدعوا إلى مواطنة ولا تستند للدين تحت عنوان " لا سني ولا شيعي فقط
    بحرين
    " وفد تم حجب هذه المدونة بأمر من وزير الإعلام البحريني شخصيا.[2]



    ومن هذا المشكل أصبح
    إلزاما على المجتمع الدولي وضع برامج لحجب المواقع التي تقوم بنشر مواد سيئة تنافي
    القيم و العادات و التقاليد. فعلى صعيد الرقابة العامة التي تفرضها بعض الحكومات و
    الدول خاصة في الوطن العربي ، تقوم بفرض رقابة على بعض المدونات و المواقع ،"
    إلا أن الواقع العملي أثبت بأن هذه الرقابة غير عملية لعدة أسباب منها انه في كل
    يوم تظهر مواقع جديدة ويمكن نقل محتوياتها بسهولة إلى أماكن أخرى كما أن المشترك
    بالانترنيت يستطيع الدخول إلى هذا الموقع المراقب عن طريق صديق له مشترك في أي
    دولة مجاورة له، لا يوجد فيها رقابة على هذا الموقع".[3]



    فقد أخفقت العديد من المحاولات ضبط و مراقبة
    محتويات الرسائل و الوثائق المتبادلة، خاصة منها المدونات بحجة الكفاح ضد الإرهاب
    و الجريمة المنظمة. فيما يرى المستفيدين من الخدمات الانترنيت أنها حرية سيئة
    مادام أنها تحرر بث المعلومات لدرجة غير قابلة للتخيل".أما خبراء الاتصال فهم
    يرون أن هذه الرقابة شبه مستحيلة زد على ذلك أن التكاليف المادية و البشرية باهظة.[4] و يرى البعض
    "أن الحل يمكن في إخضاع التعامل بالانترنيت إلى القوانين العادية المعتمدة في
    كل بلد فيما يخص المعلومات و الإعلام.[5]



    ففي
    تونس مثلا ومنذ سنة تقريبًا حجبت مدونة أحد الشباب، لتخصصها في الكتابات الجنسية
    ونشر الصور الخليعة وتطاوله على رموز مختلف الديانات السماوية، إذ يقول "أبو لهب" صاحب المدونة
    لصحيفة "إيلاف" الالكترونية: أن المجتمع يرفض الحديث في كل ما
    يتعلق بالجنس والدين بعبارة "حرام عليك " و "ستحشر في جهنم" و
    "لأنني مقتنع بترّهات السلطويين"و "الرّكع السّجود "، فقد
    أردت أن أجعل من مدونتي الشخصية سلاحًا بسيطًا أحارب به استبدادهم ووصايتهم على
    عقول الشباب التائق إلى التحرر من أكاذيبهم وسخافاتهم".[6]



    وبذلك فالعديد من
    المدونين العرب يرون أن حرمانهم من حقوقهم في التعبير عن آرائهم بكل حرية في
    المنابر الشبابية و الصحافة الوطنية، بسبب انتمائهم إلى حزب سياسي أو آخر أو بسبب
    معارضتهم لسلوك أو تيار، أو نشاطهم في إحدى المنظمات الحقوقية المعروفة هو ما
    جعلهم يبحثون عن طرق أخرى لا تخضع لرقابة السلطة، مثل الصحافة الإلكترونية أو
    الكتابة في عالم التدوين.



    جراء
    كل هذا، حاولت السلطة خلق إعلام بديل للإعلام البديل حتى تحافظ على موقعها، فمثلا
    بالنسبة للإشاعات أصبحت السلطة تنتج إشاعات ونكت مضادة لما يشاع داخل المجتمع
    وكثيرا ما تسخّر وسائل الإعلام الرسميّة لهذا الغرض. كما حاولت بدورها توظيف
    الانترنت وخلق صحف ومواقع الكترونيّة، لتقوم بوظيفة الرد على كل ما ينشر في
    الإعلام البديل. ولكنها رغم المجهودات التي تقوم بها لم تتحرّر من الطابع الدفاعي وظلّت
    حبيسة قوانين اللعبة التي فرضتها الفئات المهمّشة، وبالتالي حقّقت هاته الفئات
    أهمّ انتصار لها في هذا المجال، وقد لعبت بعض المنظمات الدوليّة والإقليميّة
    والوطنية دورا كبيرا في تحقيق هذا النجاح، عبر الدورات التدريبية لضحايا حرية
    الرأي والتعبير، وكيفية استعمال آخر التقنيات المستحدثة في عالم الانترنت. ومن هذه
    المنظمات نذكر: منظمة الصف الأمامي "
    Front Line" ومنظمة الصف الأوّل "Front First" والشبكة العربية لمعلومات حقوق
    الإنسان، ومنظمة بلا حدود.[7]



    -
    المدونات والسياسة.



    تعاني الممارسة السياسية في الوطن
    العربي من تقلص الاهتمام بالقضايا السياسية، و ذلك بسبب عدم الوفاء بالوعود
    السياسية التي تلقى على واجهة وسائل الإعلام الرسمية. فإذا ما توقفنا عند النموذج
    المصري فإن المدونات استطاعت لفت الانتباه الناس إلى القضايا السياسية و خاصة بين
    سنوات
    2004 و 2005،
    و هي فترة شهدت حراكا سياسيا قل نظيره في تاريخ مصر المعاصر، فمن الاستفتاء على
    الدستور إلى تفجيرات طابا و الانتخابات الرئاسية و البرلمانية و أزمة القضاء و
    الإيقافات و المظاهرات
    . لقد كانت المدونات شاهد عيان عن كل ما يحدث و
    لعل أبرزها مدونات الوعي المصري،
    بهية، منال و علاء. و تبدو مدونة
    منال و علاء واحدة من أشهر المدونات السياسية في مصر يكتبها شخصان يبدو متزوج
    ين و ناشطين، و تسعى هذه المدونة إلى توفير
    تغطية يومية مستمرة في مجال حقوق الإنسان
    و الحريات و المجتمع المدني للأحداث ذات الصلة بنشاط المجتمع المدني، و يعتقد علاء و منال اللذان دائما يتحدثان كشخص
    واحد أن الإعلام البديل عليه أن يتميز أيضا بالاستمرارية، وبكشف المستور و الالتزام بالصالح العام و هو
    يعني أن هذا الموقع ليس ببعيد عن توجه أيديولوجي يساري في هيئة رقمية.



    كما
    كان للمدونات في لبنان حضور متميز أثناء الحرب بين حزب الله و إسرائيل في الصيف
    2006
    و أثناء الانتخابات البرلمانية في البحرين في نوفمبر
    2006،
    و تتخصص بعض المدونات في نشر أخبار و صور نشاط الجمعيات المجتمع المدني، وتقوم بتغطية المظاهرات و توفير المتابعة
    اليومية للأحداث السياسية الهامة في العديد من الأقطار العربية، و التي يمكن القول
    أنها أصبحت تشكل إعلاما رقميا حقيقيا و تفاعليا،
    ينطلق من الناس و يعود إليهم بعيدا عن أعين الرقيب كما هو الحال مع مدونة
    "الوعي المصري" لوائل عباس.



    فالمجتمع المدني و الذي
    عليه أن يكون مستقلا عن تأثيرات و تدخل الدولة و السلطة التنفيذية يعاني في أغلب
    الدول العربية من محاولات الائتلاف و التهميش، وهو ما يدفع بأغلب المنتمين إلى
    المجتمع المدني إلى توظيف شبكة الانترنت لتأكيد حضورها و بيان استقلاليتها عن خطاب
    السلطة. وبذلك يمكن القول أن المدونات أعادت الصحافة العربية إلى المجتمع المدني
    وإلى المواطن وبيئته، بشكل يكاد يكون عفوي
    و غير منتظم و هو ما عجزت على بلوغه المعارضات و الأحزاب و الحكومات و النخب. و هكذا و من خلال النشر الالكتروني و الصحافة
    استطاعت المدونات العربية أن تواكب هذه الظاهرة الالكترونية التفاعلية، لتصل إلى درجة مقدمة من التفاعل المدني بين
    الفئات المجتمع الواحد.[8]



    - هل المدونات العربية الالكترونية تعبير حر أم
    صحافة بديلة؟



    في ظل التحدي
    الذي فرضته الانترنت كوسيط إعلامي اتصالي متعدد المزايا، لا يضاهيه في ذلك وسيط
    آخر. وجد الناشرون العرب أنفسهم في وضع لا يسمح لهم بتجاهل هذا النوع الإعلامي
    الجديد، مما جعلهم يضمونها لصحفهم وينشؤون مواقعا لإعلامهم، غير أنه و مثلما أكدت
    دراسة علمية متخصصة، يلاحظ بأن حضور
    الصحافة العربية على شبكة الانترنت رغم كبره، لا يماثل مع النمو الهائل للمطبوعات
    الالكترونية عالميا، خاصة فيما يتعلق
    بتناسب هذه الأرقام مع أعداد الصحف العربية و عدد سكان الوطن العربي.
    فقد كان لهذه المواقع إسهامات مهمة في
    استخدام الإنترنت كوسيلة صحفية، باعتبارها وسيلة تكنولوجية مفتوحة المجال نحو
    العالمية للحريات عبر كل المجتمعات الظاهرة، رغم
    أنه من المبكر جداً الحكم عليها ومدى تأثيرها على مستقبل الصحافة، بالنظر إلى أن
    صحافة الورق لا تزال إلى اليوم سيدة الموقف، وذلك لا ينسينا ما نراه في جيل الشباب من افتتان بالمواقع الالكترونية، متابعة لها واستفادة مما تضخه من معلومات بسرعة
    ومهنية عالية رغم حداثتها.



    فعلى الرغم من حداثة ظهور المدونات
    العربية بشكل عام، إلا أنها قد أصبحت أداة فعالة أجاد المدونون العرب
    استخدامها، سواء في التعبير عن همومهم
    وهموم مجتمعاتهم بما فيها همومهم الشخصية أو العامة،
    أو في استعمالها كوسيلة
    إعلامية حرة تتفق
    مع نظيرتها التقليدية في
    أمور عديدة، وتتنافر معها في أكثرها، خاصة وأن
    الصحافة العربية
    المطبوعة لا تزال تخسر
    معركتها أمام الوسائل
    الإعلامية الجديدة (الفضائيات، الإنترنت)، مع تجاهل حجم الفرص المتاحة في حقل
    الصحافة الإلكترونية. لأسباب مؤسساتية وثقافية، في ظل الخلط الحادث لدى الجمهور
    بين الصحف الإلكترونية، والمنتديات، والمواقع الشخصية، والمواقع الإخبارية، وكذلك الخلط
    بين النسخ الإلكترونية والصحف الإلكترونية.



    وهذا ما طرح
    إشكالا لدى الكثير من المستخدمين ما بين مؤيد
    لفكرة أن المدونات العربية صحافة بديلة ومعارض،
    فقد أفاد تقرير في الولايات المتحدة الأمريكية أنه بينما يعتبر العديد من
    الناس الصفحات الشخصية أو المدونات على الانترنت صورة من صور الصحافة البديلة، فإن
    أغلب الأمريكيين الذين لديهم مدونات يعتبرونها هواية وليست وسيلة لتحقيق هدف ما.
    وقال التقرير الذي أجرته مؤسسة "بيو انترنت أمريكان لايف بروجكت" أن
    نحو
    77% من
    المدونين يقولون أنهم يكتبون أو يدونون للتعبير عن أنفسهم بصورة إبداعية، دون سعي
    وراء كسب مادي أو شهرة. فقد أصبحت المدونة
    نوعا من أنواع الإبداع الأدبي والصحفي المتعارف عليه، تنظم لها دور النشر والصحف
    من خلال إصدارتها ونسخها الالكترونية المسابقات لاختيار أفضلها من حيث أسلوب
    الكتابة، والتصميم الجرافيكي، واختيار الموضوعات وتبويبها، ويمكن هنا ذكر المسابقة
    التي نظمتها صحيفة "الجريدان" البريطانية وتعرف بجائزة "
    Bobs Awa rd". كما توجد أيضا جائزة
    أفضل مدونة عالمية تعرف باسم أفضل مدونة إذاعية وأفضل مدونة مشتركة، وبعدها نجد أفضل مدونة انجليزية وفرنسية
    وإيرانية وصينية وقد فازت بجائزة أفضل مدونة عربية مدونة عنوانها "جار
    القمر".




    عربيا يمكن القول أن حضور المدونة في المشهد
    الإعلامي أصبح غير قابل للتجاهل، وخير دليل على ذلك هو تنظيم مسابقة خاصة بأحسن
    مدونة عربية، أعطي لها اسم "بابا"، أشرف عليه موقع
    Blog Award Best Arab. كما تم تأسيس رابطة "مدونون بلا حدود"
    وكان وراء هذا المشروع "قناة الجزيرة الفضائية" إذ تهتم الرابطة العربية
    للمدونين بالتدوين عامة، والتدوين في العالم العربي بشكل خاص، ويستهدف هذا التجمع
    رفع مستوى التدوين على نحو يشجع المدونين على الخوض في هذه التجربة أكثر.



    فهذا
    التأصيل والتأسيس لهذه الظاهرة الإعلامية الجديدة، والتي يمكن أن تتحول إلى شيء مستقل وممتد في
    الزمن، أو بالأحرى إلى مؤسسة فاعلة في المجتمع يعترف بها أهل الشأن الكبير وخاصة
    وسائل الإعلام التقليدية. ويمكن في هذا السياق ذكر شهادة الكاتب والصحفي "محمد
    حسنين هيكل
    " عندما قال عن المدونات "أنا أجد شخصا يكتب باسم مستعار
    هو بهية، ولست أدري من هي لكني أطلب من مكتبي أن يسلموني مقالات بهية كلما تصدر
    لأني أتابعها باعتبار وباحترام أكثر من أي صحافي في أي جريدة".[9]



    كما هناك من يعتبر أن ظاهرة المدونات قد
    أصبحت لافتة للنظر، وحظيت باهتمام الأوساط السياسية والثقافية والإعلامية إلى حد
    أن البعض أصبح يتنبأ لها بأنها ستصبح في المستقبل القريب بمثابة إعلام بديل. وقد
    تشكل منافسا خطيرا لوسائل الإعلام التقليدية، وذلك بسبب قدرتها على لفت الأنظار
    إليها بسرعة والتفاعل من خلالها مع مختلف القضايا. كما أنها لا تتطلب رأس مال ضخم
    ولا إلى تصريح السلطات وهي عموما لا تسعى إلى الربح، إذ
    يقول أحد
    أصحاب المدونات "المدونات لا يمكن أن تحقق الربح الاقتصادي ولكن هناك من
    سيخسر بسببها، إنه الإعلام التقليدي"
    [10]


    ويقول أحد المهتمين بظاهرة التدوين
    الألماني" لو أن كل مدونة من المدونات
    الموجودة في ألمانيا اجتذبت فقط عشرة قراء، لخسرت وسائل الإعلام التقليدية
    جزءا كبيرا من جمهورها"، لذلك تسعى بعض دور النشر إلى إختيار أسلوب تحرير
    صحفي يقترب من أسلوب المدونات كثيرا.
    فيما يرى
    الباحث "صفوت العالم" أستاذ الإعلام بجامعة "عين شمس
    أن المدونين حققوا إنفرادا لأنهم لا يلتزمون بالوقت وبالتالي يسبقون الصحف
    والإذاعات. غير أنه لا يرى أن المدونات بإمكانها منافسة الصحف بشكل دائم، لأنها
    غير ملتزمة بقواعد تجمعها أو بإصدار يومي يوجب على القراء متابعتها.[11]



    فقد
    يكون السبب الحقيقي لبدء مؤسسات الأخبار في تقصي ظاهرة التدوين هو التأثير المحتمل
    لشبكة المدونات، وقد يكون ذلك أيضا السبب وراء التعامل مع التدوين كصحافة. وقد لا
    يفكر المدونون من منطلق التحكم والتأثير، لكن الإعلام التجاري يفعل ذلك، فالإعلام
    يسعى قبل كل شيء لكسب قطاع عريض من
    المتلقين، حيث تعتمد مكاسب الإعلانات وهي شريان الحياة لآي وسيلة نشر أو
    إذاعة محترفة على حجم جمهور وسيلة النشر هذه،
    ومن وجهة نظر تجارية فالمحتوى المنشور موجود فقط لجذب العيون للإعلانات،
    سواء كانت الوسيلة المستخدمة هي المطبوعات أو التلفزيون.[12]



    في هذا المضمار، اعتاد مستخدمي الانترنت
    استغلال المنتديات و المجموعات البريدية لتبادل الأخبار و النقاش و التعبير عن
    النفس، و يمكن تصور إمتداد و تطور صور التواصل تلك، وصولا إلى تمكن كل مستخدمي
    الشبكة من المشاركة في بناء كيانات صحافية جديدة. فالتقنيات المستخدمة لا تختلف
    كثيرا عن المنتديات و البريد الالكتروني، و التكلفة قليلة أو منعدمة.



    من جهة أخرى، ظاهرة المدونات نالت اهتمام
    وسائل الإعلام التقليدية، من خلال برامج قناة الجزيرة، وكذلك احتلالها لصفحات بعض
    الصحف العربية كصحيفة "الشرق الأوسط" وحتى الصحف الوطنية، ففي مصر مثلا
    أثبت المدونون من خلال أول حفل لهم والذي أقاموه بنقابة الصحفيين المصريين، تحت
    شعار "غني يا بهية" أنهم قوة إعلامية حقيقية منظمة، بشكل يمكنها
    من منافسة الصحافة الرسمية المطبوعة وحتى المرئية، أيضا إذاعة "البي بي سي"
    البريطانية اهتمت بجانب المدونات، و أنشأت في موقعها الإلكتروني على الانترنت قسم
    خاص للمدونات. وهذا يكون إشارة على مدى العلاقة الوثيقة التي بدت تظهر ملامحها بين
    المدونات و الصحافة المطبوعة، و أن كل منهم مٌكمل لصناعة
    الخبر بحيث
    أتهم بعض المدونين المصريين الصحف الرسمية والمستقلة بسرقة أعمالهم ونشرها على
    صفحات الجرائد، بدون الإشارة إلى إسم صاحبها والاكتفاء بذكر أنها نقلت من مصدر على
    الانترنت.[13]




    إذن، ليس من الضروري التوقف عند صحافة بديلة تعطى القارئ دور أكثر فعالية،
    يمكننا تكوين صحافة شعبية ينعدم فيها الفرق بين القارئ و الكاتب و يتوارى دور
    الناشر، ففي الولايات المتحدة تعتبر الصفحات و
    الجرائد
    الشخصية المسماة بالمدونات (
    weblogs/blogs) من ضمن القوى المشاركة في تشكيل الرأي العام، و في إيران صارت
    السبعون

    ألف
    مدونة أو أكثر

    المساحة
    الوحيدة المتاحة للتعبير بلا رقابة (وإن كان التدخل الأمني قد طال المدونين)، و
    أثبتت الصحافة الشعبية قدرتها الحقيقية على التأثير الايجابي بعد مشاركة المدونون
    في تغطية حادث "تسونامى" و في تنسيق جهود الإغاثة.



    -المدونات العربية واستشراف المستقبل.


    في ظل القمع الحكومي
    العربي لحرية التعبير في المنظمة العربية. يرى "كبرت هيكينس"
    مدير لجنة حماية المدونين" أن آلية القمع موجودة في بلدان الشرق
    الأوسط، إلا أننا سنشهد في المستقبل القريب استخداما لهذه الآليات القمعية لمعاقبة
    المدونين. فالحملات التي تنشئها المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان مثل
    مراسلون بلا حدود و منظمة العفو الدولية، فضلا عن التطوير التقني الذي يستفيد منه
    مستخدمي الانترنت عموما و المدونون بشكل خاص. و الذي سوف يسهل من إخفاء هوية
    المدون، فضلا عن عدم قابلية شبكة الانترنت نفسها للتطويع و السيطرة قد لا يمنع
    القمع، لكن من المؤكد أنه سوف يوضح بجلاء
    عن الصورة الحقيقية التي تتسم بها هذه الحكومات بحيث سوف تفشل بدرجات في تقييده و
    سوف ينجح الانترنت و المدونون في فضحها"



    ويرى المدون "و
    بيكابلو
    ": أن غياب الحراس و الحرية من كل العواقب، قد تؤثر على نزاهتها و
    بالتالي على قيمتها. وهناك مؤشرات عديدة على أن المدونات سوف تكتسب تأثير هائلا
    بازدياد أعدادها و ذيوع الوعي بنوعها، حتى وإن كانت بعض المعلومات فيها غير
    صحيحة، فالإشاعات تنشر لأن نشرها مسل، أما
    التصحيح لأنه غير مسل بنفس القدر فنادرا ما يحصل على الكثير من الاهتمام سواء في العالم الحقيقي أو على النت.



    و يرى "يحيى
    اليحياوي
    " الخبير الإعلامي، أن المدونين العرب لا يحتكمون إلى مرجعية
    جماعية في الفعل السياسي، حتى يكون بمقدورهم المساهمة في صنع القرار أو التأثير
    فيه، فكل واحد منهم واحد منهم يشتغل لوحده دون تنسيق مع الآخرين. يمكن للمدونين،
    يضيف "اليحياوي" أن يكونوا فاعلا مجتمعيا، إذا نحتوا مدوناتهم
    أكثر نحو الطابع العام السياسي والشأن العام للمواطنين، بدلاً من القضايا ذات
    المنحنى الفردي. بل يمكن أن تصبح المدونات قوة ضغط (لوبي) إن كان للمدونين خلفيات
    حقوقية ومشاريع سياسية، خاصة أمام ضعف الأحزاب السياسية وتردي أحوال النقابات
    واستلاب المثقفين.



    واعتبر الباحث "عمار
    عبد الحميد
    " أنه "لا بد من تقديم الدعم المتواصل للمدونين بشتى
    الوسائل والطرق "وأضاف" أن هناك لجنة في أمريكا لحماية المدونين تضم في
    عضويتها مجموعة كبيرة من الأشخاص منهم مدونين معروفين ليس فقط في أمريكا وإنما
    أيضا على مستوى العالم، هدفها خلق أدوات
    لكي يحافظ المدونون على سريتهم وكذلك تخطي الحواجز التي تضعها الحكومات أمامهم،
    إضافة إلى متابعة وتسليط الأضواء على المدونين الذين تم مضايقتهم أو اعتقالهم. لذا
    فإن تقديم الدعم المعنوي لمدونين من خلال إبراز المعاناة التي يتعرضون لها من أهم
    الوسائل التي يمكن تقديمها لهم، إضافة إلى محاولة تقديم أدوات تساعدهم في تطوير
    مدوناتهم من أجل خرق عمليات الحجب التي تقوم بها الحكومات العربية، وكذلك مساعدتهم في عمل مدونات سرية لكي لا يتم
    معاقبتهم وملاحقتهم من قبل هذه الحكومات."



    وفي نفس السياق يضيف:
    "أن المدونات جزء من محاولات اختراق حاجز الصمت في المنطقة العربية، وجزء
    لاختراق وسائل المنع التي تستخدمها الحكومات، وبالتالي سيكون لها تأثير على الحراك
    الديمقراطي في المنطقة، إذ استطاع أصحاب المدونات في الفترة الأخيرة الوصول إلى
    عدد كبير من الجمهور". على سبيل المثال استطاع المدونون المصريون تشجيع
    الشباب للنزول إلى الشوارع ضمن حركة كفاية والمطالبة بإصلاحات ديمقراطية في مصر،
    "صحيح أنهم لم ينجحوا في تحقيق التغيير إلا أنهم نجحوا ولأول مرة في إنزال
    آلاف الناس إلى الشوارع وحشد آلاف الشباب وكذلك التنسيق فيما بينهم، إذاً فلقد
    لعبت المدونات دورا كبيرا في الحركة الشعبية في مصر. ولذا فأعتقد أنها جزء من
    العملية الديمقراطية."
    [14]


    يمكن للمدونين العرب، إذن، التأثير أكثر
    مستقبلاً، لكن الأمر لن يكون سهلاً. هناك أولاً شروط لا بد من أن تتحقق، كدمقرطة
    المؤسسات، تيسير الوصول لمصادر الخبر، إصلاح القضاء، الرفع من هامش حرية التعبير،
    توسيع شبكة الربط بالإنترنت...



    - مستقبل المدونات العربية الالكترونية


    رغم محاولتنا الإجابة على بعض التساؤلات الهامة
    حول ظاهرة المدونات الالكترونية العربية المكتوبة، تبقى هناك الكثير من التساؤلات
    والعراقيل التي تحيط بهاته الظاهرة، لذا علينا أن نتساءل مستقبلا كيف يمكن تدريس
    ظاهرة المدونات في كليات الإعلام والصحافة التي تعتمد في تدريسها على قاعدة أن
    "الخبر بلا مصدر إشاعة"؟ علما أن الأخبار التي تتدفق يوميا من المدونات
    تلقى اطلاعا واسعا من طرف مستعملي الشبكة، وهذا دليل على إيمانهم بها رغم عدم
    مقدرة أية جهة التأكد مهنيا وعلميا وموضوعيا من صحة مصدرها.



    وهل أفل أو سيفل نجم وكالات الأنباء ومصادر
    الخبر الكلاسيكية؟، هل ما زال يصح الحديث عن مدرسة الخبر في تدريس نظريات الصحافة
    القائلة بان "الخبر مقدس والتعليق حر"؟ هل قلبت المدونات الشعار وأصبح

    الحديث الشائع هو "الرأي مقدس والخبر حر"؟ وما على المواطن
    إلا أن يصنع خبره بنفسه بحكم تحقق عنصر النشر المجسد للجميع في شبكة الانترنت والمدونات.
    مادامت أصبحت صحافة بديلة للصحافة التقليدية.


    لذلك نقول أن صحافة الانترنت والمدونات وبحكم أنها استجابة اجتماعية
    جماهيرية- حتى وان لم تعترف بها المؤسسة الرسمية وتدعمها-فهي إضافة رمزية لحرية
    التعبير وللتجربة الديمقراطية من زاوية رقمية. إن القضية هي في المقام الأول فكرية
    ابستمولوجية، أي تدرك بمدى إظهار طبيعة وصلة القرابة بين الوسيط والمتلقي،
    والثقافة السائدة
    ضمن إطار المؤسسة الاجتماعية، فميزة المدونات
    أنها تنطلق من الانترنت إلى الواقع، لتظهر من جديد من الواقع إلى شبكة الانترنت.



    وبالرغم من ذلك، لا بد أن ندرك أنه لكل وسيلة
    إعلامية مكلمة للأخرى ولا يمكن أن تقضي عليها أو تأخذ مكانها بصفة نهائية، لأنه
    لكل وسيلة جمهورها وخدماتها، وإن حدث هذا فبعد موت جيل كبير ممن عايشوا الإعلام
    التقليدي، كما أن محاولة بعض الصحف التقليدية احتضان هذه الظاهرة، والعمل على
    إعطائها طابعا مؤسساتيا جار على قدم وساق، كما أن هاته الأخيرة تسعى جاهدة للتغيير
    والتطور ومواكبة التطورات التكنولوجية الراهنة وهذا من التأثيرات الايجابية
    للمدونات الالكترونية والصحافة الالكترونية على الصحافة التقليدية. وعلى العموم
    فان ما ستصل إليه المدونات مستقبلا سيعود لما ستصل إليه الصحافة التقليدية، فان
    واكبت هاته الأخيرة جل التطورات فسوف تحافظ على مكانتها، أما إن بقيت على ما هي
    عليه الآن، فستواصل المدونات انتشارها وستكون بذلك هي الإعلام البديل.













    [1]- أيمن جوجل، مرجع سابق.









    [2]- عمار بكار، مرجع سابق.






    [3]
    -
    عبد الملك ردمان الدناني، مرجع سابق، ص
    144.






    [4]
    - نفس المرجع، ص146.






    -[5] نفس المرجع، ص145.






    [6]- إيلاف، مرجع سابق.






    [7]- عماد بكار، مرجع سابق.






    [8] - جمال الزرن، مرجع سابق.






    [9] - جمال الزرن، مرجع سابق.






    [10] - فيونا كامبل،
    هل يقوم الإنترنت بدور ايجابي، أم أنه ضل الطريق؟
    العربية...


    Source:http://www.arabic.rnw.nl/amsterdamforum.
    (accessed
    22-03-2008)






    [11] - عبد الله ولد خاطري، مرجع سابق.






    [12] - فيونا كامبل، مرجع
    سابق.







    [13] - عبد الله ولد خاطري، مرجع سابق.






    [14]
    - زاهي
    علاوي، المدونات نافذة للحوار ووسيلة لدفع عجلة الديمقراطية
    ...


    Source:http://www.amarji.org/about.ht (accessed 19/04/2008)

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 12:07 pm