تقرير عن حقوق الانسان فى جمهورية لبنان
جمهورية لبنان
لبنان
جمهورية برلمانية يبلغ عدد سكانه حوالي أربع ملايين نسمة. رئيس الجمورية مسيحي ماروني، ورئيس الوزراء مسلم سني،
ورئيس مجلس النواب هو مسلم شيعي. انتخب مجلس النواب الرئيس إميل لحود
رئيسا للدولة في 1998 لفترة رئاسية مدتها ستة أعوام و لكن قام النظام السوري في
2004 بالضغط على النواب بهدف الموافقة على إدخال تعديل على الدستور من أجل
تمديد الفترة الرئاسية للرئيس لحود حتى
شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2007.
في
23 تشرين ثاني / نوفمبر، تنحى الرئيس لحود
عن منصبه في نهاية فترته الرئاسية، وانتقلت سلطة الرئاسة بموجب نص الدستور إلى
رئاسة الوزراء التي يتزعمها رئيس الوزراء فؤاد سنيورة، و ذلك إلى أن يتم انتخاب
رئيس جديد. في 25 أيلول / سبتمبر، كان من المقرر
أن يجتمع المجلس ويبدأ بعملية اختيار رئيس جديد، ولكن قام رئيس المجلس فيما بعد
بإعادة تحديد موعد الجلسة إحدى عشرة مرة، ولم يتمكن المجلس من اختيار رئيس بحلول
نهاية العام. وبناءً على ما أفاد به مراقبون
دوليون، فقد إعتــُـبِرت الانتخابات التشريعية للعام 2005 انتخابات حرة ونزيهة، مع
أن معظم المراقبين السياسيين اعتبروا أن حدود الدوائر الانتخابية لم تكن منصفة.
في 20 أيار / مايو، اندلع في نهر
البارد، وهو مخيم للاجئين الفلسطينيين في شمال البلاد، نزاع بين القوات المسلحة اللبنانية (LAF) والجماعة الإسلامية المتشددة المسلحة "فتح الإسلام" (FAI)، استمر حتى 2 أيلول / سبتمبر. وقد فرض الجيش اللبناني سيطرته على المخيم. هذا و قد بلغ عدد القتلى 168
جندياً من القوات المسلحة اللبنانية (LAF)
وحوالي 42 مدنيا. في أثناء القتال، أرغمت قوات
الأمن حوالي 30,000 فلسطيني يعيشون في نهر البارد على مغادرة منازلهم واعتقلت بعض
الرجال الفلسطينيين، و ألحقت بهم الإساءة الجسدية حسب ما أفادت التقارير، بسبب
الاعتقاد بأنهم من المتعاونين مع فتح الإسلام (FAI). و لكن السلطات
الفلسطينية احتفظت بسيطرتها على مخيمات
اللاجئين الأخرى في البلاد والبالغ عددها أحد عشر مخيما.
وبالرغم من انتشار القوات المسلحة اللبنانية وزيادة
قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفل UNIFIL) في الجنوب في آب / أغسطس 2006،
احتفظ حزب الله بنفوذ قوي في أجزاء من البلاد. و يطالب قراريّ مجلس
الأمن (UNSC) رقم 1559 و 1701 الحكومة بأن تسيطر بشكل فعــّـال
على كافة الأراضي اللبنانية و بأن تنزع سلاح الجماعات المسلحة العاملة هناك. ونظراً لعدة
عوامل، بما فيها الاختلافات السياسية ونقص القدرة لدى قوات الأمن، لم تأخذ الحكومة
الخطوات الضرورية لنزع سلاح الجماعات الخارجة عن نطاق القانون، بما فيها حزب الله.
كانت هناك العديد من القيود على حقوق المواطنين في تغيير
حكومتهم بشكل سلمي.
وفي ظل مناخ الإفلات من العقوبة، وقعت حوادث تعسفية وغير شرعية
للحرمان من الحياة، و التعذيب، وضروب أخرى من الإساءات. اعتقلت القوات الأمنية
واحتجزت الأفراد بشكل تعسفي، بينما كانت الأوضاع في السجون رديئة، و فترات
الاحتجاز، و بطء الإجراءات في أثناء فترة ما قبل المحاكمة، تكوّن مشكلة خطيرة. انتهكت
الحكومة حقوق المواطنين بالخصوصية، وكانت هناك بعض القيود على حرية التعبير
والصحافة، بما في ذلك ترهيب الصحفيين. كذلك، فقد ظلت مشكلة فساد
الحكومة ونقص الشفافية.
و كانت هناك قيودٌ على حرية الحركة بالنسبة للاجئين غير
المسجلين، و قد استمر التمييز المنظم ضد اللاجئين الفلسطينيين على نطاق واسع. كما استمر
العنف الأسري والتمييز الاجتماعي ضد
النساء. و
استمرت مشاكل العنف ضد الأطفال وعمالة الأطفال.
احترام حقوق الإنسان
احترام كرامة الشخص ، بما في ذلك عدم تعريضه لأي مما
يلي:
أ - حرمانه من الحياة
على نحو تعسفي أو غير مشروع
وردت تقارير
بأن الحكومة أو عملائها قد ارتكبوا أعمال قتل تعسفية وغير شرعية خلال العام.
في
29 حزيران / يونيو أفادت رويترز بأن القوات الأمنية قتلت ثلاثة متظاهرين فلسطينيين
أثناء مظاهرة في مخيم البدّاوي للاجئين. و كان المتظاهرون الفلسطينيون يطالبون بالعودة إلى بيوتهم في نهر
البارد.
خلال
العام، قامت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة (UNIIC)، والتي تم تشكيلها بموجب القرار 1595 بالاستمرار في تحقيقها في
اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري الذي وقع في عام 2005. وبينما كانت
التقارير الأولية تشير إلى روابط
محتملة مع أجهزة المخابرات السورية، إلا أنها لم تتوصل إلى نتائج مؤكدة بحلول
نهاية العام.
تابعت
المجموعات المسلحة جهودها في إثارة الرعب في صفوف
الجمهور والشخصيات السياسية، بما شمل سلسلة من تفجير السيارات المفخخة في
أثناء العام. في
13 حزيران / يونيو، أدى انفجار سيارة مفخخة إلى مقتل النائب وليد عيدو ونجله
الأكبر خالد، بالإضافة إلى تسعة آخرين. وفي 19 أيلول / سبتمبر، أدى
انفجار سيارة مفخخة إلى مقتل أنطوان غانم وثمانية أشخاص آخرين. و كان كلا
النائبين من المشاركين في تحالف "14 آذار" الموالي للحكومة، وقد وجـّـه
العديد من الحلفاء السياسيين للنائبـَـين التهمة للحكومة السورية بأنها هي
المسؤولة عن الاغتيالات، الأمر الذي رفضته سوريا بشدة. وفي 12 كانون أول /
ديسمبر، أدى انفجار سيارة مفخخة إلى مقتل مدير العمليات في القوات المسلحة
اللبنانية (LAF) العميد فرانسوا الحاج ومعه حارسه الشخصي. و كان الحاج
مسؤولاً عن عمليات نهر البارد.
كانت التحقيقات في الحوادث الثلاثة مستمرة بحلول نهاية العام.
في
آذار / مارس، قامت السلطات باحتجاز أربعة أشخاص يشتبه أنهم من أعضاء المجموعة
الإرهابية فتح الإسلام (FAI) على إثر تفجير حافلتين للنقل في عين علق في شباط /
فبراير والتي أفادت التقارير بأنها أدت إلى جرح أكثر من عشرين شخص.
في 22
حزيران / يونيو، أفاد الموقع الإخباري الالكتروني "المستقبل" بأن القاضي
سعيد ميرزا قام بتوجيه التهم إلى المواطن اللبناني إبراهيم حسن عواضه والمواطنين
السوريين فراس عبد الرحمن، محمود عبدالكريم عمران، وعزت محمود طرطوسي لمحاولتهم
اغتيال وزير الدفاع ونائب رئيس الوزراء الجديد إلياس المر في العام 2005، والتي
أدت إلى إصابة المرّ ومقتل شخص واحد. يُزعم أن المشتبه بهم ما
زالوا خارج البلاد بحلول نهاية العام.
في 5
تموز / يوليو، وبناءً على الموقع الإخباري الالكتروني "إيلاف"، اعتقلت
السلطات الأمنية وليد البستاني الذي يـُـزعَم بأنه أحد المسؤولين في فتح الإسلام (FAI) بسبب علاقته باغتيال النائب ووزير الصناعة الأسبق بيير الجميل،
الذي اغتيل في تشرين ثاني / نوفمبر 2006 في منطقة جديدة المتن بالقرب من بيروت. و بحلول
نهاية العام كان البستاني ما زال معتقلاً
.
لم
تكن هناك أي تطورات جديدة في مقتل عضو حركة الجهاد الإسلامي محمود مجذوب وأخيه
والذي وقع في العام 2006، أو في حادثة القنبلة على جانب الطريق في الرميلة في
العام 2006 والتي أدت إلى إصابة المقدم في قوات الأمن الداخلي (ISF) سمير شحادة وقتلت أربعة من حراسه الشخصيين.
وردت
تقارير خلال العام عن حوادث قتل من قِبل مجهولين. على سبيل المثال، في 24
حزيران / يونيو، قـُـتِل ستة جنود أسبان في قوة اليونيفيل (UNIFIL) وأصيب ثلاثة آخرون عندما انفجرت أداة انفجارية يدوية الصنع
بالقرب من سيارتهم في جنوب لبنان. وبينما لم تتبنى أية جهة
مسؤولية الهجوم، ساد اعتقد واسع أن الهجوم كان عبارة عن عمل قامت به جهات معارضة
لتواجد اليونيفيل (UNIFIL)
وجهودها من أجل الحيلولة دون وقوع هجمات ضد إسرائيل من جنوب لبنان.
قدّر
مركز التنسيق لمكافحة الألغام التابع للأمم المتحدة في جنوب لبنان (UNMACC) بأن أربعين بالمائة من ذخائر القنابل العنقودية الإسرائيلية التي
تم إطلاقها في النزاع الذي دار بين تموز/يوليو وآب/أغسطس 2006 لم تنفجر، مما ترك
ما يقدر بـ 560,000 إلى 1.1 مليون ذخيرة غير متفجرة في جنوب لبنان. ومنذ
كانون الأول / ديسمبر، صرّح مكتب التنسيق لمكافحة الألغام (UNMACC) بأن 138,750 قطعة من الذخيرة والألغام قد تم إزالتها وقدروا بأن
430,000 ذخيرة غير متفجرة ما زالت موجودة.
في 4
كانون الأول/ديسمبر، صرّح مكتب التنسيق لمكافحة الألغام (UNMACC) بأن حوالي 15 ميل مربع من الأراضي في جنوب لبنان ما زالت مليئة
بالألغام. وبناءً
على تقارير المكتب، ومنذ 4 كانون الأول / ديسمبر، أدت ذخائر المتفجرات إلى مقتل 30
شخص وإصابة العشرات الآخرين منذ انتهاء نزاع تموز / يوليو – آب / أغسطس 2006.
وردت تقارير
بمقتل مدنيين خلال العام لها علاقة بالنزاع في مخيم نهر البارد للاجئين (أنظر
القسم 1 – ز ).
ب. الاختفاء
في
26 نيسان / ابريل، عثرت قوات الأمن على جثث شابين لهما ارتباطات بقائد الحزب
التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وهو من المسلمين الدروز المتحالفين مع الحكومة،
وذلك بعد أن كانا مفقودين لعدة أيام سبقت العثور على الجثث. اعتقلت القوات الأمنية خمسة مشتبه
به، أربعة منهم لبنانين وآخر سوري، ووجهت لهم تهم التخطيط لعملية الاختطاف. وبحلول
نهاية العام، ظل هؤلاء المشتبه بهم معتقلين.
في تموز / يوليو 2006 قام حزب الله باختطاف جنديين إسرائيليين على أراضٍ
إسرائيلية، مما دفع بإسرائيل للانتقام الذي أدى إلى نزاع تموز / يوليو – آب /
أغسطس 2006. و لم يتح حزب الله بحلول نهاية العام إمكانية الوصول إلى الجنديين
المختطفين أو إجراء الاتصالات معهما.
c.
ج. التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو غير
الإنسانية أو المهينة
لا
يحرِّم القانون التعذيب على وجه الخصوص، و قد أساءت القوات الأمنية للمعتقلين وفي
بعض الحالات استخدمت التعذيب. هذا و قد أفادت تقارير جماعات
حقوق الإنسان بما فيها منظمة العفو الدولية (AI)
وهيومن رايتس ووتش (HRW)
[منظمة رصد حقوق الإنسان]، بأن التعذيب كان أمراً شائعاً.
في 11 أيار / مايو، طالب كل من هومن رايتش ووتش (HRW)
والمركز اللبناني لحقوق الإنسان (CLDH)
بإجراء تحقيق في مزاعم التعذيب والمعاملة السيئة لتسعة معتقلين كانت محاكمتهم أمام
محكمة عسكرية قد بدأت في 21 نيسان /
إبريل.
و
كانت السلطات قد وجهت للأشخاص التسعة التهمة بتشكيل جماعة غير مشروعة، و التآمر
على ارتكاب الجرائم ضد الدولة بهدف التحريض على النزاع الطائفي، وحيازة ونقل
الأسلحة ومواد متفجرة، والتخطيط لاغتيال قائد حزب الله حسن نصرالله.
قام كلٌ من هيومن رايتس ووتش (HRW)
والمركز اللبناني لحقوق الإنسان (CLDH)
بإجراء مقابلة مع سبعة من بين المعتقلين التسعة و قامت برصد محاكمتهم في 21 نيسان
/ إبريل.
زعم
أربعة معتقلين بأن المحققين قاموا بتعذيبهم أثناء الاعتقال في وزارة الدفاع من أجل
إرغامهم على الاعتراف، بينما قال المعتقلون الآخرون بأنهم قد تعرضوا لمعاملة سيئة
وتم ترهيبهم.
وبناءً على ما أفادت به هيومن رايتس ووتش (HRW)
والمركز اللبناني لحقوق الإنسان (CLDH)، فقد
أفاد المعتقلون الخمسة الباقون أن
المحققين قاموا بعصب أعينهم وقاموا بلكمهم بشكل متكرر أثناء الاستجواب. ه1ذا
و قد تم إطلاق سراح ثلاثة من أصل تسعة من المعتقلين بكفالة. و بحلول نهاية العام كانت المحاكمة ما زالت مستمرة .
في 13 أيار / مايو، أفادت الصحيفة اللبنانية اليومية الديار بأن قسم
المعلومات في قوات الأمن الداخلي (ISF)
استدعى محمد عبد الأمير سلهب بغرض استجوابه بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق
الحريري في العام 2005. وبناءً على ما أفادت به
الديار، فإن قوات الأمن اعتقلت سلهب لمدة ثلاثة أيام وكان قد "تعرض خلالها
لشتى أنواع التعذيب." بحلول نهاية العام، كان سلهب في
فرنسا و كان يسعى إلى الحصول على اللجوء
السياسي.
في تشرين أول / أكتوبر 2006، قامت حركة الدفاع عن اللبنانيين المعتقلين
تعسفياً (سوليدا SOLIDA)، وهي
منظمة غير حكومية لحقوق الإنسان، بإصدار تقرير يوثق الأنواع المختلفة من التعذيب
الذي يُزعم بممارسته في وزارة الدفاع بين العامين 1992 و 2005. تشمل أساليب التعذيب الإساءة الجسدية، الحرمان
من النوم، وفترات مطوّلة من العزل. في 26 نيسان / إبريل، نشر الجيش
بيانا ينفي فيه التقارير التي مفادها أن المعتقلين المشتبه بانتمائهم لمجموعات
مسلحة قد تعرضوا للتعذيب أثناء التحقيق. وبناءً على صحيفة "ديلي
ستار،" فقد نفى البيان أن يكون أي من المعتقلين قد تعرّض "لأي نوع من
التعذيب الجسدي أو النفسي من أجل إرغامهم على الإدلاء بشهادات كاذبة".
إلا
أن الحكومة أقرّت بأن الإساءة العنيفة للمعتقلين كانت تحدث أحيانا أثناء التحقيقات
الأولية في أقسام الشرطة أو الثكنات العسكرية، حيث كان يتم التحقيق مع المشتبه بهم
دون وجود محامين. و كانت هذه الإساءات تقع
بالرغم من وجود قوانين في البلاد تمنع القضاة من قبول اعترافات تم انتزاعها تحت
الإكراه.
على
سبيل المثال، أفادت تقارير صحفية أنه في 20 حزيران / يونيو، قامت القوات الأمنية
باعتقال خمسة أشخاص يحملون جنسية مزدوجةأسترالية – لبنانية ، وهم حسين العمر، عمر
الحدبة، إبراهيم صبوح، أحمد العمر، ومحمد باسل، أثناء مداهمة لورشة
"الحدبة" في طرابلس. و قد اعتقلت قوات الأمن
الحدبة على خلفية الاشتباه به بتزويده فتح الإسلام (FAI)
بالأسلحة. كما وردت تقارير بأن القوات الأمنية
كسرت فك "العمر" في المعتقل وأرغمت ابن أخيه أحمد العمر الوقوف لساعات
طويلة بالإضافة إلى ضربه بشدة لو حاول أن يستريح. شملت إصابات أحمد أضراراً في ركبته. هذا
و قد أسقطت الشرطة التهم ضد احمد العمر
ومحمد باسل. أما الأشخاص الآخرين فكانوا بحلول
نهاية العام ما يزالوا رهن الاعتقال .
ظهرت
الإساءات أيضاً في مناطق خارجة عن سيطرة الحكومة بما في ذلك مخيمات اللاجئين
الفلسطينيين. وخلال العام، وردت تقارير بأن أعضاء
المجموعات الفلسطينية المختلفة التي تسيطر على مخيمات معينة قاموا باعتقال خصومهم
أثناء مصادمات تتعلق بالسيطرة على المناطق المختلفة من المخيمات.
الأوضاع في السجون ومراكز الاعتقال
كانت
أحوال السجون سيئة ولا تلبي الحد الأدنى من المعايير الدولية. كانت
السجون مكتظة، وكانت أحوال النظافة و الصحة في سجن النساء على وجه الخصوص سيئة
جداً. لم تكن هناك مخاطر خطيرة تهدد الصحة،
ولكن كانت هناك مخاطر غير مباشرة. على سبيل المثال، التوتر النفسي
والجسدي الناتج عن ظروف الاكتظاظ كانت من الأمور الجديرة بالملاحظة على وجه الخصوص
في سجن اليرزة في جنوب شرق بيروت. لم تعتبر الحكومة أن إصلاح السجون
ذات أولوية هامة. قـُـدِّر عدد السجناء بحوالي 5,870
بمن فيهم معتقلين في مرحلة ما قبل المحاكمة والمسجونين احتياطياً. هذا
و قد قامت الحكومة بجهد متواضع من أجل إعادة تأهيل بعض السجناء من خلال برامج
تعليمية وتدريبية.
وبينما
لم ترِد تقارير بسجن الأحداث في نفس السجون المخصصة للبالغين في ذلك العام، لم
يتسن التأكد من أن ذلك لم يحدث أحياناً بسبب النقص في عدد السجون. وعلى
الرغم من القيام ببعض الجهد لفصل المحتجزين الذين لم تتم محاكمتهم عن المساجين
المدانين، الا أن اكتظاظ السجون منع مثل
هذا الفصل في أغلب الأحيان. وبسبب ضيق المكان، تم وضع السجناء
المدانين لارتكابهم جرائم إرهابية في نفس مبنى السجن ولكن في طابق منفصل.
قامت
مؤسسات الشرطة المسؤولة عن المراكز الحدودية والأمن الداخلي، الأمن العام، بإدارة
سجن للمعتقلين الذين ينتظرون الترحيل. حسب إفادة الأمن العام، يتراوح
الاعتقال من شهر إلى شهرين، إلى حين البت
في تسوية وضعهم. ولكن كان يتم اعتقال بعض الأشخاص
لأكثر من عام ، أكثر ما يكون من طالبي
اللجوء السياسي، قبل أن يتم ترحيلهم في نهاية الأمر.
سمحت الحكومة بمراقبة مستقلة لظروف السجون من قِبل جماعات حقوق الإنسان
الدولية ومن اللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC). في
20 شباط / فبراير، وقع الصليب الأحمر بروتوكولا مع السلطات القضائية والأمنية
يمكــِّـنه من زيارة كافة السجون في البلاد بموجب المرسوم 8800.
د. الاعتقال أو الحجز
التعسفي
على الرغم من أن القانون يفرض الحصول على مذكرة توقيف قانونية قبل الاعتقال،
باستثناء حالات المتابعة القضائية الفورية، قامت الحكومة باحتجاز أشخاص واعتقالهم
بشكل تعسفي.
دور الشرطة وأجهزة الأمن
تتألف قوات الأمن من القوات المسلحة اللبنانية (LAF)
التابعة لوزارة الدفاع، والتي يمكنها أن تحتجز وتعتقل المشتبه بهم لمسائل تتعلق
بالأمن القومي؛ وقوات الأمن الداخلي (ISF)
التابعة لوزارة الداخلية (MOI)، التي
تقوم بإنفاذ القانون، تنفذ أوامر الاعتقال والتفتيش وتحيل القضايا إلى السلطة
القضائية؛ وجهاز أمن الدولة، المسئول أمام
رئيس الوزراء، والأمن العام (SG)
التابع لوزارة الداخلية (MOI). و يقوم كلٌ من جهاز أمن الدولة والأمن العام (SG) بجمع
المعلومات عن مجموعات يُعتقد بأنها تشكل خطراً محتملاً على أمن الدولة.
هذا
و ينطبق القانون ضد الرشوة والابتزاز من قِبل المسؤولين الرسميين والوكالات الرسمية
على قوات الشرطة أيضاً . و لكن، في الممارسة الفعلية، كان عدم
وجود إنفاذ صارم يحدّ من فعاليتها. و قد أقرّت الحكومة بضرورة إصلاح
أجهزة إنفاذ القانون، ولكن عدم توفر الاستقرار السياسي والأمن أدى إلى عرقلة هذه
الجهود. و تحافظ قوات الأمن الداخلي (ISF) على خط ساخن لتلقي الشكاوى.
توقيف واحتجاز الأشخاص
قام أفراد
الاستخبارات العسكرية باعتقالات بدون أمر اعتقال في قضايا ترتبط بأفراد الجيش
وأولئك المتورطين بالتجسس، والخيانة، و حيازة الأسلحة، والتهرب من الخدمة العسكرية
الإلزامية. وبناءً على التقارير الإحصائية لقوات الأمن الداخلي (ISF)، كان هناك 3,669 شخص من أصل 5,870 محتجز في السجن لم يتم إدانتهم
بجريمة. كما
وردت تقارير أيضاً بأن القوات الأمنية قد اعتقلت مواطنين بدون أمر بالتوقيف.
ينص
القانون على حق الشخص في الحصول على محامي، والفحص الطبي، والإحالة إلى مدعي عام في
خلال 48 ساعة من الاعتقال. و إذا تم اعتقال شخص لمدة تزيد عن 48
ساعة بدون أن توجّه له التهم الرسمية، يعتبر الاعتقال عندئذ تعسفياً، ويجب الإفراج
عنه. وفي مثل تلك الحالات، فقد يتم مقاضاة
المسؤولين الرسميين الذي يقع على عاتقهم مسؤولية الاعتقال المطوّل بتهمة التسبب في
الحرمان من الحرية الشخصية. و يجب أن تتم إحالة المشتبه به، الذي
يقع القبض عليه من خلال مطاردة ساخنة، إلى
قاضي التحقيق الذي يقرر ما إذا كان يتوجب إصدار لائحة اتهام بحقه أو الأمر
بالإفراج عنه. هذا و إن الكفالة متوفرة في كافة
القضايا بغض النظر عن التهمة. وفي حين أنه لا يوجد مكتب
خدمات للدفاع العام تموله الدولة، فإن نقابة المحامين تدير مكتبا خاصا لغير
المقتدرين على توكيل محام، وغالباً ما يتم تعيين محامي للدفاع عن المتهمين
المعوزين.
لا
يتم في الممارسة الفعلية العمل بالكثير من بنود القانون، و قد واصلت قوات الأمن
عمليات الاعتقال والاحتجاز التعسفي.
بناءً على
مصادر أمنية،اعتقلت قوات الأمن في 23 و 25 كانون الثاني / ينايرحوالي 450 شخصا بعد
صدامات في جامعة بيروت العربية واحتجاجات من قِبل المعارضة السياسية. و قد اعتقلت
قوات الأمن بعد التحقيق 15 شخصا بسبب وجود أوامر اعتقال سابقة بحقهم. و تم الحكم
على آخرين بالسجن لفترات تتراوح من ثلاثة أيام وحتى ثلاثة أشهر، وتم تغريم البعض
الآخر.
في
1 شباط / فبراير، أفرجت السلطات بكفالة عن ثلاثة صحفيين من تلفزيون الجديد بعد
قضائهم 44 يوماً في السجن بدون تحديد موعد للمحاكمة. هذا و كانت السلطات قد اعتقلت
الصحفيين في كانون أول / ديسمبر 2006 بعد
بثهم تقريرا تحقيقيا يصور منزل محمد صِدِّيق، أحد الشهود في اغتيال رئيس الوزراء
الأسبق رفيق الحريري. وبحلول نهاية العام، كان لدى
الصحفيين حرية السفر في داخل وخارج البلاد ولكن كان من المتوقع منهم البقاء تحت
تصرف التحقيق.
في 13 حزيران / يونيو، افادت هيومن رايتس ووتش (HRW) بأن
الجيش اللبناني وقوات الأمن الداخلي (ISF) قامت
وبشكل تعسفي باعتقال رجالا فلسطينيين والإساءة إليهم جسدياً أثناء هربهم من القتال
الدائر في مخيم نهر البارد للاجئين (أنظر القسم 1-ز).
بحلول نهاية العام، كان الضباط اللبنانيين الأربعة برتبة لواء الذين
اعتقلتهم لجنة التحقيق الدولية المستقلة
التابعة للأمم المتحدة (UNIIIC) في 2005 و أعلنت عن الاشتباه بهم في اغتيال رئيس
الوزراء الأسبق رفيق الحريري، ما زالوا
رهن الاعتقال . وبناءً على مقالة نشرتها صحيفة "الديلي ستار" في 28 آب /
أغسطس فقد أفاد أحد الموقوفين، اللواء الركن سيِّد، و هو من الأمن العام، بأن
النائب العام التمييزي في لبنان، سعيد ميرزا، قد أبلغ المحقق الرئيسي براميرتز بأن
"اعتبارات السياسة المحلية" كانت السبب وراء الاستمرار في احتجازهم دون
توجيه التهم إليهم.
ومن الأمور المرتبطة بهذه القضية أيضاً، فقد عيّن وزير العدل شارل رزق في 13
أيلول / سبتمبر القاضي صقر صقر ليشغل منصب قاضي التحقيق الجديد بدلاً من القاضي
عيد، والذي كان يتولى ملف اغتيال الحريري في العام 2005. تم تغيير عيد بعد طلب قدمه المحامي محمد مطر، بصفته وكيلا عن ورثة أربعة من
ضحايا اغتيال الحريري، بزعم أن عيد كان
سيفرج عن الألوية الأربعة. في تشرين ثاني / نوفمبر، أشارت
مجموعة عمل من مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة إلى القضية كمثال
للاعتقال التعسفي. و لم تحدث أية تطورات جديدة في
قضاياهم خلال العام، وبقي المشتبه بهم مسجونين بحلول نهاية العام.
في
شباط / فبراير 2006، وبناءً على ما أفادت به منظمات حقوق الإنسان، قامت السلطات
بإيقاف و احتجاز أكثر من 400 شخص على إثر
احتجاجات عنيفة خارج السفارة الدنماركية في بيروت والتي كانت سببها الرسوم
الكاريكاتيرية الدنماركية المثيرة للجدل. وبعد ستة أيام من اعتقالهم، تم إحضار
حوالي 250 من هؤلاء الأشخاص للمثول أمام محكمة عسكرية في بيروت وتم الأمر بإطلاق
سراحهم. أما المعتقلين الآخرين فقد تم سجنهم
لفترات تتراوح من أسبوعين إلى تسعة أشهر.
تعرّض
اللاجئون الفلسطينيون إلى الإيقاف، و الاعتقال، والمضايقة من قِبل قوات أمن الدولة
والفصائل الفلسطينية المناوئة.
اعتقد
الناشطون في مجال حقوق الإنسان بأن هناك العديد من اللبنانيين، و الفلسطينيين،
والأردنيين رهن الاعتقال في سوريا غالباً ما يكون لفترات مطولة و في أماكن سرية. وبناءً على حركة الدفاع عن اللبنانيين المعتقلين تعسفياً (سوليدا SOLIDA)، فإن العدد التقديري لمن تبقى من السجناء اللبنانيين في سوريا هو
ما بين 200 إلى 250 معتقل.
و
في أثناء العام، لم ترِد تقارير عن قوات سورية تعمل في البلاد لتنفيذ أوامر تفتيش،
إيقاف أو اعتقال لمواطنين خارج أي إطار قانوني.
هـ - الحرمان من محاكمة علنية منصفة
ينص
الدستور على استقلالية القضاء، ولكن في الممارسة الفعلية، كان السلك القضائي
معرّضا للضغوط السياسية، وخاصة في تعيين المدّعين العامّين الأساسيين وقضاة التحقيق. ولكن،
وبدعم من لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة، فقد واصل القضاء
إجراءات الدعوى القضائية ضد بعض من كانوا يتمتعون بالنفوذ في وقت ما كرؤساء في
الأمن والاستخبارات ، و من كانوا يتعاونون مع الاحتلال السوري. يكفل
القانون الحق في الحصول على محاكمة علنية، ولكن السياسيين من أصحاب النفوذ وكذلك
ضباط الاستخبارات اللبنانية والسورية كانوا يتدخلون في بعض الأحيان و يقوموا
بحماية مؤيديهم من المحاكمة. وبالرغم من الترهيب الناشئ عن العديد
من حوادث الاغتيالات السياسية التي لم يتم حلها بعد والتي ارتكبها معتدون مجهولون
ابتداءً من سنة 2004، فإن الآثار الناجمة عن اغتيال الحريري في سنة 2005 أدت إلى
تقدم تدريجي في القضاء على التأثير السياسي والأمني على سلك القضاء.
يتألف
النظام القضائي من مجلس دستوري يقوم بتحديد دستورية القوانين المعتمدة حديثاً
نزولا عند طلب 10 أعضاء من البرلمان؛ و المحاكم المدنية؛ و المحاكم العسكرية التي
تنظر في القضايا المرتبطة بالأمن و التي تشمل عناصرا عسكرية و مدنية ؛ والمجلس
القضائي الذي يبت في قضايا تتعلق بالأمن القومي. و يوجد كذلك محاكم طائفية تبت في
القضايا الخاصة بالأحوال المدنية مثل الزواج، والطلاق، والميراث، والوصاية على
الأطفال. تستخدم المحاكم الشرعية غالباً من قِبل كلٍ من المجتمعات المحلية
الشيعية والسنية من أجل حل قضايا الأحوال الشخصية. كما أن هناك محاكم للطائفة المسيحية
بمختلف مذاهبها و للطائفة الدرزية؛ وينحصر دور هذه المحاكم أيضاً في مسائل الأحوال
الشخصية.
المجلس
القضائي هو محكمة دائمة تتألف من خمسة من كبار القضاة يبتون في القضايا التي تهدد
الأمن القومي وبعض القضايا ذات الأهمية الكبرى. وبناءً على توصيات من وزير العدل،
يقرر مجلس الوزراء ما إذا كان يجب رفع قضية أمام المجلس القضائي. و
الأحكام الصادرة من هذه المحكمة غير قابلة للاستئناف. على سبيل المثال، قام مجلس الوزراء
بإحالة قضايا اغتيال أعضاء مجلس النواب وليد عيدو، و أنطوان غانم، وبيير جميـِّـل
إلى المجلس القضائي.
و
تقوم وزارة العدل بتعيين كافة القضاة، وتأخذ بعين الاعتبار الانتماءات الطائفية
للقاضي المحتمل تعيينه. وقد أدى العجز في عدد القضاة المؤهلين إلى عرقلة الجهود
الرامية إلى البت في القضايا المتراكمة في أثناء سنوات من النزاع الداخلي. وقد
تفاقم هذا التأخير في المحاكمات بسبب عدم قدرة الحكومة على القيام بالتحقيقات في
مناطق خارج سيطرتها، وخاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة حزب الله في الجنوب، وفي
المخيمات الأحد عشر التي تخضع للسيطرة الفلسطينية في البلاد.
جمهورية لبنان
لبنان
جمهورية برلمانية يبلغ عدد سكانه حوالي أربع ملايين نسمة. رئيس الجمورية مسيحي ماروني، ورئيس الوزراء مسلم سني،
ورئيس مجلس النواب هو مسلم شيعي. انتخب مجلس النواب الرئيس إميل لحود
رئيسا للدولة في 1998 لفترة رئاسية مدتها ستة أعوام و لكن قام النظام السوري في
2004 بالضغط على النواب بهدف الموافقة على إدخال تعديل على الدستور من أجل
تمديد الفترة الرئاسية للرئيس لحود حتى
شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2007.
في
23 تشرين ثاني / نوفمبر، تنحى الرئيس لحود
عن منصبه في نهاية فترته الرئاسية، وانتقلت سلطة الرئاسة بموجب نص الدستور إلى
رئاسة الوزراء التي يتزعمها رئيس الوزراء فؤاد سنيورة، و ذلك إلى أن يتم انتخاب
رئيس جديد. في 25 أيلول / سبتمبر، كان من المقرر
أن يجتمع المجلس ويبدأ بعملية اختيار رئيس جديد، ولكن قام رئيس المجلس فيما بعد
بإعادة تحديد موعد الجلسة إحدى عشرة مرة، ولم يتمكن المجلس من اختيار رئيس بحلول
نهاية العام. وبناءً على ما أفاد به مراقبون
دوليون، فقد إعتــُـبِرت الانتخابات التشريعية للعام 2005 انتخابات حرة ونزيهة، مع
أن معظم المراقبين السياسيين اعتبروا أن حدود الدوائر الانتخابية لم تكن منصفة.
في 20 أيار / مايو، اندلع في نهر
البارد، وهو مخيم للاجئين الفلسطينيين في شمال البلاد، نزاع بين القوات المسلحة اللبنانية (LAF) والجماعة الإسلامية المتشددة المسلحة "فتح الإسلام" (FAI)، استمر حتى 2 أيلول / سبتمبر. وقد فرض الجيش اللبناني سيطرته على المخيم. هذا و قد بلغ عدد القتلى 168
جندياً من القوات المسلحة اللبنانية (LAF)
وحوالي 42 مدنيا. في أثناء القتال، أرغمت قوات
الأمن حوالي 30,000 فلسطيني يعيشون في نهر البارد على مغادرة منازلهم واعتقلت بعض
الرجال الفلسطينيين، و ألحقت بهم الإساءة الجسدية حسب ما أفادت التقارير، بسبب
الاعتقاد بأنهم من المتعاونين مع فتح الإسلام (FAI). و لكن السلطات
الفلسطينية احتفظت بسيطرتها على مخيمات
اللاجئين الأخرى في البلاد والبالغ عددها أحد عشر مخيما.
وبالرغم من انتشار القوات المسلحة اللبنانية وزيادة
قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفل UNIFIL) في الجنوب في آب / أغسطس 2006،
احتفظ حزب الله بنفوذ قوي في أجزاء من البلاد. و يطالب قراريّ مجلس
الأمن (UNSC) رقم 1559 و 1701 الحكومة بأن تسيطر بشكل فعــّـال
على كافة الأراضي اللبنانية و بأن تنزع سلاح الجماعات المسلحة العاملة هناك. ونظراً لعدة
عوامل، بما فيها الاختلافات السياسية ونقص القدرة لدى قوات الأمن، لم تأخذ الحكومة
الخطوات الضرورية لنزع سلاح الجماعات الخارجة عن نطاق القانون، بما فيها حزب الله.
كانت هناك العديد من القيود على حقوق المواطنين في تغيير
حكومتهم بشكل سلمي.
وفي ظل مناخ الإفلات من العقوبة، وقعت حوادث تعسفية وغير شرعية
للحرمان من الحياة، و التعذيب، وضروب أخرى من الإساءات. اعتقلت القوات الأمنية
واحتجزت الأفراد بشكل تعسفي، بينما كانت الأوضاع في السجون رديئة، و فترات
الاحتجاز، و بطء الإجراءات في أثناء فترة ما قبل المحاكمة، تكوّن مشكلة خطيرة. انتهكت
الحكومة حقوق المواطنين بالخصوصية، وكانت هناك بعض القيود على حرية التعبير
والصحافة، بما في ذلك ترهيب الصحفيين. كذلك، فقد ظلت مشكلة فساد
الحكومة ونقص الشفافية.
و كانت هناك قيودٌ على حرية الحركة بالنسبة للاجئين غير
المسجلين، و قد استمر التمييز المنظم ضد اللاجئين الفلسطينيين على نطاق واسع. كما استمر
العنف الأسري والتمييز الاجتماعي ضد
النساء. و
استمرت مشاكل العنف ضد الأطفال وعمالة الأطفال.
احترام حقوق الإنسان
احترام كرامة الشخص ، بما في ذلك عدم تعريضه لأي مما
يلي:
أ - حرمانه من الحياة
على نحو تعسفي أو غير مشروع
وردت تقارير
بأن الحكومة أو عملائها قد ارتكبوا أعمال قتل تعسفية وغير شرعية خلال العام.
في
29 حزيران / يونيو أفادت رويترز بأن القوات الأمنية قتلت ثلاثة متظاهرين فلسطينيين
أثناء مظاهرة في مخيم البدّاوي للاجئين. و كان المتظاهرون الفلسطينيون يطالبون بالعودة إلى بيوتهم في نهر
البارد.
خلال
العام، قامت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة (UNIIC)، والتي تم تشكيلها بموجب القرار 1595 بالاستمرار في تحقيقها في
اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري الذي وقع في عام 2005. وبينما كانت
التقارير الأولية تشير إلى روابط
محتملة مع أجهزة المخابرات السورية، إلا أنها لم تتوصل إلى نتائج مؤكدة بحلول
نهاية العام.
تابعت
المجموعات المسلحة جهودها في إثارة الرعب في صفوف
الجمهور والشخصيات السياسية، بما شمل سلسلة من تفجير السيارات المفخخة في
أثناء العام. في
13 حزيران / يونيو، أدى انفجار سيارة مفخخة إلى مقتل النائب وليد عيدو ونجله
الأكبر خالد، بالإضافة إلى تسعة آخرين. وفي 19 أيلول / سبتمبر، أدى
انفجار سيارة مفخخة إلى مقتل أنطوان غانم وثمانية أشخاص آخرين. و كان كلا
النائبين من المشاركين في تحالف "14 آذار" الموالي للحكومة، وقد وجـّـه
العديد من الحلفاء السياسيين للنائبـَـين التهمة للحكومة السورية بأنها هي
المسؤولة عن الاغتيالات، الأمر الذي رفضته سوريا بشدة. وفي 12 كانون أول /
ديسمبر، أدى انفجار سيارة مفخخة إلى مقتل مدير العمليات في القوات المسلحة
اللبنانية (LAF) العميد فرانسوا الحاج ومعه حارسه الشخصي. و كان الحاج
مسؤولاً عن عمليات نهر البارد.
كانت التحقيقات في الحوادث الثلاثة مستمرة بحلول نهاية العام.
في
آذار / مارس، قامت السلطات باحتجاز أربعة أشخاص يشتبه أنهم من أعضاء المجموعة
الإرهابية فتح الإسلام (FAI) على إثر تفجير حافلتين للنقل في عين علق في شباط /
فبراير والتي أفادت التقارير بأنها أدت إلى جرح أكثر من عشرين شخص.
في 22
حزيران / يونيو، أفاد الموقع الإخباري الالكتروني "المستقبل" بأن القاضي
سعيد ميرزا قام بتوجيه التهم إلى المواطن اللبناني إبراهيم حسن عواضه والمواطنين
السوريين فراس عبد الرحمن، محمود عبدالكريم عمران، وعزت محمود طرطوسي لمحاولتهم
اغتيال وزير الدفاع ونائب رئيس الوزراء الجديد إلياس المر في العام 2005، والتي
أدت إلى إصابة المرّ ومقتل شخص واحد. يُزعم أن المشتبه بهم ما
زالوا خارج البلاد بحلول نهاية العام.
في 5
تموز / يوليو، وبناءً على الموقع الإخباري الالكتروني "إيلاف"، اعتقلت
السلطات الأمنية وليد البستاني الذي يـُـزعَم بأنه أحد المسؤولين في فتح الإسلام (FAI) بسبب علاقته باغتيال النائب ووزير الصناعة الأسبق بيير الجميل،
الذي اغتيل في تشرين ثاني / نوفمبر 2006 في منطقة جديدة المتن بالقرب من بيروت. و بحلول
نهاية العام كان البستاني ما زال معتقلاً
.
لم
تكن هناك أي تطورات جديدة في مقتل عضو حركة الجهاد الإسلامي محمود مجذوب وأخيه
والذي وقع في العام 2006، أو في حادثة القنبلة على جانب الطريق في الرميلة في
العام 2006 والتي أدت إلى إصابة المقدم في قوات الأمن الداخلي (ISF) سمير شحادة وقتلت أربعة من حراسه الشخصيين.
وردت
تقارير خلال العام عن حوادث قتل من قِبل مجهولين. على سبيل المثال، في 24
حزيران / يونيو، قـُـتِل ستة جنود أسبان في قوة اليونيفيل (UNIFIL) وأصيب ثلاثة آخرون عندما انفجرت أداة انفجارية يدوية الصنع
بالقرب من سيارتهم في جنوب لبنان. وبينما لم تتبنى أية جهة
مسؤولية الهجوم، ساد اعتقد واسع أن الهجوم كان عبارة عن عمل قامت به جهات معارضة
لتواجد اليونيفيل (UNIFIL)
وجهودها من أجل الحيلولة دون وقوع هجمات ضد إسرائيل من جنوب لبنان.
قدّر
مركز التنسيق لمكافحة الألغام التابع للأمم المتحدة في جنوب لبنان (UNMACC) بأن أربعين بالمائة من ذخائر القنابل العنقودية الإسرائيلية التي
تم إطلاقها في النزاع الذي دار بين تموز/يوليو وآب/أغسطس 2006 لم تنفجر، مما ترك
ما يقدر بـ 560,000 إلى 1.1 مليون ذخيرة غير متفجرة في جنوب لبنان. ومنذ
كانون الأول / ديسمبر، صرّح مكتب التنسيق لمكافحة الألغام (UNMACC) بأن 138,750 قطعة من الذخيرة والألغام قد تم إزالتها وقدروا بأن
430,000 ذخيرة غير متفجرة ما زالت موجودة.
في 4
كانون الأول/ديسمبر، صرّح مكتب التنسيق لمكافحة الألغام (UNMACC) بأن حوالي 15 ميل مربع من الأراضي في جنوب لبنان ما زالت مليئة
بالألغام. وبناءً
على تقارير المكتب، ومنذ 4 كانون الأول / ديسمبر، أدت ذخائر المتفجرات إلى مقتل 30
شخص وإصابة العشرات الآخرين منذ انتهاء نزاع تموز / يوليو – آب / أغسطس 2006.
وردت تقارير
بمقتل مدنيين خلال العام لها علاقة بالنزاع في مخيم نهر البارد للاجئين (أنظر
القسم 1 – ز ).
ب. الاختفاء
في
26 نيسان / ابريل، عثرت قوات الأمن على جثث شابين لهما ارتباطات بقائد الحزب
التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وهو من المسلمين الدروز المتحالفين مع الحكومة،
وذلك بعد أن كانا مفقودين لعدة أيام سبقت العثور على الجثث. اعتقلت القوات الأمنية خمسة مشتبه
به، أربعة منهم لبنانين وآخر سوري، ووجهت لهم تهم التخطيط لعملية الاختطاف. وبحلول
نهاية العام، ظل هؤلاء المشتبه بهم معتقلين.
في تموز / يوليو 2006 قام حزب الله باختطاف جنديين إسرائيليين على أراضٍ
إسرائيلية، مما دفع بإسرائيل للانتقام الذي أدى إلى نزاع تموز / يوليو – آب /
أغسطس 2006. و لم يتح حزب الله بحلول نهاية العام إمكانية الوصول إلى الجنديين
المختطفين أو إجراء الاتصالات معهما.
c.
ج. التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو غير
الإنسانية أو المهينة
لا
يحرِّم القانون التعذيب على وجه الخصوص، و قد أساءت القوات الأمنية للمعتقلين وفي
بعض الحالات استخدمت التعذيب. هذا و قد أفادت تقارير جماعات
حقوق الإنسان بما فيها منظمة العفو الدولية (AI)
وهيومن رايتس ووتش (HRW)
[منظمة رصد حقوق الإنسان]، بأن التعذيب كان أمراً شائعاً.
في 11 أيار / مايو، طالب كل من هومن رايتش ووتش (HRW)
والمركز اللبناني لحقوق الإنسان (CLDH)
بإجراء تحقيق في مزاعم التعذيب والمعاملة السيئة لتسعة معتقلين كانت محاكمتهم أمام
محكمة عسكرية قد بدأت في 21 نيسان /
إبريل.
و
كانت السلطات قد وجهت للأشخاص التسعة التهمة بتشكيل جماعة غير مشروعة، و التآمر
على ارتكاب الجرائم ضد الدولة بهدف التحريض على النزاع الطائفي، وحيازة ونقل
الأسلحة ومواد متفجرة، والتخطيط لاغتيال قائد حزب الله حسن نصرالله.
قام كلٌ من هيومن رايتس ووتش (HRW)
والمركز اللبناني لحقوق الإنسان (CLDH)
بإجراء مقابلة مع سبعة من بين المعتقلين التسعة و قامت برصد محاكمتهم في 21 نيسان
/ إبريل.
زعم
أربعة معتقلين بأن المحققين قاموا بتعذيبهم أثناء الاعتقال في وزارة الدفاع من أجل
إرغامهم على الاعتراف، بينما قال المعتقلون الآخرون بأنهم قد تعرضوا لمعاملة سيئة
وتم ترهيبهم.
وبناءً على ما أفادت به هيومن رايتس ووتش (HRW)
والمركز اللبناني لحقوق الإنسان (CLDH)، فقد
أفاد المعتقلون الخمسة الباقون أن
المحققين قاموا بعصب أعينهم وقاموا بلكمهم بشكل متكرر أثناء الاستجواب. ه1ذا
و قد تم إطلاق سراح ثلاثة من أصل تسعة من المعتقلين بكفالة. و بحلول نهاية العام كانت المحاكمة ما زالت مستمرة .
في 13 أيار / مايو، أفادت الصحيفة اللبنانية اليومية الديار بأن قسم
المعلومات في قوات الأمن الداخلي (ISF)
استدعى محمد عبد الأمير سلهب بغرض استجوابه بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق
الحريري في العام 2005. وبناءً على ما أفادت به
الديار، فإن قوات الأمن اعتقلت سلهب لمدة ثلاثة أيام وكان قد "تعرض خلالها
لشتى أنواع التعذيب." بحلول نهاية العام، كان سلهب في
فرنسا و كان يسعى إلى الحصول على اللجوء
السياسي.
في تشرين أول / أكتوبر 2006، قامت حركة الدفاع عن اللبنانيين المعتقلين
تعسفياً (سوليدا SOLIDA)، وهي
منظمة غير حكومية لحقوق الإنسان، بإصدار تقرير يوثق الأنواع المختلفة من التعذيب
الذي يُزعم بممارسته في وزارة الدفاع بين العامين 1992 و 2005. تشمل أساليب التعذيب الإساءة الجسدية، الحرمان
من النوم، وفترات مطوّلة من العزل. في 26 نيسان / إبريل، نشر الجيش
بيانا ينفي فيه التقارير التي مفادها أن المعتقلين المشتبه بانتمائهم لمجموعات
مسلحة قد تعرضوا للتعذيب أثناء التحقيق. وبناءً على صحيفة "ديلي
ستار،" فقد نفى البيان أن يكون أي من المعتقلين قد تعرّض "لأي نوع من
التعذيب الجسدي أو النفسي من أجل إرغامهم على الإدلاء بشهادات كاذبة".
إلا
أن الحكومة أقرّت بأن الإساءة العنيفة للمعتقلين كانت تحدث أحيانا أثناء التحقيقات
الأولية في أقسام الشرطة أو الثكنات العسكرية، حيث كان يتم التحقيق مع المشتبه بهم
دون وجود محامين. و كانت هذه الإساءات تقع
بالرغم من وجود قوانين في البلاد تمنع القضاة من قبول اعترافات تم انتزاعها تحت
الإكراه.
على
سبيل المثال، أفادت تقارير صحفية أنه في 20 حزيران / يونيو، قامت القوات الأمنية
باعتقال خمسة أشخاص يحملون جنسية مزدوجةأسترالية – لبنانية ، وهم حسين العمر، عمر
الحدبة، إبراهيم صبوح، أحمد العمر، ومحمد باسل، أثناء مداهمة لورشة
"الحدبة" في طرابلس. و قد اعتقلت قوات الأمن
الحدبة على خلفية الاشتباه به بتزويده فتح الإسلام (FAI)
بالأسلحة. كما وردت تقارير بأن القوات الأمنية
كسرت فك "العمر" في المعتقل وأرغمت ابن أخيه أحمد العمر الوقوف لساعات
طويلة بالإضافة إلى ضربه بشدة لو حاول أن يستريح. شملت إصابات أحمد أضراراً في ركبته. هذا
و قد أسقطت الشرطة التهم ضد احمد العمر
ومحمد باسل. أما الأشخاص الآخرين فكانوا بحلول
نهاية العام ما يزالوا رهن الاعتقال .
ظهرت
الإساءات أيضاً في مناطق خارجة عن سيطرة الحكومة بما في ذلك مخيمات اللاجئين
الفلسطينيين. وخلال العام، وردت تقارير بأن أعضاء
المجموعات الفلسطينية المختلفة التي تسيطر على مخيمات معينة قاموا باعتقال خصومهم
أثناء مصادمات تتعلق بالسيطرة على المناطق المختلفة من المخيمات.
الأوضاع في السجون ومراكز الاعتقال
كانت
أحوال السجون سيئة ولا تلبي الحد الأدنى من المعايير الدولية. كانت
السجون مكتظة، وكانت أحوال النظافة و الصحة في سجن النساء على وجه الخصوص سيئة
جداً. لم تكن هناك مخاطر خطيرة تهدد الصحة،
ولكن كانت هناك مخاطر غير مباشرة. على سبيل المثال، التوتر النفسي
والجسدي الناتج عن ظروف الاكتظاظ كانت من الأمور الجديرة بالملاحظة على وجه الخصوص
في سجن اليرزة في جنوب شرق بيروت. لم تعتبر الحكومة أن إصلاح السجون
ذات أولوية هامة. قـُـدِّر عدد السجناء بحوالي 5,870
بمن فيهم معتقلين في مرحلة ما قبل المحاكمة والمسجونين احتياطياً. هذا
و قد قامت الحكومة بجهد متواضع من أجل إعادة تأهيل بعض السجناء من خلال برامج
تعليمية وتدريبية.
وبينما
لم ترِد تقارير بسجن الأحداث في نفس السجون المخصصة للبالغين في ذلك العام، لم
يتسن التأكد من أن ذلك لم يحدث أحياناً بسبب النقص في عدد السجون. وعلى
الرغم من القيام ببعض الجهد لفصل المحتجزين الذين لم تتم محاكمتهم عن المساجين
المدانين، الا أن اكتظاظ السجون منع مثل
هذا الفصل في أغلب الأحيان. وبسبب ضيق المكان، تم وضع السجناء
المدانين لارتكابهم جرائم إرهابية في نفس مبنى السجن ولكن في طابق منفصل.
قامت
مؤسسات الشرطة المسؤولة عن المراكز الحدودية والأمن الداخلي، الأمن العام، بإدارة
سجن للمعتقلين الذين ينتظرون الترحيل. حسب إفادة الأمن العام، يتراوح
الاعتقال من شهر إلى شهرين، إلى حين البت
في تسوية وضعهم. ولكن كان يتم اعتقال بعض الأشخاص
لأكثر من عام ، أكثر ما يكون من طالبي
اللجوء السياسي، قبل أن يتم ترحيلهم في نهاية الأمر.
سمحت الحكومة بمراقبة مستقلة لظروف السجون من قِبل جماعات حقوق الإنسان
الدولية ومن اللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC). في
20 شباط / فبراير، وقع الصليب الأحمر بروتوكولا مع السلطات القضائية والأمنية
يمكــِّـنه من زيارة كافة السجون في البلاد بموجب المرسوم 8800.
د. الاعتقال أو الحجز
التعسفي
على الرغم من أن القانون يفرض الحصول على مذكرة توقيف قانونية قبل الاعتقال،
باستثناء حالات المتابعة القضائية الفورية، قامت الحكومة باحتجاز أشخاص واعتقالهم
بشكل تعسفي.
دور الشرطة وأجهزة الأمن
تتألف قوات الأمن من القوات المسلحة اللبنانية (LAF)
التابعة لوزارة الدفاع، والتي يمكنها أن تحتجز وتعتقل المشتبه بهم لمسائل تتعلق
بالأمن القومي؛ وقوات الأمن الداخلي (ISF)
التابعة لوزارة الداخلية (MOI)، التي
تقوم بإنفاذ القانون، تنفذ أوامر الاعتقال والتفتيش وتحيل القضايا إلى السلطة
القضائية؛ وجهاز أمن الدولة، المسئول أمام
رئيس الوزراء، والأمن العام (SG)
التابع لوزارة الداخلية (MOI). و يقوم كلٌ من جهاز أمن الدولة والأمن العام (SG) بجمع
المعلومات عن مجموعات يُعتقد بأنها تشكل خطراً محتملاً على أمن الدولة.
هذا
و ينطبق القانون ضد الرشوة والابتزاز من قِبل المسؤولين الرسميين والوكالات الرسمية
على قوات الشرطة أيضاً . و لكن، في الممارسة الفعلية، كان عدم
وجود إنفاذ صارم يحدّ من فعاليتها. و قد أقرّت الحكومة بضرورة إصلاح
أجهزة إنفاذ القانون، ولكن عدم توفر الاستقرار السياسي والأمن أدى إلى عرقلة هذه
الجهود. و تحافظ قوات الأمن الداخلي (ISF) على خط ساخن لتلقي الشكاوى.
توقيف واحتجاز الأشخاص
قام أفراد
الاستخبارات العسكرية باعتقالات بدون أمر اعتقال في قضايا ترتبط بأفراد الجيش
وأولئك المتورطين بالتجسس، والخيانة، و حيازة الأسلحة، والتهرب من الخدمة العسكرية
الإلزامية. وبناءً على التقارير الإحصائية لقوات الأمن الداخلي (ISF)، كان هناك 3,669 شخص من أصل 5,870 محتجز في السجن لم يتم إدانتهم
بجريمة. كما
وردت تقارير أيضاً بأن القوات الأمنية قد اعتقلت مواطنين بدون أمر بالتوقيف.
ينص
القانون على حق الشخص في الحصول على محامي، والفحص الطبي، والإحالة إلى مدعي عام في
خلال 48 ساعة من الاعتقال. و إذا تم اعتقال شخص لمدة تزيد عن 48
ساعة بدون أن توجّه له التهم الرسمية، يعتبر الاعتقال عندئذ تعسفياً، ويجب الإفراج
عنه. وفي مثل تلك الحالات، فقد يتم مقاضاة
المسؤولين الرسميين الذي يقع على عاتقهم مسؤولية الاعتقال المطوّل بتهمة التسبب في
الحرمان من الحرية الشخصية. و يجب أن تتم إحالة المشتبه به، الذي
يقع القبض عليه من خلال مطاردة ساخنة، إلى
قاضي التحقيق الذي يقرر ما إذا كان يتوجب إصدار لائحة اتهام بحقه أو الأمر
بالإفراج عنه. هذا و إن الكفالة متوفرة في كافة
القضايا بغض النظر عن التهمة. وفي حين أنه لا يوجد مكتب
خدمات للدفاع العام تموله الدولة، فإن نقابة المحامين تدير مكتبا خاصا لغير
المقتدرين على توكيل محام، وغالباً ما يتم تعيين محامي للدفاع عن المتهمين
المعوزين.
لا
يتم في الممارسة الفعلية العمل بالكثير من بنود القانون، و قد واصلت قوات الأمن
عمليات الاعتقال والاحتجاز التعسفي.
بناءً على
مصادر أمنية،اعتقلت قوات الأمن في 23 و 25 كانون الثاني / ينايرحوالي 450 شخصا بعد
صدامات في جامعة بيروت العربية واحتجاجات من قِبل المعارضة السياسية. و قد اعتقلت
قوات الأمن بعد التحقيق 15 شخصا بسبب وجود أوامر اعتقال سابقة بحقهم. و تم الحكم
على آخرين بالسجن لفترات تتراوح من ثلاثة أيام وحتى ثلاثة أشهر، وتم تغريم البعض
الآخر.
في
1 شباط / فبراير، أفرجت السلطات بكفالة عن ثلاثة صحفيين من تلفزيون الجديد بعد
قضائهم 44 يوماً في السجن بدون تحديد موعد للمحاكمة. هذا و كانت السلطات قد اعتقلت
الصحفيين في كانون أول / ديسمبر 2006 بعد
بثهم تقريرا تحقيقيا يصور منزل محمد صِدِّيق، أحد الشهود في اغتيال رئيس الوزراء
الأسبق رفيق الحريري. وبحلول نهاية العام، كان لدى
الصحفيين حرية السفر في داخل وخارج البلاد ولكن كان من المتوقع منهم البقاء تحت
تصرف التحقيق.
في 13 حزيران / يونيو، افادت هيومن رايتس ووتش (HRW) بأن
الجيش اللبناني وقوات الأمن الداخلي (ISF) قامت
وبشكل تعسفي باعتقال رجالا فلسطينيين والإساءة إليهم جسدياً أثناء هربهم من القتال
الدائر في مخيم نهر البارد للاجئين (أنظر القسم 1-ز).
بحلول نهاية العام، كان الضباط اللبنانيين الأربعة برتبة لواء الذين
اعتقلتهم لجنة التحقيق الدولية المستقلة
التابعة للأمم المتحدة (UNIIIC) في 2005 و أعلنت عن الاشتباه بهم في اغتيال رئيس
الوزراء الأسبق رفيق الحريري، ما زالوا
رهن الاعتقال . وبناءً على مقالة نشرتها صحيفة "الديلي ستار" في 28 آب /
أغسطس فقد أفاد أحد الموقوفين، اللواء الركن سيِّد، و هو من الأمن العام، بأن
النائب العام التمييزي في لبنان، سعيد ميرزا، قد أبلغ المحقق الرئيسي براميرتز بأن
"اعتبارات السياسة المحلية" كانت السبب وراء الاستمرار في احتجازهم دون
توجيه التهم إليهم.
ومن الأمور المرتبطة بهذه القضية أيضاً، فقد عيّن وزير العدل شارل رزق في 13
أيلول / سبتمبر القاضي صقر صقر ليشغل منصب قاضي التحقيق الجديد بدلاً من القاضي
عيد، والذي كان يتولى ملف اغتيال الحريري في العام 2005. تم تغيير عيد بعد طلب قدمه المحامي محمد مطر، بصفته وكيلا عن ورثة أربعة من
ضحايا اغتيال الحريري، بزعم أن عيد كان
سيفرج عن الألوية الأربعة. في تشرين ثاني / نوفمبر، أشارت
مجموعة عمل من مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة إلى القضية كمثال
للاعتقال التعسفي. و لم تحدث أية تطورات جديدة في
قضاياهم خلال العام، وبقي المشتبه بهم مسجونين بحلول نهاية العام.
في
شباط / فبراير 2006، وبناءً على ما أفادت به منظمات حقوق الإنسان، قامت السلطات
بإيقاف و احتجاز أكثر من 400 شخص على إثر
احتجاجات عنيفة خارج السفارة الدنماركية في بيروت والتي كانت سببها الرسوم
الكاريكاتيرية الدنماركية المثيرة للجدل. وبعد ستة أيام من اعتقالهم، تم إحضار
حوالي 250 من هؤلاء الأشخاص للمثول أمام محكمة عسكرية في بيروت وتم الأمر بإطلاق
سراحهم. أما المعتقلين الآخرين فقد تم سجنهم
لفترات تتراوح من أسبوعين إلى تسعة أشهر.
تعرّض
اللاجئون الفلسطينيون إلى الإيقاف، و الاعتقال، والمضايقة من قِبل قوات أمن الدولة
والفصائل الفلسطينية المناوئة.
اعتقد
الناشطون في مجال حقوق الإنسان بأن هناك العديد من اللبنانيين، و الفلسطينيين،
والأردنيين رهن الاعتقال في سوريا غالباً ما يكون لفترات مطولة و في أماكن سرية. وبناءً على حركة الدفاع عن اللبنانيين المعتقلين تعسفياً (سوليدا SOLIDA)، فإن العدد التقديري لمن تبقى من السجناء اللبنانيين في سوريا هو
ما بين 200 إلى 250 معتقل.
و
في أثناء العام، لم ترِد تقارير عن قوات سورية تعمل في البلاد لتنفيذ أوامر تفتيش،
إيقاف أو اعتقال لمواطنين خارج أي إطار قانوني.
هـ - الحرمان من محاكمة علنية منصفة
ينص
الدستور على استقلالية القضاء، ولكن في الممارسة الفعلية، كان السلك القضائي
معرّضا للضغوط السياسية، وخاصة في تعيين المدّعين العامّين الأساسيين وقضاة التحقيق. ولكن،
وبدعم من لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة، فقد واصل القضاء
إجراءات الدعوى القضائية ضد بعض من كانوا يتمتعون بالنفوذ في وقت ما كرؤساء في
الأمن والاستخبارات ، و من كانوا يتعاونون مع الاحتلال السوري. يكفل
القانون الحق في الحصول على محاكمة علنية، ولكن السياسيين من أصحاب النفوذ وكذلك
ضباط الاستخبارات اللبنانية والسورية كانوا يتدخلون في بعض الأحيان و يقوموا
بحماية مؤيديهم من المحاكمة. وبالرغم من الترهيب الناشئ عن العديد
من حوادث الاغتيالات السياسية التي لم يتم حلها بعد والتي ارتكبها معتدون مجهولون
ابتداءً من سنة 2004، فإن الآثار الناجمة عن اغتيال الحريري في سنة 2005 أدت إلى
تقدم تدريجي في القضاء على التأثير السياسي والأمني على سلك القضاء.
يتألف
النظام القضائي من مجلس دستوري يقوم بتحديد دستورية القوانين المعتمدة حديثاً
نزولا عند طلب 10 أعضاء من البرلمان؛ و المحاكم المدنية؛ و المحاكم العسكرية التي
تنظر في القضايا المرتبطة بالأمن و التي تشمل عناصرا عسكرية و مدنية ؛ والمجلس
القضائي الذي يبت في قضايا تتعلق بالأمن القومي. و يوجد كذلك محاكم طائفية تبت في
القضايا الخاصة بالأحوال المدنية مثل الزواج، والطلاق، والميراث، والوصاية على
الأطفال. تستخدم المحاكم الشرعية غالباً من قِبل كلٍ من المجتمعات المحلية
الشيعية والسنية من أجل حل قضايا الأحوال الشخصية. كما أن هناك محاكم للطائفة المسيحية
بمختلف مذاهبها و للطائفة الدرزية؛ وينحصر دور هذه المحاكم أيضاً في مسائل الأحوال
الشخصية.
المجلس
القضائي هو محكمة دائمة تتألف من خمسة من كبار القضاة يبتون في القضايا التي تهدد
الأمن القومي وبعض القضايا ذات الأهمية الكبرى. وبناءً على توصيات من وزير العدل،
يقرر مجلس الوزراء ما إذا كان يجب رفع قضية أمام المجلس القضائي. و
الأحكام الصادرة من هذه المحكمة غير قابلة للاستئناف. على سبيل المثال، قام مجلس الوزراء
بإحالة قضايا اغتيال أعضاء مجلس النواب وليد عيدو، و أنطوان غانم، وبيير جميـِّـل
إلى المجلس القضائي.
و
تقوم وزارة العدل بتعيين كافة القضاة، وتأخذ بعين الاعتبار الانتماءات الطائفية
للقاضي المحتمل تعيينه. وقد أدى العجز في عدد القضاة المؤهلين إلى عرقلة الجهود
الرامية إلى البت في القضايا المتراكمة في أثناء سنوات من النزاع الداخلي. وقد
تفاقم هذا التأخير في المحاكمات بسبب عدم قدرة الحكومة على القيام بالتحقيقات في
مناطق خارج سيطرتها، وخاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة حزب الله في الجنوب، وفي
المخيمات الأحد عشر التي تخضع للسيطرة الفلسطينية في البلاد.
الخميس سبتمبر 08, 2016 10:34 am من طرف د.خالد محمود
» "خواطر "يا حبيبتي
الجمعة أبريل 08, 2016 8:25 am من طرف د.خالد محمود
» خواطر "يا حياتي "
الجمعة أبريل 08, 2016 8:15 am من طرف د.خالد محمود
» الطريق الى الجنة
الأحد مارس 06, 2016 4:19 pm من طرف د.خالد محمود
» الحديث الاول من الأربعين النووية "الاخلاص والنية "
الأحد مارس 06, 2016 4:02 pm من طرف د.خالد محمود
» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
الأربعاء سبتمبر 16, 2015 1:04 am من طرف معهد تيب توب للتدريب
» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
الأربعاء سبتمبر 16, 2015 1:04 am من طرف معهد تيب توب للتدريب
» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
الأربعاء سبتمبر 16, 2015 1:04 am من طرف معهد تيب توب للتدريب
» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
الأربعاء سبتمبر 16, 2015 1:03 am من طرف معهد تيب توب للتدريب