قضايا اللاجئين
الإريتريين فى مصر
2008
إعداد
مصطفى
الحسن طه
المحامى
المحتويات
تقرير عن
اللاجئين الاريتريين فى مصر
القبـض ـ
المحاكمـة ـ الترحيـل
**********
1
ـ
مقدمـة : ـ
2
ـ فصل تمهيدى
التعريف
بإريتريا وموقعها وحالة حقوق الإنسان بها.
3
ـ الفصل الأول :
وقائع
القبض والمحاكمة والأحكام.
أ
ـ القبض
" دراو ـ كوم أمبو ـ إدفو ـ نصر النوبة ـ أسوان ".
ب
ـ
المحاكمة
ج
ـ
الأحكام القضائية
د
ـ
الاحتجاز بعد الأحكام.
ه
ـ
الترحيل ـ ما بعد الترحيل ـ الترحيل قبل صدور
حكم.
4- الفصل الثاني:
المعايير الدولية واتفاقية اللاجئين ومواقف
الأطراف المختلفة : ـ
أ
ـ
مدى انطباقها عليهم.
ب
ـ
تعـريف اللاجئ وفقـاً للاتفاقيـة ـ حالة
الاريتريين ومدى انطباق شروط اللاجئ بالنسبة لهم (( خاصة ما يتعلق بالتهرب من
الخدمة العسكرية )).
ج
ـ
كيفية الحصول على اللجوء.
د
ـ موقف المفوضية.
هـ
ـ
موقف الحكومة المصرية..
*** الوثائق : ـ
1
ـ
مذكرة الدفاع التى قدمها المركز أمام المحاكمة.
2
ـ
بيان قبل الترحيل.
3
ـ
بيانات المركز بعد الترحيل.
4
ـ
بيان منظمة العفو الدولية.
5
ـ
بيان المنظمات المصرية.
6
ـ
ما هو الموقف الآن.
مقــدمــــة
فى أول ابريل
2006 اتصل بنا الدكتور/ يسرى مصطفى ـ مدير
مركز أميرا للاجئين - وأبلغنا أن هناك عدد
من اللاجئين الاريتريين مقدمين إلى المحاكمة أمام محكمة دراو الجزئية بمحافظة
أسوان، وسألنا عن إمكانية تقديم المساعدة القانونية لهم،
خاصة أنه تحدد لمحاكمتهم جلسة 6 / 4 / 2008،
فوافقنا بالطبع على تقديم الدعم القانونى لهم وتوجه جميع محامى مركز هشام مبارك
للقانون بأسوان إلى مدينة دراو صباح يوم 6/4/2008 لحضور المحاكمة وتقديم المساعدة
القانونية لهم.
وفعلاً حضرنا بتلك الجلسة
وعلمنا أنهم موزعين على قضيتين، وفى هذه الجلسة طلبنا التأجيل للاطلاع على أوراق
القضية، واستجاب رئيس المحكمة لطلب التأجيل بالفعل وقد تم تأجيل القضيتين إلى جلسة
13 / 4 / 2008 وقد حضر معنا بتلك الجلسة بعض
النشطاء الحقوقيين للدفاع
عن اللاجئين منهم الزميل الأستاذ / أشرف ميلاد روكسى موفداً من أحد المراكز
المعنية باللاجئين تابع للكنيسة الكاثوليكية، كما التقينا بفريق من الاتحاد المصرى
لحقوق الإنسان فرع الأقصر وتمكنا من العمل كفريق طوال سلسلة المحاكمات التى شهدتها
هذه القضية.
كما أبلغنا الأستاذ / يسرى مصطفى أن الأب /
أيمن وهو قس تابع للكنيسة الكاثوليكية بدراو يتابع حالة هؤلاء اللاجئين،
وقد اتصلنا به والتقيناه فى دراو وقد شرح لنا أبعاد الموقف.
لقد بلغ عدد الذين تتم محاكمتهم فى أول
جلسة 71 لاجئ منهم 43 شاباً
ورجلاً و28 شابة وسيدة. كما علمنا أن هناك أعداد أخرى
بمراكز أسوان فى كوم أمبو 33 لاجئ موزعين على قضيتين، وإدفو
71 لاجئ ولاجئة موزعين على قضيتين، ومركز نصر النوبة 71 ازدادوا بعد ذلك إلى 188،
وفى معسكر قوات الأمن المركزى بالشلال 66، وفى محافظة قنا 61، وفى محافظة البحر
الأحمر مركز مرسى علم 110، وفى الغردقة 147 موزعين على قسم أول الغردقة، وقسم ثان،
بالإضافة إلى 18 وتوفوا فى الطريق.
وقمنا بإعداد مذكرة الدفاع بعد الإطلاع على
القضايا وحضرنا جلسة 13 / 4 / 2008 أمام محكمة دراو الجزئية وقدمناً دفاعنا أمام
المحكمة والتى انتهت إلى الحكم أخر الجلسة (حبس المتهمين شهر مع إيقاف التنفيذ).
ومن هنا بدأت رحلتنا مع اللاجئين الإريتريين
بأسوان وقضاياهم.
وبعد عودتنا من المحاكمة تدارسنا الموقف
وأبلغنا مفوضية اللاجئين عن طريق الفاكس بمذكرة دفاعنا فى هذه القضايا آملين أن
تسمح لها الحكومة المصرية بزيارة هؤلاء اللاجئين لبحث موقفهم ومدى انطباق اتفاقية
اللاجئين عليهم من عدمه.
تلك كانت بدايتنا مع قضية اللاجئين الاريتريين
بأسوان وسوف نسرد عليكم فى هذا التقرير تداعيات هذه القضية،
وسوف نتناول فى هذا التقرير:
فصل
تمهيدى تعريف بأريتريا وموقعها الجغرافى وتعداد السكان واللغة، ثم حالة حقوق الإنسان فى إريتريا.
وفى الفصل
الأول نتناول وقائع القبض عليهم، ومحاكمتهم، والأحكام التى صدرت بحقهم، ثم وقائع
الاحتجاز.
وفى الفصل الثانى نتناول المعايير الدولية،
واتفاقية اللاجئين، وتعريف اللاجئ، ومدى انطباق هذه المواثيق على اللاجئين
الاريتريين، ثم مواقف الأطراف المختلفة : المفوضية السامية لشئون اللاجئين، وموقف
الحكومة المصرية، ومنظمات المجتمع
المدنى، والأهالى.
وفى الفصل الثالث نتناول فيه الترحيل إلى إريتريا.
وأخيرا
الوثائق المتعلقة بهذه القضية، وما صدر بشأنها لعلنا نوفق فى تقديم صورة عن قضية
لاجئ اريتريا.
مصطفى الحسن طه
المحامى
فصل تمهيدى
ماذا تعرف عن إريتريا
أولا : إريتريا دولة أفريقية عاصمتها أسمرة.
يتحدث معظم سكانها العربية.
1- جغرافيا :
تقع إريتريا على الشاطئ الغربى للبحر الأحمر فى
نقطة حاكمة عند مدخله الجنوبى وعلى مقربة من مضيق باب المندب ذى الأهمية
الإستراتيجية البالغة؛ فهى تشبه مثلثا محصوراً
بين إثيوبيا والسودان وجيبوتي، وتبلغ مساحتها حوالى 120 كم2
تتنوع فيها التضاريس والمناخ وتمتلك شاطئًا يمتد ألف كيلو متراً
على البحر الأحمر، يمتد من "رأس قصار" على الحدود السودانية شمالاً
إلى باب المندب فى "رأس أرجيتا" فى جيبوتى جنوباً،
ويقع فى هذا الساحل أهم موانئ البحر الأحمر وهما: "عصب"
و"مصوع".
أهم المدن فى إريتريا أسمرة ــ مصوع - عصب
وتتبع إريتريا (126) جزيرة تابعه لإقليم دنكاليا، أهمها أرخبيل (مجموعة جزر) دُهلك
وبه نحو (25) جزيرة، أهمها من الناحية الإستراتيجية جزيرتا "فاطمة"
و"حالب". ويزيد عدد السكان عن أربعة ملايين نسمة. 75% منهم مسلمون،
والباقى ينتمون إلى تسع مجموعات دينية وعرقية ولغوية أخرى.
وترجع تسمية إريتريا إلى الرومان الذين أطلقوا تسمية "سينوس أريتريوس" على
البحر الأحمر وشواطئه التى سيطروا عليها عندما خضعت "عدوليس" على الشاطئ الإريترى لسلطانهم، وعندما احتل
الإيطاليون هذه الشواطئ فى نهاية القرن التاسع عشر الميلادى أطلقوا اسم
"إريتريا" عليها إحياء للتسمية الرومانية، وذلك بمرسوم أصدره الملك الإيطالي "همبرت الأول" فى (جمادى
الأولى 1307 هـ=
يناير 1890م).
2- الـديــن :
لم تتم فى البلاد إحصائيات دقيقة لنسب الأديان
ولكنها تقدر على النحو التالي:
75% مسلمون سنيون، 18% مسيحيون من أتباع كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإريترية،
4% كاثوليك، 2 % بروتستانت، بالإضافة لوجود مجموعات صغيرة تتبع أديان ومعتقدات
مختلفة.
يتركز وجود المسلمين فى الأراضى المنخفضة
وسواحل البحر الأحمر فى البلاد، بينما يتركز وجود المسيحيين
فى المرتفعات [1].
ثانيا: إريتريا وخلفية عن حالة حقوق الإنسان :
1- خلفيـة :
كان ثلثا السكان يعتمدون على المعونات الغذائية
من هيئات الإغاثة الدولية. وأبعدت الحكومة عدداً من المنظمات الدولية غير الحكومية
التى تقدم معونات إنسانية. وواصلت الجهات المانحة تقديم المساعدات الإنسانية
العاجلة، ولكن معظمها قد أوقفت منذ فترة طويلة برامج المساعدات من أجل التنمية
بسبب تقاعس الحكومة عن تنفيذ العملية الدستورية لنشر الديمقراطية والمواثيق
الدولية لحقوق الإنسان التى سبق أن وقعت عليها. وكما كان الحال فى السنوات السابقة،
لم يسمح للمدافعين عن حقوق الإنسان بممارسة أنشطتهم وحظرت منظمات المجتمع المدنى المستقلة
والجماعات الدينية غير المرخص لها. وكان الحزب الوحيد المسموح به هو الحزب الحاكم،
وهو " "الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة"
والذى كان يعرف من قبل باسم " "الجبهة
الشعبية لتحرير إريتريا" ولم يسمح بأى نشاط معارض.
وقرر مجلس الأمن الدولى تمديد مهمة " بعثة
الأمم المتحدة فى إثيوبيا وإريتريا " حتى يناير / كانون الثانى 2007، ولكنه
انتقد الجمود فى المفاوضات بشأن الحدود المتنازع عليها بين البلدين. وواصلت
إريتريا المطالبة بأن تنفذ إثيوبيا القرار الذى أصدرته " لجنة الحدود
الإريترية الإثيوبية "، وهى لجنة دولية، عقب النزاع المسلح الذى دام من عام
1998 إلى عام 2000. ورفضت إريتريا أية مفاوضات بشأن ترسيم الحدود. وانتقد مجلس
الأمن القيود المتزايدة التى تفرضها إريتريا على تحركات " بعثة الأمم المتحدة
فى إثيوبيا وإريتريا " فى المنطقة الأمنية المؤقتة التى تديرها فى الجانب
الإريترى من الحدود، وكذلك احتجاز بعض أعضاء البعثة خلال عام 2006 كما انتقد مجلس
الأمن احتجاز أحد أعضاء البعثة بمعزل عن العالم([1])
الخارجى لأسابيع، وذلك استناداً إلى اتهامات كاذبة بالإتجار
غير المشروع، حسبما ورد.
وما برحت الحكومة تسمح لجماعات المعارضة
المسلحة الإثيوبية والسودانية بالتواجد فى إريتريا، كما أرسلت مساعدات عسكرية
وأسلحة إلى اتحاد المحاكم الإسلامية فى الصومال، وذلك حسبما أفادت لجنة تابعة
للأمم المتحدة تراقب انتهاكات الحظر المفروض على إرسال أسلحة إلى الصومال،
وكانت إريتريا تواجه خطر المعارضة المسلحة من " التحالف الديمقراطى الإريترى "
الذى يتخذ من السودان مقراً له وتدعمه إثيوبيا.
2- الاضطهاد الدينى :
استمر سريان الحظر المفروض على الجماعات
الدينية التى تمثل أقلية، مثل طائفة " شهود يهوه " وما يزيد عن 35 كنيسة
إنجيلية، كما استمر إغلاق أماكن العبادة الخاصة بها وحظر تجمعاتها الدينية،
ولا يسمح بالعمل فى إريتريا إلا لأربعة عقائد أساسية، وهى الكنيسة الأرثوذكسية
الإريترية والكنيسة الكاثوليكية واللوثرية (ميكان ييسوس) والإسلام،
وطال القمع الجماعات المنشقة عن هذه العقائد، وكذلك من يعارضون السلطات بسبب
موقفها من المنشقين. فقد جرد البابا أنطونونيوس، بابا الكنيسة الأرثوذكسية
الإريترية من صلاحياته فى منتصف عام 2005، وظل منذ ذلك الحين رهن الإقامة الجبرية
فى منزله، وذلك لاحتجاجه على اعتقال ثلاثة قساوسة أرثوذكس وإصدار أحكام بالسجن
عليهم سراً فى عام 2004.
وفى غضون العام المنصرم، قبض على عشرات من
أتباع تلك الكنائس المحظورة، بسبب ممارستهم طقوس العبادة فى منازلهم أو فى حفلات
العرس، أو لدى إعلانهم عن عقائدهم لآخرين وكان المقبوض عليهم يقتادون إلى مراكز
الشرطة أو السجون الأمنية أو معسكرات الجيش، وكثيراً ما تعرضوا للتعذيب أو التهديد
لإجبارهم على التوقيع على تعهدات بالكف عن ممارسة عقائدهم، باعتبار ذلك شرطاً
للإفراج عنهم. واحتجز هؤلاء بمعزل عن العالم الخارجى ودون سند قانونى ودون عرضهم
على أية محكمة أو توجيه أية تهمة لهم، كما تعرض
بعض المجندين فى الخدمة الوطنية للعقاب لدى ممارستهم لعقائدهم.
وظل رهن الاعتقال فى ظروف قاسية نحو ألفين من
أتباع الكنائس الإنجيلية، بما فى ذلك نحو 20 كاهناً، كما كان من بينهم نساء وأطفال.وقبض
على ما لا يقل عن 237 شخصاً خلال عام 2006، وهو عدد يقل عمن قبض عليهم فى عام 2005
ويحتمل أن يكون ذلك بسبب الانتقاد الدولى الشديد للاضطهاد الدينى.
واحتجز معظم المعتقلين فى معسكرات نائية تابعة
للجيش، أو فى زنازين تحت الأرض، أو فى حاويات شحن معدنية،
ولم يسمح لأى منهم بالاتصال بالأهل منذ اعتقالهم،
واحتجز معظم الكهنة معاً فى سجن كارشيل الأمنى فى أسمرة.
وفى نوفمبر / تشرين الثانى، أطلق سراح هيلين
برهانى، وهى منشدة دينية شهيرة فى كنيسة ريما الإنجيلية، وبعد أن ظلت محتجزة فى
معسكر ماى سروة العسكرى منذ القبض عليها فى مايو / أيار 2004. وخلال الشهر السابق
على إطلاق سراحها، كانت قد نقلت إلى مستشفى فى أسمرة وهى فى حالة صحية بالغة السوء
إثر تعرضها للتعذيب مرة أخرى.
وما برح ثلاثة من أفراد طائفة " شهود يهوه
" محتجزين بمعزل عن العالم الخارجى فى معسكر ماى سروة العسكرى بالقرب من
الحدود مع السودان، منذ القبض عليهم فى
عام 1994 عندما قررت الحكومة تجريد جميع أعضاء " شهود يهوه " من حقوق
المواطنة الأساسية لرفضهم حمل السلاح وتأدية الخدمة العسكرية،
وقبض على عدد من أفراد " شهود يهوه " خلال العام، وبذلك بلغ عدد أفراد
هذه الطائفة المحتجزين بدون تهمة أو محاكمة 27 شخصاً.
3- سجنـاء الرأى والسجنـاء
السياسيـون :
وظل رهن الاعتقال سراً إلى أجل غير مسمى بدون
تهمة أو محاكمة 11 من الوزراء السابقين والزعماء السابقين فى " الجبهة
الشعبية لتحرير إريتريا " الذين قبض عليهم فى أعقاب الحملة على المعارضة فى سبتمبر
/ أيلول 2001، وقد اعتبروا من سجناء الرأى،
ولم تفصح الحكومة مطلقاً عن أماكن احتجازهم، ولم تؤكدها مصادر أخرى،
وثارت مخاوف على سلامتهم بعدما ترددت
ادعاءات جديدة فى عام 2006 مفادها أن اللواء
أوغبا أبرهة، وربما آخرين من المحتجزين قد توفوا أثناء احتجازهم خلال السنوات
السابقة بسبب المرض والحرمان من العلاج الطبى الملائم،
ولم ترد الحكومة على مناشدات بإيضاح مصير المعتقلين أو أماكن وجودهم، ولم تسمح
لأية جهات مستقلة بالاتصال بهم، مما جعلهم فى واقع الأمر ضحايا إخفاء قسرى، ومن
بين المعتقلين النائب السابق لرئيس الجمهورية محمود أحمد شريفو، وزوجته السابقة
أستير فيسهاتسيون، واثنان من وزراء الخارجية السابقين وهما هايلى ولد تناسى وبطرس
سولومون.
ظل رهن
الاعتقال بمعزل عن العالم الخارجى بدون تهمة أو محاكمة مئات من سجناء الرأى الآخرين
الذين قبض عليهم خلال الفترة نفسها أو فى وقت لاحق، وزعم أنهم معارضون للحكومة،
ولم تعرف أماكن كثيرين منهم. كما استمر احتجاز عدد من طالبى اللجوء الذين أعيدوا
قسراً من مالطا فى عام 2002 ومن ليبيا فى عام 2003،
وظلت رهن الاعتقال بمعزل عن العالم الخارجى أستير يوهانس، زوجة بطرس سولومون العضو
السابق فى اللجنة المركزية فى " الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة "
وذلك منذ عودتها من الولايات المتحدة فى عام 2003 لتكون مع أطفالها، والذين لم
يسمح لها برؤيتهم.
4- الصحفيـــون :
قبض على تسعة صحفيين
يعملون فى وسائل إعلام حكومية، فى نوفمبر / تشرين الثانى، وأطلق سراح أحدهم لاحقاً،
ولكن بحلول نهاية عام 2006 كان ثمانية لا يزالون محتجزين بدون تهمة أو محاكمة فى
العاصمة أسمرة.
وظل
رهن الاحتجاز بمعزل عن العالم الخارجى بدون تهمة أو محاكمة 10 من الصحفيين
العاملين فى وسائل إعلام خاصة، ممن قبض عليهم خلال الحملة على المعارضة فى عام
2001 بالإضافة إلى أحد العاملين فى وسائل إعلام حكومية. واحتجز البعض فى سجن
كارشيل الأمنى فى أسمرة، ولكن لم يعرف مكان احتجاز الآخرين،
واستمر الحظر المفروض على جميع وسائل الإعلام الخاصة منذ عام 2001
5- التجنيـد العسكـرى ([2]) :
ظلت الخدمة
الوطنية، التى تشمل الخدمة العسكرية والخدمة العامة لأغراض التنمية، مثل شق الطرق
وأعمال البناء، إجبارية وممتدة إلى أجل غير مسمى بالنسبة لجميع الذكور الذين
تتراوح أعمارهم بين 18و 40 عاماً، وإن قد سمح للإناث بالخروج من الخدمة فى سن 27
عاماً، حسبما ورد، ومـددت فترة
الاستدعاء الاحتياطى إلى سن 50 عاماً، كما كان قدامى المجندين من أعضاء "
الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا " عرضة للاستدعاء. وسمح لبعض المجندين بتأدية
خدمتهم فى أعمال مدنية حكومية، ولكن فى ظل أوضاع عسكرية.
([3])وحرم
المعترضون على الخدمة العسكرية بدافع الضمير من حق الاعتراض المعترف به دولياً.
ويطبق هذا بشكل خاص على أعضاء طائفة " شهود يهوه " الذين يرفضون تأدية
الخدمة العسكرية لأسباب عقيدية - وإن كانوا
لا يعترضون على الخدمة العامة لأغراض التنمية - وفرضت
السلطات إجراءات قاسية لمواجهة التهرب من الخدمة العسكرية على نطاق واسع وفرار
آلاف من المجندين. فقد نفذت الشرطة حملات للتفتيش والقبض، واعتقل مئات الأباء
المشتبه فى ضلوعهم فى حالات تهرب أو فرار أبنائهم من الخدمة، ويحتمل أن يكون بعضهم
قد اعتقل لأجل غير مسمى، ولم يطلق
سراحهم إلا بعد دفع أموال طائلة كضمان لحين قيام المجندين المتغيبين بتسليم أنفسهم.
6- حكــم القانـون :
تقاعست المحاكم القليلة العاملة على حماية
الحقوق الدستورية فى عدم التعرض للتعذيب أو الاعتقال التعسفى وأصدرت محاكم خاصة
أحكاماً بالسجن فى محاكمات سرية ذات إجراءات مقتضبة تتعلق بالفساد وبتهم سياسية،
وحرم المتهمون فيها من الحق بتوكيل محامين لتمثيلهم أو استئناف الأحكام الصادرة
ضدهم، وورد أن لجاناً أمنية إدارية سرية أصدرت
أحكاماً بالسجن دون أى شكل من أشكال المحاكمة.
ولم تكن المحاكم العسكرية تمارس عملها،
وتعرض بعض مجندى الجيش، الذين اتهموا بتهم عسكرية مثل الفرار من الخدمة أو محاولة
الفرار أو التغيب بدون تصريح، للسجن بصورة تعسفية أو للعقاب بالتعذيب، ويحتمل أن
يكون بعضهم قد أعدم فى الحالات الأشد خطراً. وذلك بأوامر من قادتهم العسكريين.
7- التعـذيـب والمعاملـة السيئـة :
تعرض أشخاص من المشتبه فى معارضتهم للحكومة أو
من زعم أنهم يؤيدون جماعات المعارضة فى الخارج للتعذيب أثناء احتجازهم فى مراكز
احتجاز أمنية أو عسكرية وتعرض سجناء اعتقلوا لأسباب دينية للتعذيب من أجل إجبارهم
على التخلى عن عقائدهم كما ظل التعذيب مستخدماً منذ أمد بعيد لمعاقبة السجناء
المدنيين الذين يحتجزون لدى الجيش أو قوات الأمن، وكذلك المجندين المتهمين بتهم
عسكرية وكان من بين أساليب التعذيب الضرب والتكبيل فى أوضاع مؤلمة على مدى ساعات
أو أيام ولاسيما بالأسلوب المعروف باسم " الطائرة المروحية ".
واحتجز السجناء لأسباب دينية وسياسية فى ظروف
قاسية تعد بمثابة نوع من المعاملة القاسية واللا إنسانية والمهينة،
وقد احتجز كثيرون منهم فى حاويات معدنية مكتظة تفتقر إلى المرافق الصحية، وكانوا
يتعرضون فيها لأقصى درجات الحرارة، ولم يكن
هناك أى وجود تقريباً للعلاج الطبى، ولم يكن السجناء ينقلون إلى المستشفى إلا وهم
على شفا الموت، وكان اللواء بيتوديد أبرهة، المعتقل بشكل
مستمر تقريباً منذ عام 1992 فى سجن كارشيل الأمنى فى أسمرة، يعانى من مرض عقلى منذ
عدة سنوات بسبب ظروف السجن السيئة، ولكنه لم يتلق أى علاج طبى أو نفسى،
كما كانت أستير يوهانس، المحتجزة فى السجن نفسه، تعانى من سوء حالتها الصحيفة دون
أن يوفر لها العلاج الطبى الملائم.
(1) تقريرمنظمة
العفو الدولية لعام 2007
(2) ذات
المرجع السابق
(3) ذات
المرجع السابق
الإريتريين فى مصر
2008
إعداد
مصطفى
الحسن طه
المحامى
المحتويات
تقرير عن
اللاجئين الاريتريين فى مصر
القبـض ـ
المحاكمـة ـ الترحيـل
**********
1
ـ
مقدمـة : ـ
2
ـ فصل تمهيدى
التعريف
بإريتريا وموقعها وحالة حقوق الإنسان بها.
3
ـ الفصل الأول :
وقائع
القبض والمحاكمة والأحكام.
أ
ـ القبض
" دراو ـ كوم أمبو ـ إدفو ـ نصر النوبة ـ أسوان ".
ب
ـ
المحاكمة
ج
ـ
الأحكام القضائية
د
ـ
الاحتجاز بعد الأحكام.
ه
ـ
الترحيل ـ ما بعد الترحيل ـ الترحيل قبل صدور
حكم.
4- الفصل الثاني:
المعايير الدولية واتفاقية اللاجئين ومواقف
الأطراف المختلفة : ـ
أ
ـ
مدى انطباقها عليهم.
ب
ـ
تعـريف اللاجئ وفقـاً للاتفاقيـة ـ حالة
الاريتريين ومدى انطباق شروط اللاجئ بالنسبة لهم (( خاصة ما يتعلق بالتهرب من
الخدمة العسكرية )).
ج
ـ
كيفية الحصول على اللجوء.
د
ـ موقف المفوضية.
هـ
ـ
موقف الحكومة المصرية..
*** الوثائق : ـ
1
ـ
مذكرة الدفاع التى قدمها المركز أمام المحاكمة.
2
ـ
بيان قبل الترحيل.
3
ـ
بيانات المركز بعد الترحيل.
4
ـ
بيان منظمة العفو الدولية.
5
ـ
بيان المنظمات المصرية.
6
ـ
ما هو الموقف الآن.
مقــدمــــة
فى أول ابريل
2006 اتصل بنا الدكتور/ يسرى مصطفى ـ مدير
مركز أميرا للاجئين - وأبلغنا أن هناك عدد
من اللاجئين الاريتريين مقدمين إلى المحاكمة أمام محكمة دراو الجزئية بمحافظة
أسوان، وسألنا عن إمكانية تقديم المساعدة القانونية لهم،
خاصة أنه تحدد لمحاكمتهم جلسة 6 / 4 / 2008،
فوافقنا بالطبع على تقديم الدعم القانونى لهم وتوجه جميع محامى مركز هشام مبارك
للقانون بأسوان إلى مدينة دراو صباح يوم 6/4/2008 لحضور المحاكمة وتقديم المساعدة
القانونية لهم.
وفعلاً حضرنا بتلك الجلسة
وعلمنا أنهم موزعين على قضيتين، وفى هذه الجلسة طلبنا التأجيل للاطلاع على أوراق
القضية، واستجاب رئيس المحكمة لطلب التأجيل بالفعل وقد تم تأجيل القضيتين إلى جلسة
13 / 4 / 2008 وقد حضر معنا بتلك الجلسة بعض
النشطاء الحقوقيين للدفاع
عن اللاجئين منهم الزميل الأستاذ / أشرف ميلاد روكسى موفداً من أحد المراكز
المعنية باللاجئين تابع للكنيسة الكاثوليكية، كما التقينا بفريق من الاتحاد المصرى
لحقوق الإنسان فرع الأقصر وتمكنا من العمل كفريق طوال سلسلة المحاكمات التى شهدتها
هذه القضية.
كما أبلغنا الأستاذ / يسرى مصطفى أن الأب /
أيمن وهو قس تابع للكنيسة الكاثوليكية بدراو يتابع حالة هؤلاء اللاجئين،
وقد اتصلنا به والتقيناه فى دراو وقد شرح لنا أبعاد الموقف.
لقد بلغ عدد الذين تتم محاكمتهم فى أول
جلسة 71 لاجئ منهم 43 شاباً
ورجلاً و28 شابة وسيدة. كما علمنا أن هناك أعداد أخرى
بمراكز أسوان فى كوم أمبو 33 لاجئ موزعين على قضيتين، وإدفو
71 لاجئ ولاجئة موزعين على قضيتين، ومركز نصر النوبة 71 ازدادوا بعد ذلك إلى 188،
وفى معسكر قوات الأمن المركزى بالشلال 66، وفى محافظة قنا 61، وفى محافظة البحر
الأحمر مركز مرسى علم 110، وفى الغردقة 147 موزعين على قسم أول الغردقة، وقسم ثان،
بالإضافة إلى 18 وتوفوا فى الطريق.
وقمنا بإعداد مذكرة الدفاع بعد الإطلاع على
القضايا وحضرنا جلسة 13 / 4 / 2008 أمام محكمة دراو الجزئية وقدمناً دفاعنا أمام
المحكمة والتى انتهت إلى الحكم أخر الجلسة (حبس المتهمين شهر مع إيقاف التنفيذ).
ومن هنا بدأت رحلتنا مع اللاجئين الإريتريين
بأسوان وقضاياهم.
وبعد عودتنا من المحاكمة تدارسنا الموقف
وأبلغنا مفوضية اللاجئين عن طريق الفاكس بمذكرة دفاعنا فى هذه القضايا آملين أن
تسمح لها الحكومة المصرية بزيارة هؤلاء اللاجئين لبحث موقفهم ومدى انطباق اتفاقية
اللاجئين عليهم من عدمه.
تلك كانت بدايتنا مع قضية اللاجئين الاريتريين
بأسوان وسوف نسرد عليكم فى هذا التقرير تداعيات هذه القضية،
وسوف نتناول فى هذا التقرير:
فصل
تمهيدى تعريف بأريتريا وموقعها الجغرافى وتعداد السكان واللغة، ثم حالة حقوق الإنسان فى إريتريا.
وفى الفصل
الأول نتناول وقائع القبض عليهم، ومحاكمتهم، والأحكام التى صدرت بحقهم، ثم وقائع
الاحتجاز.
وفى الفصل الثانى نتناول المعايير الدولية،
واتفاقية اللاجئين، وتعريف اللاجئ، ومدى انطباق هذه المواثيق على اللاجئين
الاريتريين، ثم مواقف الأطراف المختلفة : المفوضية السامية لشئون اللاجئين، وموقف
الحكومة المصرية، ومنظمات المجتمع
المدنى، والأهالى.
وفى الفصل الثالث نتناول فيه الترحيل إلى إريتريا.
وأخيرا
الوثائق المتعلقة بهذه القضية، وما صدر بشأنها لعلنا نوفق فى تقديم صورة عن قضية
لاجئ اريتريا.
مصطفى الحسن طه
المحامى
فصل تمهيدى
ماذا تعرف عن إريتريا
أولا : إريتريا دولة أفريقية عاصمتها أسمرة.
يتحدث معظم سكانها العربية.
1- جغرافيا :
تقع إريتريا على الشاطئ الغربى للبحر الأحمر فى
نقطة حاكمة عند مدخله الجنوبى وعلى مقربة من مضيق باب المندب ذى الأهمية
الإستراتيجية البالغة؛ فهى تشبه مثلثا محصوراً
بين إثيوبيا والسودان وجيبوتي، وتبلغ مساحتها حوالى 120 كم2
تتنوع فيها التضاريس والمناخ وتمتلك شاطئًا يمتد ألف كيلو متراً
على البحر الأحمر، يمتد من "رأس قصار" على الحدود السودانية شمالاً
إلى باب المندب فى "رأس أرجيتا" فى جيبوتى جنوباً،
ويقع فى هذا الساحل أهم موانئ البحر الأحمر وهما: "عصب"
و"مصوع".
أهم المدن فى إريتريا أسمرة ــ مصوع - عصب
وتتبع إريتريا (126) جزيرة تابعه لإقليم دنكاليا، أهمها أرخبيل (مجموعة جزر) دُهلك
وبه نحو (25) جزيرة، أهمها من الناحية الإستراتيجية جزيرتا "فاطمة"
و"حالب". ويزيد عدد السكان عن أربعة ملايين نسمة. 75% منهم مسلمون،
والباقى ينتمون إلى تسع مجموعات دينية وعرقية ولغوية أخرى.
وترجع تسمية إريتريا إلى الرومان الذين أطلقوا تسمية "سينوس أريتريوس" على
البحر الأحمر وشواطئه التى سيطروا عليها عندما خضعت "عدوليس" على الشاطئ الإريترى لسلطانهم، وعندما احتل
الإيطاليون هذه الشواطئ فى نهاية القرن التاسع عشر الميلادى أطلقوا اسم
"إريتريا" عليها إحياء للتسمية الرومانية، وذلك بمرسوم أصدره الملك الإيطالي "همبرت الأول" فى (جمادى
الأولى 1307 هـ=
يناير 1890م).
2- الـديــن :
لم تتم فى البلاد إحصائيات دقيقة لنسب الأديان
ولكنها تقدر على النحو التالي:
75% مسلمون سنيون، 18% مسيحيون من أتباع كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإريترية،
4% كاثوليك، 2 % بروتستانت، بالإضافة لوجود مجموعات صغيرة تتبع أديان ومعتقدات
مختلفة.
يتركز وجود المسلمين فى الأراضى المنخفضة
وسواحل البحر الأحمر فى البلاد، بينما يتركز وجود المسيحيين
فى المرتفعات [1].
ثانيا: إريتريا وخلفية عن حالة حقوق الإنسان :
1- خلفيـة :
كان ثلثا السكان يعتمدون على المعونات الغذائية
من هيئات الإغاثة الدولية. وأبعدت الحكومة عدداً من المنظمات الدولية غير الحكومية
التى تقدم معونات إنسانية. وواصلت الجهات المانحة تقديم المساعدات الإنسانية
العاجلة، ولكن معظمها قد أوقفت منذ فترة طويلة برامج المساعدات من أجل التنمية
بسبب تقاعس الحكومة عن تنفيذ العملية الدستورية لنشر الديمقراطية والمواثيق
الدولية لحقوق الإنسان التى سبق أن وقعت عليها. وكما كان الحال فى السنوات السابقة،
لم يسمح للمدافعين عن حقوق الإنسان بممارسة أنشطتهم وحظرت منظمات المجتمع المدنى المستقلة
والجماعات الدينية غير المرخص لها. وكان الحزب الوحيد المسموح به هو الحزب الحاكم،
وهو " "الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة"
والذى كان يعرف من قبل باسم " "الجبهة
الشعبية لتحرير إريتريا" ولم يسمح بأى نشاط معارض.
وقرر مجلس الأمن الدولى تمديد مهمة " بعثة
الأمم المتحدة فى إثيوبيا وإريتريا " حتى يناير / كانون الثانى 2007، ولكنه
انتقد الجمود فى المفاوضات بشأن الحدود المتنازع عليها بين البلدين. وواصلت
إريتريا المطالبة بأن تنفذ إثيوبيا القرار الذى أصدرته " لجنة الحدود
الإريترية الإثيوبية "، وهى لجنة دولية، عقب النزاع المسلح الذى دام من عام
1998 إلى عام 2000. ورفضت إريتريا أية مفاوضات بشأن ترسيم الحدود. وانتقد مجلس
الأمن القيود المتزايدة التى تفرضها إريتريا على تحركات " بعثة الأمم المتحدة
فى إثيوبيا وإريتريا " فى المنطقة الأمنية المؤقتة التى تديرها فى الجانب
الإريترى من الحدود، وكذلك احتجاز بعض أعضاء البعثة خلال عام 2006 كما انتقد مجلس
الأمن احتجاز أحد أعضاء البعثة بمعزل عن العالم([1])
الخارجى لأسابيع، وذلك استناداً إلى اتهامات كاذبة بالإتجار
غير المشروع، حسبما ورد.
وما برحت الحكومة تسمح لجماعات المعارضة
المسلحة الإثيوبية والسودانية بالتواجد فى إريتريا، كما أرسلت مساعدات عسكرية
وأسلحة إلى اتحاد المحاكم الإسلامية فى الصومال، وذلك حسبما أفادت لجنة تابعة
للأمم المتحدة تراقب انتهاكات الحظر المفروض على إرسال أسلحة إلى الصومال،
وكانت إريتريا تواجه خطر المعارضة المسلحة من " التحالف الديمقراطى الإريترى "
الذى يتخذ من السودان مقراً له وتدعمه إثيوبيا.
2- الاضطهاد الدينى :
استمر سريان الحظر المفروض على الجماعات
الدينية التى تمثل أقلية، مثل طائفة " شهود يهوه " وما يزيد عن 35 كنيسة
إنجيلية، كما استمر إغلاق أماكن العبادة الخاصة بها وحظر تجمعاتها الدينية،
ولا يسمح بالعمل فى إريتريا إلا لأربعة عقائد أساسية، وهى الكنيسة الأرثوذكسية
الإريترية والكنيسة الكاثوليكية واللوثرية (ميكان ييسوس) والإسلام،
وطال القمع الجماعات المنشقة عن هذه العقائد، وكذلك من يعارضون السلطات بسبب
موقفها من المنشقين. فقد جرد البابا أنطونونيوس، بابا الكنيسة الأرثوذكسية
الإريترية من صلاحياته فى منتصف عام 2005، وظل منذ ذلك الحين رهن الإقامة الجبرية
فى منزله، وذلك لاحتجاجه على اعتقال ثلاثة قساوسة أرثوذكس وإصدار أحكام بالسجن
عليهم سراً فى عام 2004.
وفى غضون العام المنصرم، قبض على عشرات من
أتباع تلك الكنائس المحظورة، بسبب ممارستهم طقوس العبادة فى منازلهم أو فى حفلات
العرس، أو لدى إعلانهم عن عقائدهم لآخرين وكان المقبوض عليهم يقتادون إلى مراكز
الشرطة أو السجون الأمنية أو معسكرات الجيش، وكثيراً ما تعرضوا للتعذيب أو التهديد
لإجبارهم على التوقيع على تعهدات بالكف عن ممارسة عقائدهم، باعتبار ذلك شرطاً
للإفراج عنهم. واحتجز هؤلاء بمعزل عن العالم الخارجى ودون سند قانونى ودون عرضهم
على أية محكمة أو توجيه أية تهمة لهم، كما تعرض
بعض المجندين فى الخدمة الوطنية للعقاب لدى ممارستهم لعقائدهم.
وظل رهن الاعتقال فى ظروف قاسية نحو ألفين من
أتباع الكنائس الإنجيلية، بما فى ذلك نحو 20 كاهناً، كما كان من بينهم نساء وأطفال.وقبض
على ما لا يقل عن 237 شخصاً خلال عام 2006، وهو عدد يقل عمن قبض عليهم فى عام 2005
ويحتمل أن يكون ذلك بسبب الانتقاد الدولى الشديد للاضطهاد الدينى.
واحتجز معظم المعتقلين فى معسكرات نائية تابعة
للجيش، أو فى زنازين تحت الأرض، أو فى حاويات شحن معدنية،
ولم يسمح لأى منهم بالاتصال بالأهل منذ اعتقالهم،
واحتجز معظم الكهنة معاً فى سجن كارشيل الأمنى فى أسمرة.
وفى نوفمبر / تشرين الثانى، أطلق سراح هيلين
برهانى، وهى منشدة دينية شهيرة فى كنيسة ريما الإنجيلية، وبعد أن ظلت محتجزة فى
معسكر ماى سروة العسكرى منذ القبض عليها فى مايو / أيار 2004. وخلال الشهر السابق
على إطلاق سراحها، كانت قد نقلت إلى مستشفى فى أسمرة وهى فى حالة صحية بالغة السوء
إثر تعرضها للتعذيب مرة أخرى.
وما برح ثلاثة من أفراد طائفة " شهود يهوه
" محتجزين بمعزل عن العالم الخارجى فى معسكر ماى سروة العسكرى بالقرب من
الحدود مع السودان، منذ القبض عليهم فى
عام 1994 عندما قررت الحكومة تجريد جميع أعضاء " شهود يهوه " من حقوق
المواطنة الأساسية لرفضهم حمل السلاح وتأدية الخدمة العسكرية،
وقبض على عدد من أفراد " شهود يهوه " خلال العام، وبذلك بلغ عدد أفراد
هذه الطائفة المحتجزين بدون تهمة أو محاكمة 27 شخصاً.
3- سجنـاء الرأى والسجنـاء
السياسيـون :
وظل رهن الاعتقال سراً إلى أجل غير مسمى بدون
تهمة أو محاكمة 11 من الوزراء السابقين والزعماء السابقين فى " الجبهة
الشعبية لتحرير إريتريا " الذين قبض عليهم فى أعقاب الحملة على المعارضة فى سبتمبر
/ أيلول 2001، وقد اعتبروا من سجناء الرأى،
ولم تفصح الحكومة مطلقاً عن أماكن احتجازهم، ولم تؤكدها مصادر أخرى،
وثارت مخاوف على سلامتهم بعدما ترددت
ادعاءات جديدة فى عام 2006 مفادها أن اللواء
أوغبا أبرهة، وربما آخرين من المحتجزين قد توفوا أثناء احتجازهم خلال السنوات
السابقة بسبب المرض والحرمان من العلاج الطبى الملائم،
ولم ترد الحكومة على مناشدات بإيضاح مصير المعتقلين أو أماكن وجودهم، ولم تسمح
لأية جهات مستقلة بالاتصال بهم، مما جعلهم فى واقع الأمر ضحايا إخفاء قسرى، ومن
بين المعتقلين النائب السابق لرئيس الجمهورية محمود أحمد شريفو، وزوجته السابقة
أستير فيسهاتسيون، واثنان من وزراء الخارجية السابقين وهما هايلى ولد تناسى وبطرس
سولومون.
ظل رهن
الاعتقال بمعزل عن العالم الخارجى بدون تهمة أو محاكمة مئات من سجناء الرأى الآخرين
الذين قبض عليهم خلال الفترة نفسها أو فى وقت لاحق، وزعم أنهم معارضون للحكومة،
ولم تعرف أماكن كثيرين منهم. كما استمر احتجاز عدد من طالبى اللجوء الذين أعيدوا
قسراً من مالطا فى عام 2002 ومن ليبيا فى عام 2003،
وظلت رهن الاعتقال بمعزل عن العالم الخارجى أستير يوهانس، زوجة بطرس سولومون العضو
السابق فى اللجنة المركزية فى " الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة "
وذلك منذ عودتها من الولايات المتحدة فى عام 2003 لتكون مع أطفالها، والذين لم
يسمح لها برؤيتهم.
4- الصحفيـــون :
قبض على تسعة صحفيين
يعملون فى وسائل إعلام حكومية، فى نوفمبر / تشرين الثانى، وأطلق سراح أحدهم لاحقاً،
ولكن بحلول نهاية عام 2006 كان ثمانية لا يزالون محتجزين بدون تهمة أو محاكمة فى
العاصمة أسمرة.
وظل
رهن الاحتجاز بمعزل عن العالم الخارجى بدون تهمة أو محاكمة 10 من الصحفيين
العاملين فى وسائل إعلام خاصة، ممن قبض عليهم خلال الحملة على المعارضة فى عام
2001 بالإضافة إلى أحد العاملين فى وسائل إعلام حكومية. واحتجز البعض فى سجن
كارشيل الأمنى فى أسمرة، ولكن لم يعرف مكان احتجاز الآخرين،
واستمر الحظر المفروض على جميع وسائل الإعلام الخاصة منذ عام 2001
5- التجنيـد العسكـرى ([2]) :
ظلت الخدمة
الوطنية، التى تشمل الخدمة العسكرية والخدمة العامة لأغراض التنمية، مثل شق الطرق
وأعمال البناء، إجبارية وممتدة إلى أجل غير مسمى بالنسبة لجميع الذكور الذين
تتراوح أعمارهم بين 18و 40 عاماً، وإن قد سمح للإناث بالخروج من الخدمة فى سن 27
عاماً، حسبما ورد، ومـددت فترة
الاستدعاء الاحتياطى إلى سن 50 عاماً، كما كان قدامى المجندين من أعضاء "
الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا " عرضة للاستدعاء. وسمح لبعض المجندين بتأدية
خدمتهم فى أعمال مدنية حكومية، ولكن فى ظل أوضاع عسكرية.
([3])وحرم
المعترضون على الخدمة العسكرية بدافع الضمير من حق الاعتراض المعترف به دولياً.
ويطبق هذا بشكل خاص على أعضاء طائفة " شهود يهوه " الذين يرفضون تأدية
الخدمة العسكرية لأسباب عقيدية - وإن كانوا
لا يعترضون على الخدمة العامة لأغراض التنمية - وفرضت
السلطات إجراءات قاسية لمواجهة التهرب من الخدمة العسكرية على نطاق واسع وفرار
آلاف من المجندين. فقد نفذت الشرطة حملات للتفتيش والقبض، واعتقل مئات الأباء
المشتبه فى ضلوعهم فى حالات تهرب أو فرار أبنائهم من الخدمة، ويحتمل أن يكون بعضهم
قد اعتقل لأجل غير مسمى، ولم يطلق
سراحهم إلا بعد دفع أموال طائلة كضمان لحين قيام المجندين المتغيبين بتسليم أنفسهم.
6- حكــم القانـون :
تقاعست المحاكم القليلة العاملة على حماية
الحقوق الدستورية فى عدم التعرض للتعذيب أو الاعتقال التعسفى وأصدرت محاكم خاصة
أحكاماً بالسجن فى محاكمات سرية ذات إجراءات مقتضبة تتعلق بالفساد وبتهم سياسية،
وحرم المتهمون فيها من الحق بتوكيل محامين لتمثيلهم أو استئناف الأحكام الصادرة
ضدهم، وورد أن لجاناً أمنية إدارية سرية أصدرت
أحكاماً بالسجن دون أى شكل من أشكال المحاكمة.
ولم تكن المحاكم العسكرية تمارس عملها،
وتعرض بعض مجندى الجيش، الذين اتهموا بتهم عسكرية مثل الفرار من الخدمة أو محاولة
الفرار أو التغيب بدون تصريح، للسجن بصورة تعسفية أو للعقاب بالتعذيب، ويحتمل أن
يكون بعضهم قد أعدم فى الحالات الأشد خطراً. وذلك بأوامر من قادتهم العسكريين.
7- التعـذيـب والمعاملـة السيئـة :
تعرض أشخاص من المشتبه فى معارضتهم للحكومة أو
من زعم أنهم يؤيدون جماعات المعارضة فى الخارج للتعذيب أثناء احتجازهم فى مراكز
احتجاز أمنية أو عسكرية وتعرض سجناء اعتقلوا لأسباب دينية للتعذيب من أجل إجبارهم
على التخلى عن عقائدهم كما ظل التعذيب مستخدماً منذ أمد بعيد لمعاقبة السجناء
المدنيين الذين يحتجزون لدى الجيش أو قوات الأمن، وكذلك المجندين المتهمين بتهم
عسكرية وكان من بين أساليب التعذيب الضرب والتكبيل فى أوضاع مؤلمة على مدى ساعات
أو أيام ولاسيما بالأسلوب المعروف باسم " الطائرة المروحية ".
واحتجز السجناء لأسباب دينية وسياسية فى ظروف
قاسية تعد بمثابة نوع من المعاملة القاسية واللا إنسانية والمهينة،
وقد احتجز كثيرون منهم فى حاويات معدنية مكتظة تفتقر إلى المرافق الصحية، وكانوا
يتعرضون فيها لأقصى درجات الحرارة، ولم يكن
هناك أى وجود تقريباً للعلاج الطبى، ولم يكن السجناء ينقلون إلى المستشفى إلا وهم
على شفا الموت، وكان اللواء بيتوديد أبرهة، المعتقل بشكل
مستمر تقريباً منذ عام 1992 فى سجن كارشيل الأمنى فى أسمرة، يعانى من مرض عقلى منذ
عدة سنوات بسبب ظروف السجن السيئة، ولكنه لم يتلق أى علاج طبى أو نفسى،
كما كانت أستير يوهانس، المحتجزة فى السجن نفسه، تعانى من سوء حالتها الصحيفة دون
أن يوفر لها العلاج الطبى الملائم.
(1) تقريرمنظمة
العفو الدولية لعام 2007
(2) ذات
المرجع السابق
(3) ذات
المرجع السابق
الخميس سبتمبر 08, 2016 10:34 am من طرف د.خالد محمود
» "خواطر "يا حبيبتي
الجمعة أبريل 08, 2016 8:25 am من طرف د.خالد محمود
» خواطر "يا حياتي "
الجمعة أبريل 08, 2016 8:15 am من طرف د.خالد محمود
» الطريق الى الجنة
الأحد مارس 06, 2016 4:19 pm من طرف د.خالد محمود
» الحديث الاول من الأربعين النووية "الاخلاص والنية "
الأحد مارس 06, 2016 4:02 pm من طرف د.خالد محمود
» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
الأربعاء سبتمبر 16, 2015 1:04 am من طرف معهد تيب توب للتدريب
» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
الأربعاء سبتمبر 16, 2015 1:04 am من طرف معهد تيب توب للتدريب
» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
الأربعاء سبتمبر 16, 2015 1:04 am من طرف معهد تيب توب للتدريب
» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
الأربعاء سبتمبر 16, 2015 1:03 am من طرف معهد تيب توب للتدريب