الأخلاق
الطبية عند العرب
محاضرة
في ندوة الطب العربي
سورية-
حلب- مديرية الثقافة - في 2/10/2006م
لئن
كانت الأمم الأخلاق كما قالوا، فإنَّ الطبَّ في حضارة الأمة يمثِّلُ رمزًا من رموز
طهارتها ونقائها، وتمثل أخلاقُه معيارا دالًّا على مدى ارتقائها أو انحطاطها الخلقيّ،
فقد كان العلماءُ يعتبرون الطبيب حاكمًا على النفوس والأجسام، والملوكَ حكّامًا
على المصالح والأموال[1].
على
أنَّ الأخلاق الطبيةَ لا تظهر في ساحة الواقع إلّا باجتماع أمور ثلاثة:
1-
العلمِ بالطب.
2-
القانونِ الذي يضبط الممارسة.
3-
التربيةِ الخلقية المستندةِ إلى الإيمان.
ويرجع
تميز الأخلاق الطبية عند العرب في حضارتهم إلى اجتماعها معا، لا سيما في عصر النهضة
الذهبي.
1- العلم:
بعد
الانفتاح العلمي بالترجمة على الحضارات المجاورة لا سيما اليونانية، ازدهر الطب
العربي الإسلامي، ثمَّ تميز فيما بين القرن الرابعِ والسادسِ الهجريين في الممارسة
الطبية عما وصل إليه اليونانيون بمزايا منها:
1-
إضافةُ المنهجِ التجريبي إلى المنهج الاستدلالي اليوناني، فاختبروا تجريبيا صحة ما
وصل إليهم مترجَما[sup][2][/sup].
2-
إضافة المبتكرات الجديدة.[sup][3][/sup]
وقد
كانت الأصول الإسلامية للطب العربي توجه إلى الاستزادة من الخبرة الطبية، فحين التقى النبي r بطبيبين أرادا علاج مصابٍ جريحٍ سألهما: (أيكما أطبُّ؟)[4]
وقال
r: (لا حكيم إلا ذو تجربة)[5].
ومنع
ممارسة الطب ممن لا علم له به، فقال r: (من تطبَّب ولم يُعلم
عنه طبٌّ فهو ضامن)[6].
وقد
أوصى الطبيبُ ابنُ الكَحّال تلميذه أن يكون مكبًّا على الاشتغال في العلوم، ومعاشرا
للعلماء [7]
2- القانون:
كانت
القوانين القديمة الضابطة لأخلاقيات الطب تتراوح بين الإفراط والتفريط، خلافًا للقوانين
العربية الإسلامية، التي نظمت السلوك الطبي بتوازن.
ففي
الماضي كان الطبيب عند قدماء المصريين يعاقب بالإعدام إذا خالف الكتاب المقدس في
الطب[8].
وفي
شريعة حمورابي كانت تُقطعُ يدُ الطبيب الذي يتسبب بفقد بصرِ سَيِّدٍ حُرٍّ [9]،
ويُعاقب بالحبس إذا تقاضى أجراً فوق ما هو مُقرَّر له فيها. [10]
وعند
اليونانيين حدَّ أرسطوطاليس عقوبةَ القتل للطبيب الذي يعطي دواءً خاطئًا، فيموتُ
بسببه المريض[11].
وفي
الإسكندرية صلب الإسكندرُ المقدوني طبيبا عالج
صديقَه بالحمية والصوم, فلم يمتثل وأكل وشرب فمات, ورأى الإسكندر استحقاقَ الطبيب
لتلك العقوبة لأنه لم يراقب صديقه المريض[12].
وكان
الرومان يفرقون بين خطأ الطبيب من الطبقة الراقية الذي كانت عقوبته النفي, وخطأ
الطبيب من الطبقة الوضيعة الذي كانت عقوبته الإعدام[13].
وفي
أوربا كان القوط الشرقيون يسلمون الطبيب الذي يموت مريضه إلى أهل المريض ليقتلوه
أو يتخذوه عبداً رقيقاً.
أما
القوط الغربيون فكانوا لا يدفعون الأجرة للطبيب إلا إذا شفي المريض[14].
ولما
مرض في حروب الفرنجة ملك أورشليم أموري الأول, رفض الأطباء مداواته خوفاً على
حياتهم, فلجأ إلى الأطباء الأجانب الذين اشترطوا عليه عدم العقوبة[15]
لكنَّ
القوانين الموجهة لأخلاقيات الطب عند العرب كانت متوازنة توازنا كبيرًا.
فقبل
ممارسة الطبيب للطب يجرى له الاختبار والامتحان، وقد أوكل المقتدر العباسي إلى
طبيبه سنانِ بن ثابتِ بن قُرَّة امتحان الأطباء قبل السماح لهم بممارسة المهنة.[16]
وكان
المحتسب يأخذ عليهم قبل الممارسة عهدَ أبقراط، الذي تم تعديلُه وحُذفَ ما فيه من
الشرك والوثنية[17].
وكانَ
لكل مريضٍ يعالجه الطبيب سِجِلٌّ يحتفظ به أهل المريض يُدَوَّنُ فيه ما ذكره
المريض من الأعراض، فصَّل ذلك عبدُ الرحمن بن نصر الشيزري في كتابه (نهايةُ الرتبة
في طلب الحسبة) كما يُدَوِّنُ فيه النبضَ، وأوصافَ البول في القارورة، ويُدوِّنُ
فيه قانون الأشربة (وهي الوصفة الطبية التي يقررها الطبيب) ويضع على السجلِّ شهادة
من وجد معه عند المريض، ثم يأتي الطبيب في اليوم التالي إلى المريض وينظر إلى دائه
ويسأل المريض، ويرتّب له قانوناً على حسب مقتضى الحال، ويكتب له نسخة مماثلة للتي
كتبها بالأمس ويسلمها إليهم... وفي اليوم الثالث يكون الأمر كذلك.. وهكذا إلى أن
يبرأ المريض أو يموت.
فإذا
مات المريض ذهب ذووه إلى الحكيم الأكبر المشهور وعرضوا عليه النسخ التي كتبها لهم
الطبيب، فإذا رآها على مقتضى الحكمة وصناعة الطب من غير تفريط ولا تقصير أعلمهم
بذلك، وإن رأى الأمر بخلاف ذلك قال لهم: خذوا دية صاحبكم من الطبيب، فإنه قتله
بسوء صناعته وتفريطه[18].
وقد
نظم قانون الفقه الإسلامي معاملة الأطباء على الترتيب الآتي:
1-
من عُرِف بالطبِّ والحِذق فيه، وبذل جهده في العلاج، ولم يُشفَ المريض، فلا ضمان
عليه[19]،
وله أجرته.
2-
من عُرِف بالطبِّ والحِذق فيه، فقام بفعلٍ أذن فيه القانون، وأذنَ فيه المريض، لكنْ
تولَّد من ذلك الفعلِ تلفُ عُضوٍ أو نفسٍ، أوذهابُ صفةٍ، فلا ضمان عليه[20]،
وله أجرته.
3-
إذا قام الطبيبُ بفعلٍ لم يأذن به القانون، أو لم يأذن به المريضُ أو وليُّه فهو
ضامنٌ وفعله يعتبر جناية[21].
4-
إذا أذن المريض لجاهلٍ بالطب أو بفرع منه، وهو لا يعلم أنَّه جاهل، فإن الطبيب
يضمن ما جنت يده لأنه متعدِّ في فعله ذاك.[22]
5-
من عُرِف بالطبِّ والحِذق فيه، وأعطى الصنعة حقها لكن أخطأت يده، وتعدَّت إلى عضو
صحيحٍ فأتلفه، فالضمانُ على عاقلته[23]،
والعاقلةُ كانت قديما قبيلةَ الطبيب، لكنها اليوم تُوجَّهُ إلى المؤسسة الطبية
التي ينتسب إليها الطبيب، ومثالها في زماننا هذا النقابة[24]وصناديقها
التطوُعِيَّةُ التعاونية.
مثل
هذا التفصيل يدُلُّ على رقيِّ القانون الذي يضبط أخلاقيات الطب، فلا يلغي الطبيب
ولا يهمله مع إساءته.
3- التربية الخلقية:
المرض
في الأصل هو الخروج عن الاعتدال، لكنَّ اللافت للنظر أنَّ القرآن الكريم الذي
تستند إليه الحضارة الإسلامية الطبية يذكر نوعين من المرض، (الجسميَّ الحسيَّ) كما في قوله تعالى: (وَلَا عَلَى
الْمَرِيضِ حَرَجٌ) [الفتح: 17].(والخلُقيَّ المعنويَّ)
كما في قوله تعالى: (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا)
[البقرة: 10].
وقد
كان الطبيب في حضارتنا العربية الإسلامية يحرص على الشفاء من المرضين قبل ممارسته
للتطبيب، وكان يعلم أنه لن يشفى من مرضه المعنوي حتى يستمدَّ السلامة من إيمانه،
ويتحرر من الهيمنة المادية على قلبه، قال صلاحُ الدينِ بنُ يوسفَ الكحّالِ
الحمَوِيِّ[25]
يوصي تلميذه:
"
اعلم أن هذه الصناعةَ منحةٌ من الله تعالى يُعطيها لمستحقها لأنه يصيرُ واسطةً بين
المريض وبين الحقِّ سبحانه وتعالى في طلبِ العافية له، حتى تجري على يديه، فتحصلُ
له الحرمة الجزيلة من الناس... وفي الآخرةِ الأجرُ والمجازاة من ربِّ العالمين...
فيجبُ عليك حينئذ أن تلبسَ ثوبَ الطهارةِ والعفَّةِ والنقاءِ والرأفةِ ومراقبةِ
الله تعالى، وخاصةً في عُبورِكَ على حريم الناس، كَتومًا على أسرارهم.... وإن
أمكنك أن تؤثر الضعفاء من مالك فافعل."[26]
ويلاحظُ
في هذه الوصية توجيهُ الأستاذ تلميذه إلى مراقبةِ الله تعالى، وطلبِ الأجر في
الآخرة، والتحلّي بمكارم الأخلاق، وخصوصًا بكتمِ السر ورحمةِ الفقراء.
ولم
تكن هذه الأخلاقُ في ظلِّ تلك الحضارة العربية الإسلامية منحصرة في الأطباء
المسلمين، بل كانت سمةً لكل الأطباء وقتَها، وها هو العالِمُ المسيحيُّ إسحاق بنُ
عليٍّ الرهاويُّ يقول في كتابه (أدب الطبيب):
"إن
أولَ ما يلزمُ الطبيبَ اعتقادُه صحةُ الأمانة، وأولُ الأمانةِ اعتقادُه أنَّ لكلِّ
مكوَّن مخلوقٍ خالقاً مكوِّناً واحداً قادراً حكيماً فاعلاً لجميع المفعولات بقصدٍ
محيي مميتٌ مُمرِضٌ مُشفي أنعم على الخلائق منذ ابتدا خلقهم بتعريفهم ما ينفعهم
ليستعملوه إذ خلقهم مضطّريين, وكشف لهم عما يضرهم ليحذروه, إذ كانوا بذلك جاهلين
فهذه أول أمانة, ...والأمانة الثانية أن يعتقد بالله جل ذكرُه المحبةَ الصحيحةَ
وينصرفَ إليه بجميع عقله ونفسه واختياره, فإنَّ منـزلةَ المُحبِّ اختياراً أشرفُ
من منـزلةِ الطامعِ له خوفاً واضطراراً, والأمانة الثالثة أن يعتقد أن لله رسلاً
إلى خلقه هم أنبياؤه أرسلهم إلى خلقه بما يُصلحهم". [27]...
ثم يقول: "إذا أصبحت أمانتك بما تقدّم القول به ... فعليك بالعبادة له بما
يُرضيه, ولن تقدر على ذلك دون أن تُصلح أخلاقك وتَعدِلَ أفعالك". [28]
ولم
تفرق الحضارة الإسلامية بين طبيبٍ مسلمٍ أو غيرِ مسلم، لأنها كانت تنظر نظرة مجردة
إلى علمه وخبرته، وجاء في كتاب الآداب الشرعية لابن مفلح" إذا كان اليهودي
والنصراني خبيراً بالطب, ثقة عند الإنسان جاز له أن يُستَطَبَّ (أي أن يُرجع إليه للتطبب).
وعندما
عادَ رسول الله r سعدًا في مرضه أمر أن يُحضر له الطبيبُ الحارثُ بنُ كَلَدَةَ
الثقفي, وكان يومها على غير دين الإسلام.[29]
ويجوزُ
في الحضارة الإسلامية للرجل أن يداويَ المرأة, ويجوزُ للمرأة أن تداويَ الرجل، قال
البخاري رحمه الله في إحدى ترجماته لأبواب الطب: "هل يداوي الرجل المرأة,
والمرأة الرجل؟" وأجاب على السؤال بروايته لحديث الرُبَيِّع بنتِ معوِّذ قالت:
"كنا نغزو مع رسول الله r نسقي القوم ونخدمهم, ونردُّ القتلى والجرحى إلى المدينة"[30]
ومن
الأخلاق الطبية في تلك الحضارة رفعُ الطبيب لروح المريض المعنوية ولو كان مرضه
عضالا لا شفاء له، وفي هذا يقول الرازي: "ينبغي على الطبيب أن يوهم المريض
أبداً الصحةَ, ويرجّيَهُ لها وإن كان غير واثقٍ بذلك, فمزاجُ الجسم تابعٌ لأخلاق
النفس"[31]
ويقول
إسحاق بن عمران: "وواس المتألم وشجِّعه وعلله بالشفاء, حتى ولو كنت متأكداً
من عدم حدوثه فلربما ساعدتَ بتقويةِ روحِه المعنوية على بُرئِه" [32]
وكان
الشيخ ابن سينا يقول لمريضه:" أنا وأنت والمرض ثلاثة فإذا عاونتني ووقفت
بجانبي فنصبح اثنين، والمرضُ وحده, فنتغلبُ عليه ونقهرُه، وإذا وقفت مع المرض
فعندئذ تصبحان اثنين, وأكونُ وحدي وتتغلبان عليّ ولا أستطيع شفاءك".[33]
ولعلَّ
أصلَهم في ذلك قولُ النبي r: "إذا دخلتم على المريض فنفِّسوا له في أجَلِه فإن ذلك لا
يردُّ شيئًا ويُطَيِّبُ نفسه"[34]
ومن
الأخلاق الطبية العربية الإسلامية معاملةُ جرحى العدو ومرضاه أحسن معاملة.
وأمر
سيدنا علي مناديًا يوم الجمل: "ألا لا يجهزَنَّ على جريح "[35]
ومن
الأخلاق الطبية العربية وشاركهم فيها غيرهم احترامُ الطبيب وتقديرُه الشديد
لأستاذه، جاء في قسم أبقراط الذي كانوا يقسمون به:
"أن
أُعِزَّ مَنْ علّمني هذا الفنَّ كمعزّتي لوالدي, وأشركَه معاشي, وإن احتاج فأقاسِمُه
مالي"[36]
ولو
كان الوقتُ متسعًا لأوردنا من أخلاق الطب العربية الإسلامية الصدقَ في الشهادة
الطبية، والعدلَ، والمساواةَ بين المرضى، والجودَ،
والإحسانَ، والفتوةَ، إلى غير ذلك من الأخلاق الأصيلة.
ومما
تقدمَ يَظهرُ تألُّقُ الأخلاق الطبية العربية الإسلامية، من خلال بواعثِها ونتائجِ
تلك البواعث في السلوك البشري الإنساني، ويا ليتنا نعيدها ونؤسس لها في المدرسة والجامعة
والمجتمع من جديد.
المصادر والمراجع :
القرآن الكريم
[1]
إسحاق بن علي الرهاوي ، أدب الطبيب
، مكتبة السليمية ، أدرنة.
[2]
البخاري ، الإمام أبو عبد الله محمد بن
اسماعيل ، الجامع الصحيح ، ط 4 ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، 1988 م
.
[3]
البيهقي
[4]
الترمذي ، أبو عيسى محمد بن عيسى بن
سورة ، السنن ، دار إحياء التراث
العربي .
[5]
أبي زيد أحمد بن سهل البلخي ، مصالح
الأبدان والأنفس ، تحقيق د.
محمود مصري .
[6]
أبو غدة ، عبد الفتاح ، تقدمة موطأ
الإمام مالك برواية محمد بن الحسن ، نسخة حاسوبية ، برنامج المحدث الاصدار 863
.
[7] ابن
الكحال ، نور العيون وجامع الفنون ، ط 4 ، نقلا عن أخلاقيات الطب والصحة،
الورقة رقم 4/ 1998، منظمة الصحة العالمية، المكتب الإقليمي لشرق المتوسط
[8]
الدكتور محمود الحاج قاسم محمد ، السلوك
الطبي الإسلامي، مطبعة الزهراء، العراق، 2004م .
[9] الدكتور
محمد علي البار ، المسئولية الطبية وأخلاقيات الطبيب ضمان الطبيب وإذن المريض ،
ط 4 ، دار المنارة ، جدة ، 1993 م .
[1] انظر أدب الطبيب لإسحق بن علي الرهاوي: ص9 -
مخطوطة رقم/ 1658 / مكتبة السليمية – أدرنة.
[2] - انظر سزكين، محاضرات في تاريخ العلوم العربية
والإسلامية 39، نقلا عن تحقيق د. محمود مصري لمصالح الأبدان والأنفس لأبي زيد أحمد بن سهل البلخي ص 45.
[3] - مصالح الأبدان والأنفس لأبي زيد أحمد بن سهل البلخي - تحقيق د. محمود
مصري ص 45.
[4] رواه مالك في الموطأ.
[5] رواه أحمد والترمذي وابن حبان والحاكم وقال:
صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
[6] رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه والحاكم وقال:
صحيح الإسناد.
[7] انظر نور العيون وجامع الفنون لابن الكحال، نقلا
عن أخلاقيات الطب والصحة، الورقة رقم 4/ 1998، منظمة الصحة العالمية، المكتب
الإقليمي لشرق المتوسط، ص 8.
[8] انظر المسئولية الطبية وأخلاقيات الطبيب ضمان
الطبيب وإذن المريض/ تأليف الدكتور محمد علي البار/دار المنارة 1993/ ص17.
[9] انظر المصدر السابق ص21.
[10] انظر المصدر السابق ص22.
[11] انظر المصدر السابق ص29.
[12] انظر المصدر السابق ص29.
[13] انظر المصدر السابق ص31.
[14] انظر المصدر السابق ص33.
[15] انظر المصدر السابق ص34.
[16] انظر المصدر السابق ص35.
[17] انظر المصدر السابق ص38- 39.
[18] انظر المصدر السابق ص38- 39.
[19] انظر المصدر السابق ص 51.
[20] انظر المصدر السابق ص 57.
[21] انظر المصدر السابق ص 59.
[22] انظر المصدر السابق ص60.
[23] انظر المصدر السابق ص 61.
[24] انظر المصدر السابق ص 61.
[25] من أطباء القرن الثالث عشر الميلادي، و السابع
الهجري.
[26] نور العيون وجامع الفنون لابن الكحال، نقلا عن
أخلاقيات الطب والصحة، الورقة رقم 4/ 1998، منظمة الصحة العالمية، المكتب الإقليمي
لشرق المتوسط، ص7- 8.
[27] أدب الطبيب لإسحق بن علي الرهاوي: ص9 - مخطوطة
رقم/ 1658 / مكتبة السليمية – أدرنة.
[28] انظر المصدر السابق ص20.
[29] انظر السلوك الطبي الإسلامي/ تأليف الدكتور
محمود الحاج قاسم محمد/ مطبعة الزهراء 2004/ ص70-71.
[30] البخاري.
[31] انظر المصدر السابق ص50.
[32] انظر المصدر السابق ص50.
[33] انظر المصدر السابق ص34-35.
[34] أخرجه الترمذي عن أبي سعيد t.
[35] رواه ابن أبي شيبة في مصنفه.
[36] انظر السلوك الطبي الإسلامي/ تأليف الدكتور
محمود الحاج قاسم محمد/ مطبعة الزهراء 2004/
ص29.
الطبية عند العرب
محاضرة
في ندوة الطب العربي
سورية-
حلب- مديرية الثقافة - في 2/10/2006م
لئن
كانت الأمم الأخلاق كما قالوا، فإنَّ الطبَّ في حضارة الأمة يمثِّلُ رمزًا من رموز
طهارتها ونقائها، وتمثل أخلاقُه معيارا دالًّا على مدى ارتقائها أو انحطاطها الخلقيّ،
فقد كان العلماءُ يعتبرون الطبيب حاكمًا على النفوس والأجسام، والملوكَ حكّامًا
على المصالح والأموال[1].
على
أنَّ الأخلاق الطبيةَ لا تظهر في ساحة الواقع إلّا باجتماع أمور ثلاثة:
1-
العلمِ بالطب.
2-
القانونِ الذي يضبط الممارسة.
3-
التربيةِ الخلقية المستندةِ إلى الإيمان.
ويرجع
تميز الأخلاق الطبية عند العرب في حضارتهم إلى اجتماعها معا، لا سيما في عصر النهضة
الذهبي.
1- العلم:
بعد
الانفتاح العلمي بالترجمة على الحضارات المجاورة لا سيما اليونانية، ازدهر الطب
العربي الإسلامي، ثمَّ تميز فيما بين القرن الرابعِ والسادسِ الهجريين في الممارسة
الطبية عما وصل إليه اليونانيون بمزايا منها:
1-
إضافةُ المنهجِ التجريبي إلى المنهج الاستدلالي اليوناني، فاختبروا تجريبيا صحة ما
وصل إليهم مترجَما[sup][2][/sup].
2-
إضافة المبتكرات الجديدة.[sup][3][/sup]
وقد
كانت الأصول الإسلامية للطب العربي توجه إلى الاستزادة من الخبرة الطبية، فحين التقى النبي r بطبيبين أرادا علاج مصابٍ جريحٍ سألهما: (أيكما أطبُّ؟)[4]
وقال
r: (لا حكيم إلا ذو تجربة)[5].
ومنع
ممارسة الطب ممن لا علم له به، فقال r: (من تطبَّب ولم يُعلم
عنه طبٌّ فهو ضامن)[6].
وقد
أوصى الطبيبُ ابنُ الكَحّال تلميذه أن يكون مكبًّا على الاشتغال في العلوم، ومعاشرا
للعلماء [7]
2- القانون:
كانت
القوانين القديمة الضابطة لأخلاقيات الطب تتراوح بين الإفراط والتفريط، خلافًا للقوانين
العربية الإسلامية، التي نظمت السلوك الطبي بتوازن.
ففي
الماضي كان الطبيب عند قدماء المصريين يعاقب بالإعدام إذا خالف الكتاب المقدس في
الطب[8].
وفي
شريعة حمورابي كانت تُقطعُ يدُ الطبيب الذي يتسبب بفقد بصرِ سَيِّدٍ حُرٍّ [9]،
ويُعاقب بالحبس إذا تقاضى أجراً فوق ما هو مُقرَّر له فيها. [10]
وعند
اليونانيين حدَّ أرسطوطاليس عقوبةَ القتل للطبيب الذي يعطي دواءً خاطئًا، فيموتُ
بسببه المريض[11].
وفي
الإسكندرية صلب الإسكندرُ المقدوني طبيبا عالج
صديقَه بالحمية والصوم, فلم يمتثل وأكل وشرب فمات, ورأى الإسكندر استحقاقَ الطبيب
لتلك العقوبة لأنه لم يراقب صديقه المريض[12].
وكان
الرومان يفرقون بين خطأ الطبيب من الطبقة الراقية الذي كانت عقوبته النفي, وخطأ
الطبيب من الطبقة الوضيعة الذي كانت عقوبته الإعدام[13].
وفي
أوربا كان القوط الشرقيون يسلمون الطبيب الذي يموت مريضه إلى أهل المريض ليقتلوه
أو يتخذوه عبداً رقيقاً.
أما
القوط الغربيون فكانوا لا يدفعون الأجرة للطبيب إلا إذا شفي المريض[14].
ولما
مرض في حروب الفرنجة ملك أورشليم أموري الأول, رفض الأطباء مداواته خوفاً على
حياتهم, فلجأ إلى الأطباء الأجانب الذين اشترطوا عليه عدم العقوبة[15]
لكنَّ
القوانين الموجهة لأخلاقيات الطب عند العرب كانت متوازنة توازنا كبيرًا.
فقبل
ممارسة الطبيب للطب يجرى له الاختبار والامتحان، وقد أوكل المقتدر العباسي إلى
طبيبه سنانِ بن ثابتِ بن قُرَّة امتحان الأطباء قبل السماح لهم بممارسة المهنة.[16]
وكان
المحتسب يأخذ عليهم قبل الممارسة عهدَ أبقراط، الذي تم تعديلُه وحُذفَ ما فيه من
الشرك والوثنية[17].
وكانَ
لكل مريضٍ يعالجه الطبيب سِجِلٌّ يحتفظ به أهل المريض يُدَوَّنُ فيه ما ذكره
المريض من الأعراض، فصَّل ذلك عبدُ الرحمن بن نصر الشيزري في كتابه (نهايةُ الرتبة
في طلب الحسبة) كما يُدَوِّنُ فيه النبضَ، وأوصافَ البول في القارورة، ويُدوِّنُ
فيه قانون الأشربة (وهي الوصفة الطبية التي يقررها الطبيب) ويضع على السجلِّ شهادة
من وجد معه عند المريض، ثم يأتي الطبيب في اليوم التالي إلى المريض وينظر إلى دائه
ويسأل المريض، ويرتّب له قانوناً على حسب مقتضى الحال، ويكتب له نسخة مماثلة للتي
كتبها بالأمس ويسلمها إليهم... وفي اليوم الثالث يكون الأمر كذلك.. وهكذا إلى أن
يبرأ المريض أو يموت.
فإذا
مات المريض ذهب ذووه إلى الحكيم الأكبر المشهور وعرضوا عليه النسخ التي كتبها لهم
الطبيب، فإذا رآها على مقتضى الحكمة وصناعة الطب من غير تفريط ولا تقصير أعلمهم
بذلك، وإن رأى الأمر بخلاف ذلك قال لهم: خذوا دية صاحبكم من الطبيب، فإنه قتله
بسوء صناعته وتفريطه[18].
وقد
نظم قانون الفقه الإسلامي معاملة الأطباء على الترتيب الآتي:
1-
من عُرِف بالطبِّ والحِذق فيه، وبذل جهده في العلاج، ولم يُشفَ المريض، فلا ضمان
عليه[19]،
وله أجرته.
2-
من عُرِف بالطبِّ والحِذق فيه، فقام بفعلٍ أذن فيه القانون، وأذنَ فيه المريض، لكنْ
تولَّد من ذلك الفعلِ تلفُ عُضوٍ أو نفسٍ، أوذهابُ صفةٍ، فلا ضمان عليه[20]،
وله أجرته.
3-
إذا قام الطبيبُ بفعلٍ لم يأذن به القانون، أو لم يأذن به المريضُ أو وليُّه فهو
ضامنٌ وفعله يعتبر جناية[21].
4-
إذا أذن المريض لجاهلٍ بالطب أو بفرع منه، وهو لا يعلم أنَّه جاهل، فإن الطبيب
يضمن ما جنت يده لأنه متعدِّ في فعله ذاك.[22]
5-
من عُرِف بالطبِّ والحِذق فيه، وأعطى الصنعة حقها لكن أخطأت يده، وتعدَّت إلى عضو
صحيحٍ فأتلفه، فالضمانُ على عاقلته[23]،
والعاقلةُ كانت قديما قبيلةَ الطبيب، لكنها اليوم تُوجَّهُ إلى المؤسسة الطبية
التي ينتسب إليها الطبيب، ومثالها في زماننا هذا النقابة[24]وصناديقها
التطوُعِيَّةُ التعاونية.
مثل
هذا التفصيل يدُلُّ على رقيِّ القانون الذي يضبط أخلاقيات الطب، فلا يلغي الطبيب
ولا يهمله مع إساءته.
3- التربية الخلقية:
المرض
في الأصل هو الخروج عن الاعتدال، لكنَّ اللافت للنظر أنَّ القرآن الكريم الذي
تستند إليه الحضارة الإسلامية الطبية يذكر نوعين من المرض، (الجسميَّ الحسيَّ) كما في قوله تعالى: (وَلَا عَلَى
الْمَرِيضِ حَرَجٌ) [الفتح: 17].(والخلُقيَّ المعنويَّ)
كما في قوله تعالى: (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا)
[البقرة: 10].
وقد
كان الطبيب في حضارتنا العربية الإسلامية يحرص على الشفاء من المرضين قبل ممارسته
للتطبيب، وكان يعلم أنه لن يشفى من مرضه المعنوي حتى يستمدَّ السلامة من إيمانه،
ويتحرر من الهيمنة المادية على قلبه، قال صلاحُ الدينِ بنُ يوسفَ الكحّالِ
الحمَوِيِّ[25]
يوصي تلميذه:
"
اعلم أن هذه الصناعةَ منحةٌ من الله تعالى يُعطيها لمستحقها لأنه يصيرُ واسطةً بين
المريض وبين الحقِّ سبحانه وتعالى في طلبِ العافية له، حتى تجري على يديه، فتحصلُ
له الحرمة الجزيلة من الناس... وفي الآخرةِ الأجرُ والمجازاة من ربِّ العالمين...
فيجبُ عليك حينئذ أن تلبسَ ثوبَ الطهارةِ والعفَّةِ والنقاءِ والرأفةِ ومراقبةِ
الله تعالى، وخاصةً في عُبورِكَ على حريم الناس، كَتومًا على أسرارهم.... وإن
أمكنك أن تؤثر الضعفاء من مالك فافعل."[26]
ويلاحظُ
في هذه الوصية توجيهُ الأستاذ تلميذه إلى مراقبةِ الله تعالى، وطلبِ الأجر في
الآخرة، والتحلّي بمكارم الأخلاق، وخصوصًا بكتمِ السر ورحمةِ الفقراء.
ولم
تكن هذه الأخلاقُ في ظلِّ تلك الحضارة العربية الإسلامية منحصرة في الأطباء
المسلمين، بل كانت سمةً لكل الأطباء وقتَها، وها هو العالِمُ المسيحيُّ إسحاق بنُ
عليٍّ الرهاويُّ يقول في كتابه (أدب الطبيب):
"إن
أولَ ما يلزمُ الطبيبَ اعتقادُه صحةُ الأمانة، وأولُ الأمانةِ اعتقادُه أنَّ لكلِّ
مكوَّن مخلوقٍ خالقاً مكوِّناً واحداً قادراً حكيماً فاعلاً لجميع المفعولات بقصدٍ
محيي مميتٌ مُمرِضٌ مُشفي أنعم على الخلائق منذ ابتدا خلقهم بتعريفهم ما ينفعهم
ليستعملوه إذ خلقهم مضطّريين, وكشف لهم عما يضرهم ليحذروه, إذ كانوا بذلك جاهلين
فهذه أول أمانة, ...والأمانة الثانية أن يعتقد بالله جل ذكرُه المحبةَ الصحيحةَ
وينصرفَ إليه بجميع عقله ونفسه واختياره, فإنَّ منـزلةَ المُحبِّ اختياراً أشرفُ
من منـزلةِ الطامعِ له خوفاً واضطراراً, والأمانة الثالثة أن يعتقد أن لله رسلاً
إلى خلقه هم أنبياؤه أرسلهم إلى خلقه بما يُصلحهم". [27]...
ثم يقول: "إذا أصبحت أمانتك بما تقدّم القول به ... فعليك بالعبادة له بما
يُرضيه, ولن تقدر على ذلك دون أن تُصلح أخلاقك وتَعدِلَ أفعالك". [28]
ولم
تفرق الحضارة الإسلامية بين طبيبٍ مسلمٍ أو غيرِ مسلم، لأنها كانت تنظر نظرة مجردة
إلى علمه وخبرته، وجاء في كتاب الآداب الشرعية لابن مفلح" إذا كان اليهودي
والنصراني خبيراً بالطب, ثقة عند الإنسان جاز له أن يُستَطَبَّ (أي أن يُرجع إليه للتطبب).
وعندما
عادَ رسول الله r سعدًا في مرضه أمر أن يُحضر له الطبيبُ الحارثُ بنُ كَلَدَةَ
الثقفي, وكان يومها على غير دين الإسلام.[29]
ويجوزُ
في الحضارة الإسلامية للرجل أن يداويَ المرأة, ويجوزُ للمرأة أن تداويَ الرجل، قال
البخاري رحمه الله في إحدى ترجماته لأبواب الطب: "هل يداوي الرجل المرأة,
والمرأة الرجل؟" وأجاب على السؤال بروايته لحديث الرُبَيِّع بنتِ معوِّذ قالت:
"كنا نغزو مع رسول الله r نسقي القوم ونخدمهم, ونردُّ القتلى والجرحى إلى المدينة"[30]
ومن
الأخلاق الطبية في تلك الحضارة رفعُ الطبيب لروح المريض المعنوية ولو كان مرضه
عضالا لا شفاء له، وفي هذا يقول الرازي: "ينبغي على الطبيب أن يوهم المريض
أبداً الصحةَ, ويرجّيَهُ لها وإن كان غير واثقٍ بذلك, فمزاجُ الجسم تابعٌ لأخلاق
النفس"[31]
ويقول
إسحاق بن عمران: "وواس المتألم وشجِّعه وعلله بالشفاء, حتى ولو كنت متأكداً
من عدم حدوثه فلربما ساعدتَ بتقويةِ روحِه المعنوية على بُرئِه" [32]
وكان
الشيخ ابن سينا يقول لمريضه:" أنا وأنت والمرض ثلاثة فإذا عاونتني ووقفت
بجانبي فنصبح اثنين، والمرضُ وحده, فنتغلبُ عليه ونقهرُه، وإذا وقفت مع المرض
فعندئذ تصبحان اثنين, وأكونُ وحدي وتتغلبان عليّ ولا أستطيع شفاءك".[33]
ولعلَّ
أصلَهم في ذلك قولُ النبي r: "إذا دخلتم على المريض فنفِّسوا له في أجَلِه فإن ذلك لا
يردُّ شيئًا ويُطَيِّبُ نفسه"[34]
ومن
الأخلاق الطبية العربية الإسلامية معاملةُ جرحى العدو ومرضاه أحسن معاملة.
وأمر
سيدنا علي مناديًا يوم الجمل: "ألا لا يجهزَنَّ على جريح "[35]
ومن
الأخلاق الطبية العربية وشاركهم فيها غيرهم احترامُ الطبيب وتقديرُه الشديد
لأستاذه، جاء في قسم أبقراط الذي كانوا يقسمون به:
"أن
أُعِزَّ مَنْ علّمني هذا الفنَّ كمعزّتي لوالدي, وأشركَه معاشي, وإن احتاج فأقاسِمُه
مالي"[36]
ولو
كان الوقتُ متسعًا لأوردنا من أخلاق الطب العربية الإسلامية الصدقَ في الشهادة
الطبية، والعدلَ، والمساواةَ بين المرضى، والجودَ،
والإحسانَ، والفتوةَ، إلى غير ذلك من الأخلاق الأصيلة.
ومما
تقدمَ يَظهرُ تألُّقُ الأخلاق الطبية العربية الإسلامية، من خلال بواعثِها ونتائجِ
تلك البواعث في السلوك البشري الإنساني، ويا ليتنا نعيدها ونؤسس لها في المدرسة والجامعة
والمجتمع من جديد.
المصادر والمراجع :
القرآن الكريم
[1]
إسحاق بن علي الرهاوي ، أدب الطبيب
، مكتبة السليمية ، أدرنة.
[2]
البخاري ، الإمام أبو عبد الله محمد بن
اسماعيل ، الجامع الصحيح ، ط 4 ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، 1988 م
.
[3]
البيهقي
[4]
الترمذي ، أبو عيسى محمد بن عيسى بن
سورة ، السنن ، دار إحياء التراث
العربي .
[5]
أبي زيد أحمد بن سهل البلخي ، مصالح
الأبدان والأنفس ، تحقيق د.
محمود مصري .
[6]
أبو غدة ، عبد الفتاح ، تقدمة موطأ
الإمام مالك برواية محمد بن الحسن ، نسخة حاسوبية ، برنامج المحدث الاصدار 863
.
[7] ابن
الكحال ، نور العيون وجامع الفنون ، ط 4 ، نقلا عن أخلاقيات الطب والصحة،
الورقة رقم 4/ 1998، منظمة الصحة العالمية، المكتب الإقليمي لشرق المتوسط
[8]
الدكتور محمود الحاج قاسم محمد ، السلوك
الطبي الإسلامي، مطبعة الزهراء، العراق، 2004م .
[9] الدكتور
محمد علي البار ، المسئولية الطبية وأخلاقيات الطبيب ضمان الطبيب وإذن المريض ،
ط 4 ، دار المنارة ، جدة ، 1993 م .
[1] انظر أدب الطبيب لإسحق بن علي الرهاوي: ص9 -
مخطوطة رقم/ 1658 / مكتبة السليمية – أدرنة.
[2] - انظر سزكين، محاضرات في تاريخ العلوم العربية
والإسلامية 39، نقلا عن تحقيق د. محمود مصري لمصالح الأبدان والأنفس لأبي زيد أحمد بن سهل البلخي ص 45.
[3] - مصالح الأبدان والأنفس لأبي زيد أحمد بن سهل البلخي - تحقيق د. محمود
مصري ص 45.
[4] رواه مالك في الموطأ.
[5] رواه أحمد والترمذي وابن حبان والحاكم وقال:
صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
[6] رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه والحاكم وقال:
صحيح الإسناد.
[7] انظر نور العيون وجامع الفنون لابن الكحال، نقلا
عن أخلاقيات الطب والصحة، الورقة رقم 4/ 1998، منظمة الصحة العالمية، المكتب
الإقليمي لشرق المتوسط، ص 8.
[8] انظر المسئولية الطبية وأخلاقيات الطبيب ضمان
الطبيب وإذن المريض/ تأليف الدكتور محمد علي البار/دار المنارة 1993/ ص17.
[9] انظر المصدر السابق ص21.
[10] انظر المصدر السابق ص22.
[11] انظر المصدر السابق ص29.
[12] انظر المصدر السابق ص29.
[13] انظر المصدر السابق ص31.
[14] انظر المصدر السابق ص33.
[15] انظر المصدر السابق ص34.
[16] انظر المصدر السابق ص35.
[17] انظر المصدر السابق ص38- 39.
[18] انظر المصدر السابق ص38- 39.
[19] انظر المصدر السابق ص 51.
[20] انظر المصدر السابق ص 57.
[21] انظر المصدر السابق ص 59.
[22] انظر المصدر السابق ص60.
[23] انظر المصدر السابق ص 61.
[24] انظر المصدر السابق ص 61.
[25] من أطباء القرن الثالث عشر الميلادي، و السابع
الهجري.
[26] نور العيون وجامع الفنون لابن الكحال، نقلا عن
أخلاقيات الطب والصحة، الورقة رقم 4/ 1998، منظمة الصحة العالمية، المكتب الإقليمي
لشرق المتوسط، ص7- 8.
[27] أدب الطبيب لإسحق بن علي الرهاوي: ص9 - مخطوطة
رقم/ 1658 / مكتبة السليمية – أدرنة.
[28] انظر المصدر السابق ص20.
[29] انظر السلوك الطبي الإسلامي/ تأليف الدكتور
محمود الحاج قاسم محمد/ مطبعة الزهراء 2004/ ص70-71.
[30] البخاري.
[31] انظر المصدر السابق ص50.
[32] انظر المصدر السابق ص50.
[33] انظر المصدر السابق ص34-35.
[34] أخرجه الترمذي عن أبي سعيد t.
[35] رواه ابن أبي شيبة في مصنفه.
[36] انظر السلوك الطبي الإسلامي/ تأليف الدكتور
محمود الحاج قاسم محمد/ مطبعة الزهراء 2004/
ص29.
الخميس سبتمبر 08, 2016 10:34 am من طرف د.خالد محمود
» "خواطر "يا حبيبتي
الجمعة أبريل 08, 2016 8:25 am من طرف د.خالد محمود
» خواطر "يا حياتي "
الجمعة أبريل 08, 2016 8:15 am من طرف د.خالد محمود
» الطريق الى الجنة
الأحد مارس 06, 2016 4:19 pm من طرف د.خالد محمود
» الحديث الاول من الأربعين النووية "الاخلاص والنية "
الأحد مارس 06, 2016 4:02 pm من طرف د.خالد محمود
» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
الأربعاء سبتمبر 16, 2015 1:04 am من طرف معهد تيب توب للتدريب
» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
الأربعاء سبتمبر 16, 2015 1:04 am من طرف معهد تيب توب للتدريب
» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
الأربعاء سبتمبر 16, 2015 1:04 am من طرف معهد تيب توب للتدريب
» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
الأربعاء سبتمبر 16, 2015 1:03 am من طرف معهد تيب توب للتدريب