كتاب : الله اكبر خربت أمريكا
تاليف
ابى جندل الازدى
فارس بن احمد ال شويل الزهرانى
أخرج البخاري رحمه الله في صحيحه :
باب التبكير والغلس بالصبح ،
والصلاة عند الإغارة والحرب.
عن أنس بن
مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزا قوماً لم ُيغر عليهم حتى يصبح ،
فإن سمع أذاناً أمسك ، وإن لم يسمع أذاناً أغار ، فنزلنا خيبر ليلاً فبات رسول
الله صلى الله عليه وسلم حتى أصبح لم يسمع أذاناً فركب وركبنا معه ، وركبت خلف أبي
طلحة وإنَّ قدمي لتمس قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم واستقبلنا عُمَّال خيبر
غادين قد خرجوا بمساحيهم ومكاتلهم فلما رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم والجيش
قالوا: محمدٌ والخميس معه فأدبروا هراباً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
تمهيد
الحمد لله القوي العزيز ، المتفرد بالملك والتقدير ، يعزُّ
من يشاء ، ويذلُّ من يشاء ، بيده الخير وهو على كل شيء قدير ..
والصلاة والسلام على الهادي البشير ، والسراج المنير ، محمد
بن عبدالله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ..
أما بعد :
روى البخاري في صحيحه والنسائي في سننه عن
أنس قال : " كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ناقة تسمى العضباء لا تسبق فجاء أعرابي على
قعود فسبقها فشق على المسلمين فلما رأى ما في وجوههم قالوا يا رسول الله سبقت
العضباء ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنَّ حقاً على الله أن لا يرتفع من
الدنيا شيء إلا وضعه "
فلكل بداية نهاية ،
ولكلِ بزوغ أفول ، وهذه الدار لا تبقي على أحدٍ ، ولا يدوم على حالٍ لها شأن ، هذه
حقيقة وقاعدة كونية لا تتبدل ولا تتغير : ]
ولن تجد لسنة الله تبديلا [ .
ويسرنا أن نقدّم لكل
متابعٍ لإصدارتنا وموقعنا هذا الكتاب النفيس الذي يعد بحقٍ مرجعاً لكل من أراد أن
يتعرف على حقيقة أمريكا وحضارتها المزعومة وما هي آيلة إليه في القريب العاجل من سقوط
مريع وبشكلٍ مفاجئ ، وقد كتبه أخونا
الفاضل الشيخ فارس بن أحمد آل شويل الزهراني حفظه الله من كل سوء ،
والمعروف باسم ( أبي جندل الأزدي ) ، وقد كان الشيخ يكتب باسمه المستعار
ليسهل تحركه وخدمته للجهاد والمجاهدين[1]
، ولكن لما اشتد التضييق عليه ، وطُلب من قبل أذناب أمريكا لإرضاء أسيادهم
الأمريكان ولمَّا نشر اسمه وصورته في الصحف رأى أن الوقت المناسب للكتابة باسمه
الصريح قد حان ، وها هو ينشره على ورق هذا السفر المبارك : " الله أكبر
خربت أمريكا " .
وفي هذا الكتاب بيان
للحضارة الأمريكية المزعومة وكيف قامت ؟
وبيان لجرائم
الأمريكان أدعياء الحرية ، سواء على صعيد القارة الأمريكية أو العالمية أو
الإسلامية بشكل أخص ..
وفيه أيضاً عرض
للأسباب التي تسوق أمريكا إلى الهاوية والسقوط والانهيار والتي من أهمها قيام
الجهاد واشتعال جذوته في نفوس المسلمين ، وكذلك دخول أمريكا غازية لأراضي المسلمين
وهي رافعة شعار الصليب سواء في بلاد خراسان أو في جزيرة العرب والشام والعراق ..
إلى جانب الانحطاط الأخلاقي والتفكك الاجتماعي الذي يزداد يوماً بعد يوم ..
والكتاب يكشف عن الوجه
القبيح لأمريكا والذي يعلم به أنه لا مجال للتعايش معهم من جهة كونهم عصابات سرقة
، وهمجية وحشية ، فضلاً عن كون التعايش مع الكفار مرفوض شرعاً في ديننا الإسلامي
الحنيف .
كما تكشف الإحصائيات
عن حقيقة ثقافة الشعب الأمريكي وأنه من أضل الشعوب وأحمقها وأن استعلاءه وبقاءه في
سيادة العالم لم يكن بجدارته بقدر ما هو بسبب نوم العملاق وغفلته عمّا يدور حوله ،
وبسبب الخدمات الاقتصادية بل والعسكرية التي يقدمها الأذناب وخاصة العرب ومن يدعون
الإسلام لأسيادهم الأمريكان .
] ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ
مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ [
سائلين الله تعالى أن
ينفع بهذا الكتاب وأن يجعله محرضاً لشباب الإسلام ورجاله على اللحاق بركائب
المجاهدين وكتائبهم للقضاء على راعية الصليب وطاغوت العصر ( أمريكا ) .
] وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ ` إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ ` وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ [
مركز
الدراسات والبحوث الإسلامية
المقدمة
الحمدُ لله مالك الملك
يؤتي الملكَ مَنْ يشاء ، وينزعُ الملكَ ممنْ يشاء ، ويعزُّ من يشاء ، ويُذلُّ مَنْ
يشاء بيده الخير إنه على كل شيء قدير ، الحمدُ لله الخافض الرافع ، والمعطي المانع
، والقابض الباسط ، الحمدُ لله الجبار القهار كاسر الأكاسرة ، قاصر القياصرة ،
مذلّ الطواغيت الجبابرة ، والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله القائل: "إن
حقاً على الله أن لا يَرفع شيئاً من الدنيا إلا وضعه"[2]
أما بعد...
فمنذ أنْ نويتُ إصدارَ
هذا الكتاب وأنا أبحثُ وأنقّبُ وأقرأُ وأكتبُ حتى اجتمعَ لدي رصيدٌ هائلٌ مِنَ
المعلوماتِ حول إمبراطوريةِ الشرِّ (أمريكا) الآيلة إلى السقوطِ الرهيبِ قريباً
بإذن الله ، وقد أيقنتُ بأنَّ هذه الدولةَ العظمى ستسقطُ كما سَقَطَتْ
إمبراطورياتٌ عظمى قَبْلَهَا ، كانت (أمريكا) قد خَلَفَتْها واسْتَولَتْ على
مستعمراتِها وغنائمَها على طريقةِ القرصنةِ المعروفة التي تأسَّستْ على ضوئِها
الولاياتُ المتحدةُ الأمريكيةُ[3]:
" فَمِنْ قِصَصِ المُغَامَراتِ التي أعْجَبَتْ الولاياتِ المتحدةِ قصة
القُرصَانِ الشَهيرِ الكَابْتِن "مورغان" - الذي تمكَّنَتْ أُسْرَتُهُ
في عُصورٍ لاحقة مِنَ العُثورِ على كَنْزِهِ واسْتَعْمَلتهُ في رأسِ مَالِ بَنْكِ
مورغان العتيد - وكان الإعجابُ الأمريكي بمورغان استيعاباً لفلسفةِ ذلكَ القُرصانِ
الذّكي ، وجَوهُرهَا يظهرُ في مَقُولَتِهِ:
"إن القرصان
العادي هو الذي يُغيرُ على السُفُنِ المسافرة ويقتلُ رُكَّابَها الأبرياء وينهبُ
حمولاتها من الأشياءِ والنقودِ ، وأما القُرصانُ الذكيُّ فإنّه لا يُغيرُ إلا على
سُفُنِ القراصنةِ الآخرين ، بل ينتظرهم قُربَ مَكَامِنِهِم عائدين مُحَمَّلين
بالغَنائمِ ، مُجْهَدِينَ مِنَ القَتْلِ والقِتَالِ ، ثم ينقضُّ عليهم محققاً
جملةَ أهْدَافٍ:
·
يحصلُ على كنوزِ عدّةِ سُفُنٍ أَغَارَ عليها القُرصانُ
العاديُّ في رحلةٍ شاقةٍ وطويلة لكن القُرصانَ الذكيَّ يحصلُ عليها جاهزةً بضربةٍ
واحدة.
·
لا يرتكبُ بالقرصنةِ
جريمةً ، لأنَّه نَهَبَ الذين سَبَقوا إلى النهبِ ، وقَتَلَ الذين سَبَقوا بالقتل
وعليه فإنَّ ما قامَ به لم يكن جريمة وإنما عقابٌ عادلٌ ، ولم يكن قتلاً وإنما هو
القصاصُ حقاً.
·
إن القُرصانَ الذكيَّ
بهذا الأسلوبِ يصنعُ لنفسهِ مكانةً وهيبةً تذكرُها تقاريرُ النهارِ وتتذكرُّها
حكاياتُ الليلِ! " أ.هـ.
ولعل القارئ للتاريخ
المعاصر يدركُ كيف أنه في قرنين من الزمان ( 13 - 14 الهجريين ) ( 19 - 20
الميلاديين ) سقطت دولٌ وإمبراطوريات كبرى عديدة ، وهي إمبراطوريات أوروبية
كأسبانيا والبرتغال ، وبريطانيا ، وفرنسا ، وهولندا ، وألمانيا ، وإيطاليا ، وكذلك
الإمبراطورية الروسية ( أسرة رومانوف ) ، والإمبراطورية النمساوية الهنغارية (
أسرة هابسبورغ ) ، ودولة خلافة ( آل عثمان ) ، واليابان ، وقبل الأخير الاتحاد
السوفيتي.
وأمريكا قد جمعت كل
العوامل والأسباب التي أدت إلى سقوط تلك الدول العظمى وسيصيبها بحول الله وقوته ما
أصاب من خَلَفَتْهُمْ بالأمس ، وهذه سنّةٌ لا تتبدل - أعني سنة المداولة - ، فالله
أمرنا أن نسيرَ في الأرضِ وأن نتدبَّرَ التاريخ ونستفيدَ من دروسه وأحداثه ، فحين
تذهب إلى التاريخ تَتَلقَّى منه تَلقِّي التلميذ المتعلم وليس تلقي التلميذ
المتحجر المكابر ، يَرُوعُكَ أنك تقرأ نَفْسَكَ ومجتمعك وأحداثَ عصرِك في بعض
صفحاته ، وتكاد تحسّ بأن ما يدور حولك ليس إلا آخر طبعةٍ من كتابِ التاريخ ، وأن
الذين يظنون أنفسهم آخر حلقات التاريخ - أي أفضلها - أو يظنون أنفسهم خارج دائرة
التاريخ ..... هؤلاء وأولئك قوم مخدوعون ، يمتازون بالغباء الشديد والسذاجة المفرطة[4].
إقرأوا
التاريخ إذ فيه العبر ضلَّ
قومٌ ليس يدرون الخبر
وكثيرٌ من المسلمين مع
الأسف لا يقرأون تاريخ هذا القرن فضلاً عن قراءتهم لتاريخهم المشرق البعيد ففي
التاريخ القريب عام 1992م - 1411هـ كان هناك قوة عظمى في السياسة الدولية تسمى
الاتحاد السوفيتي أما سنة 1994م - 1413هـ فقد انهار الاتحاد السوفيتي وتشرذم وتحول
إلى خمس عشرة جمهورية[5].
قبلها بعامين كان
الاتحاد السوفيتي يجوبُ العالمَ رائحاً غادياً يوزعُ القروضَ والسلاحَ والنفطَ
والغذاءَ على حلفائهِِ في العالم وكانت موسكو نقطةَ المركزِ بالنسبة لكثيرٍ من
الدولِ لا بل لكثير من الشعوبِ والأممِ ، بعدها بعامين أصبحت موسكو عاصمةُ دولةٍ
متهالكةٍ ورثت عن الإتحاد السوفيتي الديون والمصائب والعجز الدولي والمحلي وأصبحت شوارعُ
موسكو تعجُّ بالجريمةِ والمتسولين والبغايا والمافيا واليأسِ ، كيف حدثَ كلُّ ذلك؟
ولماذا؟ وفي لحظة تاريخية؟ وهل ما حدثَ في الاتحاد السوفيتي (وهو جلل) من الممكنِ
أن يحدثَ في قوى دولية أخرى؟ هل من الممكنِ أن يحدثَ للولايات المتحدة؟ سؤال
مشروع.
ما الذي حدث للجيش
الأحمر الذي كان يرعب المارة في شوارع براغ وبودابست وبوخارست وكراكوف وكييف
ويريفان وغيرها من المدن المكتظة بالملايين من الناس؟ تحول إلى دعابة ومادة للتهكم
ومرتعاً خصباً للمافيا التي تنهب مستودعات سلاحه وتبيعها بكميات ضخمة وبأسعار
خيالية في أصقاع شتى من الأرض.
ما الذي حدث للترسانة
النووية السوفيتية ولأسلحة الدمار الشامل السوفيتية وللسلاح الكيماوي والبيولوجي السوفيتي؟
فرّ كثيرٌ من العاملين فيها وهم الآن يقدمون خدماتهم لمن يدفع أكثر ، وهم الآن
يبيعون كل شيء بحوزتهم: الخبرة والسلاح الكيماوي والبيولوجي والتدريب والمهارات
وغير ذلك ، ما الذي حدث لحلفاء الاتحاد السوفيتي السابقين؟ كيف تعايشوا مع الانكشاف
السياسي والانكشاف العسكري؟
هل يحدث للولايات
المتحدة ما حدث للاتحاد السوفيتي؟ هل ستسقط أمريكا؟ هل سنردد قريباً "الله
أكبر .. خربت أمريكا"؟.
لقد قام نفوذ السوفيت
على شبكة من المؤسسات السياسية والعسكرية والثقافية والحزبية والشبابية
والاقتصادية الضخمة وعلى مستوى دولي وكان لهذه المؤسسات حضورها النفسي الكبير في
نفوس عدد كبير من الدول والشعوب.
كان الاتحاد السوفيتي الأب
والراعي لحلف وارسو الذي يضم القيادات العسكرية لكل الدول التي تحكمها الأحزاب
الشيوعية وقد تدخَّل الحلف في عدة أقطار أوروبية لنصرة الأحزاب الشيوعية الحاكمة
فيها وحقق عدة انتصارات في هذا المجال وكانت منظمة الكومنترن تضم كل الأحزاب
الشيوعية في العالم وكان لها مؤتمراتها ومهرجاناتها شبه السنوية التي تعقد في
موسكو وكان دور هذه المنظمة تنظيم وتمويل وتوجيه النشاط الحزبي الشيوعي في كل أنحاء
العالم وكان يحضر هذه المؤتمرات مندوبون من كل أنحاء الأرض وكانت من ضمن الوفود أعداد
من اليمن والبحرين والسعودية تحضر المؤتمرات وتحصل على التوجيه والتمويل وتعود
لأقطارها لمزاولة نشاطها السياسي.
وكانت هناك منظمة
الكوميكون أي المنظمة الاقتصادية التي تقوم بالإشراف وإدارة المعونات الاقتصادية السوفيتية
لحلفاء الاتحاد السوفيتي التي تزودهم بالنفط والسلاح والغذاء وغير ذلك تحت مظلة
الاتفاقات الثنائية.
وكانت هناك المنظمات
الشبابية التي تشرف على نشاط الشبيبة الشيوعية في كل أنحاء العالم ولها ميزانيات
ضخمة وإدارة كبيرة وأجهزة تنفيذية ضخمة تنظم المباريات العالمية والمعسكرات
والمهرجانات وغير ذلك.
أما حركة النشر التي
تقوم بها دار التقدم في موسكو فكانت استثنائية في نشاطها ولقد نشرت هذه الدارُ
مئاتِ الكتبِ والدراساتِ الاختصاصية عن العالم العربي وعن الخليج والجزيرة العربية
خصوصاً وكانت دراسات عميقة في معالجاتها بل إنها أكثر عمقاً من التي كانت تصدر في أوروبا
والولايات المتحدة ولقد نشط كُتَّاب الاتحاد السوفيتي في تفسير تاريخ الأقطار
العربية وتاريخ الجزيرة العربية وشعوبها وظهور الإسلام في الجزيرة العربية
والمراحل التي مرت بها الأمة العربية وشعوب الجزيرة العربية والإسلام وكان لهم في
هذه المجالات آراء خطيرة وجريئة تأثرت بها النخب العربية والمثقفون العرب ، وكان
النفوذ السوفيتي أعمق - نوعياً - وعلى مستوى دولي (رسمي وشعبي) من النفوذ الأمريكي
اليوم ومع ذلك انهار الاتحاد السوفيتي وذاب مثل فص الملح ، ألا يمكن أن يحدث نفس
الشيء للنفوذ الأمريكي؟[6].
وبعد هذا كله نتساءل :
أين هي منظومة الاتحاد السوفيتي؟ أين الأنظمة الموالية لموسكو؟ ألم تسقط بسقوطها؟
ألم تكن الأعلام الحمراء ترفرف على أسوار عواصم كثيرٍ من الدول؟.
لقد انهارت كلُّها
سُنّةَ الله في الظالمين ...
يقول سيد قطب رحمه
الله[7]:
"وهل يُحمدُ اللهُ على نعمةٍ أجلّ من نعمةِ تطهيرِ الأرضِ من الظالمين أو على
رحمةٍ أجلّ من رحمته لعباده بهذا التطهير لقد أخذ اللهُ قومَ نوح وقومَ هود وقومَ
صالح وقومَ لوط كما أخذَ الفراعنةَ والإغريقَ والرومانَ وغيرهم بهذه السنة - سنة الاستدراج
- ; ووراء ازدهار حضارتهم ثم تدميرها ذلك السر المغيب من قدر الله ; وهذا القدر
الظاهر من سنته ; وهذا التفسير الرباني لهذا الواقع التاريخي المعروف ولقد كان
لهذه الأمم من الحضارة ; وكان لها من التمكين في الأرض ; وكان لها من الرخاء
والمتاع ; ما لا يقل إن لم يزد في بعض نواحيه عما تتمتع به اليوم أمم ; مستغرقة في
السلطان والرخاء والمتاع ; مخدوعة بما هي فيه ; خادعة لغيرها ممن لا يعرفون سنة
الله في الشدة والرخاء هذه الأمم لا تدرك أن هناك سنة ولا تشعر أن الله يستدرجها
وفق هذه السنة والذين يدورون في فلكها يبهرهم اللألاء الخاطف ويتعاظمهم الرخاء
والسلطان ويخدعهم إملاء الله لهذه الأمم وهي لا تعبد الله أو لا تعرفه وهي تتمرد
على سلطانه وهي تدعي لأنفسها خصائص ألوهيته وهي تعيث في الأرض فساداً وهي تظلم
الناس بعد اعتدائها على سلطان الله ولقد كنت في أثناء وجودي في الولايات المتحدة
الأمريكية أرى رأي العين مصداق قول الله سبحانه: ] فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ
كُلِّ شَيْءٍ [ فإن المشهد الذي ترسمه هذه الآية مشهد تدفق
كل شيء من الخيرات والأرزاق بلا حساب لا يكاد يتمثل في الأرض كلها كما يتمثل هناك
وكنت أرى غرور القوم بهذا الرخاء الذي هم فيه وشعورهم بأنه وقفٌ على الرجل الأبيض
وطريقة تعاملهم مع الملونين في عجرفة مرذولة وفي وحشية كذلك بشعة وفي صلف على أهل الأرض
كلهم لا يقاس إليه صلف النازية الذي شهر به اليهود في الأرض كلها حتى صار عَلَماً
على الصلف العنصري بينما الأمريكي الأبيض يزاوله تجاه الملونين في صورة أشد وأقسى
وبخاصة إذا كان هؤلاء الملونون من المسلمين كنت أرى هذا كله فأذكرُ هذه الآية
وأتوقعُ سنةَ اللهِ وأكادُ أرى خطواتها وهي تدب إلى الغافلين ] حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا
هُم مُّبْلِسُونَ ` فَقُطِعَ دَابِرُ
الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [ وإذا كان الله قد رفع عذاب الاستئصال بعد بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهناك ألوان من
العذاب باقية والبشرية وبخاصة الأمم التي فتحت عليها أبواب كل شيء تذوق منها
الكثير على الرغم من هذا النتاج الوفير ومن هذا الرزق الغزير إن العذاب النفسي
والشقاء الروحي والشذوذ الجنسي والانحلال الخلقي الذي تقاسي منه هذه الأمم اليوم
ليكاد يغطي على الإنتاج والرخاء والمتاع ; وليكاد يصبغ الحياة كلها بالنكد والقلق
والشقاء ذلك إلى جانب الطلائع التي تشير إليها القضايا الأخلاقية السياسية التي
تباع فيها أسرار الدولة وتقع فيها الخيانة للأمة في مقابل شهوة أو شذوذ وهي طلائع
لا تخطئ على نهاية المطاف وليس هذا كله إلا بداية الطريق وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا رأيت
الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج" ثم تلا ] فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ
كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً
فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ [ رواه ابن جرير وابن أبى
حاتم ، غير أنه ينبغي مع ذلك التنبيه إلى أن سنة الله في تدمير الباطل أن يقوم في
الأرض حقٌ يتمثلُ في أمةٍ ثم يقذفُ اللهُ بالحقِّ على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق
، فلا يقعدن أهل الحق كسالى يرتقبون أن تجري سنة الله بلا عمل منهم ولا كد ، فإنهم
حينئذ لا يمثلون الحق ولا يكونون أهله ، وهم كسالى قاعدون ، والحق لا يتمثل إلا في
أمة تقوم لتقر حاكمية الله في الأرض ، وتدفع المغتصبين لها من الذين يدعون خصائص
الألوهية ... هذا هو الحق الأول ، والحق الأصيل ... ] وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ
الأَرْضُ [...".
والسؤال: أليست أمريكا
على وشك الانهيار والخراب؟ هل ستسقط الأنظمة الموالية لواشنطن بسقوطها؟ أليس وقتُ
حرْق الأعلام الأمريكية في كل العالم قد آن؟.
هل سنقرأ حلف الناتو
تاريخاً كما نقرأ اليوم تاريخ حلف وارسو؟ هل كان الثعلب العجوز اليهودي هنري
كيسنجر - وزير خارجية أمريكا الأسبق - واعياً حين قال: "نحن الآن في نقطة
يصبح معها الفشل في العراق كارثة للغرب ، لأن هذا سيشجع كل العناصر المتطرفة ، وكل
الذين يعتقدون بأن الغرب في حالة تراجع ، ومن هنا تنبع أهمية التعاون بين أوروبا
وأمريكا في العراق".
أمريكا لم تعتبر بدروس
الاتحاد السوفيتي ولها أمثالُ ما للسوفيت ] أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ
الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ
أَمْثَالُهَا [.
هذه الآية تلفتُ نظر
الكفار للاعتبار من دمار السابقين ثم تلوي أعناقهم إلى مصارع الغابرين قبلهم في
شدةٍ وعنفٍ وهي لفتةٌ عنيفةٌ مروعةٌ فيها ضجةٌ وفرقعةٌ وفيها مشهدٌ للذين من قبلهم
يدمر عليهم كل ما حولهم وكل ما لهم فإذا هو أنقاض متراكمة وإذا هم تحت هذه الأنقاض
المتراكمة وذلك المشهد الذي يرسمه التعبير مقصود بصورته هذه وحركته والتعبير يحمل
في إيقاعه وجرسه صورة هذا المشهد وفرقعته في انقضاضه وتحطمه وعلى مشهد التدمير
والتحطيم والردم يلوح للحاضرين من الكافرين ولكل من يتصف بهذه الصفة بعدُ بأنها في
انتظارهم هذه الوقعة المدمرة التي تدمر عليهم كل شيء وتدفنهم بين الأنقاض
وللكافرين أمثالها وتفسير هذا الأمر الهائل المروع الذي يدمر على الكافرين وينصر
المؤمنين هو القاعدة الأصيلة الدائمة ...[8].
إن أمريكا اليوم
تواجهها أخطار عدة بدءاً بتنظيم القاعدة والمسلمون مِنْ وراءه - وهو الخطر الأول -
، ودخول أمريكا إلى أعماق بلاد المسلمين في حربٍ مكشوفة مع الإسلام والمسلمين ،
وتفككها الداخلي ، وانحطاطها الأخلاقي .....
وتبقى هذه كلها
أسباباً لتحقق سنة الله في الظالمين والله أشدُّ بأساً وأشدُّ تنكيلاً ولا يُردُّ
بأسه عن القوم المجرمين.
كتبه
أبو
جندل الأزدي
فارس
بن أحمد آل شويل الزهراني
بتاريخ
10/1/1425هـ
جزيرة
العرب
[1]
من مؤلفاته : (أسامة بن لادن مُجدد الزمان وقاهر الأمريكان ، وجوب
استنقاذ المستضعفين من سجون الطواغيت والمرتدين ، تحريض المجاهدين الأبطال على
إحياء سنة الاغتيال ، الباحث عن حكم قتل أفراد وضباط المباحث وكتاب قصص تأريخية
للمطلوبين )
[2] رواه البخاري في صحيحه .
[3]مقال
"الإمبراطورية على الطريقة الأمريكية" جريدة السفير (لبنان) السبت ، 1
آذار مارس 2003م.
[4] "أسباب سقوط ثلاثين دولة" لعبد الحليم
عويس.
[5]
بعد سقوط العدو الأحمر - الاتحاد السوفيتي - أعلنت أمريكا عن
طريق مجلس حلفها الأطلسي - الناتو - على لسان خافير سولانا الأمين العام للحلف في
تلك الفترة في عام 1412هـ: "أن العدو الذي يهددنا جميعا ويهدد حضارتنا بعد
العدو الأحمر هو العدو الأخضر - أي الإسلامي - ولا بد من التعاون والاتحاد بين دول
الحلف وحلفائهم ضد هذا العدو المشترك".
[6] انظر مقال "هل ستنهار الولايات المتحدة كما
انهار الاتحاد السوفيتي" للنفيسي.
[7] انظر "في ظلال القران" سورة الأنعام
آية (44 - 45).
[8] انظر "في ظلال القرآن" لسيد قطب سورة
محمد آية (10).
تاليف
ابى جندل الازدى
فارس بن احمد ال شويل الزهرانى
أخرج البخاري رحمه الله في صحيحه :
باب التبكير والغلس بالصبح ،
والصلاة عند الإغارة والحرب.
عن أنس بن
مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزا قوماً لم ُيغر عليهم حتى يصبح ،
فإن سمع أذاناً أمسك ، وإن لم يسمع أذاناً أغار ، فنزلنا خيبر ليلاً فبات رسول
الله صلى الله عليه وسلم حتى أصبح لم يسمع أذاناً فركب وركبنا معه ، وركبت خلف أبي
طلحة وإنَّ قدمي لتمس قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم واستقبلنا عُمَّال خيبر
غادين قد خرجوا بمساحيهم ومكاتلهم فلما رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم والجيش
قالوا: محمدٌ والخميس معه فأدبروا هراباً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
تمهيد
الحمد لله القوي العزيز ، المتفرد بالملك والتقدير ، يعزُّ
من يشاء ، ويذلُّ من يشاء ، بيده الخير وهو على كل شيء قدير ..
والصلاة والسلام على الهادي البشير ، والسراج المنير ، محمد
بن عبدالله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ..
أما بعد :
روى البخاري في صحيحه والنسائي في سننه عن
أنس قال : " كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ناقة تسمى العضباء لا تسبق فجاء أعرابي على
قعود فسبقها فشق على المسلمين فلما رأى ما في وجوههم قالوا يا رسول الله سبقت
العضباء ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنَّ حقاً على الله أن لا يرتفع من
الدنيا شيء إلا وضعه "
فلكل بداية نهاية ،
ولكلِ بزوغ أفول ، وهذه الدار لا تبقي على أحدٍ ، ولا يدوم على حالٍ لها شأن ، هذه
حقيقة وقاعدة كونية لا تتبدل ولا تتغير : ]
ولن تجد لسنة الله تبديلا [ .
ويسرنا أن نقدّم لكل
متابعٍ لإصدارتنا وموقعنا هذا الكتاب النفيس الذي يعد بحقٍ مرجعاً لكل من أراد أن
يتعرف على حقيقة أمريكا وحضارتها المزعومة وما هي آيلة إليه في القريب العاجل من سقوط
مريع وبشكلٍ مفاجئ ، وقد كتبه أخونا
الفاضل الشيخ فارس بن أحمد آل شويل الزهراني حفظه الله من كل سوء ،
والمعروف باسم ( أبي جندل الأزدي ) ، وقد كان الشيخ يكتب باسمه المستعار
ليسهل تحركه وخدمته للجهاد والمجاهدين[1]
، ولكن لما اشتد التضييق عليه ، وطُلب من قبل أذناب أمريكا لإرضاء أسيادهم
الأمريكان ولمَّا نشر اسمه وصورته في الصحف رأى أن الوقت المناسب للكتابة باسمه
الصريح قد حان ، وها هو ينشره على ورق هذا السفر المبارك : " الله أكبر
خربت أمريكا " .
وفي هذا الكتاب بيان
للحضارة الأمريكية المزعومة وكيف قامت ؟
وبيان لجرائم
الأمريكان أدعياء الحرية ، سواء على صعيد القارة الأمريكية أو العالمية أو
الإسلامية بشكل أخص ..
وفيه أيضاً عرض
للأسباب التي تسوق أمريكا إلى الهاوية والسقوط والانهيار والتي من أهمها قيام
الجهاد واشتعال جذوته في نفوس المسلمين ، وكذلك دخول أمريكا غازية لأراضي المسلمين
وهي رافعة شعار الصليب سواء في بلاد خراسان أو في جزيرة العرب والشام والعراق ..
إلى جانب الانحطاط الأخلاقي والتفكك الاجتماعي الذي يزداد يوماً بعد يوم ..
والكتاب يكشف عن الوجه
القبيح لأمريكا والذي يعلم به أنه لا مجال للتعايش معهم من جهة كونهم عصابات سرقة
، وهمجية وحشية ، فضلاً عن كون التعايش مع الكفار مرفوض شرعاً في ديننا الإسلامي
الحنيف .
كما تكشف الإحصائيات
عن حقيقة ثقافة الشعب الأمريكي وأنه من أضل الشعوب وأحمقها وأن استعلاءه وبقاءه في
سيادة العالم لم يكن بجدارته بقدر ما هو بسبب نوم العملاق وغفلته عمّا يدور حوله ،
وبسبب الخدمات الاقتصادية بل والعسكرية التي يقدمها الأذناب وخاصة العرب ومن يدعون
الإسلام لأسيادهم الأمريكان .
] ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ
مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ [
سائلين الله تعالى أن
ينفع بهذا الكتاب وأن يجعله محرضاً لشباب الإسلام ورجاله على اللحاق بركائب
المجاهدين وكتائبهم للقضاء على راعية الصليب وطاغوت العصر ( أمريكا ) .
] وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ ` إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ ` وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ [
مركز
الدراسات والبحوث الإسلامية
المقدمة
الحمدُ لله مالك الملك
يؤتي الملكَ مَنْ يشاء ، وينزعُ الملكَ ممنْ يشاء ، ويعزُّ من يشاء ، ويُذلُّ مَنْ
يشاء بيده الخير إنه على كل شيء قدير ، الحمدُ لله الخافض الرافع ، والمعطي المانع
، والقابض الباسط ، الحمدُ لله الجبار القهار كاسر الأكاسرة ، قاصر القياصرة ،
مذلّ الطواغيت الجبابرة ، والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله القائل: "إن
حقاً على الله أن لا يَرفع شيئاً من الدنيا إلا وضعه"[2]
أما بعد...
فمنذ أنْ نويتُ إصدارَ
هذا الكتاب وأنا أبحثُ وأنقّبُ وأقرأُ وأكتبُ حتى اجتمعَ لدي رصيدٌ هائلٌ مِنَ
المعلوماتِ حول إمبراطوريةِ الشرِّ (أمريكا) الآيلة إلى السقوطِ الرهيبِ قريباً
بإذن الله ، وقد أيقنتُ بأنَّ هذه الدولةَ العظمى ستسقطُ كما سَقَطَتْ
إمبراطورياتٌ عظمى قَبْلَهَا ، كانت (أمريكا) قد خَلَفَتْها واسْتَولَتْ على
مستعمراتِها وغنائمَها على طريقةِ القرصنةِ المعروفة التي تأسَّستْ على ضوئِها
الولاياتُ المتحدةُ الأمريكيةُ[3]:
" فَمِنْ قِصَصِ المُغَامَراتِ التي أعْجَبَتْ الولاياتِ المتحدةِ قصة
القُرصَانِ الشَهيرِ الكَابْتِن "مورغان" - الذي تمكَّنَتْ أُسْرَتُهُ
في عُصورٍ لاحقة مِنَ العُثورِ على كَنْزِهِ واسْتَعْمَلتهُ في رأسِ مَالِ بَنْكِ
مورغان العتيد - وكان الإعجابُ الأمريكي بمورغان استيعاباً لفلسفةِ ذلكَ القُرصانِ
الذّكي ، وجَوهُرهَا يظهرُ في مَقُولَتِهِ:
"إن القرصان
العادي هو الذي يُغيرُ على السُفُنِ المسافرة ويقتلُ رُكَّابَها الأبرياء وينهبُ
حمولاتها من الأشياءِ والنقودِ ، وأما القُرصانُ الذكيُّ فإنّه لا يُغيرُ إلا على
سُفُنِ القراصنةِ الآخرين ، بل ينتظرهم قُربَ مَكَامِنِهِم عائدين مُحَمَّلين
بالغَنائمِ ، مُجْهَدِينَ مِنَ القَتْلِ والقِتَالِ ، ثم ينقضُّ عليهم محققاً
جملةَ أهْدَافٍ:
·
يحصلُ على كنوزِ عدّةِ سُفُنٍ أَغَارَ عليها القُرصانُ
العاديُّ في رحلةٍ شاقةٍ وطويلة لكن القُرصانَ الذكيَّ يحصلُ عليها جاهزةً بضربةٍ
واحدة.
·
لا يرتكبُ بالقرصنةِ
جريمةً ، لأنَّه نَهَبَ الذين سَبَقوا إلى النهبِ ، وقَتَلَ الذين سَبَقوا بالقتل
وعليه فإنَّ ما قامَ به لم يكن جريمة وإنما عقابٌ عادلٌ ، ولم يكن قتلاً وإنما هو
القصاصُ حقاً.
·
إن القُرصانَ الذكيَّ
بهذا الأسلوبِ يصنعُ لنفسهِ مكانةً وهيبةً تذكرُها تقاريرُ النهارِ وتتذكرُّها
حكاياتُ الليلِ! " أ.هـ.
ولعل القارئ للتاريخ
المعاصر يدركُ كيف أنه في قرنين من الزمان ( 13 - 14 الهجريين ) ( 19 - 20
الميلاديين ) سقطت دولٌ وإمبراطوريات كبرى عديدة ، وهي إمبراطوريات أوروبية
كأسبانيا والبرتغال ، وبريطانيا ، وفرنسا ، وهولندا ، وألمانيا ، وإيطاليا ، وكذلك
الإمبراطورية الروسية ( أسرة رومانوف ) ، والإمبراطورية النمساوية الهنغارية (
أسرة هابسبورغ ) ، ودولة خلافة ( آل عثمان ) ، واليابان ، وقبل الأخير الاتحاد
السوفيتي.
وأمريكا قد جمعت كل
العوامل والأسباب التي أدت إلى سقوط تلك الدول العظمى وسيصيبها بحول الله وقوته ما
أصاب من خَلَفَتْهُمْ بالأمس ، وهذه سنّةٌ لا تتبدل - أعني سنة المداولة - ، فالله
أمرنا أن نسيرَ في الأرضِ وأن نتدبَّرَ التاريخ ونستفيدَ من دروسه وأحداثه ، فحين
تذهب إلى التاريخ تَتَلقَّى منه تَلقِّي التلميذ المتعلم وليس تلقي التلميذ
المتحجر المكابر ، يَرُوعُكَ أنك تقرأ نَفْسَكَ ومجتمعك وأحداثَ عصرِك في بعض
صفحاته ، وتكاد تحسّ بأن ما يدور حولك ليس إلا آخر طبعةٍ من كتابِ التاريخ ، وأن
الذين يظنون أنفسهم آخر حلقات التاريخ - أي أفضلها - أو يظنون أنفسهم خارج دائرة
التاريخ ..... هؤلاء وأولئك قوم مخدوعون ، يمتازون بالغباء الشديد والسذاجة المفرطة[4].
إقرأوا
التاريخ إذ فيه العبر ضلَّ
قومٌ ليس يدرون الخبر
وكثيرٌ من المسلمين مع
الأسف لا يقرأون تاريخ هذا القرن فضلاً عن قراءتهم لتاريخهم المشرق البعيد ففي
التاريخ القريب عام 1992م - 1411هـ كان هناك قوة عظمى في السياسة الدولية تسمى
الاتحاد السوفيتي أما سنة 1994م - 1413هـ فقد انهار الاتحاد السوفيتي وتشرذم وتحول
إلى خمس عشرة جمهورية[5].
قبلها بعامين كان
الاتحاد السوفيتي يجوبُ العالمَ رائحاً غادياً يوزعُ القروضَ والسلاحَ والنفطَ
والغذاءَ على حلفائهِِ في العالم وكانت موسكو نقطةَ المركزِ بالنسبة لكثيرٍ من
الدولِ لا بل لكثير من الشعوبِ والأممِ ، بعدها بعامين أصبحت موسكو عاصمةُ دولةٍ
متهالكةٍ ورثت عن الإتحاد السوفيتي الديون والمصائب والعجز الدولي والمحلي وأصبحت شوارعُ
موسكو تعجُّ بالجريمةِ والمتسولين والبغايا والمافيا واليأسِ ، كيف حدثَ كلُّ ذلك؟
ولماذا؟ وفي لحظة تاريخية؟ وهل ما حدثَ في الاتحاد السوفيتي (وهو جلل) من الممكنِ
أن يحدثَ في قوى دولية أخرى؟ هل من الممكنِ أن يحدثَ للولايات المتحدة؟ سؤال
مشروع.
ما الذي حدث للجيش
الأحمر الذي كان يرعب المارة في شوارع براغ وبودابست وبوخارست وكراكوف وكييف
ويريفان وغيرها من المدن المكتظة بالملايين من الناس؟ تحول إلى دعابة ومادة للتهكم
ومرتعاً خصباً للمافيا التي تنهب مستودعات سلاحه وتبيعها بكميات ضخمة وبأسعار
خيالية في أصقاع شتى من الأرض.
ما الذي حدث للترسانة
النووية السوفيتية ولأسلحة الدمار الشامل السوفيتية وللسلاح الكيماوي والبيولوجي السوفيتي؟
فرّ كثيرٌ من العاملين فيها وهم الآن يقدمون خدماتهم لمن يدفع أكثر ، وهم الآن
يبيعون كل شيء بحوزتهم: الخبرة والسلاح الكيماوي والبيولوجي والتدريب والمهارات
وغير ذلك ، ما الذي حدث لحلفاء الاتحاد السوفيتي السابقين؟ كيف تعايشوا مع الانكشاف
السياسي والانكشاف العسكري؟
هل يحدث للولايات
المتحدة ما حدث للاتحاد السوفيتي؟ هل ستسقط أمريكا؟ هل سنردد قريباً "الله
أكبر .. خربت أمريكا"؟.
لقد قام نفوذ السوفيت
على شبكة من المؤسسات السياسية والعسكرية والثقافية والحزبية والشبابية
والاقتصادية الضخمة وعلى مستوى دولي وكان لهذه المؤسسات حضورها النفسي الكبير في
نفوس عدد كبير من الدول والشعوب.
كان الاتحاد السوفيتي الأب
والراعي لحلف وارسو الذي يضم القيادات العسكرية لكل الدول التي تحكمها الأحزاب
الشيوعية وقد تدخَّل الحلف في عدة أقطار أوروبية لنصرة الأحزاب الشيوعية الحاكمة
فيها وحقق عدة انتصارات في هذا المجال وكانت منظمة الكومنترن تضم كل الأحزاب
الشيوعية في العالم وكان لها مؤتمراتها ومهرجاناتها شبه السنوية التي تعقد في
موسكو وكان دور هذه المنظمة تنظيم وتمويل وتوجيه النشاط الحزبي الشيوعي في كل أنحاء
العالم وكان يحضر هذه المؤتمرات مندوبون من كل أنحاء الأرض وكانت من ضمن الوفود أعداد
من اليمن والبحرين والسعودية تحضر المؤتمرات وتحصل على التوجيه والتمويل وتعود
لأقطارها لمزاولة نشاطها السياسي.
وكانت هناك منظمة
الكوميكون أي المنظمة الاقتصادية التي تقوم بالإشراف وإدارة المعونات الاقتصادية السوفيتية
لحلفاء الاتحاد السوفيتي التي تزودهم بالنفط والسلاح والغذاء وغير ذلك تحت مظلة
الاتفاقات الثنائية.
وكانت هناك المنظمات
الشبابية التي تشرف على نشاط الشبيبة الشيوعية في كل أنحاء العالم ولها ميزانيات
ضخمة وإدارة كبيرة وأجهزة تنفيذية ضخمة تنظم المباريات العالمية والمعسكرات
والمهرجانات وغير ذلك.
أما حركة النشر التي
تقوم بها دار التقدم في موسكو فكانت استثنائية في نشاطها ولقد نشرت هذه الدارُ
مئاتِ الكتبِ والدراساتِ الاختصاصية عن العالم العربي وعن الخليج والجزيرة العربية
خصوصاً وكانت دراسات عميقة في معالجاتها بل إنها أكثر عمقاً من التي كانت تصدر في أوروبا
والولايات المتحدة ولقد نشط كُتَّاب الاتحاد السوفيتي في تفسير تاريخ الأقطار
العربية وتاريخ الجزيرة العربية وشعوبها وظهور الإسلام في الجزيرة العربية
والمراحل التي مرت بها الأمة العربية وشعوب الجزيرة العربية والإسلام وكان لهم في
هذه المجالات آراء خطيرة وجريئة تأثرت بها النخب العربية والمثقفون العرب ، وكان
النفوذ السوفيتي أعمق - نوعياً - وعلى مستوى دولي (رسمي وشعبي) من النفوذ الأمريكي
اليوم ومع ذلك انهار الاتحاد السوفيتي وذاب مثل فص الملح ، ألا يمكن أن يحدث نفس
الشيء للنفوذ الأمريكي؟[6].
وبعد هذا كله نتساءل :
أين هي منظومة الاتحاد السوفيتي؟ أين الأنظمة الموالية لموسكو؟ ألم تسقط بسقوطها؟
ألم تكن الأعلام الحمراء ترفرف على أسوار عواصم كثيرٍ من الدول؟.
لقد انهارت كلُّها
سُنّةَ الله في الظالمين ...
يقول سيد قطب رحمه
الله[7]:
"وهل يُحمدُ اللهُ على نعمةٍ أجلّ من نعمةِ تطهيرِ الأرضِ من الظالمين أو على
رحمةٍ أجلّ من رحمته لعباده بهذا التطهير لقد أخذ اللهُ قومَ نوح وقومَ هود وقومَ
صالح وقومَ لوط كما أخذَ الفراعنةَ والإغريقَ والرومانَ وغيرهم بهذه السنة - سنة الاستدراج
- ; ووراء ازدهار حضارتهم ثم تدميرها ذلك السر المغيب من قدر الله ; وهذا القدر
الظاهر من سنته ; وهذا التفسير الرباني لهذا الواقع التاريخي المعروف ولقد كان
لهذه الأمم من الحضارة ; وكان لها من التمكين في الأرض ; وكان لها من الرخاء
والمتاع ; ما لا يقل إن لم يزد في بعض نواحيه عما تتمتع به اليوم أمم ; مستغرقة في
السلطان والرخاء والمتاع ; مخدوعة بما هي فيه ; خادعة لغيرها ممن لا يعرفون سنة
الله في الشدة والرخاء هذه الأمم لا تدرك أن هناك سنة ولا تشعر أن الله يستدرجها
وفق هذه السنة والذين يدورون في فلكها يبهرهم اللألاء الخاطف ويتعاظمهم الرخاء
والسلطان ويخدعهم إملاء الله لهذه الأمم وهي لا تعبد الله أو لا تعرفه وهي تتمرد
على سلطانه وهي تدعي لأنفسها خصائص ألوهيته وهي تعيث في الأرض فساداً وهي تظلم
الناس بعد اعتدائها على سلطان الله ولقد كنت في أثناء وجودي في الولايات المتحدة
الأمريكية أرى رأي العين مصداق قول الله سبحانه: ] فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ
كُلِّ شَيْءٍ [ فإن المشهد الذي ترسمه هذه الآية مشهد تدفق
كل شيء من الخيرات والأرزاق بلا حساب لا يكاد يتمثل في الأرض كلها كما يتمثل هناك
وكنت أرى غرور القوم بهذا الرخاء الذي هم فيه وشعورهم بأنه وقفٌ على الرجل الأبيض
وطريقة تعاملهم مع الملونين في عجرفة مرذولة وفي وحشية كذلك بشعة وفي صلف على أهل الأرض
كلهم لا يقاس إليه صلف النازية الذي شهر به اليهود في الأرض كلها حتى صار عَلَماً
على الصلف العنصري بينما الأمريكي الأبيض يزاوله تجاه الملونين في صورة أشد وأقسى
وبخاصة إذا كان هؤلاء الملونون من المسلمين كنت أرى هذا كله فأذكرُ هذه الآية
وأتوقعُ سنةَ اللهِ وأكادُ أرى خطواتها وهي تدب إلى الغافلين ] حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا
هُم مُّبْلِسُونَ ` فَقُطِعَ دَابِرُ
الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [ وإذا كان الله قد رفع عذاب الاستئصال بعد بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهناك ألوان من
العذاب باقية والبشرية وبخاصة الأمم التي فتحت عليها أبواب كل شيء تذوق منها
الكثير على الرغم من هذا النتاج الوفير ومن هذا الرزق الغزير إن العذاب النفسي
والشقاء الروحي والشذوذ الجنسي والانحلال الخلقي الذي تقاسي منه هذه الأمم اليوم
ليكاد يغطي على الإنتاج والرخاء والمتاع ; وليكاد يصبغ الحياة كلها بالنكد والقلق
والشقاء ذلك إلى جانب الطلائع التي تشير إليها القضايا الأخلاقية السياسية التي
تباع فيها أسرار الدولة وتقع فيها الخيانة للأمة في مقابل شهوة أو شذوذ وهي طلائع
لا تخطئ على نهاية المطاف وليس هذا كله إلا بداية الطريق وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا رأيت
الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج" ثم تلا ] فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ
كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً
فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ [ رواه ابن جرير وابن أبى
حاتم ، غير أنه ينبغي مع ذلك التنبيه إلى أن سنة الله في تدمير الباطل أن يقوم في
الأرض حقٌ يتمثلُ في أمةٍ ثم يقذفُ اللهُ بالحقِّ على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق
، فلا يقعدن أهل الحق كسالى يرتقبون أن تجري سنة الله بلا عمل منهم ولا كد ، فإنهم
حينئذ لا يمثلون الحق ولا يكونون أهله ، وهم كسالى قاعدون ، والحق لا يتمثل إلا في
أمة تقوم لتقر حاكمية الله في الأرض ، وتدفع المغتصبين لها من الذين يدعون خصائص
الألوهية ... هذا هو الحق الأول ، والحق الأصيل ... ] وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ
الأَرْضُ [...".
والسؤال: أليست أمريكا
على وشك الانهيار والخراب؟ هل ستسقط الأنظمة الموالية لواشنطن بسقوطها؟ أليس وقتُ
حرْق الأعلام الأمريكية في كل العالم قد آن؟.
هل سنقرأ حلف الناتو
تاريخاً كما نقرأ اليوم تاريخ حلف وارسو؟ هل كان الثعلب العجوز اليهودي هنري
كيسنجر - وزير خارجية أمريكا الأسبق - واعياً حين قال: "نحن الآن في نقطة
يصبح معها الفشل في العراق كارثة للغرب ، لأن هذا سيشجع كل العناصر المتطرفة ، وكل
الذين يعتقدون بأن الغرب في حالة تراجع ، ومن هنا تنبع أهمية التعاون بين أوروبا
وأمريكا في العراق".
أمريكا لم تعتبر بدروس
الاتحاد السوفيتي ولها أمثالُ ما للسوفيت ] أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ
الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ
أَمْثَالُهَا [.
هذه الآية تلفتُ نظر
الكفار للاعتبار من دمار السابقين ثم تلوي أعناقهم إلى مصارع الغابرين قبلهم في
شدةٍ وعنفٍ وهي لفتةٌ عنيفةٌ مروعةٌ فيها ضجةٌ وفرقعةٌ وفيها مشهدٌ للذين من قبلهم
يدمر عليهم كل ما حولهم وكل ما لهم فإذا هو أنقاض متراكمة وإذا هم تحت هذه الأنقاض
المتراكمة وذلك المشهد الذي يرسمه التعبير مقصود بصورته هذه وحركته والتعبير يحمل
في إيقاعه وجرسه صورة هذا المشهد وفرقعته في انقضاضه وتحطمه وعلى مشهد التدمير
والتحطيم والردم يلوح للحاضرين من الكافرين ولكل من يتصف بهذه الصفة بعدُ بأنها في
انتظارهم هذه الوقعة المدمرة التي تدمر عليهم كل شيء وتدفنهم بين الأنقاض
وللكافرين أمثالها وتفسير هذا الأمر الهائل المروع الذي يدمر على الكافرين وينصر
المؤمنين هو القاعدة الأصيلة الدائمة ...[8].
إن أمريكا اليوم
تواجهها أخطار عدة بدءاً بتنظيم القاعدة والمسلمون مِنْ وراءه - وهو الخطر الأول -
، ودخول أمريكا إلى أعماق بلاد المسلمين في حربٍ مكشوفة مع الإسلام والمسلمين ،
وتفككها الداخلي ، وانحطاطها الأخلاقي .....
وتبقى هذه كلها
أسباباً لتحقق سنة الله في الظالمين والله أشدُّ بأساً وأشدُّ تنكيلاً ولا يُردُّ
بأسه عن القوم المجرمين.
كتبه
أبو
جندل الأزدي
فارس
بن أحمد آل شويل الزهراني
بتاريخ
10/1/1425هـ
جزيرة
العرب
[1]
من مؤلفاته : (أسامة بن لادن مُجدد الزمان وقاهر الأمريكان ، وجوب
استنقاذ المستضعفين من سجون الطواغيت والمرتدين ، تحريض المجاهدين الأبطال على
إحياء سنة الاغتيال ، الباحث عن حكم قتل أفراد وضباط المباحث وكتاب قصص تأريخية
للمطلوبين )
[2] رواه البخاري في صحيحه .
[3]مقال
"الإمبراطورية على الطريقة الأمريكية" جريدة السفير (لبنان) السبت ، 1
آذار مارس 2003م.
[4] "أسباب سقوط ثلاثين دولة" لعبد الحليم
عويس.
[5]
بعد سقوط العدو الأحمر - الاتحاد السوفيتي - أعلنت أمريكا عن
طريق مجلس حلفها الأطلسي - الناتو - على لسان خافير سولانا الأمين العام للحلف في
تلك الفترة في عام 1412هـ: "أن العدو الذي يهددنا جميعا ويهدد حضارتنا بعد
العدو الأحمر هو العدو الأخضر - أي الإسلامي - ولا بد من التعاون والاتحاد بين دول
الحلف وحلفائهم ضد هذا العدو المشترك".
[6] انظر مقال "هل ستنهار الولايات المتحدة كما
انهار الاتحاد السوفيتي" للنفيسي.
[7] انظر "في ظلال القران" سورة الأنعام
آية (44 - 45).
[8] انظر "في ظلال القرآن" لسيد قطب سورة
محمد آية (10).
الخميس سبتمبر 08, 2016 10:34 am من طرف د.خالد محمود
» "خواطر "يا حبيبتي
الجمعة أبريل 08, 2016 8:25 am من طرف د.خالد محمود
» خواطر "يا حياتي "
الجمعة أبريل 08, 2016 8:15 am من طرف د.خالد محمود
» الطريق الى الجنة
الأحد مارس 06, 2016 4:19 pm من طرف د.خالد محمود
» الحديث الاول من الأربعين النووية "الاخلاص والنية "
الأحد مارس 06, 2016 4:02 pm من طرف د.خالد محمود
» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
الأربعاء سبتمبر 16, 2015 1:04 am من طرف معهد تيب توب للتدريب
» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
الأربعاء سبتمبر 16, 2015 1:04 am من طرف معهد تيب توب للتدريب
» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
الأربعاء سبتمبر 16, 2015 1:04 am من طرف معهد تيب توب للتدريب
» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
الأربعاء سبتمبر 16, 2015 1:03 am من طرف معهد تيب توب للتدريب