حواس للمحاماه

نشكركم على اختياركم لمنتدانا و نتمنى ان تقضى وقت ممتعا و يشرفنا ان تكون احد افراد اسرتنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

حواس للمحاماه

نشكركم على اختياركم لمنتدانا و نتمنى ان تقضى وقت ممتعا و يشرفنا ان تكون احد افراد اسرتنا

حواس للمحاماه

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
حواس للمحاماه

قانوني . اسلامي - برامج . صيغ - دعاوى - معلومات

انت الزائر رقم

.: عدد زوار المنتدى :.

مرحبا بالزائرين

المواضيع الأخيرة

» التفكر في الاية 42 من سورة الزمر (رقم 39)
تاريخية التدويل للأماكن المقدسة  ( دراسـة في الواقـع والوثائـق ) I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 08, 2016 10:34 am من طرف د.خالد محمود

»  "خواطر "يا حبيبتي
تاريخية التدويل للأماكن المقدسة  ( دراسـة في الواقـع والوثائـق ) I_icon_minitimeالجمعة أبريل 08, 2016 8:25 am من طرف د.خالد محمود

» خواطر "يا حياتي "
تاريخية التدويل للأماكن المقدسة  ( دراسـة في الواقـع والوثائـق ) I_icon_minitimeالجمعة أبريل 08, 2016 8:15 am من طرف د.خالد محمود

» الطريق الى الجنة
تاريخية التدويل للأماكن المقدسة  ( دراسـة في الواقـع والوثائـق ) I_icon_minitimeالأحد مارس 06, 2016 4:19 pm من طرف د.خالد محمود

» الحديث الاول من الأربعين النووية "الاخلاص والنية "
تاريخية التدويل للأماكن المقدسة  ( دراسـة في الواقـع والوثائـق ) I_icon_minitimeالأحد مارس 06, 2016 4:02 pm من طرف د.خالد محمود

» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
تاريخية التدويل للأماكن المقدسة  ( دراسـة في الواقـع والوثائـق ) I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 16, 2015 1:04 am من طرف معهد تيب توب للتدريب

» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
تاريخية التدويل للأماكن المقدسة  ( دراسـة في الواقـع والوثائـق ) I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 16, 2015 1:04 am من طرف معهد تيب توب للتدريب

» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
تاريخية التدويل للأماكن المقدسة  ( دراسـة في الواقـع والوثائـق ) I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 16, 2015 1:04 am من طرف معهد تيب توب للتدريب

» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
تاريخية التدويل للأماكن المقدسة  ( دراسـة في الواقـع والوثائـق ) I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 16, 2015 1:03 am من طرف معهد تيب توب للتدريب

مرحبا بك


counter globe

الاكثر زياره


    تاريخية التدويل للأماكن المقدسة ( دراسـة في الواقـع والوثائـق )

    Admin
    Admin
    Admin


    الجنس : ذكر
    عدد المساهمات : 2987
    تاريخ الميلاد : 18/06/1970
    تاريخ التسجيل : 27/09/2009
    العمر : 53

    تاريخية التدويل للأماكن المقدسة  ( دراسـة في الواقـع والوثائـق ) Empty تاريخية التدويل للأماكن المقدسة ( دراسـة في الواقـع والوثائـق )

    مُساهمة من طرف Admin الخميس أبريل 29, 2010 3:34 pm

    تاريخية التدويل للأماكن المقدسة


    ( دراسـة في
    الواقـع والوثائـق )






    أن
    قضية التدويل الإسلامي للأماكن المقدسة في مكة والمدينة, ليست نتاج واقعنا المعاصر
    فحسب ولكنها قضية قديمة ,ربما في عمر الإسلام ذاته, وان كنا سنقدم المعاصر فحسب
    ولكنها قضية قديمة , ربما من عمر الإسلام ذاته, وغن كنا سنقدم هنا فقط الجزء
    التاريخي الخاص بالمائة عام الماضية وخاصة في الفترة الأولى من تأسيس الدولة
    السعودية فماذا عنها؟
    في البداية دعونا نبحت في تاريخ مكة المكرمة لأن هذا التاريخ يؤكد عالميتها وليس
    يعوديتها كما يحاول آل سعود أن يؤكد للعالم أجمع فماذا عن تاريخ مكة وفضلها على
    العالم؟
    يحدثنا التاريخ أن مكة المكرمة قد مرت بعدة مراحل من التطور , المرحلة الأولى كان
    على عهد إبراهيم عليه السلام , ويؤكد المؤرخون أنه من المرجح أن بدء السكني بمكة
    المكرمة يرجع إلى أيام سيدنا إبراهيم وأبنه إسماعيل عليها السلام وهذا يعني القرن
    التاسع عشر قبل الميلاد . قال تعالى ( في سورة إبراهيم , آية 37) ربنا آني
    أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فأجعل أفئدة
    من الناس تهوي أليهم وأرزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ) و قد استجاب الله عز وجل دعاء
    سيدنا إبراهيم عليه السلام , فعندما نفد ما كان لدي إسماعيل عليه السلام و والدته
    هاجر من زاد وماء تفجر ماء زمزم من تحت قدمي إسماعيل عليه السلام وفدت القبائل إلى
    مكان الماء . (الشريفي,,1969م 10 ) وفي أواخر القرن الثالث الميلادي تقريباً
    استطاعت خزاعة بزعامة ربيعة بن الحارث أن تتولى أمر مكة المكرمة , وخلفه عمر بن
    لحي الخزاعي والذي يعتبر من أوائل من بدل دين إبراهيم عليه السلام بالوثنية. (
    السباعي,د ت:23 ).



    هذا
    الوقت أنتقل أمر مكة المكرمة من يد خزاعة إلى قريش بعد تحكيم يعمر بن عوف بن كعب
    أبن الليث وذلك بسبب كثرة الصراع الذي حدث بين خزاعة , حيت حكم يعمر بن عوف بحجابه
    البيت وأمر مكة المكرمة لقصي دون خزاعة وأن لا تخرج خزاعة من مسكنها من مكة
    المكرمة



    (
    الفاسي,د ت 143 ) ولعل من أهم الاحدات التي حدث في هذا العصر هو قدوم أبرهة الأشرم
    لهدم البيت الحرام سنة 571م والذي سمي بعام الفيل وهي السنه التي ولد فيها سيدنا
    محمد صلى الله عليه وسلم (زيادة:دت:123) .



    ولا
    شك أن ظهور الرسول صلى الله عليه وسلم كان أكبر الأثر في تغير الحياة في مكة
    المكرمة وفي العالم حيث أمر بطلب العلم وحث عليه ويكفي أن أول آية نزلت في القران
    تحث على العلم وهي سورة إقراء , كما غير الرسول صلى الله عليه وسلم كثير من الأمور
    الاجتماعية فمثلاً ألغي وأد البنات وحدد تعدد الزوجات ونظم شئون الزواج والطلاق
    وقضي عليه القبلية ( السباعي ,دت62) وقد أصبحت مكة المكرمة مهد العلم حيث كان بعض
    أصحاب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كأبن مسعود ,وبن عباس ,وأبي ذر الغفاري
    ,وأبن عمر وأبي الدرداء رضي الله عنهم أجمعين يترددون إليها بعد الفتح وكانت مكة
    المكرمة تستفيد من علومهم. ( المرجع السابق ).وهذا وقد أصبح المسجد الحرام مزدحماً
    بحلقات رجال الحديث والقراء وأصحاب الفتوى , وفي عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه
    كان أول توسعه للمسجد الحرام حيت شملت إضافة أسوار وأبواب للحرم وكان ذلك عام 17
    هـ, ثم قام الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه بتجديد المسجد الحرام وتوسعته وأحد
    فيها رواقاً مسقفاً وكسا الكعبة بالقباطي. (السباعي,دت:84).هذا وقد بدأت الخلافة
    الأموية في عهد معاوية بن أبي سفيان الذي تولى الحكم سنه 41هـ وقام الأمويون
    بإصلاحات منها شق الطرق الاهتمام بالأمور الدينية و العلمية , وفي سنة 91هـ قام
    الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك بتجديد المسجد الحرام وتوسعته وتسقيف أروقته
    بالصاج المزخرف وجعل الأعمدة من الرخام . ( السباعي دت,130 ).



    هذا
    وقد أهتم العباسيون بعمارة المسجد الحرام حيث أمر أبو جعفر المنصوري بشراء الدور
    الواقعة شمال المسجد الحرام فزاد مساحة المسجد الحرام وأهتم بجمال المسجد حيث زين
    أسقف الرواق بأنواع من النقوش كما فرش الأرضية بالرخام , وفي سنه 160هـ أشتري زاد
    المهدي في مساحة الحرم وجعل دار القوارير ( وهي دار بنيت بالزجاج في باطنها
    والفسيفساء في خارجها لنزل الرشيد بين الصفاء والمروة ) ومن أبرز الإصلاحات في
    العهد العباسي توسعة المسجد الحرام وتشجيع حلقات الدرس والعلم والعلماء. وقد حدث
    عدة ثورات من العلويين أنتهت بالفشل . ( السباعي,دت:ج 1,158 ).



    **
    في عام 317هـ تمكن القرامطة من الاستيلاء على مكة المكرمة في موسم الجح, واخدوا
    معهم الحجر الأسود ,ثم اعادوه عام 330هـ.



    **ثم حكم
    الإخشيديون مكة المكرمة بين عام331 إلى 357.



    ** في عام
    358 طرد جعفر بن محمد الحسين , وكون بذلك حكومة الطبقة
    الأولى
    من الإشراف. ويسمون بالموسويين, نسبة إلى موسى الجوني.



    الطـبقة
    الثانيـة



    وهم
    السليمانيون نسبة سليمان بن موسى الجون بن عبد الله بن المحض بن الحس بن علي بن
    أبي طالب رضي الله عنه, وهم الذين أجلو جميع الموسويين..



    الطـبقة
    الثالثة :



    الهوامش

    حصل
    الهوامش على حكم مكة المكرمة بعد أن أجلوا السليمانيون الذين أستمر حكمهم لمدة
    عاميين فقط وذلك بمساعدة " علي بن محمد الصليحي " حاكم اليمن , وستمر
    حكمهم إلى سنة 597 هـ ( السباعي دن:202 )



    الطـبقة
    الرابعة :



    بنو قتادة كان بني قتادة يسكنون البادية فلما
    كثر عددهم سار بهم قتادة إلى ينبع فأحتلها, ثم تطلع إلى إمارة مكة المكرمة فسار
    إليها بجيش كبير فستولي عليها وأجلي منها بنوا هاشم سنة هـ وظلت هذه الطبقة في
    الحكم نحو سبعة قرون ونصف غلى أن أجلاهم السعوديون عنها. ( المرجع السابق).



    الحكم
    السعودي:
    في 1343/3/17 هـ دخل الملك عبد العزيز ابن سعود إلى مكة المكرمة ولاختزال مكة
    أسيرها بمقدساتها بين أيدي آل سعود حتى اليوم (1427 هـ - 2006 ).



    هذا ويحدثنا
    التاريخ أن المنطقة المحيطة بالبيت الحرام قد تم توسعتها طيلة الـ1400 عام الماضية
    وكانت الزيادة فيه على النحو التالي:



    1- زيادة
    عمر بن الخطاب رضي الله عنه وتمت سنة سبعة عشر للهجرة النبوية المباركة .



    2- زيادة
    عثمان بن عفان ذي النورين رضي الله عنه حيث جعل فيها رواقاً مسقوفاً وكان ذلك سنة
    سته وعشرين للهجرة النبوية المباركة .



    3- زيادة
    عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما التي تمت سنة 66 للهجرة .



    4- زيادة
    الوليد بن عبد الملك عام (91) للهجرة , حيث أضاف مساحات أخرى الى الحرم وجدد بناءه
    وأقام فيه واعمد من الرخام فكان أول من جعل في البيت أعمدة .



    5- زيادة
    أبي جعفر المنصور عام (139هـ ) التي أضيفت فيها مساحات أخرى للمسجد, وبعض الأروقة.
    6- زيادة الخليفة العباسي المهدي سنة (160هـ ) حيت زاد في المسجد الحرام من
    الجهتين الشمالية والشرقية وفي (عام164هـ )أمر المهدي بتوسعة الحرم من الجهة
    الجنوبية.



    7- في عام
    (284هـ ) زاد الخليفة العباسي المعتد بالله في مساحة المسجد و أضاف باب جديد يعرف
    بباب الزيادة.



    8- زاد
    الخليفة العباسي المقتدر بالله مساحة أخرى الى المسجد وتعرف هذه الزيادة بباب
    إبراهيم وكان ذلك عام (306هـ) وفي عام (604هـ ) شب حريق هدم جانباً من المسجد
    الحرام ثم جاء سيل إطفاء النيران وأوقف انتشارها , وأهتم حاكم مصر السلطان فرج بن
    برقوق بذلك فأمر بإصلاح الموقع المتهدم وأعاد بنائه على أحسن صورة .



    9- وفي عام
    (979هـ) قام السلطان سليم العثماني بتجديد عمارة المسجد كاملاً.
    10- التوسعات في عهد آل سعود وهي عديدة وأن كانت أهدافها سياسية بالدرجة الأولى
    كما هو معلوم .






    ثانياً
    الجانب الجغرافي:



    أما عن الموقع
    الجغرافي لمكة المكرمة فهي تقع على السفوح الدنيا لجبال الثروات,فهي تمثل نقطة
    التقاء بين تهامة وجبال الثروات , وبذلك فهي تقع في غرب شبه الجزيرة العربية غرب
    المملكة العربية السعودية وتقع على يعد 75 كم شرق البحر الأحمر ,كما تقع بجوارها
    إلي الجنوب الشرقي على بعد 80 كم تقريبا مدينة الطائف .



    الموقع
    الفلكي: تقع مكة المكرمة على دائرة عرض 25,21,19 شمالاً خط طول 39,59,26 شرقاً
    وترتفع عن سطح الأرض بمقدار 300 متر عن سطح البحر.



    التضاريس:
    تضاريس مكة المكرمة عبارة عن مرتفعات جبلية ذات تركيب جرانيتي ويتراوح ارتفاعها ما
    بين 20 1912 متر فوق سطح البحر وتقع مكة المكرمة على سفوح هذه الجبال .



    البناء
    الجيولوجي : ذكر أحمد المهندس إن منطقة مكة المكرمة تعد جزاء من الدرع العربي ,
    ومعظم صخورها نارية جوفية والذي يغلب عليه نوع الصخور النارية الجرانيتية والتي
    يدخل في تركيبها الصخري والكوارتز ديورايث إلى التونالات, كما يوجد بعض التكوينات
    الرسوبية المتحولة .



    وبوجه عام
    فإن البناء الجيولوجي لمكة المكرمة ضمن المنطقة الانتقالية بين تأثيرات مناخ البحر
    المتوسط والمناخ الموسمي ويؤثر البحر الأحمر فيها بنسبة ضئيلة جداً ومكة المكرمة
    تقع ضمن المنطقة المدارية الشمالية لذا فأن درجة الحرارة ترتفع بها في الصيف
    والشتاء دافئ وأمطارها قليلة وغير منتظمة ورياحها تكون في الشتاء شمالية غربية ,
    وفي الصيف شمالية شرقية جافة.
    القسم الثاني



    الدراسات
    والوثائق التاريخية حول عالمية الحجاز وأهمية أسلمتها



    (1
    ) دراسات د. فوزي أسعد نقيتي



    ثمة دراسات
    هامة تؤكد على الفكرة المركزية لهذا الكتاب وهي التدويل الإسلامي للإشراف وللفتوى
    وبالنسبة للأماكن المقدسة ,وسنبدأ بالدراسة الهامة للمناضل أبن الجزيرة العربية
    الدكتور فوزي أسعد نقيتي الذي يعيش بالقاهرة منذ الستينات وهو مناضل قومي الاتجاه
    حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ العربي الحديث المعاصر وله رؤى قومية محترمة
    ومقدرة ,وسننقل هنا الجزء الهام الذي وضعه في رسالتيه (الماجستير والدكتوراه ) حول
    جذور فكرة التدويل الإسلامي للمناطق المقدسة ,خاصة مع بداية تشكيل الدولة السعودية
    الراهنة في بداية العشرينيات ,فماذا لدى الباحث الدكتور فوزي أحمد نقيتي ليقدمه
    لنا من معلومات هامة في هذا الصدد؟
    في رسالة الماجستير والتي تحمل عنوان " العلاقات السعودية - البريطانية 1901-
    1946 " والتي ناقشها في قسم التاريخ كلية الآداب جامعة القاهرة عام 1982 في
    الفصل المعنون بـ المؤتمر الإسلامي (1926 ) أو الاختبار الأول لوحدة المصالح
    السعودية - البريطانية يذكر د. فوزي إنه في الحملة الدعائية التي سبقت احتلال
    الحجاز, كان حافظ وهبه يركز في منشوراته التي كانت تحمل أسم الأمير ( الملك ) فيصل
    , على هذا المعنى وهو إن أبن سعود لم يهدف من وراء الهجوم لعي الحجاز ألا رفع
    الظلم الهاشمي عن الحجازيين وإنه أذا ما تم له ذلك , فإنه سيترك أمر الحجاز لمؤتمر
    أسلامي يقرر مستقبله (1).



    وبعد احتلال
    مكة المكرمة ,ردد يوسف ياسين ومعه رشدي نلحس نفس المعزومة في المقالات التي كانت
    تظهر على صفحات جريدة أم القرى , أو في المنشورات التي كان يتم توزيعها في مكة
    المكرمة ومدينة جدة(2).



    بل أن حافظ
    وهبه قد أبلغ وفد مصر الذي زار أبن سعود في شهر سبتمبر 1925 (قبيل احتلال جدة
    بثلاثة شهور ) برئاسة الشيخ مصطفى المراعي , أبلغه بالآتي وذلك حسب رواية حافظ
    وهبه نفسه:
    1- ان الحجاز للحجازيين من جهة الحكم ,وللعالم الإسلامي من جهة الحقوق التي لهم في
    البقاع المقدسة .



    2- أجراء
    استفتاء عام لاختيار حاكم الحجاز تحت إشراف مندوبي العالم الإسلامي .



    3- تجديد
    الحدود الحجازية ,أما وضع النظم المالية والاقتصادية والإدارية فهي موكولة لمندوبي
    المماليك والشعوب الإسلامية .



    يؤكد حافظ
    وهبة أن أبن سعود وافق على هذا الأساس , فسر الوفد كثيراً , وسافر الى القاهرة
    حاملاً معه كتاب سلطان نجد المتضمن هذا الأساس وجاء بعد الوفد المصري أما عن أبن
    سعود نفسه فقد كرر المعنى ذاته في مناسبات عديدة أنه:



    ما جاء إلا
    مفوضاً من قبل العالم الإسلامي لتطهير الحجاز من الظلم والعدوان وان العالم
    الإسلامي هو صاحب الحق في أمر تقرير مصير الحجاز أكد أبن سعود هذا المعنى ,أولاً
    في رسالته التي بعث بتا إلي ألمللك رداً على رسالته هذا الأخير باقتراحه بحث
    سبيل السلام بين نجد والحجاز وفي 16 نوفمبر 1924 وثانياً لأمين
    الحسيني رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بالقدس خلال نفس الفترة وثالثاً قبل
    مغادرته الرياض وهو في طريقه إلى مكة المكرمة أوائل نوفمبر 1924 ورابعاً في
    رسالته التي بعث بتا إلى قناصل الدول الأجنبية في مدينة جدة في 23 نوفمبر 1924 وخامساً
    بعد وصوله مكة المكرمة وأثناء اجتماعه بعلمائها في ديسمبر 1924 وخامساً
    بعد وصوله مكة المكرمة وأثناء اجتماعها بعلمائها في ديسمبر 1924 وسادساً
    في رسائله التي بعث بتا إلى بعثه فيليب- الريحاني - النقيب أثناء تواجدهم في
    جدة بحجة الوساطة ,وذلك في ديسمبر 1924 وسابعاً خلال رده على الوساطة
    البريطانية المزعومة لتسوية النزاع بينه وبين الملك على في اليوم الأول من أغسطس
    1925 وثامناً في الرسالة التي كان قد أرسلها للملك يحيى ملك اليمن حينما أقترح
    الأخير إرسال وفد للسعي إلى الصلح في شهر أكتوبر 1925 وتاسعاً في تأكيداته
    للسيد إدريس السنوسي وإمام مسقط وإمام عمان وعاشراً وأخيرا بمناسبة
    دخلوه إلى مدينة جدة , بعد استسلام الملك على يوم 24 ديسمبر 1925 حيث أصدر منشوراً
    عاماً وجهه لأهل الحجاز ختمه بالجملة التالية "وإما مستقبل البلاد فلابد
    لتقريره من مؤتمر يشترك المسلمون جميعاً فيه لينظروا في مستقبل الحجاز ومصالحه
    "
    ولكنه رغم تلك التأكيدات السابقة, التي أضعنا إلفي ترتيبها وسردها ,فإن
    أبن سعود اخرج لسانه وسخر من العالم العربي والإسلامي كله ,إذا أصدر بعد أسبوعين
    من صدور منشوره الأخير ,بلاغاً عاماً بتاريخ 22 جمادي/7 يناير 1926 يعلن فيه عدوله
    عن فكرة المؤتمر الإسلامي .



    وفي اليوم
    التالي من هذا البلاغ جمادي الأخر/ 8 يناير أصبح يلقب بملك الحجاز وسلطان نجد
    وملحقاتها.
    ويفسر عبد الحميد الخطيب هذا التطوير المفاجئ , وبقوله :ما كاد أهل الحجاز يتذوقون
    طعم الحرية بانتهاء العهد الهاشمي ,ويجدون في السلطان أبن سعود من الأخلاق السامية
    العالية والخلال الحميدة حتى تنفسوا الصعداء وأحبوه حباً جماً وتعلقوا بأذياله لا
    يريدون عنه بديلاً.
    أما العطار فأنه يؤكد المعنى السابق فيقول: إن الحجازيين فتنوا بديمقراطية الملك
    وسجاياه وكانوا يخشون ضياع حرية الحجاز واستقلاله فأتصل أهل مكة بجدة وطالبوا أن
    يسرع إليهم وفد منهم يمثلهم فانتدبوا محمد نصيف, ومحمد علي زينا, وقاسم زميل,
    وسليمان قابل, وعبدا لله رضا, وبعد أن تحدثوا طويلاً فيمن يحكمهم اتفقوا - بدون أن
    يخالف أحداً- على اختيار أبن سعود نفسه ملكاً عليهم فتقدموا بطلبهم في 19 جمادي
    الأخر 1344/4 يناير 1921 راجين ومسترخين الأنعام عليهم بتعيين وقت عقد البيعة عند
    البت العظيم فأجابهم ألمللك إلى طلبهم في 19 جمادي الثانية 1344 وفي اليوم التالي
    23 جمادي الثانية (8 يناير) وبعد صلاة الجمعة تمت المبايعة وطبقاً لهذا العرض,
    فبوسعنا القول إن المبايعة كانت عملاً صورياً لأن الفترة ما بين يوم 8 جمادي
    الثانية وهو تاريخ دخول الملك عبد العزيز جدة, وبين يوم 19 جمادي الثانية وقت
    استرحام الحجازيين والأنعام عليهم بتعيين وقت عقد البيعة "هي فترة لا تتجاوز
    العشرة أيام, وهي بذلك لا تكفي لإدراك الجماهير بديمقراطية الملك وسجاياه وأخلاقه
    الحميدة, كما قبل.
    ولنادري كيف تذوق الحجازيين طعم الحرية..وتنفسوا الصعداء بينما كانوا يعيشون وقتها
    في رعب شديد أما الزعم بأن الحجازيين سارعوا إلي مبايعة الملك خشية ضياع حرية
    الحجاز واستقلاله فهو زعم خاطئ فنده عبد الحميد الخطيب بقوله, إن الحجازيين
    الموجودين بالخارج قد قلقوا على مصير استقلالهم وأيقنوا أن أبن سعود سوف يضم
    الحجاز إلى ممتلكاته ويضمهما إلى ملحقات نجد, فتسري عليه أحكام معاهدة 1916 (1915
    ) وبذلك يضيع استقلاله الذي شروه بدمائهم من جهة, ومن الأخرى فأن نجد قد عرفت
    بالبداوة وتسيطرها على الحجاز مما يؤدي بها إلى التأخير, بينما الناس يسيرون بخطى
    واسعة إلى الحضارة والمدنية وهذا التلميح إلى الحجازيين الموجودين بالخارج أي
    أولئك الذين غادروا الحجاز مع الملك علي إنما يفهم منه إنه قد حدث انقسام في الرأي
    بين القيادات الحجازية, فهناك قسم كان يرفض ضم الحجاز إلى نجد نتيجة لتورط الملك
    عبد العزيز وارتباطاته السابقة مع بريطانيا ,وقسم آخر يمثل بقايا الحزب الوطني,
    وغالبيته من أسرة "زينل" لم يراعي هذه الناحية, وتوج نشاطه السابق ضد
    الحسين وأبنه من بعده بأن سعى لأعلان ملكية أبن سعود على الحجاز بطريقة سريعة جداً
    ومثيرة للربية ,لكنها لا تثير الدهشة, بحكم العلاقة التي كانت تربط هذا القسم
    بالمتر فيلبي, الذي قال فيلبي عنه, أنه أعلن إسلامه قبل سفره إلى مكة سنة كاملة
    إلى أن شاهد البيعة, او المناسبة العظيمة,حسب تعبيره.
    وواقع الأمر أن المستر فيلبي , الذي كان يعد انتصار الملك عبد العزيز انتصارا
    لشخصه والذي كانت صيغته المثلي هي العمل على ترسيخ الدولة السعودية الجديدة بكل
    السبل والوسائل ,ومنها تحقيق توحيد نجد والحجاز في دولة واحدة لم يكن مقبولاً لديه
    بأي حال من الاحوال ان يكد يستمر في مشواره الطويل حتى يمكن صديقه الملك من أحتلال
    الحجاز, ثم يتكره ليقرر مصيره العالم الإسلامي وقد يقال وهذا صحيح وان مطالب دول
    العالم الإسلامي بتحديد شكل الحكم في الحجاز ,وكانت مرهونه بما تقرره بريطانيا
    ,ولكن الاعتقاد المؤتمر الإسلامي,ولو من الناحية الشكلية ,كان سيمنح تلك الدول
    نوعاً من الأشراف على السياسة السعودية في الحجاز,كما أن مناقشة مواضيع مثل إدارة
    مشتركة أو "بحث القانون او النظام الذي سيطبق في الحجاز " او
    الصيغة التي ستبني عليها علاقات الحجاز بغيره من الدول على ضؤء القيود التي فرضتها
    معاهدة 1915 وكلها مواضيع لو تم طرحها للمناقشة لخرج المؤتمر بنتائج هامة, قد تحد
    من سيطرة الملك عبد العزيز المطلقة على الحجاز ,أو تجعل للمؤتمرين "رأي"
    حول إدارة الحجاز,قد يقوي يوماً ما , ويفرض نفسه على مستقبل الحجاز وهذا ما كان يخشاه
    كل من الملك عبد العزيز والمستر فيلبي , وخاصة ان مسلمي الهند ,حسبما ذكرته
    المصادر السعودية, كانوا يطالبون بأن يكون الحكم في الحجاز جمهورياً , وقد ألحوا
    في طلبهم هذا بحكم ان الفضل الأول يرجع إليهم في أبعاد الحسين فكان لابد من إلغاء
    المؤتمر ومع أن الملك عبد العزيز يدافع عن نفسه بقوله: أنا لست ملكاً بمشيئة
    أجنبية, بل أنملك بمشيئة الله ,ثم بمشيئة العرب الذين أختاروني وبايعوني.
    ثانياً: الدراسة أو الوثيقة الثانية للدكتور / فوزي أسعد نقيطي وهي رسالته
    للدكتوراه والمعنونة بـ العلاقات المصرية - السعودية من (1967-1937) والتي حصل بها
    على درجة الدكتوراه في التاريخ الحديث والمعاصر (عام 2000 9 وكانت تحت إشراف
    الإستاد الدكتور رؤوف عباس حامد, جاء فيها أن أبن سعود كان يطمح بعد معركة تربة
    الخرمة, أن ينيخ بناقته في مكة, في نفس البقعة التي بركت فيها ناقة سعود الكبير
    وأن هذه العبارة كان يرددها من وقت لأخر.
    وعلى كل حال, فلقد حقق سلطان نجد حلمه, وتمكن من أحتلال الحجاز بمساعدة بريطانيا,
    والكلام لمستر فيلبي وذلك بعد أن رفض الشريف حسين الإستجابه لترتيباتها, ومنها
    إقامة الوطن القومي لليهود, طبقاً لما ذكرته المصادر البريطانية ذاتها بل والمستمر
    فيلبي نفسه.
    وبالنسبة لموقف مصر في هذه المرحلة ,فإنها في الواقع ,قد تخلت عن دورها التقليدي
    المتمثل في حماية الحجاز , بسبب الاحتلال البريطاني من جهة,ومن جهه أخرى فأن فؤاد
    نفسه (على عكس محمد علي باشا ) كان معيناً من قبل الانجليز, وكان يحكم في ظل حمايتهم.
    ويشهد على ذلك السفير البريطاني, اللورد كيللرن,فإنه: كان بمقدورنا أن نجعله يتحرك
    وفق الإطار العام لسياستنا.



    ويمكننا
    القول,أن الملك فؤاد,قد غض الطرف عن احتلال أبن سعود للحجاز,مقابل بعض الصفقات,
    التي خسرها جميعا, وكان يمثل الطرف المخدوع أن ما وعد به كان فقط من أجل ضمان
    سكوته,وتعاونه لإنجاز المشروع البريطاني- السعودي المشترك وبالأمكان إيجاز تلك
    الصفقات فيما يلي:
    Admin
    Admin
    Admin


    الجنس : ذكر
    عدد المساهمات : 2987
    تاريخ الميلاد : 18/06/1970
    تاريخ التسجيل : 27/09/2009
    العمر : 53

    تاريخية التدويل للأماكن المقدسة  ( دراسـة في الواقـع والوثائـق ) Empty تابع

    مُساهمة من طرف Admin الخميس أبريل 29, 2010 3:35 pm

    أولا
    :
    مصير الحجاز: فحسبما أفادت جريدة المقطم المواليه
    للانجليز,فإنه قبل سقوط الحجاز بثلاثة أشهر,قام الشيخ المراغي, رئيس المحكم
    الشرعية العليا, بزيارة سلطان نجد في "الشمسي" بالقرب من مكة في الفترة
    من 15 - 30 سبتمبر 1925.



    وحسبما ذكره
    المستر جوردان
    jordan الوزير البريطاني في جدة ,فأن المراغي طلب منه عندما إلتقى به في
    مقره أن تحاط زيارته بالسرية.



    وفي ختام
    الزيارة حمل المراغي معه كتاب الى الملك فؤاد ,تضمن إلتزام أبن سعود :بأن يكون
    الحجاز للحجازيين من جهه الحكم ,وللعالم الإسلامي من جهه الحقوق المقدسة التي له
    في هذا البلاد ,وأن يجري إستفتاء لإختيار حاكم للحجاز ,تحت إشراف مندوبي العالم
    الإسلامي ,على أن يحدد الوقت اللازم لذلك فيما بعد ,وسنسلم الوديعة التي بأيدينا
    لهذا الحاكم .



    وعليه فقد
    صرح الشيخ المراغي ,عقب مقابلة الملك فؤاد:ان مندوب جلالته (فؤاد)هو الذي سيرأس
    مؤتمر مندوبي العالم الإسلامي ,بعد اجتماعهم في مكة ,بعد انقضاء الحكومة
    الهاشمية,وأن الكلمة العليا ستكون لمصر مؤكداً على أبن السعود" لا غاية له في
    الحجاز ولا مطمع ,وإنه سيسلمه للعالم الإسلامي".



    والحقيقة إن
    سلطان نجد ما أنفك يصرح ,قبل إحتلاله للحجاز :بأنه ماجاء إلا مفوضاً من العالم
    الإسلامي لتطهير الحجاز من الظلم والعدوان ,وإن العالم الإسلامي هو صاحب الحق في
    تقرير مصير الحجاز".



    ولقد ترددت
    هذه العبارة على مسامعنا أكثر من عشر مرات ,في مناسبات مختلفة كان أخرها يوم 24
    ديسمبر 1925 بمناسبة دخوله جدة ,حيت وزع منشوراً على السكان جاء فيه :لابد من
    مؤتمر يشترك فيه المسلمون جميعاً, لينظروا في مستقبل الحجاز ومصالحه .



    ولكن سلطان
    نجد ما أن احتل جدة حتى اصدر منشوراً ثانياً يوم 7 يناير 1926 أعلن فيه
    :"عدوله عن فكرة المؤتمر الإسلامي".



    وفي اليوم
    التالي 8 يناير أصدر منشوراً ثالثاً,أعلن فيه تلقيب نفسه بملك الحجاز وسلطان نجد
    وملحقاتها.
    وبرر الكتاب السعوديون هذا الإجراء بأن الحجازيين (المذعورين - المقهورين - الجوعي
    - الذين ظلوا محاصريين أكثر من عام ) هم الذين بايعوا الملك عبد العزيز,بعد أن
    فتنوا بديمقراطيته.
    والواقع أن الملك كان قد قرر ضم الحجاز إلى مملكته قبل سقوط الحجاز ,وقبل مجي
    الشيخ المراغي,وتحديداً في شهور يوليو, أي قبيل احتلالها بحوالي خمسة شهور وذلك
    طبقاً لما ذكره جوردن ,الذي أوضح إن الحجازيين أنفسهم ,قد فوجئوا بقرار الملك مما
    يعني أن ثمة تنسيق قد جرى بين الاثنين :جوردن والملك .



    وبالنسبة
    لمصر ,فيقول حافظ وهبه,الذي كان في زيارة لها إنه شعر بحرج عظيم وصارحة فؤاد
    بتدميره قائلاً: إن إعلان السلطان عبد العزيز نفسه ملكاً على الحجاز قد يعد نقضاً
    لكتابه الذي أرسله إلي مع الشيخ المراغي.



    وعلى هذه
    الخلفية ,وبسبب هياج الرأي العام الإسلامي ,وخاصة في مصر والهند أضطر الملك عبد
    العزيز إلى عقد المؤتمر في مكة,في يونيه 1926,على أن يكون مؤتمراً صورياً,وأن يقصر
    نشاطه على الصدقات والمساعدات للحجاز كما أشترط على لسان حافظ وهبه ,عدم التعرض
    لمسألة الحكم ,كما أشترط أيضاً عدم الخوض في أية مواضيع سياسية.
    وكما هو متوقع ,فلقد شهد المؤتمر مواجهه حادة بين الشيخ الظواهري,شيخ جامع الأزهر
    ورئيس وفد مصر وبين الملك عبد العزيز.



    فرداً على
    ما جاء في كلمة الملك ,التي أفتتح بها المؤتمر,والتي قال فيها :أننا لا نقبل أي
    تدخل أجنبي في هذه البلاد الطاهرة , أيا كان نوعه "قال الشيخ الظواهري :أن
    كلمة الأجنبي هذه مجملة ,فإذا كان المراد بها من لا يدين بالإسلام فذلك ما يؤيده
    فيه كل العالم الإسلامي ,ألا أن تطبيق ذلك مع الجمع بين سلطة نجد ومملكة الحجاز
    يحتاج إلى دراسة المعاهدات التي عقدتها نجد مع الدول الأجنبية ,خشية أن يكون فيها
    ما يحمل إقرار الجمع إقرار بوجه من وجوه التدخل الذي نهى عنه هذا البند. ومضى
    الظواهري يقول :فمثلاً إذا فرض إن لدولة أجنبية حق التدخل في تعيين سلطان نجد من
    بين آل سعود.



    كان معنى
    ذلك ,أن لهذه الدولة حق التدخل في تعيين ملك الحجاز ,مادام سلطان نجد هو ملك
    الحجاز ,وإذا كان المراد بالأجنبي من ليس من أهل الحجاز ,وإن كان مسلماً
    ,فلا ندري كيف كان أقرار ذلك و الحجاز لجميع المسلمين , ولا ندري كيف ساغ
    حينئذ تدخل نجد في الحجاز باسم الدين.
    ولم يكتف الظواهري بالتعرض لعلاقات الملك بالقوى الأجنبية ,بل وجه انتقاده للملك
    لفرضه المذهب الوهابي على قاصدي الحجاز مشيراً ان الخطر الشديد الذي سيتعرضون له
    لان ما يجيزه المذاهب الإسلامية يعده النجديون شركاً أو دون الشرك بقليل على حد تعبير
    الظواهري.
    ولما حاول الملك توجيه نشاط المؤتمر ,كي يبحث فقط موضوعات المساعدات ,وتحسن الطرق
    المؤدية إلى الأماكن المقدسة ,وكيفية إنفاق أموال الأوقاف المخصصة لها تصدى له
    الشيخ الظواهري قائلاً:أن الدقات والمبرات التي يرغب صاحبها في توزيعها على وجه
    خاص بنفسه أو بنائه لا سبيل إلى أقرار تدخل الحكومة فيها,بل أمرها موكول إلى محض
    إرادة المتصدق ,ثم أردف " أننا لم نفهم معنى لذكر هذا البند كركن من الخطة
    السياسية.



    مع ان الملك
    عبد العزيز هو الذي كان يطالب المؤتمرين بعد الخوض في السياسة ,وإلا أنه أوعز
    الشيخ رشيد رضا رئيس الفرع الوهابي في مصر ,والشيخ أبو الحسن الندوي (هندي)
    بإقتراح أن تقوم الدول الإسلامية بالسعي لإعادة العقبة ومعان إلى ولي الأمر في
    الحجاز فأنبريله الشيخ الظواهري ورفض مناقشة المشروع في أساسه ,لأنه خارج اختصاص
    المؤتمر كما قال.
    وما أن قام احد الهنود وقال أن أبن سعود باعتباره حاكم الحجاز يجب أن تكون له
    سيادة نوعية على العالم الإسلامي أجمع حتى قاطعه الشيخ الظواهري ولم يمكنه من
    الاسترسال في كلامه.
    ********
    الوثيقة أو الدراسة الثالثة:



    وهي تحت عنوان جزيرة العرب في القرن العشرين
    ومؤلف الكتاب شخصية مشهورة للغاية في تاريخ السعودية وهو حافظ وهبه الوزير والمفوض
    والمندوب فوق العادة للمملكة العربية السعودية بلندن ,وطبعة الكتاب سنة (1946 م /
    1365هـ ) تحت عنوان "غزوة الحجاز والمؤتمر الإسلامي " كيف نشأت فكرة
    الغزوة ؟ ويقول حافظ وهبه في مقدمته لم يكن لجلاله الملك أبن السعود أي فكرة عن
    غزو الحجاز وفتحه حتى 1923 أو لا :يكن واثقاً من موقف الحكومة البريطانية ويحق له
    أن يحسب لهذا ألف حساب؛ فهي التي أرغمته على ترك الحجاز والرجوع إلى نجد سنة
    1919,ضربا لقوات الشريفية في تربة ,وقد كان في إمكان قواته في ذلك الوقت أن
    تتقدم وتستولي على الطائف ومكة ,لولا إنذار إنجلترا له بأنها تعتبر تقدمه في
    الحجاز, عدائياً موجهاً ضدها ,ثم يحكي بعد ذلك كيف تقدم وأستولى على الحجاز وأن
    أرى العلماء والوفود الإسلامية التي جاءت لحل المشكلة ومنها الوفد المصري إنتهت
    بالإتفاق معه على وثيقة من عدة بنود بياناتها كالتالي :



    (1) إن
    الحجاز للحجازيين من جهه الحكم ,وللعالم الإسلامي من جهه الحقوق التي لهم في
    البقاع المقدسة .



    (2) إجراء
    إستفتاء عام لإختيار حاكم الحجاز تحت إشراف مندوبي العالم الإسلامي.



    (3) يجب أن
    تكون الشريعة الإسلامية هي دستور الحجاز.



    (4) استقلال
    الحجاز الداخلي.



    (5) جعل
    الحجاز على الحياد.



    (6) لا تعقد
    حكومة الحجاز اتفاقات اقتصادية مع دولة غير إسلامية.



    (7) تحديد
    الحدود الحجازية ,ووضع النظم المالية والاقتصادية والإدارية موكول لمندوبي الممالك
    والشعوب الإسلامية .



    وقد وافق
    عظمة السلطان أبن سعود على هذا الأساس وقال للوفد المصري: لكي تعلموا محبتي لمصر
    ولمليكيها,وللمنزلة العظيمة التي له في قلبي ,أو كل جلالته ان يدعوا في مصر مندوبي
    المسلمين لينظروا في هذه الأمور, وما يقررونه سأقوم بتنفيذه فسر الوفد كثيراً وعد
    النتيجة التي وصل إليها خيراً من المهمة الأولى, وسررنا نحن أيضاً لأننا أكتسبنا
    مودة ملك مصر, وهي شئ عظيم عندنا, وسافر الوفد المصري حاملا كتاب عظمةسلطان نجد
    المتضمن وفي أكتوبر سنة 1925 وصل جلال السلطنه وزير إيران المفوض بمصر, وعين الملك
    قنصل أيران الجنرال في سوريا إلى الحجاز, وأخيراً عظمة السلطان بأنهما موفدان للوقوف
    على صحة أو كذب ما أشيع عن إصابة القبة النبوية بالقنابل وفي أثناء إقامتها في
    المعسكر السلطاني في حداء وفي مكة بحثنا معهما شئون الحجاز : ماضية ومستقبله,
    وأخبرناهما بالكتاب الذي حمله الوفد المصري, بالدعوة التي سيوجهها جلالة ملك مصر
    إلى العالم الإسلامي لوضع مسألة الحجاز على بساط البحث على الأساس الموضح في
    الكتاب, فأظهر الوزير إمتعاضه , وصرح بأن حكومته لا تقبل دعوة مثل هذه من مصر لأن
    مصر دولة غير مستقلة من كل وجه, ولا شأن لها بالبلاد المقدسة , وقال لعظمة السلطان
    : لماذا لا يدعو هو المسلمون في مكة؟ أليس هو أولى بالدعوة؟ أو ليس هو صاحب الشأن؟
    فأجابهم عظمته إنه اختار مصر لقربها من سائر البلاد الإسلامية ولأن الحجاز لايزال
    في حالة حرب ,وقد وكلت ملك مصر ولن أرجع في قولي,فطلب الوفد الإيراني كتاباً من
    عظمة السلطان إلى رئيس حكومة إيران يتضمن الأسس المتقدمة, ورجع الوزير مسروراً من
    زيارته بعدما وقف على الشئ الكثير من المعلومات من الإيرانيين المقيمين في الحجاز
    عن حكم الإشراف في الحجاز,وما تركه السلطان أبن السعود في نفوس الحجازيين من توضعه
    وحلمه وبساطته ولطفه, وحسن معشره ولين جانبه,وأنه لولا خشونة الأخوان لكان حكم
    السلطان أبن السعود نعمة من نعم الله لا تعادلها نعمة.



    مضى نحو
    أربعة أشهر والحرب لا تزال على حالها,ولم يصل إلى عظمته شيء عما تم في أمر
    المؤتمر: أن الحرب قد تطول أكثر من ذلك, فلماذا لا يفتح طريق الحج من جهة "
    رابع فيقضي القضاء الأخير على جدة؟ لقد نجح هذا الطريق بعض النجاح في الحج الماضي,
    ووفد من الحجاج نحو أربعة آلاف نفس.



    رأى عظمة
    السلطان أن يوفدني إلى مصر للبحث مع حكومتها في الإذن للحجاج من هذا الطريق, وقبل
    مغادرتي رابغ دخلت جيوش السلطان المدينة ظافرة فكان ذلك مشعراً بأن حكم الإشراف في
    الحجاز في حالة النزع.



    وصلت إلى
    مصر في أواخر نوفمبر سنة 1925, وبعد مدة قصيرة استسلمت جدة آخر المدن الحجازية,
    ففرح المسلمون فرحاً عظيماً, وقابلت الصحف العربية والهندية هذا الحادث بحماسة
    شديدة, ونشر عظمة السلطان وفي 24 ديسمبر سنة 1925 منشوراً عاماً على أهل الحجاز:
    يحضهم على الإخلاد إلى السكون والانصراف إلى أعمالهم, وختم المنشور بالجملة
    التالية:" وأما مستقبل البلاد فلابد لتقريره من مؤتمر يشترك المسلمون
    جميعاً فيه لينظروا في مستقبل الحجاز ومصالحه.
    العدول عن المؤتمر



    وبعد
    أسبوعين من صدور المنشور الأول, أصدر عظمة السلطان بلاغاً عاماً بتاريخ 22 جمادي
    الأخر - 7 يناير سنة 1926 يعلن فيه عدوله عن فكرة المؤتمر الإسلامي, لأن دعوته
    التي وجهها إلى الشعوب الإسلامية وإلى قادة المسلمين لم يحبه عليها أحد, وفي اليوم
    نفسه بايع جلالته أهل الحجاز ملكاً على الحجاز فأصبح لقب جلالته" ملك الحجاز
    وسلطان نجد وملحقاتها"
    تمت هذا الخطوة الجديدة وأنا في مصر أفاوض حكومتها في شئون الحج ولم يخف على أولو
    الأمر أسستياءهم, كما أن التلغرافات والصحف نشرت الشيء الكثير من استياء الهنود
    وجمعية الخلافة على الأخص, وعدوا ذلك نكثاً بوعود جلالة الملك الكثيرة,وقد أبرقت
    لجلالة الملك أخبره بحقيقة الحالة في مصر والهند, وأن جلاله لو كان تريث قليلاً
    لكسب الحجاز وقلوب المسلمين, فأجابني جلالته ببرقية يشرح فيها الأسباب التي دعته
    للتعجيل وهي إصرار أهل نجد والحجاز وعلى ذلك, وأن حالة البلاد تستدعي البت في هذا
    الأمر,وقد نشرت الصحف هذه البرقية في حينها,غير أن السلطات المصرية لم يقنعها هذا
    الجواب ,واعتقدت أن مسألة البيعة وما اكتنفها من طلب الحجازيين والنجدين أن هي إلا
    إيحاء من حكومة الحجاز .



    فالحجاز
    يحتاج إلى كثير من وجوه الإصلاح وهو وحده لا يقوى على القيام بأداء هذا الإصلاح
    ويجب أن يستعين الحجاز بعقول المسلمين المدبرة.

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 06, 2024 1:42 pm