حواس للمحاماه

نشكركم على اختياركم لمنتدانا و نتمنى ان تقضى وقت ممتعا و يشرفنا ان تكون احد افراد اسرتنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

حواس للمحاماه

نشكركم على اختياركم لمنتدانا و نتمنى ان تقضى وقت ممتعا و يشرفنا ان تكون احد افراد اسرتنا

حواس للمحاماه

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
حواس للمحاماه

قانوني . اسلامي - برامج . صيغ - دعاوى - معلومات

انت الزائر رقم

.: عدد زوار المنتدى :.

مرحبا بالزائرين

المواضيع الأخيرة

» التفكر في الاية 42 من سورة الزمر (رقم 39)
مدى حق الإنسان فى التصرف في جسده. I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 08, 2016 10:34 am من طرف د.خالد محمود

»  "خواطر "يا حبيبتي
مدى حق الإنسان فى التصرف في جسده. I_icon_minitimeالجمعة أبريل 08, 2016 8:25 am من طرف د.خالد محمود

» خواطر "يا حياتي "
مدى حق الإنسان فى التصرف في جسده. I_icon_minitimeالجمعة أبريل 08, 2016 8:15 am من طرف د.خالد محمود

» الطريق الى الجنة
مدى حق الإنسان فى التصرف في جسده. I_icon_minitimeالأحد مارس 06, 2016 4:19 pm من طرف د.خالد محمود

» الحديث الاول من الأربعين النووية "الاخلاص والنية "
مدى حق الإنسان فى التصرف في جسده. I_icon_minitimeالأحد مارس 06, 2016 4:02 pm من طرف د.خالد محمود

» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
مدى حق الإنسان فى التصرف في جسده. I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 16, 2015 1:04 am من طرف معهد تيب توب للتدريب

» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
مدى حق الإنسان فى التصرف في جسده. I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 16, 2015 1:04 am من طرف معهد تيب توب للتدريب

» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
مدى حق الإنسان فى التصرف في جسده. I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 16, 2015 1:04 am من طرف معهد تيب توب للتدريب

» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
مدى حق الإنسان فى التصرف في جسده. I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 16, 2015 1:03 am من طرف معهد تيب توب للتدريب

مرحبا بك


counter globe

الاكثر زياره


    مدى حق الإنسان فى التصرف في جسده.

    Admin
    Admin
    Admin


    الجنس : ذكر
    عدد المساهمات : 2987
    تاريخ الميلاد : 18/06/1970
    تاريخ التسجيل : 27/09/2009
    العمر : 53

    مدى حق الإنسان فى التصرف في جسده. Empty مدى حق الإنسان فى التصرف في جسده.

    مُساهمة من طرف Admin الإثنين مارس 22, 2010 3:51 pm

    مدى حق الإنسان فى التصرف في جسده.


    سؤال من أحد الإخوة حول ما إذا كان يجوز للإنسان
    أن يتصرف في جسده فيتبرع بأحد أعضائه في حياته أو بعد مماته .



    وفي الجواب على هذا ثلاث مسائل هي:


    - تبرع الإنسان بعضو من أعضاءه حال حياته.


    - الوصية بالتبرع بعضو من أعضاءه بعد مماته.


    - التصرف في جسده بأي صورة تخالف تكوينه.



    المسألة الأولى: تبرع الإنسان بعضو من أعضاءه في حال حياته:


    هذه المسألة مما أثير الجدل حولها فتعدد فيها الاجتهاد بين مؤيد لحق
    الإنسان في التصرف في جسده وبين مخالف له ولهذا الاجتهاد رغم اختلافه فوائد عدة
    أهمها: بيان أن الإسلام في مقاصده وتفسير قواعده يقبل قول من يقول بالجواز كما
    يقبل قول من يقول بعدمه.



    فالذين يقولون بالجواز يرون أن في تبرع المسلم الحي بشيء من جسده
    لمسلم آخر مصلحة ظاهرة لأن هذا للأول من باب التداوي الجائز شرعا وللثاني من باب
    التعاون على البر والتقوى وهذه المصلحة أكثر وضوحا بالنسبة لمن يتبرع بأحد أعضاءه
    بعد مماته إذ أنه -كما يقول هؤلاء- ليس ثمة ما يمنع شرعا من أخذ أعضاء من جثة
    الميت لمصلحة الحي، لأن مصلحة هذا أرجح من مصلحة الأول ويستدلون على ذلك بعدد من
    الأدلة منها: قول الله تعالى:
    مدى حق الإنسان فى التصرف في جسده. Clip_image001ومن أحياها فكأنما أحيا
    الناس جميعا
    مدى حق الإنسان فى التصرف في جسده. Clip_image002(1).
    وقوله عز ذكره:
    مدى حق الإنسان فى التصرف في جسده. Clip_image001وأحسنوا إن الله يحب
    المحسنين
    مدى حق الإنسان فى التصرف في جسده. Clip_image002(2).
    وقوله:
    مدى حق الإنسان فى التصرف في جسده. Clip_image001إن الله لا يضيع أجر
    المحسنين
    مدى حق الإنسان فى التصرف في جسده. Clip_image002(3).
    كما يستدلون بقول رسول الله : (من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل)(4).



    هذا من وجه ومن وجه آخر يرى هؤلاء أن أخذ أعضاء من الميت لانتفاع
    الحي منها لا يعد تمثيلا به كما قد يُظن لأن قول رسول الله : (كسر عظم الميت ككسره
    حيا)(5). الذي يستدل به الرأي المخالف يراد منه عدم إيذاء الميت أو التعدي عليه
    لمجرد الإيذاء أو الانتقام منه كما قد يفعل عدوه. أما إذا كان في كسر عظمه مصلحة
    ظاهرة فليس ثمة ما يمنع منه بدليل قصة الصحابي عروة بن الزبير رضي الله عنهما فقد
    أصيب بأكلة في إحدى رجليه فقرر الأطباء قطعها ولم يرى وهو أحد الفقهاء ما يمنع من
    ذلك(6).
    والذين يقولون بأنه لا يجوز للإنسان أن يتصرف في نفسه يرون أن هذه النفس ملك لله
    عز وجل والأصل في هذا الكتاب والسنة وأقوال الأئمة والمعقول.



    أما الكتاب فالآيات كثيرة في أن السموات والأرض وما فيهما ملك لله
    لقوله تعالى:
    مدى حق الإنسان فى التصرف في جسده. Clip_image001لله ملك السموات والأرض وما
    فيهن وهو على" كل شيء قدير
    مدى حق الإنسان فى التصرف في جسده. Clip_image002(1).
    وهذا الملك في عمومه يقتضي الحصر وعدم التصرف فيه من غيره، أي أن النفس بكل
    مكوناتها مملوكة لخالقها في إنشاءها لقوله عز وجل:
    مدى حق الإنسان فى التصرف في جسده. Clip_image001وهو الذي أنشأكم من نفس
    واحدة فمستقر ومستودع
    مدى حق الإنسان فى التصرف في جسده. Clip_image002(2).
    كما أنها مملوكة لمالكها في أصل خلقتها وكيفية هذا الخلق لقوله عز ذكره
    مدى حق الإنسان فى التصرف في جسده. Clip_image001هو الذي خلقكم من نفس واحدة
    وجعل منها زوجها
    مدى حق الإنسان فى التصرف في جسده. Clip_image002(3).
    وقوله:
    مدى حق الإنسان فى التصرف في جسده. Clip_image001لقد خلقنا الإنسان في أحسن
    تقويم
    مدى حق الإنسان فى التصرف في جسده. Clip_image002(4).
    كما أنها مملوكة لمالكها في حياتها ومماتها لقوله جل ذكره:
    مدى حق الإنسان فى التصرف في جسده. Clip_image001كيف تكفرون بالله وكنتم
    أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون
    مدى حق الإنسان فى التصرف في جسده. Clip_image002(5).


    كما أن المالك للنفس متحكم في سمعها وبصرها ورزقها لقوله جل ذكره: مدى حق الإنسان فى التصرف في جسده. Clip_image001قل من يرزقكم من السماء
    والأرض أمن يملك السمع والأبصار
    مدى حق الإنسان فى التصرف في جسده. Clip_image002(6).
    كما أنه متحكم في حركتها وسكونها لقوله عز ذكره:
    مدى حق الإنسان فى التصرف في جسده. Clip_image001وهو القاهر فوق عباده ويرسل
    عليكم حفظة
    مدى حق الإنسان فى التصرف في جسده. Clip_image002(7).
    وقوله:
    مدى حق الإنسان فى التصرف في جسده. Clip_image001وإن عليكم لحافظينمدى حق الإنسان فى التصرف في جسده. Clip_image002(Cool.
    مدى حق الإنسان فى التصرف في جسده. Clip_image001كراما كاتبينمدى حق الإنسان فى التصرف في جسده. Clip_image002(1).
    مدى حق الإنسان فى التصرف في جسده. Clip_image001يعلمون ما تفعلونمدى حق الإنسان فى التصرف في جسده. Clip_image002(2).
    وقوله تقدست أسماؤه:
    مدى حق الإنسان فى التصرف في جسده. Clip_image001إن كل نفس لما عليها حافظمدى حق الإنسان فى التصرف في جسده. Clip_image002(3).
    وأما السنة فقد حرمت التعدي على النفس بغير حق ومن ذلك الانتحار بكل صوره وفيه قول
    رسول الله : (من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم)(4). وقوله عليه الصلاة
    والسلام: (من قتل نفسه بحديدة جاء يوم القيامة وحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه
    في نار جهنم خالدا مخلدا أبدا ومن قتل نفسه بسم فسمه في يده يتحساه في نار جهنم
    خالدا مخلدا أبدا)(5). وقد بين عليه الصلاة والسلام عظم النفس ولطف الله بها وذلك
    فيما رواه أبو أمامة رضي الله عنه أن رسول الله قال: (أنه قد وكل بالمؤمن مائة
    وستون ملكا يذبون عنه كما يذب عن قصعة العسل الذباب ولو وكل العبد إلى نفسه طرفة
    عين لاختطفته الشياطين)(6). وعندما يذكر عليه الصلاة والسلام أمرا له أهمية يبدأه
    بأن نفسه بيد الله كقوله: (والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره ما يحب
    لنفسه)(7).



    وأما أقوال الأئمة - رحمهم الله-: ففي مذهب الإمام أبي حنيفة لا يجوز
    التداوي بعظم الآدمي أو أي جزء من أجزائه(1). وفي مذهب الإمام مالك لا يجوز
    الانتفاع بأجزاء أو غيره ولو كان ميتا والضرورة لا تبرر ذلك وعدم الجواز يشمل غير
    معصوم الدم كحال المرتد لأن الأمر يتعلق بكرامة الإنسان بصرف النظر عن صفته(2).
    وفي مذهب الإمام أحمد لا يجوز الانتفاع ولو للضرورة بأجزاء الآدمي ولو كان ميتا
    متى كان معصوم الدم(3).



    وفي مذهب الإمام ابن حزم لا يجوز الانتفاع بأجزاء الآدمي ويستثنى من
    ذلك اللبن لأنه ورد النص على إباحته(4).



    وأما في مذهب الإمام الشافعي فيجوز للمضطر أن ينتفع بأجزاء الآدمي
    سواء كان معصوم الدم أو مهدوره وفيه تفصيل في هذا(5).



    وأما المعقول فإن من الفطرة السليمة - ناهيك عن الواجب- أن يكون
    الإنسان قيما على نفسه بحفظها من التلف لمناط ذلك بمصلحتها. وليس من هذه الفطرة أن
    يكون الإنسان عدوا لنفسه فيتصرف في جسده بما ليس له مصلحة فيه. ولما كان الإنسان
    مملوكا لله في نشأته وتكوينه ووجوده وعدمه وأن مالكه يتحكم فيه فالعقل يقتضي إذا
    عدم التعدي على ملكية المالك، ومن المعروف عقلا وحكما أن المالك لأي شيء من أمور
    الدنيا (ولله مثل الأعلى) لا يرضى أن يتعدى أحد على ملكه لأن من أسس الملك حصر
    الاختصاص في مالكه فاقتضى هذا أنه لا يجوز للإنسان أن يتصرف في جسده إلا بما فيه
    مصلحته فإن تصرف فيه بغير ذلك صار متعديا عليه.



    قلت: إذا كان المراد من نقل العضو من الحي إلى الحي مقابل مبلغ من
    المال فهذا لا يجوز لأن ذلك يضطر الفقراء إلى بيع أعضاءهم فيكون ذلك من باب
    المتاجرة بالجسد. أما إذا كان المراد تبرع الولد لوالديه أو إخوته أو زوجته فنكون
    أمام مصلحتين متعارضتين: مصلحة إنقاذ القريب من الخطر، ومصلحة المتبرع في عدم
    تعريض جسده للخطر بسبب النقل منه فالموازنة بين المصلحتين ترجح التبرع لانقاذ
    القريب من الخطر لأن خطره أعظم من خطر الآخر ولاشك أن البر من أعظم القربات عند
    الله فليس أهم من أن يبر الولد أحد والديه أو أسرته فينقذه من خطر يتعرض له. ومن
    القواعد عند أهل العلم وجوب الموازنة بين ما أحل الله للإنسان وما حرم عليه وما أمره
    به وما نهاه عنه وعليه في حال الشك أن ينظر إلى أسباب الفعل وآثاره ونتائجه فإن
    كان فيها خير كان مما أبيح له وما أمر به والعكس بالعكس ولاشك أن من الخير أن ينفع
    الإنسان قريبه كما ذكر.



    المسألة الثانية: وصية الإنسان بالتبرع بعضو من أعضاءه بعد مماته:


    بالنسبة لنقل الأعضاء من الميت إلى الحي إما بوصية منه في حياته أو
    بفعل من غيره كأهله فالخلاف في هذه المسألة أيضا قائم ومن يقول بجوازه يرى أنه ليس
    ثمة دليل يعتمد عليه في تحريمه كما يرى أن مصلحة الحي ترجح على مصلحة الميت وأن
    ذلك من تقديم الأهم على المهم. ومن يقول بخلاف ذلك يستدل بعدد من الأدلة منها: أن
    حرمة الميت كحرمة الحي لقول رسول الله : (كسر عظم الميت ككسره حيا )(1).



    فلا يجوز لأحد أن يتعدى عليه بنقل أعضاءه. ومنها أن نفس الميت ملك
    لله فلا يجوز له أن يوصي بالتبرع بأعضائه. ومن هذه الأدلة أن الأطباء أثناء السماح
    لهم بالفعل قد يتجاوزون على الجسم فينقلون منه العضو أو الأعضاء دون أن يكون لديهم
    دليل قاطع بموت الميت كثبوت موت جذع دماغه أو موت قلبه.



    قلت: هذه بإيجاز أقوال المؤيدين ومن خالفهم للنقل من الميت إلى الحي
    وأيا كانت أهمية هذا الدليل أو ذاك فإن ثمة دليل شرعي قاطع هو: أن حرمة الميت
    كحرمة الحي وهذه الحرمة تقتضي عدة موانع منها : أن في تقطيع أعضاءه امتهان
    لكرامته، ومنها أن في النقل منه تمثيل بجثته وهذا غير جائز شرعا فقد أقبل هذا على
    الله سويا في كينونته ويبعث على هذه الكينونة التي كان عليها في الدنيا باستثناء
    من خسر دنياه ولهذا يتساءل من حشر أعمى بعد أن كان بصيرا في الدنيا بقوله:
    مدى حق الإنسان فى التصرف في جسده. Clip_image001قال رب لم حشرتني أعمى"
    وقد كنت بصيرا
    مدى حق الإنسان فى التصرف في جسده. Clip_image002(2).
    فيرد الله عليه بقوله:
    مدى حق الإنسان فى التصرف في جسده. Clip_image001قال كذلك أتتك آياتنا
    فنسيتها وكذلك اليوم تنسى
    مدى حق الإنسان فى التصرف في جسده. Clip_image002(3).


    ومن هذه الموانع أن الميت قد يكون من ذوي الكرامات الذين لا تأكل
    الأرض أجسادهم ففي النقل من أعضائه امتهان لهذه الخصوصية وفي التاريخ شواهد عدة
    على هذه الخصوصية فقد ورد في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما (أن عمرو بن
    الجموح وعبد الله بن عمر (والد جابر) الأنصاريين ثم السلميين كانا قد حفر السيل
    قبرهما وكان هذا القبر مما يلي السيل وكانا في قبر واحد بعد أن استشهدا يوم أحد
    فحفر عنهما ليغيرا من مكانهما فوجدا لم يتغيرا كأنهما ماتا بالأمس وكان أحدهما قد
    جرح فوضع يده على جرحه فدفن وهو كذلك فأميطت يده عن جرحه ثم أرسلت فرجعت كما كانت
    وكان بين أحد وبين يوم حفر عنهما ست وأربعون سنة)(1).



    كما ورد في رواية أخرى عن جابر رضي الله عنه قال: لما أراد معاوية أن
    يجري العين ب أحد نودي بالمدينة من كان له قتيل فليأت قتيله. قال جابر فأتيناهم
    فأخرجناهم رطابا يتثنون فأصابت المسحاة أصبع رجل منهم فانفطرت دما وقيل أن الذي
    أصابته المسحاة حمزة رضي الله عنه(2).



    وفي رواية عن ابن إسحاق قال: وحدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن
    عمرو بن حزم أنه حدث أن رجلا من أهل نجران كان زمان عمر بن الخطاب حفر خربة من خرب
    نجران لبعض حاجته فوجد عبدالله بن التامر تحت دفن فيها قاعدا واضعا يده على ضربة
    في رأسه ممسكا عليها بيده فإذا أخذت يده عنها انبعث دما وإذا أرسلت يده ردت عليها
    فأمسكت دمها وفي يده خاتم مكتوب فيه (ربي الله) فكتب فيه إلى عمر بن الخطاب يخبره
    بأمره، فكتب عمر إليهم أن أقروه على حاله وردوا عليه الذي كان عليه ففعلوا)(1).



    قلت: فهذه الكرامات موجودة في كل الأزمنة والأمكنة للمؤمنين الذين
    اشترى الله منهم أنفسهم وأموالهم فباعوها له وقد حدثني من أثق به أنه شاهد وجود
    هذه الكرامات لعدد من الأشخاص فحري بنا أن نحترم كرامة الميت وعدم التعرض له
    بالإهانة وأن من فتوحات العلم الذي فتحه الله في هذا الزمان ترقيع الأعضاء التالفة
    في الحي إما من الحيوانات أو من جسم الإنسان نفسه أو من المواد الأخرى بما يغني عن
    العبث بأعضاء الإنسان بعد مماته.




    المسألة الثالثة: التصرف في الجسد بأي صورة تخالف تكوينه:


    ولهذا التصرف صور كثيرة منها حالات الانتحار وهذا محرم وقد أشير آنفا
    إلى الأحاديث التي تدل على تحريمه ومن هذه الصور الوشم والتنميص والتفليج والأصل
    في التحريم الكتاب والسنة ففي الكتاب حكى الله عن إبليس قوله
    مدى حق الإنسان فى التصرف في جسده. Clip_image001ولآمرنهم فليغيرن خلق اللهمدى حق الإنسان فى التصرف في جسده. Clip_image002(2).
    وأما في السنة فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله (لعن الواصلة والمستوصلة
    والواشمة والمستوشمة). وفي رواية أخرى عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
    (لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق
    الله)(3).



    ومن هذه الصور ما أصبح يعرف اليوم بالتحول (قصدا) من الذكورة إلى
    الأنوثة أو قبول التجارب الطبية على الجسد لقاء منفعة مادية ونحو ذلك من الصور
    التي يقصد بها الإنسان تغيير طبيعة جسده بما فيه ضرر له فهذا كله محرم.



    وخلاصة المسألة:
    أن هناك خلاف في الاجتهاد بين من يقول بجواز تبرع الحي بعضو من
    أعضائه وبين من يخالف هذا الرأي فيرى أن النفس ملك لله عز وجل لا يجوز لصاحبها ولا
    لغيره التعدي عليها كما أن هناك خلاف في الاجتهاد بين من يرى جواز نقل الأعضاء من
    الميت إلى الحي لأن ذلك من باب التداوي والتعاون على البر والتقوى وبين من يرى عدم
    الجواز لأن في هذا النقل امتهان لحرمة الميت التي تعد مثل حرمة الحي، ولكل من هذا
    الاجتهاد نصيبه من الدليل والأولى -والله أعلم- عدم جواز تبرع الحي بعضو من أعضائه
    إذا كان ذلك على سبيل المتاجرة بها وأن يقتصرهذا التبرع لوالدي المتبرع أو قريبه
    ومن في حكمهم لأن ذلك من باب البر الذي أمر الله به.



    كما أن الأولى -والله أعلم- عدم جواز نقل أعضاء الميت أو التصرف فيها
    لما في ذلك من تعد على حرمته لأن هذه الحرمة تقتضي عدة موانع منها: أن في تقطيع
    أعضائه امتهان لكرامته، وتمثيل بجثته وهذا غير جائز شرعا. ومنها أن الميت قد يكون
    من ذوي الكرامات كالشهداء والصالحين الذين قد لا تأكل الأرض أجسادهم ففي نقل
    أعضائه امتهان لهذه الخصوصية.



    أما التصرف في جسد الإنسان بما يخالف تكوينه كالانتحار فهذا محرم
    ويشمل هذا التحريم كل مافيه ضرر للجسد أو تشويه لخلق الله كالوشم أو تحويل هذا
    الخلق أو تغيير فيه كالتحول من الذكورة إلى الأنوثة دون سبب مشروع ونحو ذلك. والله
    أعلم بالصواب.



    الموضوع منقول ولا أعرف كاتبه

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 13, 2024 6:17 am