الديمقراطية فى المجتمع الجماهيرى - بحث ليبى

الديمقراطية
فى المجتمع الجماهيرى








إلقاء . أ. عيسى عبدالرحمن النيهوم





بسم الله الرحمن
الرحيم





مدير
المحاضرة / الدكتور محمود عزوز





الاخوة
الحضور ....نرحب بكم و يسعدنا حضوركم لنشاط فرع المركز العالمى
لدراسات وابحاث الكتاب الاخضر بالبيضاء
للعام :{2005}ونستضيف
هذا اليوم الأستاذ عيسى عبدالرحمن
النيهوم وهو معروف لديكم لكونه عضو هيئة تدريس بجامعة عمر المختار
ومتابع فريق العمل الثوري بشعبية الجبل الاخضر وعضو باللجنة العلمية لفرع المركز
وله العديد من النشاطات سواء مع فرع المركز أو مع جامعة عمر المختار نأمل أن نستفيد من هذه المحاضرة وسوف يتم فتح باب الأسئلة عند انتهاء الأستاذ
المحاضر من محاضرته .





ونستمع
ألان للأستاذ عيسى عبدالرحمن النيهوم فليتفضل .





بسم الله الرحمن الرحيم





الاخوة الحضور .... السلام عليكم
ورحمه الله وبركاته





نبدأ هذه المحاضرة بالسؤال التالي : ــــ



ما هى الديمقراطية ؟


{ الديمقراطية } كلمة يونانية الأصل إغريقية تعنى حكم الشعب فى مدلولها السياسى الذى
يفرض وجود اتصال مباشر ودائم بين السلطة والجماهير .


كما يفرض اشتراك جميع المواطنين فى شؤون
الحكم وفى تحمل مسؤولية السلطة .


ويرجع مفهوم الديمقراطية الى القرن الخامس
قبل الميلاد . بمعنى أن الديمقراطية لها تاريخ طويل مرت عليها تيارات مختلفة ،
ومتطلبات كثيرة أدت الى رواجها وازدهارها فى بعض الأحيان والى تقلصها وانحسار مدها
فى البعض الآخر .


واليوم أصبحت الديمقراطية شعار جميع دول
العالم بلا استثناء ، فما من دولة فى العالم اليوم إلاّ وتصف نفسها بأنها
ديمقراطية .


ويمكننا القول بأنه لم تستغل كلمة فى تاريخ
الفكر السياسى بقدر ما استغلت كلمة الديمقراطية ، وربما لم يهدر معنى كلمة فى
الفكر السياسى بقدر ما أهدر معناها ، فقد أطلقتها كل النظم على نفسها بما فيها
أعتاها وأكثرها عسفاً وإهداراً لحقوق الانسان ، ومازالت قضية الديمقراطية فى الوقت
الحاضر مطلباً شعبياً أكثر إلحاحاً من أى
مطلب آخر .


ورغم
أنّ المفهوم المتفق عليه للديمقراطية هو حكم الشعب بالشعب إلاّ أنها فى بعض
الاحيان تبدو مجرد تعبير لغوى يسهل التلاعب فى مضمونه وهو ما نعتقده من أن تفسير
المفردة الإغريقية :Demo
eratia :
والتى تعنى حكم الناس على مجموعة معينة فى حين أنها تفيد العموم فكان يجب أن تشمل
الديمقراطية عموم الناس وظلت السلطة بيد أقلية فى الديمقراطية الليبرالية لا
يتوافق مع المقاصد الشرعية التى تستوجب وفق دلالة الديمقراطية إعطاء الأحقية لكل
الناس فى صنع القرار السيادى .


أما الديمقراطية فى المجتمع الجماهيرى فهي
ديمقراطية مباشرة تقوم أساساً على الممارسة المباشرة للجماهير على جميع المستويات
لشؤون الحكم فى المجالات المختلفة فى حرية تامة وذلك من خلال المؤتمرات الشعبية
واللجان الشعبية .


ولاتعنى الديمقراطية المباشرة مجرد
التعبير الشعبي وانما يقصد بها الحكم الشعبي كبديل عن وسائل الديمقراطية الزائفة ا
السائدة فى العالم اليوم.


ويتحدث الكتاب الاخضر عن هذه التجربة
الفريدة التى يبشر بها شعوب الارض والعالم
والتى بدأ تطبيقها بنجاح على ارض الجماهيرية العظمى منذ عام 1977 فيقول
:{ المؤتمرات الشعبية هى آخر المطاف لحرية الشعوب نحو الديمقراطية . المؤتمرات
الشعبية واللجان الشعبية هى الثمرة
النهائية لكفاح الشعوب من أجل الديمقراطية } فلا ديمقراطية بدون مؤتمرات شعبية


والمؤتمرات
الشعبية واللجان الشعبية ليست من صنع الخيال بقدر ما هى نتاج للفكر الانسانى الذى
استوعب كافة التجارب الانسانية من أجل الديمقراطية .


وبتطبيق الديمقراطية المباشرة يصبح الشعب
بأكمله هو الحاكم وهو الذى يخطط وينفذ أى أن
مسؤولية الحكم تكون جماعية .


وفى هذه الحالي ينسب النجاح أو الفشل فى أى
مجال الى جموع الشعب ككل وليس هناك حاكم فرد يختص بالفضل والتكريم فى حالة النجاح
أو يلقى عليه تبعيه الفشل فى حالات أخرى .


وبهذا أضحت الديمقراطية المباشرة فى المجتمع
الجماهيرى تعنى سلطة الشعب أى السلطة المطلقة لكل الشعب فى كل المسائل الا ما كان
منها جزءاً من شريعة المجتمع المقدسة التى هى معصومة لاصلها وغير قابلة لأخذ الرأي
للارتضاء المطلق من قبل المجتمع الذى يؤمن بها .


آليات تطبيق الدّيمقراطية فى المجتمع الجماهيرى : ـــ


تقوم
الديمقراطية فى المجتمع الجماهيرى على ما يكفل تمكين كل مواطن من المشاركة فى
القرار والإدارة وذلك وفق وثيقة إعلان قيان سلطة الشعب وتمكينه من ممارسته
المباشرة بكافة مظاهرها وأبعادها دون ثمة نيابة أو تدخل أو وساطة من قبل أى شخص أو
جهة .


ولم يكتف هذا الإعلان بمجرد النص على هذا
المبدأ ، وانما أردف ذلك بأن السلطة الشعبية المباشرة هى أساس النظام السياسى فى
الجماهيرية فالسلطة للشعب ولا سلطة لاسواه.


وتعتمد آلية تطبيق الديمقراطية فى
المجتمع الجماهيرى على الهيكلية التالية : ـــ


{1} المؤتمرات الشعبية
{2} اللجان الشعبية


لان الأولى تتعلق بالبنية السياسية وآليات
مشاركة المواطنين المباشرة فى ممارسة سلطة التقرير والتشريع . والثانية تُعنى
بمشاركة المواطنين فى ممارسة الادارة والتنفيذ .


# مفهوم المؤتمرات الشعبية
الاساسية : ــ


المؤتمرات
الشعبية الاساسية هى التى تملك اتخاذ القرارات المنظمة لشؤون حياتها ولعلاقاتها مع
غيرها من الدول فالسلطة كل السلطة للشعب بالمؤتمرات الشعبية الأساسية .


# التنظيم الداخلي للمؤتمرات
الشعبية الاساسية : ــــ



نصت المادة الخامسة من القانون رقم {1} لسنة 1996 على أن
يختار كل مؤتمر شعبي أساسي أمانة الدارية له ، ويتم الاختيار بطريق التصعيد
المباشر ، ويقصد بالتصعيد المباشر اجتماع أعضاء كل مؤتمر فى الجلسة التى يعلن فيها
اختيار بعض الأشخاص لأمانة المؤتمر ، وذلك بإتاحة الفرصة لكل من لديه الرغبة فى
عضوية أمانة المؤتمر للدفع بنفسه ، كما يكون لأعضاء المؤتمر حق اقتراح من يرونه
أهلاً لذلك ، وبعد الانتهاء من تحديد الأسماء المقترحة والتعريف بكل منهما تتم
المفاضلة العلنية بينهم ويتم فى الوقت نفسه اختيار أحدهم أمنياً للمؤتمر .


كما تنص هذه المادة على اختصاص
أمانة المؤتمر فى النقاط التالية : ــــــ


·
إدارة تنظيم جلسات
المؤتمر وصياغة قراراته ومتابعة تنفيذها.


·
عقد الاجتماعات
التقابلية مع اللجنة الشعبية للمحلة.


·
إيقاف اللجنة
الشعبية للمحلة أو أى عضو من أعضائها فى حالة مخالفته التشريعات النافذة مع عرض
الأمر على المؤتمر الشعبي الاساسى .


وبهذا
فان مهمة أمين وأعضاء أمانة المؤتمر الشعبي الاساسى تكون دائماً ذات طبيعة تنظيمية
بحتة ولا مجال لاعمال إرادتهم الشخصية فى القرارات التى تقر باسم المؤتمر .


اختصاص المؤتمرات الشعبية الاساسية
: ــــ



المؤتمرات الشعبية الاساسية هى وحدها التى تمتلك سلطة إصدار القوانين
والقرارات المنظمة لشؤون حياتها ووضع الخطط الاقتصادية والميزانيات العامة
والتصديق على المعاهدات والاتفاقيات الدولية ، وتحديد علاقة الجماهيرية بغيرها من
الدول ووضع السياسات العامة فى مختلف المجالات والبحث فى شؤون السلم والحرب .


مؤتمر الشعب العام : ـــــــ


هو ملتقى أمناء
المؤتمرات الشعبية الاساسية واللجان الشعبية والنقابات والاتحادات والروابط
المهنية ولا يزيد على كونه ملتقى إجرائي يفرضه تعدد المؤتمرات الشعبية الاساسية
فهو لا يعد من قبل المؤتمرات الشعبية الاساسية صاحبة سلطة اتخاذ القرار وانما هو
بمثابة لجنة صياغة عليا لاعلان قرارات المؤتمرات الشعبية الاساسية .


اللجان الشعبية : ـــ


بدأ تطبيق
نظام اللجان الشعبية كأداة لتمكين المواطنين فى المشاركة فى القيام بمهام الادارة
والتنفيذ لاول مرة فى ليبيا عقب خطاب {زواره} فى : 15 / 4 / 1973 لتحل هذه اللجان محل الادارة الحكومية حيث شكلت بعد هذا الخطاب عدة
لجان شعبية فى معظم المرافق الخدمية والقطاعات الإنتاجية وكانت تعمل تحت إشراف
مجلس قيادة لثورة كأداة مرحلية للحكم انتهت بصدور وثيقة إعلان قيام سلطة الشعب فى : 2/ مارس /
1977.











وفى ضوء هذه المفهوم قسم القانون رقم{1}
لسنة 1996 اللجان الشعبية
الى ثلاثة أنواع رئيسية : ــــــ


{اللجان
الشعبية للمحلات ـــ اللجان الشعبية النوعية ـــ لجان شعبية عامة}





اللجان
الشعبية للمحلات ..... ترتبط هذه اللجان بالمؤتمرات الشعبية الاساسية ارتباطاً
وثيقاً حيث يكون لكل محله مؤتمر شعبي أساسي ولجنة شعبية بمثابة جهازه الإداري
التنفيذي وتمارس اللجنة الشعبية للمحلة فى حدود نطاقها الإداري وميزانيتها
المعتمدة اختصاصات اللجان الشعبية العامة واللجان الشعبية النوعية أينما وردت فى
التشريعات النافذة .


اللجان
الشعبية العامة النوعية ..... ويقصد بها مجموعة اللجان الشعبية المتخصصة التى
تتولى تنفيذ قرارات المؤتمرات الشعبية على مستوى الجماهيرية ككل فى مختلف القطاعات
الإنتاجية والخدمية كقطاع التعليم والصحة والعدل والمواصلات ..... وغيرها


















أ‌. عيسى
عبدالرحمن النيهوم


جامعة عمر المختار . بالبيضاء