الاثار الاقتصادية للفساد
الاقتصادي
ا.د يحيى غني النجار
الخلاصة Abstract
الفساد ظاهرة قديمة في فحواها وحديثة في اساليبها .
تعددت اساليب الفساد بتنوع بيئته حيث اتخذت اشكال مختلفة منها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والقانونية والدولية . واذا اعتبرت
مكونات الفساد انعكاسا"لهذه البيئات عندئذ يمكن ان نستعير يعض الاسطر التي
كتبها كليتجارد في كتابه( السيطرة على الفساد) لتوضيح المكونات الاساسية للفساد . عبر كليتجارد عن الفساد
بالصيغة التالية :
الفساد (ف) = الاحتكار (أ) + حرية التصرف (ح) – المسائلة (م)
وقد طورت منظمة الشفافية الدولية تلك
الصيغة أخذة بنظر الاعتبار (النزاهة والشفافية ) فوضعت الصيغة التالية :
الفساد = (الاحتكار + حرية التصرف ) – (مسائلة + نزاهة + شفافية)
مهما تعددت مكونات الفساد
وأسبابه فان نتائجه تصب في وعاء واحد الا
وهو الهدر الاقتصادي للموارد المادية والمالية للمجتمع . وان لهذا الهدر آثار
مباشرة وغير مباشرة . فالاثار المباشرة تتمثل بالهدر والغير مباشرة تتمثل بالخسائر
الاقتصادية المحتملة التي كان من الممكن الحصول عليها عن طريق استغلال المبالغ
التي تم هدرها . فالمبالغ المهدرة بسبب
الفساد لو تم استثمارها فستؤدي
الى انفاقات استهلاكية متتابعة
تؤدي بدورها الى خلق دخول متراكمة تصل الى
ما يزيد عن 4 مرات من حجم المبالغ المستثمرة
وذلك بتأثير المضاعف , وتؤدي الى خلق دخول أكثر وزيادة في الناتج اذا ما أخذنا
بنظر الاعتبار تحفيز الانفاق
الاستهلاكي للطلب الاستثماري لمواجهة الطلب الاستهلاكي , وبالتالي يتزايد
الاستثمار مما يخلق المزيد من الدخول والناتج ويرفع من معدلات النمو الاقتصادي , حيث ان معدلات النمو الاقتصادي تعتبر انعكاسا" لمقدار الانتاج المتدفق (التدفقات العينية ) من القطاعات الاقتصادية
التي تأخذ بدورها مسارا"
تصاعديا" اذا ما توفرت لها الموارد المالية
الكافية لإستغلال الموارد المادية استغلالا" من شأنه ان يزيد تلك التدفقات , إلا ان مبالغ التهرب
الضريبي (مثلا") بقيت خارج
السلطة المالية وخارج الخطة الاقتصادية وبالتالي
لم يتسنى الحصول على تلك
التراكمات الداخلية التي اوضحناها
في متن هذا البحث , بل يمكن القول ان تلك
التراكمات الداخلية المحتملة هي بمثابة
خسارة لحقت بالدخل القومي , إذ ان هروب مبلغ 184 مليون دينار
(مثلا") من الانفاق القومي تؤدي
الى خسارة في الدخل القومي
تفوق ذلك المبلغ لتصل الى حوالي 802.293 مليون دولار . وان جزءا" من
هذا المبلغ والمقدر بحوالي 2.293 مليون دولار هو وفرة نقدية
حصلت نتيجة للآستثمارات المولدة , وهذه الوفرة السنوية
في حالة تخطيطها ستصب
في دفع عجلة التنمية الاقتصادية, لذا يمكن توقع حصول تلكؤ
وتباطؤ في التنمية الاقتصادية
نيتجة الفساد الاقتصادي سواء بشكل تهريب أو تهرب ضريبي أو تهرب جمركي أو غش تجاري وصناعي أو تبييض
أموال أو أي شكل آخر من أشكال الفساد .
المقدمة:
في العقدين الاخيرين من القرن العشرين
, نما وبشكل كبير الترابط الاقتصادي بين الدول , وترافق معه اكتساب عدد من القضايا الاقتصادية بعدا" دوليا" , واصبحت
تلك القضايا مرتبطة بالمصالح التجارية التقليدية , كقضيتي التنافس
وسياسة الاستثمار واضيفت اليهما مؤخرا" الفساد . ورغم ان الفساد ليس
قضية جديدة , إلا ان بروزها كقضية
عالمية جاء مؤخرا" . فمع نهاية
الحرب الباردة , اتسعت المسيرة
الديمقراطية والتكامل الاقتصادي
وامتد نطاقهما , وبرز الفساد
مهددا" بابطاء هذا الاتجاه أو تقويضه. حيث يعمل
الفساد على منح المكاسب غير المشروعة للمسؤولين ,
مما يشكل حافزا" للتعلق بأهداب السلطة , ويجعلهم يدفعون بلدانهم
الى اعماق أشد غورا" في
القلاقل السياسية والاقتصادية . كما يعمل على تشويه الانفتاح على السوق
والاصلاحات المعززة للديمقراطية بالنسبة
للبلدان المتحولة .
ويعمل الفساد كذلك على تشويه التجارة الدولية والتدفقات الاستثمارية , ويسهل أنشطة الجريمة المنظمة
على المستوى الدولي كالاتجار
بالمخدرات وغسيل الاموال .
ويحدث الفساد
عند خطوط التماس بين القطاعين
العام والخاص . فكلما كان لدى
مسؤول عام سلطة في توزيع
منفعة أو تكلفة ما على القطاع
الخاص , فان حوافز الرشوة تتولد اعتمادا"
على حجم المنافع والتكاليف الواقعة
تحت سيطرة المسؤولين العموميين , وعلى
استعداد الافراد والشركات الخاصة للدفع
مقابل الحصول على تلك
المنافع او تجنب التكاليف . والرشوة
ماهي الا صورة من صور الفساد .فما
هو الفساد اذن ؟
فرضية البحث
:
يعمل العالم ضمن اطار بيئات مختلفة
منها السياسة والاجتماعية والاقتصادية والمالية وان هذه البيئات تحمل بين
طياتها عوامل الفساد بأشكاله المختلفة ودرجاته المختلفة ايضا" الا ان درجة
الاختلاف تتباين من بلد لآخر ومن مرحلة تأريخية لمرحلة اخرى لنفس البلد .
هدف البحث :
الفساد داء مزمن يظهر لأسباب وراثية أو عن طريق العدوى وبهذا فانه سيبقى
مستشريا في جسم المجتمع وما علينا الا ان نشخص أشكاله ليتسنى لنا تشخيص آثاره
الاقتصادية وغير الاقتصادية من أجل ايجاد العلاج اللازم لا لشفاء المرض وانما
للتخفيف من حدة اثاره المختلفة و لاسيما الاقتصادية منها .
مشكلة البحث :
يعمل العالم على تحقيق تنمية اقتصادية ناجعة أو تقدم اقتصادي عفوي سريع
ومضطرد الا ان هناك عائق يحد من سرعة تحقيق هذه الاهداف الا وهو الفساد والذي اصبح
هاجس العالم بأسره يؤرقه ليلا" ويعكر صفو يومه نهارا" . ان هذه الحالة أو الظاهر هي مشكلة البحث والذي
لا يشكل وجوده الا حبة خردل أو أصغر منها في جهود
العالم لمواجهة هذه المشكلة .
مفهوم ألفساد
يعتبر
الفساد ظاهرة عامة ,
او ربما مجموعة من الظواهر
المرتبطة مع بعضها بطرق مختلفة ,
ولا يوجد تعريف تحليلي واحدا" له (1) , وانما توجد تعاريف متعددة ,
مما يتطلب النظر الى أمثلة محددة لنشتق منها التعريف الذي سوف لن يكون
تعريفا" تاما على اية حال , ولكنه سيكون تعريفا" يخدم الغرض الذي نحن
بصدده . فالتعريف – حسبما يراه ماكس ويبر Max
Weber - ينبغي
ان يتشكل بصورة تدريجية من الاجزاء
المختلفة التي تؤخذ من الواقع التأريخي كي
تكّون في مجموعها تعريفا" ,
وهكذا فالمفهوم النهائي
الحاسم لايمكن الوصول اليه مع
بداية البحث والاستقصاء , ولكن ينبغي ان يتبلور في النهاية (2). وبالرغم من اختلاف الساسة
والباحثون الاكاديميون على تعريف الفساد الا انهم يتفقون على اثاره ونتائجه .
مفاهيم الفساد في القرآن الكريم
وردت عبارة (الفساد) وتعريفاتها في
خمسي آية , كما وردت امثال ذلك العدد من الآيات تتناول مفاهيم الفساد المختلفة ,
كالغش والتبذير والاسراف والربا والاكتناز , وأكل السحت... وغيرها من المفاهيم
التي تسبب اثارا" سيئة على المجتمع وسلوكه وموارده , وكل تلك الآيات
تنيذ الفساد وتحذر منه وتعتبره
مدعاة لغضب الله ( فأنظر كيف كان عاقبة المفسدين ) ( النمل / 14). كما
تعرض القرآن الى مسألة النزاهة والحكم من
خلال اقامة العدل والقسط ومحاربة الظلم
وعدم التعدي على حقوق الآخرين . ولم يكتف القرآن بتحريم المفاسد ,
وانما وضع حلولا" لكيفية تجنبها من خلال تربية النفس باتجاه المثل العليا والسعي للحصول على مرضاة الله تعالى .
وهكذا نجد ان التعاريف لمفهوم
الفساد تتعدد وتختلف , ولعل ذلك الاختلاف
راجع لسببين :
الاول : عدم اتفاق الباحثين على أي نوع من انواع السلوك الذي ينبغي ادراجه أو إستبعاده من مفهوم الفساد .
الثاني : اختلاف الثقافة من بلد لآخر
, وكذا القوانين والاعراف الاجتماعية التي تجيز
سلوكيات معينة فاسدة في نظر بلدان اخرى .
وعلى أية حال , يمكن ان نتبنى تعريفا" أو نميل الى تعريف معين , ولكن نفضل ان تعتمد تعريفا" يتوافق مع
مجريات البحث فنكون قد أضفنا الى السواد
نخلة , كما يقول المثل العربي. ومن خلال
البعد الاقتصادي لهذا المفهوم يمكن تعريف
الفساد بأنه, ذلك السلوك الذي يسلكه صاحب
الخدمة العامة أو الخاصة والذي يفضي الى إحداث ضرر في البناء الاقتصادي للبلد من خلال هدر الموارد
الاقتصادية, أو زيادة الاعباء على الموازنة
العامة , أو خفض كفاءة الاداء الاقتصادي, أو سوء توزيع الموارد,
بقصد تحقيق منافع شخصية , مادية أو غير
مادية , عينية كانت أو نقدية على حساب المصلحة العامة
أشكال الفساد
يتخذ الفساد اشكالا" متعددة ,
لعلها تبدأ بإساءة
استخدام السلطة العامة لتحقيق مكاسب
شخصية . ومن ذلك المنطلق يتم قبول
الرشوة واختلاس الاموال والابتزاز
والاحتيال والمحاباة ... وغيرها من
الممارسات التي تسبب الضرر
على المجتمع وعلى الاقتصاد بشكل أو
بآخر . وقد نحتاج الى وقفة تفصيلية في
صفحات قادمة لإستعراض أثر بعض اشكال الفساد على التنمية الاقتصادية .
وفي دراسة لبرنامج الامم المتحدة الانمائي UNDP , لخصت فيه اهم اشكال الفساد في
المخطط التالي(3) :
الاقتصادي
ا.د يحيى غني النجار
الخلاصة Abstract
الفساد ظاهرة قديمة في فحواها وحديثة في اساليبها .
تعددت اساليب الفساد بتنوع بيئته حيث اتخذت اشكال مختلفة منها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والقانونية والدولية . واذا اعتبرت
مكونات الفساد انعكاسا"لهذه البيئات عندئذ يمكن ان نستعير يعض الاسطر التي
كتبها كليتجارد في كتابه( السيطرة على الفساد) لتوضيح المكونات الاساسية للفساد . عبر كليتجارد عن الفساد
بالصيغة التالية :
الفساد (ف) = الاحتكار (أ) + حرية التصرف (ح) – المسائلة (م)
وقد طورت منظمة الشفافية الدولية تلك
الصيغة أخذة بنظر الاعتبار (النزاهة والشفافية ) فوضعت الصيغة التالية :
الفساد = (الاحتكار + حرية التصرف ) – (مسائلة + نزاهة + شفافية)
مهما تعددت مكونات الفساد
وأسبابه فان نتائجه تصب في وعاء واحد الا
وهو الهدر الاقتصادي للموارد المادية والمالية للمجتمع . وان لهذا الهدر آثار
مباشرة وغير مباشرة . فالاثار المباشرة تتمثل بالهدر والغير مباشرة تتمثل بالخسائر
الاقتصادية المحتملة التي كان من الممكن الحصول عليها عن طريق استغلال المبالغ
التي تم هدرها . فالمبالغ المهدرة بسبب
الفساد لو تم استثمارها فستؤدي
الى انفاقات استهلاكية متتابعة
تؤدي بدورها الى خلق دخول متراكمة تصل الى
ما يزيد عن 4 مرات من حجم المبالغ المستثمرة
وذلك بتأثير المضاعف , وتؤدي الى خلق دخول أكثر وزيادة في الناتج اذا ما أخذنا
بنظر الاعتبار تحفيز الانفاق
الاستهلاكي للطلب الاستثماري لمواجهة الطلب الاستهلاكي , وبالتالي يتزايد
الاستثمار مما يخلق المزيد من الدخول والناتج ويرفع من معدلات النمو الاقتصادي , حيث ان معدلات النمو الاقتصادي تعتبر انعكاسا" لمقدار الانتاج المتدفق (التدفقات العينية ) من القطاعات الاقتصادية
التي تأخذ بدورها مسارا"
تصاعديا" اذا ما توفرت لها الموارد المالية
الكافية لإستغلال الموارد المادية استغلالا" من شأنه ان يزيد تلك التدفقات , إلا ان مبالغ التهرب
الضريبي (مثلا") بقيت خارج
السلطة المالية وخارج الخطة الاقتصادية وبالتالي
لم يتسنى الحصول على تلك
التراكمات الداخلية التي اوضحناها
في متن هذا البحث , بل يمكن القول ان تلك
التراكمات الداخلية المحتملة هي بمثابة
خسارة لحقت بالدخل القومي , إذ ان هروب مبلغ 184 مليون دينار
(مثلا") من الانفاق القومي تؤدي
الى خسارة في الدخل القومي
تفوق ذلك المبلغ لتصل الى حوالي 802.293 مليون دولار . وان جزءا" من
هذا المبلغ والمقدر بحوالي 2.293 مليون دولار هو وفرة نقدية
حصلت نتيجة للآستثمارات المولدة , وهذه الوفرة السنوية
في حالة تخطيطها ستصب
في دفع عجلة التنمية الاقتصادية, لذا يمكن توقع حصول تلكؤ
وتباطؤ في التنمية الاقتصادية
نيتجة الفساد الاقتصادي سواء بشكل تهريب أو تهرب ضريبي أو تهرب جمركي أو غش تجاري وصناعي أو تبييض
أموال أو أي شكل آخر من أشكال الفساد .
المقدمة:
في العقدين الاخيرين من القرن العشرين
, نما وبشكل كبير الترابط الاقتصادي بين الدول , وترافق معه اكتساب عدد من القضايا الاقتصادية بعدا" دوليا" , واصبحت
تلك القضايا مرتبطة بالمصالح التجارية التقليدية , كقضيتي التنافس
وسياسة الاستثمار واضيفت اليهما مؤخرا" الفساد . ورغم ان الفساد ليس
قضية جديدة , إلا ان بروزها كقضية
عالمية جاء مؤخرا" . فمع نهاية
الحرب الباردة , اتسعت المسيرة
الديمقراطية والتكامل الاقتصادي
وامتد نطاقهما , وبرز الفساد
مهددا" بابطاء هذا الاتجاه أو تقويضه. حيث يعمل
الفساد على منح المكاسب غير المشروعة للمسؤولين ,
مما يشكل حافزا" للتعلق بأهداب السلطة , ويجعلهم يدفعون بلدانهم
الى اعماق أشد غورا" في
القلاقل السياسية والاقتصادية . كما يعمل على تشويه الانفتاح على السوق
والاصلاحات المعززة للديمقراطية بالنسبة
للبلدان المتحولة .
ويعمل الفساد كذلك على تشويه التجارة الدولية والتدفقات الاستثمارية , ويسهل أنشطة الجريمة المنظمة
على المستوى الدولي كالاتجار
بالمخدرات وغسيل الاموال .
ويحدث الفساد
عند خطوط التماس بين القطاعين
العام والخاص . فكلما كان لدى
مسؤول عام سلطة في توزيع
منفعة أو تكلفة ما على القطاع
الخاص , فان حوافز الرشوة تتولد اعتمادا"
على حجم المنافع والتكاليف الواقعة
تحت سيطرة المسؤولين العموميين , وعلى
استعداد الافراد والشركات الخاصة للدفع
مقابل الحصول على تلك
المنافع او تجنب التكاليف . والرشوة
ماهي الا صورة من صور الفساد .فما
هو الفساد اذن ؟
فرضية البحث
:
يعمل العالم ضمن اطار بيئات مختلفة
منها السياسة والاجتماعية والاقتصادية والمالية وان هذه البيئات تحمل بين
طياتها عوامل الفساد بأشكاله المختلفة ودرجاته المختلفة ايضا" الا ان درجة
الاختلاف تتباين من بلد لآخر ومن مرحلة تأريخية لمرحلة اخرى لنفس البلد .
هدف البحث :
الفساد داء مزمن يظهر لأسباب وراثية أو عن طريق العدوى وبهذا فانه سيبقى
مستشريا في جسم المجتمع وما علينا الا ان نشخص أشكاله ليتسنى لنا تشخيص آثاره
الاقتصادية وغير الاقتصادية من أجل ايجاد العلاج اللازم لا لشفاء المرض وانما
للتخفيف من حدة اثاره المختلفة و لاسيما الاقتصادية منها .
مشكلة البحث :
يعمل العالم على تحقيق تنمية اقتصادية ناجعة أو تقدم اقتصادي عفوي سريع
ومضطرد الا ان هناك عائق يحد من سرعة تحقيق هذه الاهداف الا وهو الفساد والذي اصبح
هاجس العالم بأسره يؤرقه ليلا" ويعكر صفو يومه نهارا" . ان هذه الحالة أو الظاهر هي مشكلة البحث والذي
لا يشكل وجوده الا حبة خردل أو أصغر منها في جهود
العالم لمواجهة هذه المشكلة .
مفهوم ألفساد
يعتبر
الفساد ظاهرة عامة ,
او ربما مجموعة من الظواهر
المرتبطة مع بعضها بطرق مختلفة ,
ولا يوجد تعريف تحليلي واحدا" له (1) , وانما توجد تعاريف متعددة ,
مما يتطلب النظر الى أمثلة محددة لنشتق منها التعريف الذي سوف لن يكون
تعريفا" تاما على اية حال , ولكنه سيكون تعريفا" يخدم الغرض الذي نحن
بصدده . فالتعريف – حسبما يراه ماكس ويبر Max
Weber - ينبغي
ان يتشكل بصورة تدريجية من الاجزاء
المختلفة التي تؤخذ من الواقع التأريخي كي
تكّون في مجموعها تعريفا" ,
وهكذا فالمفهوم النهائي
الحاسم لايمكن الوصول اليه مع
بداية البحث والاستقصاء , ولكن ينبغي ان يتبلور في النهاية (2). وبالرغم من اختلاف الساسة
والباحثون الاكاديميون على تعريف الفساد الا انهم يتفقون على اثاره ونتائجه .
مفاهيم الفساد في القرآن الكريم
وردت عبارة (الفساد) وتعريفاتها في
خمسي آية , كما وردت امثال ذلك العدد من الآيات تتناول مفاهيم الفساد المختلفة ,
كالغش والتبذير والاسراف والربا والاكتناز , وأكل السحت... وغيرها من المفاهيم
التي تسبب اثارا" سيئة على المجتمع وسلوكه وموارده , وكل تلك الآيات
تنيذ الفساد وتحذر منه وتعتبره
مدعاة لغضب الله ( فأنظر كيف كان عاقبة المفسدين ) ( النمل / 14). كما
تعرض القرآن الى مسألة النزاهة والحكم من
خلال اقامة العدل والقسط ومحاربة الظلم
وعدم التعدي على حقوق الآخرين . ولم يكتف القرآن بتحريم المفاسد ,
وانما وضع حلولا" لكيفية تجنبها من خلال تربية النفس باتجاه المثل العليا والسعي للحصول على مرضاة الله تعالى .
وهكذا نجد ان التعاريف لمفهوم
الفساد تتعدد وتختلف , ولعل ذلك الاختلاف
راجع لسببين :
الاول : عدم اتفاق الباحثين على أي نوع من انواع السلوك الذي ينبغي ادراجه أو إستبعاده من مفهوم الفساد .
الثاني : اختلاف الثقافة من بلد لآخر
, وكذا القوانين والاعراف الاجتماعية التي تجيز
سلوكيات معينة فاسدة في نظر بلدان اخرى .
وعلى أية حال , يمكن ان نتبنى تعريفا" أو نميل الى تعريف معين , ولكن نفضل ان تعتمد تعريفا" يتوافق مع
مجريات البحث فنكون قد أضفنا الى السواد
نخلة , كما يقول المثل العربي. ومن خلال
البعد الاقتصادي لهذا المفهوم يمكن تعريف
الفساد بأنه, ذلك السلوك الذي يسلكه صاحب
الخدمة العامة أو الخاصة والذي يفضي الى إحداث ضرر في البناء الاقتصادي للبلد من خلال هدر الموارد
الاقتصادية, أو زيادة الاعباء على الموازنة
العامة , أو خفض كفاءة الاداء الاقتصادي, أو سوء توزيع الموارد,
بقصد تحقيق منافع شخصية , مادية أو غير
مادية , عينية كانت أو نقدية على حساب المصلحة العامة
أشكال الفساد
يتخذ الفساد اشكالا" متعددة ,
لعلها تبدأ بإساءة
استخدام السلطة العامة لتحقيق مكاسب
شخصية . ومن ذلك المنطلق يتم قبول
الرشوة واختلاس الاموال والابتزاز
والاحتيال والمحاباة ... وغيرها من
الممارسات التي تسبب الضرر
على المجتمع وعلى الاقتصاد بشكل أو
بآخر . وقد نحتاج الى وقفة تفصيلية في
صفحات قادمة لإستعراض أثر بعض اشكال الفساد على التنمية الاقتصادية .
وفي دراسة لبرنامج الامم المتحدة الانمائي UNDP , لخصت فيه اهم اشكال الفساد في
المخطط التالي(3) :
الخميس سبتمبر 08, 2016 10:34 am من طرف د.خالد محمود
» "خواطر "يا حبيبتي
الجمعة أبريل 08, 2016 8:25 am من طرف د.خالد محمود
» خواطر "يا حياتي "
الجمعة أبريل 08, 2016 8:15 am من طرف د.خالد محمود
» الطريق الى الجنة
الأحد مارس 06, 2016 4:19 pm من طرف د.خالد محمود
» الحديث الاول من الأربعين النووية "الاخلاص والنية "
الأحد مارس 06, 2016 4:02 pm من طرف د.خالد محمود
» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
الأربعاء سبتمبر 16, 2015 1:04 am من طرف معهد تيب توب للتدريب
» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
الأربعاء سبتمبر 16, 2015 1:04 am من طرف معهد تيب توب للتدريب
» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
الأربعاء سبتمبر 16, 2015 1:04 am من طرف معهد تيب توب للتدريب
» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
الأربعاء سبتمبر 16, 2015 1:03 am من طرف معهد تيب توب للتدريب