الديمقراطية وأمن الوطن
رؤي لمثقفي
دارفوروالجزيرة
محتويات
- إفتتاحية رئيس التحرير :
ديمقراطية النظام شرط
أساسى لأمن البلاد
- حالة حقوق الانسان في
السودان:
الأمين العام للمنظمة محمد
حسن داؤد
- كيف تحقق ديمقراطية
الأمن :
محجوب التجاني
- أمن دارفور وتنميتها:
رؤية مثقفي دارفور في شمال
أمريكا
- حقوق العمل في مشروع
الجزيرة:
د. أبوسفيان محمد البشير
- علاقات الانتاج في مشروع
الجزيرة:
د. محمد يوسف أحمد المصطفى
إفتتاحية رئيس
التحرير
ديمقراطية
النظام شرط أساسى لأمن البلاد
تجتاز البلاد محنة عصيبة: الاقتصاد يتبدد في الانفاق الهائل
علي أمن النظام المترهل علي حساب مقومات الاستقرار الحقيقى للوطن، وحقوق المواطنين
الأساسية في العمل والانتاج، والتمتع بالحياة الطيبة. تتواصل صراعا مدنيا في لبه، يقاوم في جسارة استبداد الحكم في السودان،
مجاهدا لإقامة السلام العادل والدائم علي امتداد أرضه ، بينا يبدد طاغوت جامح مصادر
الأمة وقواتها المسلحة بلا دستور،
وتمتنع حكومة ضائعة عن التوصل إلى كلمة
سواء مع كافة قوى الشعب السودانى الكريم، من معارضة وحركات مسلحة ومجتمع مدنى
عريض.
في هذه الصورة الكالحة، نذيرة السوء، تترامى مظالم أهل
دارفور المجبرين على النزوح، المعرضين للابادة والزوال، وأهل الشمالية الرافضين
لأوامر السلطة باخلائهم عن ديارهم بدعوى إقامة السدود، وأهل الجنوب المصابين بخيبة
الأمل المريرة لفشل حكومة الوحدة الوطنية بقيادة الجبهة القومية الاسلامية والحركة
الشعبية لتحرير السودان في إمضاء اتفاقية السلام الشامل كما ينبغى، وأهل الشرق
الغاضبين من تلكع الحكومة في المضى قدماً للتحقيق القضائى المستقل في مذابح
بورتسودان وغيرها من جرائم السلطة، وأهل الوسط لما يعانونه من إهمال مريع
لاحتياجاتهم الأساسية لصد كوارث الفيضانات وفشل الحكومة وإداراتها في إصلاح مشروع
الجزيرة القومى الرائد الذى ظل يحمل على كاهل مزارعيه وعماله الفقراء هموم الدخل
القومى والحفاظ علي معدلاته منذ ما قبل استقلال السودان إلى اليوم.
وفي الساحة الدولية، تنهال على الوطن العقوبات لحمل الحكومة
علي الانصياع للإرادة الدولية التي تصدت وفقاً للقانون الدولى لجرائم الحكومة ضد
أهل دارفور، وإمعانها في التلكؤ والتسويق والتمتع دون التسليم الفاعل الصحيح
لقرارات الشرعية الدولية لإعادة الاستقرار والأمن والتنمية في إقليم دارفور
المنكوب، ولحثها على تسليم مسئولى الحكومة المسئولين عن جرائم ضد الانسانية في
دارفور.
تتظاهر على الرغم من هذه الأوضاع الخربة التى قادت إليها
سياسات الحكومة وتطبيقاتها فى المقام الأول وبالدرجة الأولى، أمال عراض في إمكانية
الحل واستعادة نضارة القطر وصحة مسيرته على كافة الأصعدة المحلية والقومية،
والدولية، وذلك بفضل ما تستنهضه الحركة الجماهيرية السودانية ونشطاؤها
الديمقراطيين ومثقفوها في حركة حقوق الانسان في الداخل والخارج من إعلاء لرايات
الوطن وحديث بالصوت العالي الداوي عن حاجاته، وطموحاته، وعزمه علي الخلاص من حفرة
اليأس والدمار، والتطلع في ثقة واطمئنان بقدرات بنيه ونضالهم من أجل الوطن
والمواطنين ليتبؤا مقعده الطليعى في الساحات القومية والدولية.
في هذا العدد، نطالع عينة مقدرة من مساهمات المثقفين
الوطنيين الديمقراطيين تعبيراً عن الحركة الجماهيرية السودانية في سعيها الدائم
لتصحيح أداء السلطة، وتقويمها، والانحياز الكامل لحقوق الشعب، وحرياته، والعمل علي
تحقيق مطالبه وحاجاته.
جماعة من مثقفى دارفور، نساءاً ورجالاً، إلتقوا في مؤتمر
ديمقراطي هام، بوصفهم ابناءاً للاقليم في شمال امريكا، الولايات المتحدة وكندا،
بدعوة كريمة من معهد الولايات المتحدة للسلام بالاشتراك مع كونكوردز انترناشونال
ولجنة دارفور التمهيدية للحوار، مؤتمراً جامعاً عقد في العاصمة واشنطن (فبراير
2008)، متتاولين في نقاش ديمقراطي جاد ووعي رشيد بقضايا الوطن ودارفور ما يلزم من
خطوات حالية وعملية لتحقيق أمن دارفور وتنميتها، وسيجد القارئ الكريم تقريرا موجزاً
أعدته منظمتنا عن هذا المؤتمر الفريد. والواضح لدينا أن هذا المؤتمر أفلح في عرض
ما يكنه مثقفوا دارفور في الخارج للأهل والبلد من عناء وهم مقيم وحرص وفكر وعمل
لانهاء كارثة الاقليم بل كارثة السودان والقارة الأم والانسانية، بأجمعها، علي نحو
يُعيد للضحايا حقوقهم المسلوبة ويعوضهم عن تضحياتهم الجسيمة في الأرواح الغالية
والأراضى المنهوبة والممتلكات المسروقة أو المدمرة.
وفيما لاحظ تقرير المنظمة عن المؤتمر، فإن تمثيل المرأة
الدارفورية كان له قدرا عاليا في حث المؤتمرين علي الالتفات إلى دورها وضرورة
تقويته ودعمه. ولازلنا نرى أن اللقاءات والمؤتمرات القادمة بشأن دارفور لا بد أن
تشمل تمثيلاً مناصفاً بين النساء والرجال حتى يرتفع صوت المرأة، وينال المؤتمرون
من حكمتها ومساهماتها العليمة، وتمثيلها الفعلى لما تعانيه المرأة في دارفور
وأطفالها من مظالم وعدوان وإهمال، بالرغم مما تقوم به من دور لا يعادله أى دور آخر
في استمرارية الحياة، والأهل، والعزم على تحقيق تقدم الاقليم مهما كانت التضحية أو
المعاناة.
سيجد القارئ الكريم في هذا العدد أيضاً بحثين مهمين ينطلقان
من عناء معديهما بحركة حقوق الانسان والديمقراطية في السودان الأوسط، وما انتاب
مشروع الجزيرة القومى من تدهور وفشل وإفقار للكتلة الأكبر من مزارعيه وعماله بسبب
إنحياز علاقات الانتاج وعوائدها، فضلاً عن سياساتها ومعادلاتها في الأصل والأساس،
لغير صالح قوى المشروع المنتجه، التى تتراكم ديونها ويتزايد استغلالها بل وقد يؤول
المشروع نفسه بكل ما يحمله من إمكانات وقدرات وخبرات تاريخية وحاضرة إلى تملك
القطاع الخاص، في السودان أو خارجه، مما يدق ناقوس الخطر لكل وطنى غيور كى يهب لحث
الحكومة وإدارة المشروع والمزارعين كشركاء أساسيين للوصول إلى صيغة عادلة وناجحة
لتصحيح مسار الأوضاع، والاستماع إلى توصيات الخبراء والدارسين، واسداء التقدير
الكامل لآراء المزارعين والعمال الزراعيين واتحادهم، ونقابات المهنيين العاملين
بالمشروع نفسه.
لباب القضية وجوهرها إذاً هو اكتراث الحكومة بالرأى العام،
وتقاسمها القرار مع الحركة الجماهيرية المنظمة اعترافاً بتمثيلها الفعلى للمجتمع
المدنى، ومعرفتها البصيرة بالأحوال من خلال عملها النقابى الحر والمستقل عن نفوذ
السلطة وتدخلاتها، وسياساتها التى لا تشكل فى معظم الحالات حلاً بقدر ما تقدم
إشكالاً، والتصاق المنظمات الشعبية الحقيقى بالحياة اليومية للمواطنين بكل ما بها
من رغبات وحاجات وكفاح.
--------------------------------------------
حالة حقوق
الانسان في السودان
1 أكتوبر - 31
ديسمبر 2007
الأمين العام
للمنظمة محمد حسن داؤد
خلال الفترة ما بين أول أكتوبر ونهاية ديسمبر 2007 تواصلت
انتهاكات حقوق الانسان في السودان، وتصاعدت أعمال العنف في دارفور بصورة غير
مسبوقة بينما ظلت قوة حفظ السلام الافريقية عاجزة عن توفير الحماية للمدنيين. وأدت
أعمال العنف والقتال لمقتل وإصابة مئات المواطنين، وتعويق عمل منظمات الإغاثة
الدولية التي تعرضت مقارها وممتلكاتها لما يزيد عن 20 هجوماً خلال الثلاث أشهر التي
يغطيها هذا التقرير.
تدهورت العلاقة بين شريكي اتفاق السلام الشامل، المؤتمر
الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان بشكل خطير كاد أن يعصف بالاتفاق بينهما.
وفي 11 أكتوبر جمدت الأخيرة مشاركتها في حكومة الوحدة الوطنية احتجاجاً على تلكؤ
شريكها، حزب المؤتمر الوطني، في تنفيذ بنود اتفاق السلام الشامل الذي جرى توقيعه
في يناير 2005، وبصفة خاصة البنود المتعلقة بترسيم الحدود بين الشمال والجنوب،
وتسريع عملية التحول الديمقراطي، وسحب الجيش الحكومي من الجنوب، وتحقيق مشاركة
عادلة في الموارد. وجاءت الخطوة بعد تحذيرات متواصلة من مسئولين أمميين من خطر
إنهيار الاتفاق. وبموجب التجميد قامت الحركة الشعبية باستدعاء كافة وزرائها في
الحكومة (18 وزيراً) ومستشاريها الرئاسيين (ثلاثة) لحين وقف المؤتمر الوطني
خروقاته لاتفاق السلام والتزامه بتنفيذه. وكانت الحكومة قد رفضت سابقاً قبول توصيات
مفوضية دولية حول الحدود بين الشمال والجنوب.
وفي منتصف نوفمبر وجه رئيس الجمهورية قيادة قوات الدفاع
الشعبي بإعادة فتح المعسكرات والبدء في تجميع المجاهدين، مؤكداً أن الدفاع الشعبي
هو الوليد الشرعي للإنقاذ. ويعتبر الجيش الشعبي لتحرير السودان بقاء الدفاع الشعبي
وعدم تسريحه تناقضاً مع اتفاق السلام وغير دستوري.
إنسحاب وزراء الحركة الشعبية من الحكومة جاء قبل بضعة أيام
من بدء جولة من محادثات للسلام في مدينة سرت الليبية بين الحكومة ومتمردي دارفور
برعاية دولية واقليمية، ما أدى ضمن أسباب أخرى لإفشالها. وفي 23 أكتوبر، أثناء
أجتماع لجماعات دارفورية متمردة - نظمته الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي في جوبا
للتوصل لموقف تفاوضي موحد- أعلنت ست جماعات متمردة مقاطعتها لمحادثات السلام في
ليبيا بحجة أن الحكومة لا تمتلك الشرعية، في إشارة لإنسحاب وزراء الحركة الشعبية
منها. وكانت حركة العدل والمساواة قد اعلنت بدورها مقاطعتها للمحادثات. الجماعات
الست المنشقة عن حركة- جيش تحرير السودان (ويقودها أحمد عبد الشافي، إبراهيم أحمد
إبراهيم، جار النبي عبد الكريم، ومحمد علي كلاي إضافة إلى فصيل قيادة الشمال
ومجموعة متمردة أخرى في غرب دارفور) قالت أيضاً إن الحكومة لم تبد نوايا حسنة تجاه
المفاوضات بدليل تصعيدها مؤخراً للأعمال العسكرية في المنطقة.
وفي 12 ديسمبر، إثر اجتماع بين الرئيس ونائبه، وافقت الحركة
الشعبية لتحرير السودان على عودة وزرائها إلى الحكومة. واتفق الطرفان على جدول
زمني لسحب قوات الطرفين لما وراء الحدود وضرورة الشفافية في ما يتعلق بعائدات
النفط والتمهيد لاستفتاء 2009، لكن قضية أبيي وترسيم الحدود ظلت قائمة. ولم يلتئم
شمل الحكومة إلا في 27 ديسمبر عند أداء وزراء الحركة الجدد القسم أمام الرئيس.
في 24 نوفمبر وصل إلى دارفور وفد مقدمة للقوة الصينية
المشاركة في القوات الدولية في دارفور يتكون من 135 مهندساً عسكرياً. غير أن
جماعات المتمردين ومجموعات سكانية قالت برفضها للمشاركة الصينية. وفي مطلع ديسمبر
خرج عشرات الآلاف من نازحي معسكر كلمة بولاية جنوب دارفور في تظاهرة ضد مشاركة
قوات صينية وبنغلاديشية ضمن قوة حفظ السلام.
وفي 31 أكتوبرجدد مجلس الأمن الدولي بالاجماع تفويض عمل
القوات الأممية الخاصة بحفظ السلام في جنوب السودان البالغ قوامها 18 ألف جندي
لستة أشهر أخرى.
في 4 ديسمبر ناشد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون
كافة الدول للمساعدة في إلقاء القبض على إثنين من السودانيين متهمين بجرائم ضد
الانسانية مطلوبين من قبل محكمة العدل الدولية في لاهاي، وهما أحمد هارون وعلي
كوشيب، واللذين ترفض الحكومة السودانية تسليمهما.
14 ديسمبر جدد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة
التفويض الممنوح لمبعوثة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في السودان، د. سيما سمر،
غير أن المجلس فشل في تمديد عمل فريق محققي دارفور الذي كان شكله في مارس الماضي
من ممثلي ومقرري الهيئة الدولية ولجانها المختصة.
حرية الصحافة والتعبير
تواصل انتهاك حرية الصحافة والتعبير في البلاد خلال الفترة
التي يغطيها التقرير. أبقى حزب المؤتمر الوطني قبضته المستحكمة على وسائل الاعلام
القومية من راديو وتلفزيون وصحف، واستمر استدعاء واعتقال وحبس الصحفيين بسبب
قيامهم بعملهم. كما أبقى مجلس الصحافة والمطبوعات والأجهزة الأمنية رقابتهم
اللصيقة على محتويات الصحف. وأشتكى نائب الرئيس ورئيس حكومة الجنوب من هيمنة
واستفراد شريكه، حزب المؤتمر الوطني، بوسائل الاعلام، خلال زيارة له للولايات
المتحدة.
في نهاية الاسبوع الأول من أكتوبر قال المجلس القومي
للصحافة والمطبوعات الصحفية إنه وجه لجنتي الصحافة والشكاوى باتخاذ إجراءات إدارية
وقانونية تجاه صحف وصفها بأنها بدأت مؤخراً في إثارة الكراهية الدينية والعرقية
والعنصرية.
وفي 7 أكتوبر تم استدعاء التجاني الطيب رئيس تحرير صحيفة
"الميدان" بشأن بلاغ قدمه جهاز الأمن لدى نيابة الصحافة والمطبوعات،
وشمل اتهام جهاز الأمن كل من الصحفية سهير عبد العزيز والمصور الصحفي محمد محمود
وآخرين.
9 أكتوبر أصدر اتحاد الصحفيين (شبه الحكومي) بياناً أنتقد
فيه مشاركة صحفيين سودانيين في دورة تدريبية نظمتها المحكمة الجنائية الدولية في
لاهاي. أعتبر الاتحاد مشاركة الصحفيين "دون علمه" تجاوزاً لثوابت الدولة
التي تحترم القضاء الوطني، وعملاً "يجافي أصول وقواعد الانتماء الوطني ...
ويجب المساءلة عنه وفق ميثاق الشرف الصحفي".
22 أكتوبر مثل صحفيان هما حنان كشة وأحمد هجام أمام قسم
شرطة الكلاكلات في بلاغ لملازم بالشرطة حول تحقيق صحفي نشرته صحيفتهما تحت عنوان
"ما بين المواطن والشرطة حلقة مفقودة".
في 5 نوفمبر استدعى جهاز الأمن ثلاثة صحفيين ناشطين في حقوق
الانسان وهم: صباح محمد آدم، ليمياء الجيلي، وفيصل الباقر. بعد خمس ساعات من
الانتظار بمكاتب الأمن بالخرطوم بحري دون تحقيق طلب منهم العودة مجدداً في اليوم
التالي.
9 نوفمبر أيدت المحكمة الدستورية قرار المدعي العام المتعلق
بعدم اختصاص نيابة الصحافة والمطبوعات ووزارة العدل في استخدام المادة 130 من
قانون الاجراءات لايقاف الصحف. جاء ذلك نتيجة الدعوى التي أقامتها صحيفة
"السوداني".
10 نوفمبر جددت السلطات أمراً للصحف بحظر تناول الأخبار المتعلقة
بقضية المعتقلين على ذمة محاولة تخريبية مزعومة.
11 نوفمبر مثل التجاني الطيب رئيس تحرير صحيفة
"الميدان" أمام محكمة جنايات الخرطوم شمال المختصة بالنظر في قضايا
الصحافة والمطبوعات التي تنظر في بلاغ مقدم من جهاز الأمن ضد الصحيفة. نيابة
الصحافة والمطبوعات أستدعت الطيب والصحفية سهير عبدالعزيز والمحامي علم الدين عبد
الغني بناء على بلاغ آخر مقدم من جهاز الأمن.
15 نوفمبر استدعت نيابة الصحافة والمطبوعات الكاتب بصحيفة
"الانتباهة" الطيب مصطفى بناء على بلاغ من وزير الدولة للشئون الانسانية
أحمد هارون حول مقال نشرته الصحيفة أعتبره الوزير، المطلوب من قبل المحكمة
الجنائية الدولية، مسيئاً لشخصه. وفي 2 ديسمبر وجهت نيابة الصحافة والمطبوعات
للصحيفة تهمة إشانة السمعة والكذب الضار، وأمرت محكمة الصحافة بايقاف الصحيفة لمدة
يومين.
في 17 نوفمبر أصدرت محكمة جنايات الخرطوم شمال حكماً بتغريم
صحيفة "السوداني" مبلغ 20 ألف جنيه في قضية مرفوعة من جهاز الأمن حول
زاوية صحفية كتبها نور الدين مدني تحت عنوان "تخبط أمني" إبان اعتقال 4
صحفيين كانوا في طريقهم لتغطية أحداث في كجبار. المحكمة أمرت بتغريم رئيس التحرير
محجوب عروة والصحفي نور الدين مدني 10 آلاف جنيه لكل أو السجن لشهرين في حال عدم
سداد الغرامة. لكن الاثنين اختارا عقوبة السجن كاحتجاج على التشريع الذي يعاقب
الصحفيين عن الكتابة. الصحفيان اقتيدا إلى سجن أمدرمان.
19 نوفمبر أصدرت محكمة الصحافة بالخرطوم حكماً بالغرامة 10
آلاف جنيه أو السجن شهرين على رئيسة تحرير صحيفة "الحياة والناس"
الاجتماعية منى ابوالعزائم. كما أمرت المحكمة بتغريم الصحفية منال عثمان 5 آلاف
جنيه أو السجن لمدة شهر، وعلى مصدر خبر نشرته الصحيفة 10 آلاف جنيه أو السجن لمدة
ثلاثة أشهر. رئيسة التحرير اختارت بدورها السجن كموقف ضد الغرامات الكبيرة التي
قالت إنها تقصم ظهر الصحف. منى ابو العزائم والكاتب سيف اليزل بابكر ألحقا
بالصحفيين الآخرين من "السوداني" في سجن أمدرمان. وفي 21 نوفمبر امتنعت
الصحفية منال عثمان عن سداد الغرامة بحقها ليرتفع عدد الصحفيين المسجونين إلى خمسة.
موقف الصحفيين أثار حركة تضامن واسعة من كافة الجهات الحقوقية والإعلامية
والسياسية ومنظمات المجتمع المدني، وعجل في 24 نوفمبر بتوقيع 16 حزباً سياسياً
وعدد من منظمات المجتمع المدني على ميثاق الهيئة الشعبية للدفاع عن الحريات. جرى
إطلاق سراح الصحفيين في 29 ديسمبر.
وفي الاسبوع الأول من ديسمبر تلقت مجموعة من الصحفيين
والكتاب السودانيين تهديدات مجهولة بالقتل. كان من بين من استهدفتهم التهديدات
الحاج وراق، رباح الصادق، الطاهر ساتي، وعبد المنعم سليمان.
14 ديسمبر أمرت سلطات ولاية البحر الأحمر بتعليق صدور صحيفة
"بورتسودان" التي تصدرها أسبوعياً منظمة "بورتسودان مدينتي"
وقامت قوات الشرطة باقتحام مقر الصحيفة وطرد المحررين والعاملين بها لتنفيذ أمر
التعليق. قرار السلطات شمل تجميد كافة أعمال ونشاطات المنظمة المسجلة لدى وزارة
الشئون الاجتماعية.
16 ديسمبر اوقفت نيابة أمن الدولة صحفيين اثنيين هما سلمى
آدم من صحيفة الوحدة وآخر يعمل لصحيفة الوفاق بسبب حيازتهما لبيان للتجمع الوطني
الديمقراطي جرى توزيعه داخل قاعة محكمة جنايات الخرطوم أثناء تغطيتهما لمحاكمة
المتهمين في قضية تخريبية مزعومة.
23 ديسمبر ألقت شرطة ولاية القضارف القبض على عبد القادر
محمود الكاتب بصحيفة "رأي الشعب" وذلك تنفيذاً لقرار من نيابة الصحافة
والمطبوعات بناء على شكوى ضد مقال كان كتبه بالصحيفة.
26 ديسمبر أصدرت نيابة الصحافة والمطبوعات بوزارة العدل
أمراً بحظر النشر في البلاغات قيد التحري.
31 ديسمبر ألقت الشرطة في نيالا القبض على أثنين من
الصحفيين هما: محجوب حسون (مراسل صحيفة السوداني) وجمال ضحاوي (مراسل صحيفة رأي
الشعب). جرى إقتياد الأثنين إلى القسم الأوسط بالمدينة وفتح بلاغات ضدهم متعلقة
بنشر صحيفتيهما أخبار خاصة بأحداث عنف شهدتها جامعة نيالا.
الحريات العامة
في منتصف أكتوبر أمر والي النيل الأبيض بمنع التجمعات
والندوات السياسية في الولاية.
وفي 20 أكتوبر طعن ناشطون حقوقيين ومحامون وسياسيون في صحة
لوائح الرسوم القضائية ولوائح رسوم التقاضي لانتهاكها الحقوق الدستورية المتمثلة
في المساواة أمام القانون. يجدر بالذكر أن قانون المحكمة الدستورية يقرر سداد رسوم
تبلغ مئتي ألف ومائة جنيه سوداني لرفع دعوى دستورية، وهو مبلغ يمثل تعجيزاً
للغالبية الساحقة من المواطنين.
نهاية أكتوبر أصدر رئيس الجمهورية قراراً بإعادة 251 من
المفصولين تعسفياً من الخدمة العامة إلى وظائفهم، لكن القرار مثل صدمة لعشرات
الآلاف من المفصولين سياسياً وتعسفياً منذ 30 يونيو 1989 الذين كانوا يتوقعون صدور
قرار سياسي شامل بعودتهم لوظائفهم أو تعويضهم. وعبر الذين شملهم القرار عن رفضهم
له باعتباره ظالماً إذ لم يلحقهم بنظرائهم في السلك الوظيفي.
في 11 نوفمبر فرقت الشرطة بالقوة مسيرة سلمية لطلاب بجامعة
الخرطوم كانوا بصدد تسليم مذكرة لوزير العدل تطالب باطلاق سراح المعتقلين في قضية
المحاولة التخريبية المزعومة.
منتصف نوفمبر أكد وزير العدل - بعد يومين من قرار للجنة
حقوق الانسان الدولية بوقف تنفيذ أحكام الاعدام- تمسك حكومته بالعقوبة باعتبارها
"عقوبة شرعية ومنصوص عليها في كتاب الله وسنة رسوله". يجدر بالذكر أن
عقوبات بالإعدام بحق 12 شخصاً أصدرتها المحاكم خلال شهري نوفمبر وديسمبر، جرى
تنفيذ إثنين منها. ففي 10 نوفمبر أصدرت محكمة بري الجنائية حكماً بإعدام عشرة
أشخاص من الفور شنقاُ بعد إدانتهم بقتل أو المشاركة في قتل الصحفي محمد طه محمد
أحمد العام الماضي. المحكوم عليهم العشرة هم: اسحق السنوسي جمعة صالح، عبد الحي
عمر محمد خليفة، الطيب عبد العزيز اسحق، مصطفى آدم محمد سليمان، محمد عبد النبي
آدم اسماعيل، صابر زكريا حسن عبد القادر، حسن آدم فضل خميس، آدم إبراهيم الحاج
عمر، جمال الدين عيسى الحاج، وعبد المجيد علي عبد المجيد أحمد. وفي 31 ديسمبر جري
تنفيذ حكم بالاعدام شنقاً بحق معتصم عبد الله خير الله (27 عاماً) وعماد تبن (18
عاماً) بعد إدانتهما باغتصاب طفلة.
26 نوفمبر أعتقلت السلطات المعلمة البريطانية جيلان جيبونز
بتهمة الإساءة للإسلام بسماحها لتلاميذها بإطلاق إسم محمد على دمية في شكل دب،
وذلك بعدما تقدمت وزارة التعليم بشكوى ضدها نيابة عن أولياء أمور التلاميذ.
المعلمة التي كانت تعمل لمدرسة الوحدة بالخرطوم حكم عليها في 29 نوفمبر بالسجن 15
يوماً والإبعاد عن البلاد، بعد مخاوف من الحكم عليها بالجلد أيضاً. لكن رئيس
الجمهورية أصدر عفواً عنها في 3 ديسمبر بعد ضغوط دولية واسعة.
وفي نوفمبر أبلغت السلطات في مدينة دنقلا بالولاية الشمالية
حزب المؤتمر الشعبي أن لا يعقد مؤتمره العام داخل المدينة، وأن يعقده خارجها بالقرب
من المطار. واعتبر مسئولون بالحزب ذلك القرار حجراً على حرية الممارسة السياسية
ومحاولة لتعويق نشاط الأحزاب السياسية المعارضة. وكان لقاء جماهيري للحزب في مدينة
القدار بالولاية، خاطبه مساعد أمينه العام ابراهيم السنوسي في 26 نوفمبر، قد تعرض
للاستفزاز والتشويش من قبل عناصر تابعة للحزب الحاكم، ولم تقم قوات الشرطة بمحاولة
لتأمين اللقاء الجماهيري رغم المناشدات المتعددة لها من قبل منظمي اللقاء. وقال
مسئولو حزب المؤتمر الشعبي إن السلطات كانت تسعى لوقوع أشتباك بين أنصار المؤتمر
الوطني والشعبي لاتخاذه ذريعة لمنع نشاط المؤتمر الشعبي كما حدث من قبل.
وفي 4 ديسمبر أجاز المجلس الوطني قانون القوات المسلحة لسنة
2007 والذي تضمن على خروقات عديدة لاتفاق السلام الشامل والدستور الانتقالي. يشتمل
القانون الذي لا يقصر تطبيقه على العسكريين فقط على مواد تؤدي للإفلات من العقوبة
وتقرر حصانات لأفراد القوات المسلحة، كما يتضمن على عقوبة الجلد المهينة. وتقول
المادة 34 (2) من القانون إنه "لا يجوز اتخاذ أي اجراءات ضد أي ضابط أو جندي
ارتكب فعلاً يشكل جريمة وقعت أثناء أو بسبب تنفيذه لواجباته أو أي امر قانوني يصدر
إليه بصفته هذه". وينتقص القانون من قومية القوات المسلحة بنصه في المادة 6 د
على أن من مهامها "العمل على تأصيل وإعلاء وترسيخ قيم الدين" مع أن
السودان بلد متعدد الديانات. ويمنح القانون في مادته الثامنة رئيس الجمهورية
منفرداً الحق في إعلان الحرب أو حالة الطواريء والاستنفار.
9 ديسمبر قامت قوات الشرطة بفض تجمع سلمي لطلاب جامعة
أمدرمان الإسلامية كان يطالب بحق الطلاب في إقامة اتحاد يمثلهم ويرعى حقوقهم.
16 ديسمبر قضت محكمة في الخرطوم بسجن عاملين مصريين ستة
أشهر بسبب عرضهما للبيع كتاباً في معرض الخرطوم الدولي للكتاب تضمن مساساً بزوجة
الرسول، السيدة عائشة. العاملان المصريان، وهما عبدالفتاح عبد الروؤف ومحروس محمد
عبدالعزيز واجها المادة 125 من قانون العقوبات السوداني وهي نفس المادة التي أدينت
بها المعلمة البريطانية جيلان جيبونز.
وقرب نهاية العام منعت السلطات في العاصمة إقامة أية حفلات
عامة بمناسبة رأس السنة الميلادية. طال قرار المنع حفلات غنائية بفنادق العاصمة
الكبرى كان دعي إليها مطربون من مصر (إيهاب توفيق، تامر حسني وأصالة).
رؤي لمثقفي
دارفوروالجزيرة
محتويات
- إفتتاحية رئيس التحرير :
ديمقراطية النظام شرط
أساسى لأمن البلاد
- حالة حقوق الانسان في
السودان:
الأمين العام للمنظمة محمد
حسن داؤد
- كيف تحقق ديمقراطية
الأمن :
محجوب التجاني
- أمن دارفور وتنميتها:
رؤية مثقفي دارفور في شمال
أمريكا
- حقوق العمل في مشروع
الجزيرة:
د. أبوسفيان محمد البشير
- علاقات الانتاج في مشروع
الجزيرة:
د. محمد يوسف أحمد المصطفى
إفتتاحية رئيس
التحرير
ديمقراطية
النظام شرط أساسى لأمن البلاد
تجتاز البلاد محنة عصيبة: الاقتصاد يتبدد في الانفاق الهائل
علي أمن النظام المترهل علي حساب مقومات الاستقرار الحقيقى للوطن، وحقوق المواطنين
الأساسية في العمل والانتاج، والتمتع بالحياة الطيبة. تتواصل صراعا مدنيا في لبه، يقاوم في جسارة استبداد الحكم في السودان،
مجاهدا لإقامة السلام العادل والدائم علي امتداد أرضه ، بينا يبدد طاغوت جامح مصادر
الأمة وقواتها المسلحة بلا دستور،
وتمتنع حكومة ضائعة عن التوصل إلى كلمة
سواء مع كافة قوى الشعب السودانى الكريم، من معارضة وحركات مسلحة ومجتمع مدنى
عريض.
في هذه الصورة الكالحة، نذيرة السوء، تترامى مظالم أهل
دارفور المجبرين على النزوح، المعرضين للابادة والزوال، وأهل الشمالية الرافضين
لأوامر السلطة باخلائهم عن ديارهم بدعوى إقامة السدود، وأهل الجنوب المصابين بخيبة
الأمل المريرة لفشل حكومة الوحدة الوطنية بقيادة الجبهة القومية الاسلامية والحركة
الشعبية لتحرير السودان في إمضاء اتفاقية السلام الشامل كما ينبغى، وأهل الشرق
الغاضبين من تلكع الحكومة في المضى قدماً للتحقيق القضائى المستقل في مذابح
بورتسودان وغيرها من جرائم السلطة، وأهل الوسط لما يعانونه من إهمال مريع
لاحتياجاتهم الأساسية لصد كوارث الفيضانات وفشل الحكومة وإداراتها في إصلاح مشروع
الجزيرة القومى الرائد الذى ظل يحمل على كاهل مزارعيه وعماله الفقراء هموم الدخل
القومى والحفاظ علي معدلاته منذ ما قبل استقلال السودان إلى اليوم.
وفي الساحة الدولية، تنهال على الوطن العقوبات لحمل الحكومة
علي الانصياع للإرادة الدولية التي تصدت وفقاً للقانون الدولى لجرائم الحكومة ضد
أهل دارفور، وإمعانها في التلكؤ والتسويق والتمتع دون التسليم الفاعل الصحيح
لقرارات الشرعية الدولية لإعادة الاستقرار والأمن والتنمية في إقليم دارفور
المنكوب، ولحثها على تسليم مسئولى الحكومة المسئولين عن جرائم ضد الانسانية في
دارفور.
تتظاهر على الرغم من هذه الأوضاع الخربة التى قادت إليها
سياسات الحكومة وتطبيقاتها فى المقام الأول وبالدرجة الأولى، أمال عراض في إمكانية
الحل واستعادة نضارة القطر وصحة مسيرته على كافة الأصعدة المحلية والقومية،
والدولية، وذلك بفضل ما تستنهضه الحركة الجماهيرية السودانية ونشطاؤها
الديمقراطيين ومثقفوها في حركة حقوق الانسان في الداخل والخارج من إعلاء لرايات
الوطن وحديث بالصوت العالي الداوي عن حاجاته، وطموحاته، وعزمه علي الخلاص من حفرة
اليأس والدمار، والتطلع في ثقة واطمئنان بقدرات بنيه ونضالهم من أجل الوطن
والمواطنين ليتبؤا مقعده الطليعى في الساحات القومية والدولية.
في هذا العدد، نطالع عينة مقدرة من مساهمات المثقفين
الوطنيين الديمقراطيين تعبيراً عن الحركة الجماهيرية السودانية في سعيها الدائم
لتصحيح أداء السلطة، وتقويمها، والانحياز الكامل لحقوق الشعب، وحرياته، والعمل علي
تحقيق مطالبه وحاجاته.
جماعة من مثقفى دارفور، نساءاً ورجالاً، إلتقوا في مؤتمر
ديمقراطي هام، بوصفهم ابناءاً للاقليم في شمال امريكا، الولايات المتحدة وكندا،
بدعوة كريمة من معهد الولايات المتحدة للسلام بالاشتراك مع كونكوردز انترناشونال
ولجنة دارفور التمهيدية للحوار، مؤتمراً جامعاً عقد في العاصمة واشنطن (فبراير
2008)، متتاولين في نقاش ديمقراطي جاد ووعي رشيد بقضايا الوطن ودارفور ما يلزم من
خطوات حالية وعملية لتحقيق أمن دارفور وتنميتها، وسيجد القارئ الكريم تقريرا موجزاً
أعدته منظمتنا عن هذا المؤتمر الفريد. والواضح لدينا أن هذا المؤتمر أفلح في عرض
ما يكنه مثقفوا دارفور في الخارج للأهل والبلد من عناء وهم مقيم وحرص وفكر وعمل
لانهاء كارثة الاقليم بل كارثة السودان والقارة الأم والانسانية، بأجمعها، علي نحو
يُعيد للضحايا حقوقهم المسلوبة ويعوضهم عن تضحياتهم الجسيمة في الأرواح الغالية
والأراضى المنهوبة والممتلكات المسروقة أو المدمرة.
وفيما لاحظ تقرير المنظمة عن المؤتمر، فإن تمثيل المرأة
الدارفورية كان له قدرا عاليا في حث المؤتمرين علي الالتفات إلى دورها وضرورة
تقويته ودعمه. ولازلنا نرى أن اللقاءات والمؤتمرات القادمة بشأن دارفور لا بد أن
تشمل تمثيلاً مناصفاً بين النساء والرجال حتى يرتفع صوت المرأة، وينال المؤتمرون
من حكمتها ومساهماتها العليمة، وتمثيلها الفعلى لما تعانيه المرأة في دارفور
وأطفالها من مظالم وعدوان وإهمال، بالرغم مما تقوم به من دور لا يعادله أى دور آخر
في استمرارية الحياة، والأهل، والعزم على تحقيق تقدم الاقليم مهما كانت التضحية أو
المعاناة.
سيجد القارئ الكريم في هذا العدد أيضاً بحثين مهمين ينطلقان
من عناء معديهما بحركة حقوق الانسان والديمقراطية في السودان الأوسط، وما انتاب
مشروع الجزيرة القومى من تدهور وفشل وإفقار للكتلة الأكبر من مزارعيه وعماله بسبب
إنحياز علاقات الانتاج وعوائدها، فضلاً عن سياساتها ومعادلاتها في الأصل والأساس،
لغير صالح قوى المشروع المنتجه، التى تتراكم ديونها ويتزايد استغلالها بل وقد يؤول
المشروع نفسه بكل ما يحمله من إمكانات وقدرات وخبرات تاريخية وحاضرة إلى تملك
القطاع الخاص، في السودان أو خارجه، مما يدق ناقوس الخطر لكل وطنى غيور كى يهب لحث
الحكومة وإدارة المشروع والمزارعين كشركاء أساسيين للوصول إلى صيغة عادلة وناجحة
لتصحيح مسار الأوضاع، والاستماع إلى توصيات الخبراء والدارسين، واسداء التقدير
الكامل لآراء المزارعين والعمال الزراعيين واتحادهم، ونقابات المهنيين العاملين
بالمشروع نفسه.
لباب القضية وجوهرها إذاً هو اكتراث الحكومة بالرأى العام،
وتقاسمها القرار مع الحركة الجماهيرية المنظمة اعترافاً بتمثيلها الفعلى للمجتمع
المدنى، ومعرفتها البصيرة بالأحوال من خلال عملها النقابى الحر والمستقل عن نفوذ
السلطة وتدخلاتها، وسياساتها التى لا تشكل فى معظم الحالات حلاً بقدر ما تقدم
إشكالاً، والتصاق المنظمات الشعبية الحقيقى بالحياة اليومية للمواطنين بكل ما بها
من رغبات وحاجات وكفاح.
--------------------------------------------
حالة حقوق
الانسان في السودان
1 أكتوبر - 31
ديسمبر 2007
الأمين العام
للمنظمة محمد حسن داؤد
خلال الفترة ما بين أول أكتوبر ونهاية ديسمبر 2007 تواصلت
انتهاكات حقوق الانسان في السودان، وتصاعدت أعمال العنف في دارفور بصورة غير
مسبوقة بينما ظلت قوة حفظ السلام الافريقية عاجزة عن توفير الحماية للمدنيين. وأدت
أعمال العنف والقتال لمقتل وإصابة مئات المواطنين، وتعويق عمل منظمات الإغاثة
الدولية التي تعرضت مقارها وممتلكاتها لما يزيد عن 20 هجوماً خلال الثلاث أشهر التي
يغطيها هذا التقرير.
تدهورت العلاقة بين شريكي اتفاق السلام الشامل، المؤتمر
الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان بشكل خطير كاد أن يعصف بالاتفاق بينهما.
وفي 11 أكتوبر جمدت الأخيرة مشاركتها في حكومة الوحدة الوطنية احتجاجاً على تلكؤ
شريكها، حزب المؤتمر الوطني، في تنفيذ بنود اتفاق السلام الشامل الذي جرى توقيعه
في يناير 2005، وبصفة خاصة البنود المتعلقة بترسيم الحدود بين الشمال والجنوب،
وتسريع عملية التحول الديمقراطي، وسحب الجيش الحكومي من الجنوب، وتحقيق مشاركة
عادلة في الموارد. وجاءت الخطوة بعد تحذيرات متواصلة من مسئولين أمميين من خطر
إنهيار الاتفاق. وبموجب التجميد قامت الحركة الشعبية باستدعاء كافة وزرائها في
الحكومة (18 وزيراً) ومستشاريها الرئاسيين (ثلاثة) لحين وقف المؤتمر الوطني
خروقاته لاتفاق السلام والتزامه بتنفيذه. وكانت الحكومة قد رفضت سابقاً قبول توصيات
مفوضية دولية حول الحدود بين الشمال والجنوب.
وفي منتصف نوفمبر وجه رئيس الجمهورية قيادة قوات الدفاع
الشعبي بإعادة فتح المعسكرات والبدء في تجميع المجاهدين، مؤكداً أن الدفاع الشعبي
هو الوليد الشرعي للإنقاذ. ويعتبر الجيش الشعبي لتحرير السودان بقاء الدفاع الشعبي
وعدم تسريحه تناقضاً مع اتفاق السلام وغير دستوري.
إنسحاب وزراء الحركة الشعبية من الحكومة جاء قبل بضعة أيام
من بدء جولة من محادثات للسلام في مدينة سرت الليبية بين الحكومة ومتمردي دارفور
برعاية دولية واقليمية، ما أدى ضمن أسباب أخرى لإفشالها. وفي 23 أكتوبر، أثناء
أجتماع لجماعات دارفورية متمردة - نظمته الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي في جوبا
للتوصل لموقف تفاوضي موحد- أعلنت ست جماعات متمردة مقاطعتها لمحادثات السلام في
ليبيا بحجة أن الحكومة لا تمتلك الشرعية، في إشارة لإنسحاب وزراء الحركة الشعبية
منها. وكانت حركة العدل والمساواة قد اعلنت بدورها مقاطعتها للمحادثات. الجماعات
الست المنشقة عن حركة- جيش تحرير السودان (ويقودها أحمد عبد الشافي، إبراهيم أحمد
إبراهيم، جار النبي عبد الكريم، ومحمد علي كلاي إضافة إلى فصيل قيادة الشمال
ومجموعة متمردة أخرى في غرب دارفور) قالت أيضاً إن الحكومة لم تبد نوايا حسنة تجاه
المفاوضات بدليل تصعيدها مؤخراً للأعمال العسكرية في المنطقة.
وفي 12 ديسمبر، إثر اجتماع بين الرئيس ونائبه، وافقت الحركة
الشعبية لتحرير السودان على عودة وزرائها إلى الحكومة. واتفق الطرفان على جدول
زمني لسحب قوات الطرفين لما وراء الحدود وضرورة الشفافية في ما يتعلق بعائدات
النفط والتمهيد لاستفتاء 2009، لكن قضية أبيي وترسيم الحدود ظلت قائمة. ولم يلتئم
شمل الحكومة إلا في 27 ديسمبر عند أداء وزراء الحركة الجدد القسم أمام الرئيس.
في 24 نوفمبر وصل إلى دارفور وفد مقدمة للقوة الصينية
المشاركة في القوات الدولية في دارفور يتكون من 135 مهندساً عسكرياً. غير أن
جماعات المتمردين ومجموعات سكانية قالت برفضها للمشاركة الصينية. وفي مطلع ديسمبر
خرج عشرات الآلاف من نازحي معسكر كلمة بولاية جنوب دارفور في تظاهرة ضد مشاركة
قوات صينية وبنغلاديشية ضمن قوة حفظ السلام.
وفي 31 أكتوبرجدد مجلس الأمن الدولي بالاجماع تفويض عمل
القوات الأممية الخاصة بحفظ السلام في جنوب السودان البالغ قوامها 18 ألف جندي
لستة أشهر أخرى.
في 4 ديسمبر ناشد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون
كافة الدول للمساعدة في إلقاء القبض على إثنين من السودانيين متهمين بجرائم ضد
الانسانية مطلوبين من قبل محكمة العدل الدولية في لاهاي، وهما أحمد هارون وعلي
كوشيب، واللذين ترفض الحكومة السودانية تسليمهما.
14 ديسمبر جدد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة
التفويض الممنوح لمبعوثة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في السودان، د. سيما سمر،
غير أن المجلس فشل في تمديد عمل فريق محققي دارفور الذي كان شكله في مارس الماضي
من ممثلي ومقرري الهيئة الدولية ولجانها المختصة.
حرية الصحافة والتعبير
تواصل انتهاك حرية الصحافة والتعبير في البلاد خلال الفترة
التي يغطيها التقرير. أبقى حزب المؤتمر الوطني قبضته المستحكمة على وسائل الاعلام
القومية من راديو وتلفزيون وصحف، واستمر استدعاء واعتقال وحبس الصحفيين بسبب
قيامهم بعملهم. كما أبقى مجلس الصحافة والمطبوعات والأجهزة الأمنية رقابتهم
اللصيقة على محتويات الصحف. وأشتكى نائب الرئيس ورئيس حكومة الجنوب من هيمنة
واستفراد شريكه، حزب المؤتمر الوطني، بوسائل الاعلام، خلال زيارة له للولايات
المتحدة.
في نهاية الاسبوع الأول من أكتوبر قال المجلس القومي
للصحافة والمطبوعات الصحفية إنه وجه لجنتي الصحافة والشكاوى باتخاذ إجراءات إدارية
وقانونية تجاه صحف وصفها بأنها بدأت مؤخراً في إثارة الكراهية الدينية والعرقية
والعنصرية.
وفي 7 أكتوبر تم استدعاء التجاني الطيب رئيس تحرير صحيفة
"الميدان" بشأن بلاغ قدمه جهاز الأمن لدى نيابة الصحافة والمطبوعات،
وشمل اتهام جهاز الأمن كل من الصحفية سهير عبد العزيز والمصور الصحفي محمد محمود
وآخرين.
9 أكتوبر أصدر اتحاد الصحفيين (شبه الحكومي) بياناً أنتقد
فيه مشاركة صحفيين سودانيين في دورة تدريبية نظمتها المحكمة الجنائية الدولية في
لاهاي. أعتبر الاتحاد مشاركة الصحفيين "دون علمه" تجاوزاً لثوابت الدولة
التي تحترم القضاء الوطني، وعملاً "يجافي أصول وقواعد الانتماء الوطني ...
ويجب المساءلة عنه وفق ميثاق الشرف الصحفي".
22 أكتوبر مثل صحفيان هما حنان كشة وأحمد هجام أمام قسم
شرطة الكلاكلات في بلاغ لملازم بالشرطة حول تحقيق صحفي نشرته صحيفتهما تحت عنوان
"ما بين المواطن والشرطة حلقة مفقودة".
في 5 نوفمبر استدعى جهاز الأمن ثلاثة صحفيين ناشطين في حقوق
الانسان وهم: صباح محمد آدم، ليمياء الجيلي، وفيصل الباقر. بعد خمس ساعات من
الانتظار بمكاتب الأمن بالخرطوم بحري دون تحقيق طلب منهم العودة مجدداً في اليوم
التالي.
9 نوفمبر أيدت المحكمة الدستورية قرار المدعي العام المتعلق
بعدم اختصاص نيابة الصحافة والمطبوعات ووزارة العدل في استخدام المادة 130 من
قانون الاجراءات لايقاف الصحف. جاء ذلك نتيجة الدعوى التي أقامتها صحيفة
"السوداني".
10 نوفمبر جددت السلطات أمراً للصحف بحظر تناول الأخبار المتعلقة
بقضية المعتقلين على ذمة محاولة تخريبية مزعومة.
11 نوفمبر مثل التجاني الطيب رئيس تحرير صحيفة
"الميدان" أمام محكمة جنايات الخرطوم شمال المختصة بالنظر في قضايا
الصحافة والمطبوعات التي تنظر في بلاغ مقدم من جهاز الأمن ضد الصحيفة. نيابة
الصحافة والمطبوعات أستدعت الطيب والصحفية سهير عبدالعزيز والمحامي علم الدين عبد
الغني بناء على بلاغ آخر مقدم من جهاز الأمن.
15 نوفمبر استدعت نيابة الصحافة والمطبوعات الكاتب بصحيفة
"الانتباهة" الطيب مصطفى بناء على بلاغ من وزير الدولة للشئون الانسانية
أحمد هارون حول مقال نشرته الصحيفة أعتبره الوزير، المطلوب من قبل المحكمة
الجنائية الدولية، مسيئاً لشخصه. وفي 2 ديسمبر وجهت نيابة الصحافة والمطبوعات
للصحيفة تهمة إشانة السمعة والكذب الضار، وأمرت محكمة الصحافة بايقاف الصحيفة لمدة
يومين.
في 17 نوفمبر أصدرت محكمة جنايات الخرطوم شمال حكماً بتغريم
صحيفة "السوداني" مبلغ 20 ألف جنيه في قضية مرفوعة من جهاز الأمن حول
زاوية صحفية كتبها نور الدين مدني تحت عنوان "تخبط أمني" إبان اعتقال 4
صحفيين كانوا في طريقهم لتغطية أحداث في كجبار. المحكمة أمرت بتغريم رئيس التحرير
محجوب عروة والصحفي نور الدين مدني 10 آلاف جنيه لكل أو السجن لشهرين في حال عدم
سداد الغرامة. لكن الاثنين اختارا عقوبة السجن كاحتجاج على التشريع الذي يعاقب
الصحفيين عن الكتابة. الصحفيان اقتيدا إلى سجن أمدرمان.
19 نوفمبر أصدرت محكمة الصحافة بالخرطوم حكماً بالغرامة 10
آلاف جنيه أو السجن شهرين على رئيسة تحرير صحيفة "الحياة والناس"
الاجتماعية منى ابوالعزائم. كما أمرت المحكمة بتغريم الصحفية منال عثمان 5 آلاف
جنيه أو السجن لمدة شهر، وعلى مصدر خبر نشرته الصحيفة 10 آلاف جنيه أو السجن لمدة
ثلاثة أشهر. رئيسة التحرير اختارت بدورها السجن كموقف ضد الغرامات الكبيرة التي
قالت إنها تقصم ظهر الصحف. منى ابو العزائم والكاتب سيف اليزل بابكر ألحقا
بالصحفيين الآخرين من "السوداني" في سجن أمدرمان. وفي 21 نوفمبر امتنعت
الصحفية منال عثمان عن سداد الغرامة بحقها ليرتفع عدد الصحفيين المسجونين إلى خمسة.
موقف الصحفيين أثار حركة تضامن واسعة من كافة الجهات الحقوقية والإعلامية
والسياسية ومنظمات المجتمع المدني، وعجل في 24 نوفمبر بتوقيع 16 حزباً سياسياً
وعدد من منظمات المجتمع المدني على ميثاق الهيئة الشعبية للدفاع عن الحريات. جرى
إطلاق سراح الصحفيين في 29 ديسمبر.
وفي الاسبوع الأول من ديسمبر تلقت مجموعة من الصحفيين
والكتاب السودانيين تهديدات مجهولة بالقتل. كان من بين من استهدفتهم التهديدات
الحاج وراق، رباح الصادق، الطاهر ساتي، وعبد المنعم سليمان.
14 ديسمبر أمرت سلطات ولاية البحر الأحمر بتعليق صدور صحيفة
"بورتسودان" التي تصدرها أسبوعياً منظمة "بورتسودان مدينتي"
وقامت قوات الشرطة باقتحام مقر الصحيفة وطرد المحررين والعاملين بها لتنفيذ أمر
التعليق. قرار السلطات شمل تجميد كافة أعمال ونشاطات المنظمة المسجلة لدى وزارة
الشئون الاجتماعية.
16 ديسمبر اوقفت نيابة أمن الدولة صحفيين اثنيين هما سلمى
آدم من صحيفة الوحدة وآخر يعمل لصحيفة الوفاق بسبب حيازتهما لبيان للتجمع الوطني
الديمقراطي جرى توزيعه داخل قاعة محكمة جنايات الخرطوم أثناء تغطيتهما لمحاكمة
المتهمين في قضية تخريبية مزعومة.
23 ديسمبر ألقت شرطة ولاية القضارف القبض على عبد القادر
محمود الكاتب بصحيفة "رأي الشعب" وذلك تنفيذاً لقرار من نيابة الصحافة
والمطبوعات بناء على شكوى ضد مقال كان كتبه بالصحيفة.
26 ديسمبر أصدرت نيابة الصحافة والمطبوعات بوزارة العدل
أمراً بحظر النشر في البلاغات قيد التحري.
31 ديسمبر ألقت الشرطة في نيالا القبض على أثنين من
الصحفيين هما: محجوب حسون (مراسل صحيفة السوداني) وجمال ضحاوي (مراسل صحيفة رأي
الشعب). جرى إقتياد الأثنين إلى القسم الأوسط بالمدينة وفتح بلاغات ضدهم متعلقة
بنشر صحيفتيهما أخبار خاصة بأحداث عنف شهدتها جامعة نيالا.
الحريات العامة
في منتصف أكتوبر أمر والي النيل الأبيض بمنع التجمعات
والندوات السياسية في الولاية.
وفي 20 أكتوبر طعن ناشطون حقوقيين ومحامون وسياسيون في صحة
لوائح الرسوم القضائية ولوائح رسوم التقاضي لانتهاكها الحقوق الدستورية المتمثلة
في المساواة أمام القانون. يجدر بالذكر أن قانون المحكمة الدستورية يقرر سداد رسوم
تبلغ مئتي ألف ومائة جنيه سوداني لرفع دعوى دستورية، وهو مبلغ يمثل تعجيزاً
للغالبية الساحقة من المواطنين.
نهاية أكتوبر أصدر رئيس الجمهورية قراراً بإعادة 251 من
المفصولين تعسفياً من الخدمة العامة إلى وظائفهم، لكن القرار مثل صدمة لعشرات
الآلاف من المفصولين سياسياً وتعسفياً منذ 30 يونيو 1989 الذين كانوا يتوقعون صدور
قرار سياسي شامل بعودتهم لوظائفهم أو تعويضهم. وعبر الذين شملهم القرار عن رفضهم
له باعتباره ظالماً إذ لم يلحقهم بنظرائهم في السلك الوظيفي.
في 11 نوفمبر فرقت الشرطة بالقوة مسيرة سلمية لطلاب بجامعة
الخرطوم كانوا بصدد تسليم مذكرة لوزير العدل تطالب باطلاق سراح المعتقلين في قضية
المحاولة التخريبية المزعومة.
منتصف نوفمبر أكد وزير العدل - بعد يومين من قرار للجنة
حقوق الانسان الدولية بوقف تنفيذ أحكام الاعدام- تمسك حكومته بالعقوبة باعتبارها
"عقوبة شرعية ومنصوص عليها في كتاب الله وسنة رسوله". يجدر بالذكر أن
عقوبات بالإعدام بحق 12 شخصاً أصدرتها المحاكم خلال شهري نوفمبر وديسمبر، جرى
تنفيذ إثنين منها. ففي 10 نوفمبر أصدرت محكمة بري الجنائية حكماً بإعدام عشرة
أشخاص من الفور شنقاُ بعد إدانتهم بقتل أو المشاركة في قتل الصحفي محمد طه محمد
أحمد العام الماضي. المحكوم عليهم العشرة هم: اسحق السنوسي جمعة صالح، عبد الحي
عمر محمد خليفة، الطيب عبد العزيز اسحق، مصطفى آدم محمد سليمان، محمد عبد النبي
آدم اسماعيل، صابر زكريا حسن عبد القادر، حسن آدم فضل خميس، آدم إبراهيم الحاج
عمر، جمال الدين عيسى الحاج، وعبد المجيد علي عبد المجيد أحمد. وفي 31 ديسمبر جري
تنفيذ حكم بالاعدام شنقاً بحق معتصم عبد الله خير الله (27 عاماً) وعماد تبن (18
عاماً) بعد إدانتهما باغتصاب طفلة.
26 نوفمبر أعتقلت السلطات المعلمة البريطانية جيلان جيبونز
بتهمة الإساءة للإسلام بسماحها لتلاميذها بإطلاق إسم محمد على دمية في شكل دب،
وذلك بعدما تقدمت وزارة التعليم بشكوى ضدها نيابة عن أولياء أمور التلاميذ.
المعلمة التي كانت تعمل لمدرسة الوحدة بالخرطوم حكم عليها في 29 نوفمبر بالسجن 15
يوماً والإبعاد عن البلاد، بعد مخاوف من الحكم عليها بالجلد أيضاً. لكن رئيس
الجمهورية أصدر عفواً عنها في 3 ديسمبر بعد ضغوط دولية واسعة.
وفي نوفمبر أبلغت السلطات في مدينة دنقلا بالولاية الشمالية
حزب المؤتمر الشعبي أن لا يعقد مؤتمره العام داخل المدينة، وأن يعقده خارجها بالقرب
من المطار. واعتبر مسئولون بالحزب ذلك القرار حجراً على حرية الممارسة السياسية
ومحاولة لتعويق نشاط الأحزاب السياسية المعارضة. وكان لقاء جماهيري للحزب في مدينة
القدار بالولاية، خاطبه مساعد أمينه العام ابراهيم السنوسي في 26 نوفمبر، قد تعرض
للاستفزاز والتشويش من قبل عناصر تابعة للحزب الحاكم، ولم تقم قوات الشرطة بمحاولة
لتأمين اللقاء الجماهيري رغم المناشدات المتعددة لها من قبل منظمي اللقاء. وقال
مسئولو حزب المؤتمر الشعبي إن السلطات كانت تسعى لوقوع أشتباك بين أنصار المؤتمر
الوطني والشعبي لاتخاذه ذريعة لمنع نشاط المؤتمر الشعبي كما حدث من قبل.
وفي 4 ديسمبر أجاز المجلس الوطني قانون القوات المسلحة لسنة
2007 والذي تضمن على خروقات عديدة لاتفاق السلام الشامل والدستور الانتقالي. يشتمل
القانون الذي لا يقصر تطبيقه على العسكريين فقط على مواد تؤدي للإفلات من العقوبة
وتقرر حصانات لأفراد القوات المسلحة، كما يتضمن على عقوبة الجلد المهينة. وتقول
المادة 34 (2) من القانون إنه "لا يجوز اتخاذ أي اجراءات ضد أي ضابط أو جندي
ارتكب فعلاً يشكل جريمة وقعت أثناء أو بسبب تنفيذه لواجباته أو أي امر قانوني يصدر
إليه بصفته هذه". وينتقص القانون من قومية القوات المسلحة بنصه في المادة 6 د
على أن من مهامها "العمل على تأصيل وإعلاء وترسيخ قيم الدين" مع أن
السودان بلد متعدد الديانات. ويمنح القانون في مادته الثامنة رئيس الجمهورية
منفرداً الحق في إعلان الحرب أو حالة الطواريء والاستنفار.
9 ديسمبر قامت قوات الشرطة بفض تجمع سلمي لطلاب جامعة
أمدرمان الإسلامية كان يطالب بحق الطلاب في إقامة اتحاد يمثلهم ويرعى حقوقهم.
16 ديسمبر قضت محكمة في الخرطوم بسجن عاملين مصريين ستة
أشهر بسبب عرضهما للبيع كتاباً في معرض الخرطوم الدولي للكتاب تضمن مساساً بزوجة
الرسول، السيدة عائشة. العاملان المصريان، وهما عبدالفتاح عبد الروؤف ومحروس محمد
عبدالعزيز واجها المادة 125 من قانون العقوبات السوداني وهي نفس المادة التي أدينت
بها المعلمة البريطانية جيلان جيبونز.
وقرب نهاية العام منعت السلطات في العاصمة إقامة أية حفلات
عامة بمناسبة رأس السنة الميلادية. طال قرار المنع حفلات غنائية بفنادق العاصمة
الكبرى كان دعي إليها مطربون من مصر (إيهاب توفيق، تامر حسني وأصالة).
الخميس سبتمبر 08, 2016 10:34 am من طرف د.خالد محمود
» "خواطر "يا حبيبتي
الجمعة أبريل 08, 2016 8:25 am من طرف د.خالد محمود
» خواطر "يا حياتي "
الجمعة أبريل 08, 2016 8:15 am من طرف د.خالد محمود
» الطريق الى الجنة
الأحد مارس 06, 2016 4:19 pm من طرف د.خالد محمود
» الحديث الاول من الأربعين النووية "الاخلاص والنية "
الأحد مارس 06, 2016 4:02 pm من طرف د.خالد محمود
» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
الأربعاء سبتمبر 16, 2015 1:04 am من طرف معهد تيب توب للتدريب
» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
الأربعاء سبتمبر 16, 2015 1:04 am من طرف معهد تيب توب للتدريب
» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
الأربعاء سبتمبر 16, 2015 1:04 am من طرف معهد تيب توب للتدريب
» البرنامج التدريبي أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر 2015
الأربعاء سبتمبر 16, 2015 1:03 am من طرف معهد تيب توب للتدريب